![]() |
بيت المقدس ..الزوايا والخوانق
بيت المقدس ..الزوايا والخوانق http://www.islamic-sufism.com/pictures/a48.jpg بيت المقدس ..الزوايا والخوانق إعداد : نافذ أبو حسنة بيت المقدس الذي شهد قدوم أعداد كبيرة من الصحابة والتابعين بعد الفتح العربي الإسلامي ، شهد أيضا قدوم زهاد ومتعبدين وصالحين ، للاعتكاف في المسجد وحوله . ومن هؤلاء على سبيل المثال : قييصة بن ذؤيب ، وعبد الله بن محيريز , وهانىء بن كلثوم ، وأم الدرداء : هجيمة بنت حيي ، زوج الصحابي أبي الدرداء التي كانت تجالس الفقراء والمساكين وتحسن إليهم . عاش الزهاد الأولون حياة بسبطة وأقاموا في معتكفات للتعبد وذكر اللهhttp://www.islamic-sufism.com/images/J.gif . وفي القرن الثاني للهجرة ، قدم عدد كبير من الصوفية إلى الديار الفلسطينية المقدسة . وفي مقدمة هؤلاء أم الخير رابعة بنت اسماعيل العدوية ، وبشر الحافي ، وذو النون الحصري ، وإبراهيم بن أدهم ، والسري بن المفلس السقطي . الصوفيون كانوا أفرادا في الأصل ، ثم تجمعوا في منظمات منذ القرن الثالث الهجري . ولكن رواج الطرق الصوفية ، إنما تم في القرن السادس الهجري ، وانتشرت انشارا كبيرا ابتداء من القرن السابع الهجري ، فيما بلغت قمتها في القرن الثامن حيث لقي الصوفيون تشجيعا من الحكام المماليك . ارتبط بوجود الصوفية نشوء الزوايا والخوانق . والخانقاه كلمة فارسية تطلق على المباني التي تقام لإيواء الصوفية الذين يحلون فيها للعبادة . وقد سميت في العهد العثماني " تكايا " كما أطلق عليها أيضا اسم الربط . تركزت معظم الزوايا والخوانق في مدينتي القدس والخليل ،وقد بدأ تأسيسها في القرون الاسلامية الاولى ، ولم تكن مقصورة على الصوفية وإنما شغلها زهاد ومتعبدون . ولم يبق من معظمها أية آثار في الوقت الحاضر . ولعل من قبيل الاستثناءات النادرة ، بقاء الزاوية الأدهمية في القدس ، التي تنسب إلى الصوفي إبراهيم بن أدهم المتوفي سنة مئة وإحدى وستين للهجرة . أما معظم الزوايا التي لا تزال آثار كثير منها ماثلة فترجع إلى عصر المماليك، الذين اجتهدوا في تعمير زوايا ومنشآت كانت موجودة قبلهم ، فضلا عن إنشاء مؤسسات جديدة . واليوم لا يعرف عن كثير من الزوايا سوى اسمها ، أو أسماء منشئيها فيما اندثرت هي . ومع أن تعبيرات الزوايا والخوانق والتكايا والربط ، كانت تطلق على مؤسسة واحدة لإيواء الصوفية ، فإنها كانت مختلفة ، وكل منها تعني نمطا مختلفا من هذه المؤسسات . فالزوايا التي انتشرت في معظم أنحاء فلسطين ، وكان في القدس أربعين منها، هي مؤسسات شخصية ، غير مرتبطة في جميع الأحيان بالصوفية . إذ الزاوية هي مقر رجل من الأتقياء أو بيته ، يجمع فيها حوله جماعة من التلاميذ ، وفيها مصلى . ولهذا السبب كانت الزوايا أصغر من الخوانق والربط وأكثر منها عددا ، كما أنها أقدم منها عهدا ، فقد كان الاعتكاف في غرفة صغيرة أو منارة في المسجد أمرا عاديا للزهاد والعباد منذ فجر الإسلام . وكان هذا المعتكف يدعى زاوية منذ عهد الصحابةhttp://www.islamic-sufism.com/images/rhs.gif . ومما يدل على الأهمية التعليمية للزوايا ، فإن كثيرا من المدارس في بيت المقدس ، ومدن فلسطينية أخرى كانت تسمى زوايا . وبالعكس ، فالزوايا الأمينية ، والنصرية والختنية في القدس ، كانت تسمى مدارس أيضا . وفي بعض الزوايا أقيمت مكتبات هامة كما هو الحال في الزاوية النصرية في القدس ، التي أقيمت في القرن الخامس للهجرة . في بيت المقدس كان عدد الزوايا ينوف عن الأربعين ومن أشهرها : النصرية ، الجراحية ، الدركاء ، الأدهمية ، البسطامية ، الرفاعية ، زاوية الهنود ، زاوية الأفغان – وغيرها . أما الخانقاه فهي بعكس الزاوية ، إذ أنها ليست شخصية ، وإنما لها غالبا مقام رسمي في الدولة ، إذ هي تنفق عليها ، وتعين لها الشيوخ بمراسيم سلطانية . انتشرت الخوانق بتوسع منذ القرن الخامس الهجري ، وهي أكبر بيوت الصوفية ، كانوا يقيمون فيها بصورة دائمة ، ويتلقون مخصصات محددة ، كما أن الخانقاه كانت مؤسسة للتعليم الديني أيضا .وكانت على النازلين فيها التزامات معينة للتعبد والدرس والذكر. أول الخوانق التي أسست في القدس ، هي خوانق الفرقة الكرامية ، أتباع محمد بن كرام المتوفي سنة مئتين وخمس وخمسين للهجرة ، وقد ذكرها الجغرافي المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم . أما أول خانقاه معروفة معرفة جيدة نسبيا ، ولا تزال قائمة حتى الآن ، فهي الخانقاه الصلاحية التي بناها صلاح الدين سنة خمسمئة وثلاثة وثلاثين للهجرة وكانت لها أوقاف كثيرة . وأهم خوانق القدس : الخانقاه الدوادارية : وتقع عند باب العتم وقفها الأمير علاء الدين سنجر ، سنة ستمئة وخمس وتسعين ، على ثلاثين نفرا من الصوفية ، من العرب والعجم ، وكانت مدرسة في الوقت نفسه . الخانقاه الكريمية : عند باب حطة ، وقفها الصاحب كريم الدين بن عبد الكريم بن المعلم هبة الله ، سنة سبعمئة وثماني عشرة للهجرة ، وقد زارها ابن بطوطة ،سنة سبعمئة وست وعشرين للهجره ،وكانت مدرسة ايضا . الخانقاه التنكزية : عند باب السلسلة أنشأها الأمير تنكز الناصري سنة سبعمئة وتسع وعشرين للهجرة ، وكانت مدرسة وخانقاه ، ودار حديث ، ومكتب أيتام . الخانقاه الفخرية : في الجنوب الغربي من باب الحرم ، وقفها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله ، ناظر الجيوش الإسلامية ، المتوفي سنة سبعمئة واثنين وثلاثين للهجرة ، وكانت خانقاه ومدرسة ، هدمها الصهاينة سنة الف وتسعمئة وتسعة وستين ، مع ما هدموه من زاويا ، منذ عام الف وتسعمئة وسبعة وستين ، وأشهرها : زاوية المغاربة ، وزاوية أبو مدين . الخانقاه الأسعردية ، شمالي رواق الحرم الشمالي ، وقفها مجد الدين الأسعردي، سنة سبعمئة وإحدى وسبعين للهجرة وكانت مدرسة أيضا . الخانقاه المنجكية : عند باب الناظر وقفها الأمير منجك ، نائب الشام سنة سبعمئة واثنين وستين للهجرة . الخانقاه المولوية : في حارة السعدية ، أنشأتها الدولة العثمانية ، لأتباع الطريقة المولوية سنة تسعمئة وخمس وتسعين للهجرة وتعرف ايضا بالتكية والزاوية المولوية . بخلاف الزوايا ، التي اتسمت بالبساطة الشديدة ، وسيادة مظاهر التقشف انسجاما مع طبيعتها وغرضها ، فقد اهتم المماليك بعمارة الخانقاه وزينتها وكسوتها وحرصوا على تدوين أسمائهم عليها كمنشئين لها، منفقين الأموال على عمارتها وخدمتها والإنفاق على الصوفيين فيها . المصدر: موقع المركز الفلسطيني للاعلام |
رد: بيت المقدس ..الزوايا والخوانق
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
رد: بيت المقدس ..الزوايا والخوانق
العفو اختنا الفاضلة
|
الساعة الآن 11:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |