
الحلم سؤدد
تراهن الناس على إغضاب رجل مشهود له بحسن الخلق ، وهدوء الأعصاب ؛ فعرض رجل على آخر مائة ناقة ، إن استطاع أن يغضب ذلك الرجل ، فرح الرجل بالعرض المغري ، وذهب مسرعا من أجل أن يُغضِب الرجل الهادئ المهذب ، دخل عليه وهو يجلس مع مجموعة من الناس ، وبمجرد أن قابله لم يناد عليه باسمه بل قال له : يا ابن فلانة ، قال له بهدوء وسكينة نعم ، قال له الرجل : هل أنت متأكد أنك ابن فلانة ؟ قال نعم أنا ابن فلانة ، قال الرجل : أنت شر الناس ، قال له : وما أدراك أني شر الناس ؟ فال له أنت أحمق ، قال إن كنت كذلك فأسأل الله أن يجعلني حليما ، فال الرجل : أعطني من مال الله لا من مالك ، قال له : خذ من الله لا مني ، فما أنا إلا عبد من عباد الله ، قال الرجل : وجهك يشبة وجه القرد ، وجسدك يشبه جسد الثور، وأذنيك كأوراق نبات اليقطين ، قال له المهذب : إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، ألقى الرجل عليه جلد ناقة مسلوخة ، قال المهذب ، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس .
قال أريد أن أتزوج أمك ، قال له لا ، لأنك إن تزوجت أمي ظلمتك ، ولكن عندي بنتين فاختر أجملهما .
قال له : أشهد أنك على خلق كبير، وأنك رجل أنعم الله عليك بالهدوء والرزانة والحلم ، إنك مضرب الأمثال للناس ، في رجاحة عقلك ورحابة صدرك وحسن خلقك ، وإن الناس يتراهنون بشأنك ، فلقد عرضوا عليّ مائة ناقة إن نجحت في إغضابك ، ولكنني لم أنجح أمام صبرك وحلمك وحسن خلقك
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات