![]() |
تفسير الذكر الحكيم: (أعوذ بالله الشيطان الرجيم)
تفسير
الذكر الحكيم اختيار وتأليف : عبد القادر الأسود أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أوّلِ كل قراءة فقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ِ} . ويجوز فيها الإسرارُ والإعلان . أمّا في مجالس القرآن فإنّها تقرأ في البدء ، ولا يكون بعدها ثمّةَ حاجةٌ لترديدها من باقي القراء ، إلاّ إذا كان هناك فاصل من حديث في أمر الدنيا . أمّا إذا كان الحديثُ متعلِّقاً بالتلاوة ، كبيان حكمٍ أو تصحيح تلاوةٍ، فإنه يتعوَّذُ سِرّاً عند المتابعة . ويحمل هذا الأمر " بالتعوذ " على النَدْبِ في كلِّ قراءة في غير الصلاة . واختلفوا في التعوُّذِ أثناء الصلاة . فمنهم من قال إنها واجبة . وتعوَّذَ الإمامان الجليلان أبو حنيفةَ النعمان والشافعي ـ رحمهما الله ـ في الركعة الأولى وحسب ، لأن قراءةَ الصلاة كلَّها واحدةٌ عندهما؛ بينما رأى الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ أنْ لا تعوُّذَ في الصلاة المفروضة وإنما في صلاة قيام رمضان فقط . وقد أجمع العلماء على أنّ التعوُّذَ ليس من القرآن ولا آية منه ، وأنّ لفظه هو كما جاء في كتاب الله تعالى . رُوي عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنّه قال : قلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ؛ فقال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( يا بنَ أمِّ عبْدٍ ، أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا أقرأني جبريل عن اللوح المحفوظ عن القلم )) . وجاء في فضل التعوُّذِ : أنَّ رجلان اسْتَبّا عند النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعل أحدُهما يَغضَبُ ويحمَرُّ وجهُهُ وتَنتفخُ أوداجُه ؛ فنظرَ إليه النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ((إني لأَعلمُ كلمةً لو قالها لَذَهبَ ذا عنه ، أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم .....)) أخرجه البخاري . ورُويَ عن ابنِ عمرَ رضيَ الله عنهما أنّه قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سافر فأقبل عليه الليلُ قال : (( يا أرضُ ربّي وربُّك اللهُ ، أعوذُ باللهِ مِنْ شَرِّكِ ومِنْ شَرِّ ما خُلِقَ فيك ، ومِن شَرِّ ما يَدبُّ عليك ، ومِِنْ أَسَدٍ وأَسْود ، ومِن الحيّةِ والعقربِ ومِن ساكنيِّ البَلَدِ ووالدٍ وما ولد )) . ورَوتْ خولةُ بنتُ حكيمٍ قالت : سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : (( ما نَزَل منزلاًً ثم قال أعوذُ بكلمات اللهِ التامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ ، لم يَضُرُّهُ شيءٌ حتّى يرتحل )) . أخرجه مسلمٌ والتِرمِذيُّ ومالكٌ في الموطَّأِ . أما في معناها فإنها في كلام : الاستجارةُ والتحيّزُ إلى الشيء امتناعاً به من مكروه يخشى ؛ يُقال : عُذتُ بفلان واستعذت به ؛ أي لجأت إليه . وهو عياذي ، أي ملجأي . وأَعذتُ غيري به وعوَّذتُه بمعنى . والشيطانُ واحدُ الشياطين ؛ على التكسير ، والنون أصلية، لأنّ الشيطان من فعل شَطَنَ إذا بَعُدَ عن الخير . وشَطَنَتْ دارُه "كشطّت " أي بَعُدت ؛ وبئرٌ شَطونٌ أي بعيدةُ القَعْر . والشَطنُ: الحبْلُ ، أيضاً ؛ سمّيَ بذلك لبُعدِِ طَرَفيْه وامتدادِه . وسمّي الشيطانُ شيطاناً لبُعدِه عن الحقِّ وتمرُّده ؛ وكلُّ عاتٍ متمرِّدٍ ، من الجِنِّ والإنسِ والدوابِّ شيطان . والعرب تقول : تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين . والرَجيمُ أي المبعَدُ من الخيرِ المُهانُ . وأصلُ الرجمِ : الرميُ بالحجارة ، وقد رَجمتُه أرجمُه ، فهو رجيم ومرجوم . والرجم : القتلُ ، واللّعنُ ، والطردُ ، والشتم أيضاً. والشيطان: إبليسُ ـ لَعَنَهُ الله ـ والرجيمُ : المرجوم المبعد المطرودُ مِن كلِّ رحمةٍ وخير . |
رد: تفسير الذكر الحكيم: (أعوذ بالله الشيطان الرجيم)
جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
|
رد: تفسير الذكر الحكيم: (أعوذ بالله الشيطان الرجيم)
وإياكم أخي فراج مرحباً بكريم حضورك
|
الساعة الآن 09:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |