![]() |
حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
http://img507.imageshack.us/img507/3113/34855566aw0.gif
حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف ) يقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « الحكمة في افتتاح الله بالباء عشرة معان : أحدها : أنّ في الألف ترفعاً وتكبراً وتطاولاً ، وفي الباء انكساراً وتواضعاً وتساقطاً . وثانيها : أنّ الباء مخصوصة بالإلصاق بخلاف أكثر الحروف خصوصاً الألف من حروف القطع . وثالثها : أنّ الباء مكسورة أبداً ، فلما كانت فيها كسرة وانكسار في الصورة والمعنى وجدت شرف العندية من الله تعالى . ورابعها : أنّ في الباء تساقطاً وتكسراً في الظاهر ، ولكن رفعة درجة وعلو همة في الحقيقة ، وهي من صفات الصديقين ، وفي الألف ضدها , أمّا رفعة درجتها : فبأنّها أعطيت نقطة وليست للألف هذه الدرجة , وأمّا علو الهمة : فإنّه لمّا عرضت عليها النقط ما قبلت إلا واحدة ليكون حالها كحال محب لا يقبل إلا محبوباً واحداً . وخامسها : أنّ في الباء صدقاً في طلب قربة الحق ، لأنّها لمّا وجدت درجة حصول النقطة وضعتها تحت قدمها وما تفاخرت بها ، ولا يناقضه الجيم والياء ، لأنّ نقطهما في وضع الحروف ليست تحتهما بل في وسطهما ، وإنّما موضع النقط تحتهما عند اتصالهما بحرف آخر لئلا يشتبها بالخاء والتاء بخلاف الباء ، فإنّ نقطتها موضوعة تحتها سواء كانت مفردة أو متصلة بحرف آخر . وسادسها : أنّ الألف حرف علّة بخلاف الباء . وسابعها : أنّ الباء حرف تام متبوع في المعنى ، وإن كان تابعاً صورة من حيث أن موضعه بعد الألف في وضع الحروف : وذلك لأنّ الألف في لفظ الباء يتبعه بخلاف لفظ الألف ، فإنّ الباء لا يتبعه والمتبوع في المعنى أقوى . وثامنها : أنّ الباء حرف عامل ومتصرف في غيره ، فظهر لها من هذا الوجه قدر وقدرة ، فصلحت للابتداء بخلاف الألف فإنّه ليس بعامل . وتاسعها: أنّ الباء حرف كامل في صفات نفسه : بأنّه للإلصاق ، والاستعانة ، والإضافة ، مكمل لغيره : بأن يخفض الاسم التابع له ويجعله مكسوراً متصفاً بصفات نفسه ، وله علو وقدرة في تكميل الغير بالتوحيد والإرشاد ، كما أشار إليه سيّدنا علي كرّم الله وجهه بقوله : ( أنا النقطة تحت الباء ) . فالباء له مرتبة الإرشاد ، والدلالة على التوحيد . وعاشرها : أنّ الباء حرف شفوي تنفتح الشفة به ما لا تنفتح بغيره من الحروف الشفوية ، ولذلك كان أوّل انفتاح فم الذرة الإنسانية في عهد : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُم } ( الأعراف : 172 ) بالباء في جواب بلى , فلمّا كان الباء أوّل حرف نطق به الإنسان وفتح به فمه وكان مخصوصاً بهذه المعاني : اقتضت الحكمة الإلهية اختياره من سائر الحروف ، فاختارها ، ورفع قدرها ، وأظهر برهانها ، وجعلها مفتاح كتابه ومبدأ كلامه وخطابه تعالى وتقدس »(1) . ويقول الشيخ عبد الكريم الجيلي قدّس الله سرّه : « جعل الحق حرف الباء أوّل القرآن في كل سورة ، لأنّ أول ما بينك وبين ذاته سبحانه ظلمة وجودك ، فإذا فنى ولم يبقَ إلا هو كانت أسماؤه وصفاته التي هي منه حجاب عليك فتلك جميعها نورانية ، ألا ترى أنَّ بسم الله الرحمن الرحيم كلّها حروف »(2). _________________________ الهوامش : (1) - الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 1 ص 7 . (2) - الشيخ عبد الكريم الجيلي – الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم – ص12 . |
رد: حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
شكرا لك أخي هيثم على سوق هذه المعاني العظيمة
فتح الله عليك |
رد: حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
اقتباس:
http://albuhasan.net/vb/images/smili...9b845c5ac7.gif |
رد: حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
شيء جميل |
رد: حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
اقتباس:
بارك الله فيك |
رد: حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
ذكر في مقدمة إعانةالطالبين نبذة من ذلك.
جزاك الله خيراأخي الكريم |
رد: حكمة افتتاح القرآن الكريم بحرف ( الباء ) دون ( الألف )
اقتباس:
:extra173: |
الساعة الآن 01:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |