![]() |
عزك بالافتقار الى الله
[TABLE1="width:95%;"] | [/TABLE1] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أخي في الله كلما استشعرتَ حقيقةَ افتقاركَ إلى اللهِ سبحانه ، وشدةَ حاجتكَ إليهِ ،،شعوراً يملأُ عليكَ حنايا قلبكَ ، ويصبح هاجساً يشغلك في كل أوقاتك ، وحيثما كنتَ ..فهناكَ تنهلّ على قلبكَ شوارقُ أنوارٍ تحسها إحساساً واضحاً لا لبسَ فيه .. ولذا قالوا : من أرادَ أن يغمرَ اللهُ قلبهُ بألوانِ العطاءِ ، فليتحققْ بالافتقار التام بين يدي الله سبحانه ..فإنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكين .. وقالوا : من أرادَ ورودَ المواهبَ إليهِ .. فليحققِ الفقرَ والحاجةَ لديهِ ..وفي الأثر الإلهي يقولُ الرب جل جلاله : أنا عندالمنكسرةقلوبهم .. وهو معنى عجيبٌ يلهبُ القلبَ الحيّ ويزلزله ، ليبقى في حالة انكسار مستمرٍ ،ما دام هذا الانكسار ثمرته : أن يكون اللهُ جلّ في علاه قريبا منه ، حبيبا إليه ، لطيفاً به ..!! وهناكَ معنى خفي عجيب آخر ..هذا المعنى يكمن في الحقيقة التالية : كلما حققتَ افتقاركَ لله سبحانه ،، أغناكَ الله سبحانه من واسع كرمه ..!!وكلما تحققتَ بروحِ الذلِ بينَ يديه ، ملأ قلبكَ بشعورِ العزةِ على الدنيا كلها وأهلها..!! ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) 8/المنافقون وللهِ در القائل : وأستعلي بإيماني على الدنيا وما فيها ..!! هذه العزة إنما تتجلى بوضوح في كلّ قلبٍ ، استطاع صاحبه أن يذللـه بين يدي الله .وعلى قدر قوة افتقاركَ وذلّك له سبحانه ، تكونُ قوةُ شعورك بهذه العزة ، المتكسبة من الله جل في علاه .. وشيء آخر يُضاف إلى كل ما تقدم .. أن الافتقارَ إلى الله في جوهرهِ ، إنما هو تحقيقٌ لروحِ العبودية لله سبحانه ،وهل يريدُ الله منكَ ، إلا أن تتحققَ بمعانيَ العبوديةِ بين يديه في كل أوقاتك ..؟!!وكلما كنتَ متحققاً بعبودتك لهُ سبحانه ، على الوجه الذي يريد :كانَ لك ، ومعكَ . حافظاً ومؤيداً ونصيرا ومعيناً .. ( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) 46/طه ( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ )15/الشعراء ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم )139/آل عمران ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) 4/الحديــد والآيات كثيرة في كتاب الله .. إنما يربيك الله سبحانه بها ، على هذا المعنى وأمثاله :لتملأ قلبك ثقةً ويقيناً وإشراقاً وأنتَ تواجه طوفانَ فتنِ الحياةِ من حولكَ ..!!ولأن السجودَ أجلى مظهرٍ للافتقارِ بين يدي الله عز وجل :فإنك في لحظةِ السجودِ تكونُ أقربَ ما تكونُ من الله سبحانه .. في الحديث الشريف يقول رسول الله : " أقرب ما يكونُ العبدُ من ربه وهو ساجدٌ ، فأكثروا الدعاء" رواه مسلم و في هذا تهييجٌ لنا لنكثرَ من السجود بين يدي الله ، لنكون في أكثر أوقاتنا في مقام قربٍ منه سبحانه ..!بل في هذا تعليم لنا أن نكونَ في حالة سجودٍ دائمٍ بين يدي الله ، لنكونَ في حالة قربٍ من الله مستمر .. ومن كان مع الله في كل أنفاسه ، فلن يضيعهُ ، ولن يخيبه .. سئل أحد العارفين : أيسجدُ القلب ؟ قال : نعم ،، سجدة لا يرفعُ رأسه منها أبداً ..!! ولذا قالوا : من فهمَ سرّ السجود ، وذاقَ قلبهُ حلاوة الأنس فيه : سحبَ هذا الافتقار الذي تحققَ به في سجودهِ ، وذاقَ حلاوته ،سحبهُ على بقية حياتهِ ، ليبقى في حالةِ قربٍ من ربه في ليله ونهاره ، وبهذا تهبّ على قلبه نسائمُ سماويةٌ ، ونفحاتٌ ربانية حيثما كان .ومثل هذا الإنسان يصبحُ ويمسي وهو متميزٌ بلا شك .. أي يصبحُ مباركاً أينما كان . فاجهدْ جهدكَ لتتحققَ بفقركَ التام بين يدي الله ، على كل حالٍ تكونُ فيها ،فمن تحقق بالافتقار إليهِ سبحانه ، أغناهُ الله بغير مال .. وأعزهُ الله بغير جاه ..وهل هذا قليل ..؟!! ولقد كان بعض الصالحين يكثر أنْ يقول في مناجاته : اللهم أغننا بالافتقار إليك ، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك ..فالافتقار إليكَ وحدكَ ، هو عينُ الغنى بكَ .. والاستغناء عنكَ موتٌ محقق.. والحمد لله رب العالمين |
رد: عزك بالافتقار الى الله
|
رد: عزك بالافتقار الى الله
أَتَيْـنَاكَ بِالْفَقْـرِ يَا ذَا الْغِـنَى وَأَنْتَ الّذِى لَـمْ تَزَلْ مُحْسِنَا
وَعَوَّدْتَنَا كُلَّ فَــضْلٍ عَسَـى يَعُـودُ الذى مِنْكَ عَــوَّدْتَنَا :extra136: :extra139: |
الساعة الآن 11:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |