![]() |
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 40
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) قولُهُ: { نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} وَهُوَ نِعْمَ المَوْلَى فلا يضيع من تولاّهُ، وَنِعْمَ النَّاصِرُ، فَأيْقِنُوا بِنَصْرِ اللهِ لَكُمْ، ولا يَغْلَبُ مَنْ ناصِرُهُ الله، وَهُوَ مُتَوَلِّي أُمُورِكُمْ، فَلاَ تُبَالُوا بِهِمْ، وَلاَ تَخْشَوْهُمْ.: وهذا مِنْ بابِ تأديبٌ مِنْهُ سُبحانَهُ لأهلِ بَدْرٍ وهدايةٌ لهم إلى فَنَاءِ الأَفعالِ حَيْثُ سَلَبَ الفِعلَ عَنْهُمْ بالكُلِّيَّةِ. قولُه تعالى: {فاعلموا أنَّ اللهَ مولاكم} يجوزُ أن يكون "مولاكم" خبر "أنَّ" و "نِعْم المولى" جملةٌ مُسْتَقِلَّةٌ سِيْقَتْ للمَدْحِ، وهو الأظهرُ، ويجوزُ أَنْ تَكونَ بَدَلاً مِنَ "الله" والجملةُ المَدْحِيَّةُ خَبرٌ لِ "أن" والمَخْصوصُ بالمدْحِ محذوفٌ أَيْ: نِعْم المولَى اللهُ، أَوْ رَبُّكم. المصدر "أن الله مولاكم" سدَّ مَسَدَّ مَفْعُوليْ "اعلموا". قولُهُ: {نعم المولى} المولى: رفعٌ ب "نعم" لأنَّها فعلٌ، والدليلُ على أَنَّها فعلٌ قولُ العربِ نِعْمَتْ فأَثْبَتُوا التاءَ. وكذا {ونعم النصير}. وجملةُ "نعم المولى" مُسْتَأْنَفَةٌ، والمخصوص بالمدح محذوفٌ أَيْ: الله. تمَّ بحمده تعالى ومنَّتِه وعظيم فَضله على عبدِه الجزءُ التاسِعُ مِنْ الموسوعة القرآنية فيض العليم، بتاريخ: 18/ربيع الثاني/ 1436 لهجرة سيدنا محمد ـ صلى اللهُ عليه وسلم، الموافق: 7/2/ 2015م. ويليه الجزء العاشرُ بمشيئته سبحانَه وفيضِ مَدَدِهِ. |
الساعة الآن 02:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |