![]() |
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 18
ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) قوله تعالى: {ذلكم} يجوز فيه الرفعُ على الابتداء أي: ذلكم الأمر، والخبرُ محذوفٌ، والأحسنُ أن يُقَدَّرَ الخبرُ: ذلكمُ البَلاءُ حقٌّ وَحَتْمٌ. وقيلَ: هو خبرُ مُبْتَدأٍ، أيْ: الأَمْرُ ذَلكم وهو تقديرُ سِيبَوَيْهِ. وقيل: محلُّه نصب بإضمار فِعْلٍ أيْ: فَعَلَ ذلكَ. والإِشارةُ بِ "ذلكم" إلى القتل والرمي والإبلاء. وقوله "بلاءً" يجوز أنْ يَكونَ اسْمَ مَصْدَرٍ، أيْ إبْلاء ، ويجوز أَنْ يَكونَ أُريدَ بالبَلاءِ نَفْسُ الشيءِ المَبْلُوِّ بِهِ. قولُهُ: {وَأَنَّ الله} معطوفٌ على "ذلكم" عطفَ بيانٍ فيُحكم على محلِّه بما يُحْكَمُ على محلِّ "ذلكم" وقد تَقَدَّمَ، ويجوزُ أَنْ يَكونَ في محلِّ نصبٍ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ، أَيْ: واعْلَموا أَنَّ اللهَ، وقد تَقَدَّمَ ما في ذلك. قرأ العامَّةُ: {مُوَهِّنٌ} بِفَتحِ الواوِ وتَشديدِ الهاءِ والتَنْوين ونصب "كيدَ" على المفعوليَّة في قراءةِ غيرِ حَفْصٍ، ومخفوضٌ في قراءةِ حَفْص، وأَصْلُهُ النَصْبُ وقراءةُ الكوفيّينَ جاءتْ على الأَكْثرِ لأنَّ ما عَيْنُه حرفُ حَلْقٍ غيرَ الهمزةِ تَعديتُه بالهمزةِ، ولا يُعَدَّى بالتَضعيفِ إلاَّ كَلِمٌ محفوظةٌ نحوَ: وهَّنْتُه وضَعَّفْتُه. وقرأَ ابْنُ عامرٍ والكوفيّون "مُوْهِن" بِسُكونِ الواوِ وتخفيفِ الهاءِ مِنْ أَوْهَنَ كأَكْرَمَ" ونَوَّنَ "مُوهن" غيرُ حَفْصٍ. |
الساعة الآن 02:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |