![]() |
ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وساَّم . أما بعد : عليك أيها المسترشد الخبير البصير - أرشدك الله إلى ما سمعت في القرآن الكريم ، ورزقك الاتِّصاف بما فيه من الحِكَم والآداب والأخلاق المرضيَّة والسجايا الفاضلة - أن تتأمَّل فيه حقَّ التأمُّل والتعمُّق ، حال كونك خالياً صافياً عن الكدورات العارضة من طغيان القوى البهيمية والحميَّة الجاهلية ، تاركاً بما عرض عليك من الأغراض النفسانية المترتِّبة على الأمور العادية المستلزمة فيه لأنواع الضلال والفساد من التفوُّق على الأقران ، والترفُّع على الإخوان ، والتكبُّر على ضعفاء الأنام ، والتلذُّذ بالسمعة والرياء المثيرة لأصناف الأهواء الفاسدة والآراء الباطلة التي لا يمكن قلعها وقمعها أصلاً . سيما تمرَّنتَ ورسختَ في باطنك ، فلك أن تُراجع وجدانَك بأيِّ شئ أردت الترفُّع ، وقصدت التفوُّق والتفضُّل ؟ أما ترى أنَّ منشأك من كتم العدم ؟ أما استحيت التفوُّه من هذا وهذا ؟ وأما قصة كرامتك وخلافتك التي هي من المواهب الإلهية والعطاءات الغيبيَّة ، فإنما هي مبنيَّة على محض التذلُّل والتواضع والخضوع الانكسار مع كل ذرَّة من ذرائر الكائنات ، ولذا قيل : ( من عرف نفسه [ بهذه الأوصاف الحسنة ] فقد عرف ربَّه ) ، إذ مبناه على الحكمة المقنة المتشعِّبة من أسرار سرائر الرسالة والنبوة ، وهي عبارة عن اعتدال جميع الأوصاف ، وتزكية النفس عن جميع الرذائل ، بل هي مبنيٌّة على إفناء مقتضيات الأوصاف البشرية رأساً ، إرادة واختياراً . وبالجملة من أنصف على نفسه ، أدرك أنَّ جميع ما في نفسه - سوى التذلُّل والانكسار ، والمسكنة والافتقار ، حال كونه خالياً عن شوب الرياء والسمعة والعُجب والجَرْبَزَةٍ - إنما هي رعونات صدرت من طغيان القوى البهيميَّة المؤيَّدة بالعقل المستعار ، المموَّه بتمويهات الأوهام الباطنة والنفس الأمارة ، وتزيينات الخيالات الكاذبة . هب لنا من لدنك جذبةً تنجينا من أنانيَّتنا ، ولذةً تلجئنا إلى سلوك طريق الفناء الموصل إلى البقاء السرمدي ، إنَّك أنت الوهاب . أقول : وأما أهل الطريق لابد أن يعرف ضعفه وذَّلته ، وإذا حصل معه شئ من الفضائل لا يتملَّك ، وهو من الله تعالى جلَّ جلاله ، لا ينبغي أن يتملك فضائل الله تعالى جلَّ جلاله . هذه الأمور لا بد ان تُغرَس في القلب وتُؤخذ من القرآن الكريم ، وإذا حصل أو وصل إلى قلبه شئ من المخالفات يقول : هذا من نفسي الأمَّارة . ومن فائدة الطريق للمريد الصادق الخالص ، أنه كلَّما حصل معه شئ من الفضائل فإنه يوجِه إلى الله جلَّ وعلا ، ثمَّ إلى أسيادنا رضي الله عنهم، وإذا حصل له شئ مخالف يوجِّه إلى نفسه الأمَّارة . وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلَّم ، والحمدلله رب العالمين . - هذا ما أملاه عليَّ العارف بالله المربي ، سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي ، شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية ، حفظه الله تعالى ونفعنا به . يوم الجمعة 21 / محرَّم / 1433 هــ الموافق : 16 / كانون الأول / 2011 م *** |
رد: ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
حفظ الله سيّدنا و شيخنا مع تمام الصحة و العافية و دوام الترقي و نفعنا به و رزقنا الصدق و الإخلاص في مجالسته و محبته .
محمد عبد العزيز السيّد رمضان - دمشق |
رد: ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
حفظ الله شيخنا مع تمام الصحة و العافية
|
رد: ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
جزاكم الله خيرا ونسأل الله الحفظ لسيدنا ولنا ولكم أجمعين
|
رد: ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
حياكم الله سادتي وبارك بكم
ومرحبا بــ محمد عبد العزيز السيّد رمضان |
رد: ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
الله يحفظ سيدنا وادعوا لي ياشباب بزياره مع انو مابستاهل
|
رد: ثمرة يوم الجمعة 21 / محرم / 1433هــ
الله يرزقنا جميعاً زيارة يارب بفضلك وجودك وكرمك
|
الساعة الآن 05:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |