![]() |
ليــــــــــــــــــــالي تركستان_ملخص رواية
هذا ملخص نقله أحدهم جزاه الله خيرا لفصول رواية "ليـــــــــالي تركستان" للكاتب الاسلامي الكبير نجيب كيلاني
استدعى القائد الصيني أمير قومول المسكين ، وقال له : - أيها الأمير . . (( لقد عزمت على مصاهرتك أنت بالذات . . )) شحب وجه الأمير ، وارتعشت أنامله ، وقال بصوت واهن : - " أنت تعلم أيها القائد أن هذا مستحيل " قهقه القائد في سخرية : - " أنا لا أعرف المستحيل أيها الأمير " - " هذا أمر الله . . " - " لا دخل للآله في شؤون القلوب . . لقد أحببتها . . " - " لقد درج الفاتحون على احترام عقيدة أهل البلاد المفتوحة . . " - " هذه خرافات لا أومن بها " - " هذا أبشع من الموت أيها القائد " اكفهر وجه القائد وصرخ : - " الأمر يخص الأميرة . . . اذهب وأخبرها . . وأمامك بضع ساعات للتصرف . . " وخرج الأمير التركستاني ، لا يكاد يعي شيئاً مما حوله ، إنها مهانة لا مهانة بعدها ، وبدا القصر لعينيه مقيتاً يوحي بالضيق والعذاب ، كيف يقابل زوجته وأولاده ، لم تعد للحياة قيمة ، أيفر إلى الجبال يقتات الأعشاب ، ويؤانس الوحوش ، حتى لا يرى المأساة بعينيه ؟ ودخل الأمير قصره . . . السيوف الأثرية تتدلى في عناء ، والبنادق الفارعة فوق الجدران كجثث الشياه المتعفنة ، وتاريخ أجداده نائم في أحضان الصفحات المتراصة التي غلفها الغبار . .. تلفت الأمير الحائر حواليه ، شعر أن الجو حواليه خانق ، يكاد يزهق أنفاسه ، كان يعبث بالفرش إلى جواره في عصبية بالغة : - " أتوافقين ؟ " - " الموت ولا هذا ! " - " لماذا ؟ " - " أمر الله فوق أمر الصينيين ! " وقف ، ثم احتضن الأميرة الصغيرة ، عيونها الجميلة توحي بالحيرة القاتلة ، وجهها النضر كالوردة ينطق بالرعب ، ثم شهقت باكية : - " لا أتصور يا أبي . . . لا أتصور أن تساق فتاة هكذا . . . السير إلى ساحة الإعدام أسهل بكثير . . " جفف الأمير أهداب ابنته ، وربّت على شعرها الناعم الأشقر ، ثم لامس خذيها الورديتين في حنان ، ثم وقف ودق الأرض بقدمه صارخاً : - " لن يكون . . . " * * * * سرت الأنباء في المدينة مسرى النار في الهشيم ، وتخطّت حواجز القصر المنيف ، وتهامست بها النسوة في المنازل ، وتلقتها الرجال في قلق وغيظ بالغين .. . . . وعندما قرأ القائد الصيني رسالة الأمير التركستاني . . كورها في يده ، ثم رمى بها ، وبصق عليها .. . ثم اتجه صوبي قائلاً : - " قل لأميرك : إنه يعبث كما يعبث الصبية . . هذه قوانين (صن يان صن ) أبو الصين الأعظم . . ولن تستطيع قوّة في الأرض أن تبطل قوانينه " وأٌخذ مولاي الأمير في نفس الليلة إلى السجن . . ليلتها بكت المدينة كما بكت بالأمس على شهداء المعركة ، وليلتها أدرك الناس أن الغزو الصيني يحمل في طياته خطراً آخر غير خطر غزو الأرض . . * * * * صورة الأمير السجين تملأ خيالي ، من الصعب أن تتصور الأعزة الكبار يرسفون في الأغلال ، ويساقون كما يساق العبيد ، يا إلهي ، إنه مشهد لا يمكن أن ينسى مدى الحياة ، ومع ذلك فقد كان الأمير يمضي بين الزبانية الصينيين مرفوع الرأس ، يشمخ بأنفه في كبرياء ، كان في صمته ثورة ، وفي استسلامه عاصفة ، وفي نظراته الشاردة نداء دمويٌّ رهيب . * * * * قال لي ( خوجة نياز حاجي ) زعيم بلدنا الهمام : - يا مصطفى . . اذهب إلى أميرك في السجن . . وقل له : يجب أن يبحث عن مخرج ضحك الأمير ، وشد عوده الفارع ، وتطلع إلى الآفاق بعيني صقر جريح ، وهتف والحنق يأخذ بتلابيبه : - " لست أملك مفاتيح السجن " ! - " للسجن جدران يا مولاي " ضحك الأمير في عصبية : - " وكيف أحطمها وحدي ؟ " - " يقول لك ( خوجة نياز ) . . إن لم تكن تملك المفاتيح التي تفتح بها السجن ، ولا السواعد التي تهدمه . . فإن لك عقلاً يستطيع أن يحملك على جناحيه إلى الخارج . . " * * * * " هناك على التلال يعيش فئة من الرعاة الأبطال ، لم يستطع العدوان أن يقهرهم ، ولم يتزوج نساءهم ، بالقوة . . هؤلاء يشربون ألبان الماعز ، ويغزلون الصوف ، ويعبدون الله الواحد الأحد ، لا يخافون أحداً إلاّ الله . . . . أتدري ؟ هؤلاء هم الملوك غير متوجين . . . ما أشد حنيني إليهم يا مصطفى . . . " * * * * * - " أيها الأمير . . . أيها السادة . . . يجب أن نوافق القائد الصيني على فكرته " هاج الحاضرون ، وماجوا ، وبدا عليهم الاشمئزاز والمعارضة الشديدة ، غير أن الأمير ابتسم وقال في هدوء : - " وأنا أوافق خوجة نياز . . . وسيكون العرس في قصري ، وسيتزوج القائد الصيني ابنتي الغالية . . . سوف نفدي بذلك شعب قومول ، وننجيه من مذبحة لا تبقي ولا تذر . . . " وصرخ أحد العلماء قائلاً : - " الله . . . " ورد الأمير : - " الله معنا . . ولن يخذلنا . . " وعاد العالم يقول : - " وكيف يكون معنا ونحن ندوس شريعته ؟ . . " وسادت همهمات وغمغمات ، وأخذ الجالسون يتناقشون بصوت خفيض ، وينكبّون على الأمير ، ثم يذهبون إلى خوجة نياز ، ولا تكاد ترى إلاّ شفاههم تتحرك ، وأيديهم تشير ، وعيونهم تتأرجح في حيرة وحذر . * * * * * * - " لن أتزوجه يا أبي . . . كيف أطيعك وأعصي الله . . الله أعز مني ومنك . . " - " والله يريد ذلك يا ابنتي " - " لا يريد الله إلاّ الخير " - " لعل فيما ارتأيناه الخير كل الخير " وقالت الأميرة وهي تنتحب : - " الآن أبرأ منك . . . من الملك . . فدعني أرحل . . " ربّت على شعرها الذهبي وقال : - " كيف ترحلين وسط الذئاب ؟ " * * * * * * * وجاء موكب القائد الصيني ، تصحبه الموسيقى العسكرية ، واللاعبون بالنار ، وبعض الرقصات الشعبية الصينية . وفقراء قومول يبتعدون ويبتعدون عن قلب المدينة . . . يسجدون لله تحت الأشجار خفية ، أو يرتلون الأدعيات على شواطئ الغدران . . ! وشرب القائد الصيني نخب الصداقة العريقة بين الشعب الصيني والشعب التركستاني ، وظل يشرب حتى كاد أن يترنح ثملاً . . * * * * * * * تململ خوجة نياز ، واحتقن وجه أحد العلماء ، وأصيب أحد الرجال بالصرع فحملناه خارجا ، وسمعنا صوتاً في جنبات القصر يدوّي " الله أكبر . . الله أكبر . . " قالها أربع مرات ، وفي وقت قصير لمعت السيوف وانطلقت البنادق القديمة ، واندلعت المعركة التي أشعلها رجال الجبل الذين أخذوا يتوافدون من كل ناحية ، ومن الدور الأعلى ، ومن باطن الأرض ، ومن فوق أسوار القصر . |
:144:
:r_butterfly: زدنا جزاك الله خير |
مرحبا بمروركم سيدي الفاضل
|
الساعة الآن 11:43 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |