![]() |
خَلِّ الغَرامَ لصبٍّ دمعُهُ دمُهُ
قال سيّدي عبد الرحيم البرعي رحمه الله : خَلِّ الغَرامَ لصبٍّ دمعُهُ دمُهُ = حَيرانَ توجدهُ الذكرى وَتعدمهُ فاقنعْ لهُ بعلاقاتٍ علقنَ بهِ = لَو اطَّلعتَ عليها كنتَ ترحمهُ عذلتَهُ حينَ لم تنظرْ بناظرهِ = وَلا علمتَ الَّذي في الحبِّ يعلمهُ لو ذقتَ كأسَ الهَوى العذري ما هجعَتْ = عَيناكَ في جُنحِ لَيلٍ جنَّ مظلمهُ وَلا ثنيتَ عنانَ الشَّوقِ عَن طللٍ = بالٍ عفتْ بيدِ الأنواءِ أَرسمهُ ما الحبُّ إلا لِقَومٍ يعرفونَ بهِ = قد مارسوا الحبَّ حَتّى هَانَ معظمهُ عذابهُ عندهم عذبٌ وَظلمتهُ = نورٌ وَمغرمهُ بالراءِ مغنمهُ كلّفتَ نفسكَ أن تقفو مآثرهم = وَالشيءُ صعبٌ عَلى من لَيسَ يحكمهُ إني أَوري لِغَيري حينَ يَسألني = بذكرِ زينَبَ عَن لَيلى فأوهمهُ وَطالَما سجعت وَهنا بذي سلمٍ = وَرقاءُ يعجمُ شَكواها فأفهمهُ وَتَنثَني نسماتُ الغورِ حاكيةً = علمَ الفَريقِ فأدري ما نُتَرجمهُ يا مَن أَذابَ فُؤادي في محبّتهِ = لَو شئتَ داويتَ قلباً أَنتَ مُسقمهُ سَقى الحيا ربعَ صبٍّ سارَ منه إِلى = شعبِ المريحات هامي المزنِ يوهمهُ وَباتَ يَرفضُ من سفحِ الخزامِ إِلى = وادي أدامَ وَما والى يُلملمهُ يَسوقهُ الرعدُ في تلكَ البطاحِ إِلى = أُمُّ القُرى وَ رياحُ البشرِ تقدمهُ وَكلّما كفَّ أَوكلّتْ ركائبهُ = ناداهُ بالرَحبِ مَسعاهُ وَزَمزَمهُ لمّا ألبَّ عَلى البَطحاءِ عارضهُ = عَلى المَدينةِ برقٌ راقَ مبسمهُ سَقى الرياضَ الَّتي من روضِها طلعَتْ = طَلائِعُ الدّينِ حَتّى قامَ قَيِّمهُ حيثُ النبوّة مضروبٌ سرادقُها = وَالنورُ لا يَستَطيعُ اللَيلُ يكتمهُ وَالشَمسُ تسطعُ من خلفِ الحجازِ وَفي = ذاكَ الحِجازِ أَعزُّ الكَونِ أكرمهُ محمّدٌ سيّدُ الساداتِ من مضرٍ = سرُّ النَّبيينَ مُحيي الدّينِ مُكرمهُ فردُ الجَلالةِ فردُ الجودِ مكرمةً = فردُ الوجودِ أبرُّ القَلبِ أَرحمهُ نورُ الهُدى جوهرُ التَوحيدِ بدرُ سما = ءِ المَجدِ واصفهُ بالبَدرِ يظلمهُ من نورِ ذي العَرشِ معناهُ وَصورتهُ = وَ منشئ النورِ من نورٍ يجسمهُ وَمودعُ السِّرِ في ذاتِ النبوةِ من = عِلمٍْ وحُسْنٍ وإحسانٍ يقسمهُ فَذاكَ من ثَمَراتِ الكَون أَطيَب ما = جادَ الوجودُ به أَعلاهُ أَعلمهُ فَما رأتْ مثلهُ عينٌ وَلا سَمِعَت = أذنٌ كأحمدَ أينَ الأينُ تعلمهُ أَمسَت لمولدهِ الأصنامُ ناكِسَةً = عَلى الرؤوس وَذاكَ الخزيُ محرمهُ وأصبحتْ سُبلُ التَوحيدِ واضِحةً = وَالكفرُ يندبهُ بالوَيل مأتمهُ والأرضُ تبهجُ من نورِ ابنِ آمنةٍ = وَالحقُ تصمي ثغورَ الجورِ أسهمهُ وإنْ يقمْ لاستراقِ السَّمعِ مُسترقٌ = فَعندهُ صادرُ الأرجاءِ يرجمهُ إنَّ ابنَ عبدِ مُنافٍ مِنْ جَلالَتهِ = شمسٌ لأفقِ الهدى وَالرّسلِ أنجمهُ العَدلُ سيرتهُ وَالفَضلُ شيمَتهُ = وَالرعبُ يقدمهُ وَالنَصرُ يخدمهُ أَقامَ بالسَيفِ بنهجِ الحقِّ معتَدِلاً = سهلَ المَقاصِد يُهدي من تيمّمهُ وَكُلّما طالَ ركنُ الشّركِ منتهياً = في الزّيغِ قامَ رَسولُ اللَهِ يهدمهُ سارَت إِلى المَسجِدِ الأَقصى ركائبهُ = يزفّهُ مسرجُ الإسرا وَملجمهُ وَالسوقُ يهتفُ يا جِبريلُ زُجَّ بهِ = في النّورِ ذَلِكَ مرقاهُ وَسلّمهُ وَالعَرشُ يَهتَزُّ مِن تَعظيمِهِ طَرَباً = إذ شرّفَ العرشَ وَالكرسيَ مقدمهُ وَالحَقُّ سُبحانهُ في عزِّ عِزَّتهِ = من قابِ قََوسينِ أَو أَدنى يُكلّمهُ فَكَم هُنالِك من فَخرٍ وَمِن شَرَفٍ = لمَنْ شَديدُ القوى وحياً يُعلّمهُ حَتّى إِذا جاءَ بالتَنزيلِ مُعجزةً = يَمحوا الشَرائِعَ وَالأَحكامُ تحكمهُ هانَتْ صِفاتُ عَظيمِ القربتينِ وَما = يأتيهِ جهلُ أَبي جهلٍ وَ يزعمهُ حالَ السها غيرُ حالِ الشَمسِ لَو عَلِموا = بَل أَهلُ مَكَّة في طغيانهم عمهوا فاصدعْ بأمركَ يا ابن الشمِّ من مُضَرٍ = فَقَد بُعثتَ لأهلِ الشّركِ تُرغمهُ لَكَ الجَميلُ من الذكرِ الجَميلِ وَمن = كلِّ اسمٍ حوتْ عَظيمَ الجُودِ أَعظمهُ يا أَيُّها الآملُ الراجي لِيَهْنِكَ ما = تَرجوهُ ذا كعبةٌ الراجي وَموسمهُ قبراً تشاهدُ نوراً حين تبصرهُ = عيني وانشقَّ مَسكاً حينَ ألثمهُ كَم أَستَنيبُ رفاقاً في زيارَتهِ = عنّي وَما كلُّ صبِّ القَلبِ مغرمهُ وَكَم يُصافحهُ مَن لا يدي يدهُ = وَلا فَمي عندَ تَقبيلِ الثرى فمهُ مَتى أُناديهِ من قُربٍ وأنشدهُ = قَصيدةً فيهِ أَملاها خُويدمهُ مُهاجريةٌ اهتَزَت كمائمُها = عَن نُورِ دُرّ لسانِ الحالِ ينظمهُ كَم يأَمَلِ الرَوضَةَ الغراءَ ذو شَغَفٍ = يَرجو الزيارةَ والأقدارُ تحرمهُ مُستعدياً بحبيبِ الزائرينَ عَلى = دَهرٍ تنكّرَ بالإهمالِ مُعجمهُ فََقُمْ بِعَبدكَ يا شَمسَ الكَمالِ وَكُنْ = حِماهُ من كلِّ خَطبٍ مرَّ مَطعمهُ وارعَ الكَريمَ إذا ضَاقَ الخِناقُ بهِ = ما خَابَ من أَنتَ في الدّارينِ ملزمهُ يا سَيّدَ العُربِ العرباءِ معذرةً = لَنادمِ القَلبِ لا يُغني تَندّمهُ أنطتُ ظَهري بأَوزارٍ وَجئتكَ لا = قَلبٌ سَليمٌ وَلا شيءٌ أقدّمهُ يا صاحِبَ الوحي وَالتَنزيلِ لطفكَ بي = لا زلتَ تَعفو عَن الجاني وَتكرمهُ وَهاكَ جوهرَ أَبياتٍ بكَ اِفتَخَرتْ = جاءَتَ بخطِّ أَسيرِ الذَنبِ يَتَرْقُمُهُ فانهضْ بقائلها عَبدَ الرَحيمِ ومَنْ = يَليهِ إنْ هَمَّ صَرفُ الدَّهرِ يَدهمهُ واجعلْهُ منك برأي العَينِ مَرحمةً = إذا أَلمَّ بهِ مَنْ لَيسَ يَرحمهُ وإن دعا فأجبهُ واحْمِ جانبهُ = يا خيرَ من دُفنتْ في القاعِ أَعظمهُ فَكلُّ مَنْ أَنتَ في الدّارينِ نَاصرهُ = لَم تَستَطِع مِحَنُ الأيّامِ تهضمهُ عَلَيكَ مِن صَلواتِ اللَهِ كلّها = يا مَاجِداً عَمَّتِ الدّارينِ أَنعمهُ يندى عَبيراً أَو مسكاً صوبَ عارضها = وَيبدأ الذكرَ ذكراهَا وَيختمهُ ما رَنَّحَ الريح أَغصان الأراكِ وَما = جابَتْ عَلى أبرقِ الحُنَّانِ حوّمهُ وَينثي فيعمَّ الآل جانبهُ = بكلِّ عارِضِ فضلٍ فاضَ مُجسمهُ |
رد: خَلِّ الغَرامَ لصبٍّ دمعُهُ دمُهُ
احسنت احسن الله اليك
|
رد: خَلِّ الغَرامَ لصبٍّ دمعُهُ دمُهُ
فَكلُّ مَنْ أَنتَ في الدّارينِ نَاصرهُ = لَم تَستَطِع مِحَنُ الأيّامِ تهضمهُ
عَلَيكَ مِن صَلواتِ اللَهِ كلّها = يا مَاجِداً عَمَّتِ الدّارينِ أَنعمهُ بارك الله بكم |
رد: خَلِّ الغَرامَ لصبٍّ دمعُهُ دمُهُ
اقتباس:
|
رد: خَلِّ الغَرامَ لصبٍّ دمعُهُ دمُهُ
اقتباس:
:extra149: |
الساعة الآن 12:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |