![]() |
يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( ان هذا العصر العجيب الذي اثقل كاهل الانسان بالحياة الدنيوية بما كثّر عليه من متطلبات الحياة وضيق عليه مواردها، وحوّل حاجاته غير الضرورية الى ضرورية بما ابتلاه من تقليد الناس بعضهم بعضاً، ومن التمسك بعادات مستحكمة فيهم، حتى جعل الحياة والمعاش هي الغاية القصوى والمقصد الاعظم للانسان في كل وقت. فهذا العصر العجيب اسدل بهذه الامور حجاباً دون الحياة الدينية والاخروية والابدية، او في الاقل جعلها امراً ثانوياً او ثالثياً بالنسبة له. لذا جوزي الانسان على خطئه هذا بلطمة قوية شديدة حوّلت دنياه جحيماً لا تطاق. وهكذا يتورط المتدينون ايضاً في هذه المصيبة الرهيبة، ولا يشعر قسم منهم انهم قد وقعوا في الورطة. واذكر مثالاً: رأيت عدداً من الاشخاص - من اهل التقوى - يرغبون في الدين ويحبون ان يقيموا اوامره كي يوفقوا في حياتهم الدنيوية ويفلحوا في اعمالهم. حتى ان منهم من يطلب الطريقة الصوفية لاجل ما فيها من كرامات وكشفيات. بمعنى انه يجعل رغبته في الآخرة وثمارها تكأة ومرتبة سلم للوصول الى أمور دنيوية، ولا يعلم هذا ان الحقائق الدينية التي هي اساس السعادة الدنيوية كما هي اساس السعادة الاخروية، لا تكون فوائدها الدنيوية الاّ مرجحة ومشوقة، فلو ارتقت تلك الفائدة الى مرتبة العلة لعمل البر، فانها تبطله، وفي الاقل يفسد اخلاصه، ويذهب ثوابه . نعم! ان هذا العصر قد جعل حتى المسلمين يستحبون الحياة الدنيا ويرجحونها على الاخرة على علم منهم ورغبة فيهم، كما تشير اليه الآية الكريمة : (يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة) (ابراهيم: 3) ) . سيدي النورسي |
رد: يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة
نسأل الله العفو والعافية
|
رد: يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة
اللهم امين
|
رد: يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة
كان الله في عون العباد
|
رد: يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة
اقتباس:
اقتباس:
|
الساعة الآن 11:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |