
بِأَبي وَأَمي مَن أَتاني زائِرا
قال الشاعر العُشاري رحمه الله :
بِأَبي وَأَمي مَن أَتاني زائِرا = وَلفاقتي وَعَظيم كسري جابرا
وَأَباحني تَقبيل وَجه نيِّرٍ = فَلثمت خَداً في المَحاسن باهِرا
وَشَمَمت طيباً فاحَ مِن أَردانِهِ = طيباً سَما مسكاً عَبيقاً عاطرا
وَسَكرت مِن وَصل الحَبيب وَقُربه = وَبَقيت مِن فرحي بِذَلك حائِرا
سَمح الزَمان بِلحظة لَو قوبلت = بِالعمر لَم يَك مشتريها خاسِرا
حَيث اجتمَعت بِها بأكرم مُرسل = مَن كانَ بَحراً لِلنبوة زاخِرا
وَنَظرت وَجهاً بِالمِلاحة ساطِعاً = وَجَبين بَدر بِالمَحاسن زاهِرا
فَهُوَ المُؤيد بِالكِتاب وَمَن لَوى = عَن دينه أَضحى مُهاناً فاجِرا
تاج الوُجود وَمَن يَلوذ بِبابِهِ = وَجد الأَمان وَنالَ عزاً ظاهِرا
نور البَصائر مَن غَدا مُتمسكاً = بِزِمامه نالَ اعتِصاماً فاخِرا
أَرجوك يا غَوث الضَعيف وَكنزه = نوراً أَراه عَلى فُؤادي غامِرا
وَلَطيفة تَجلى القُلوب بِمائِها = لِيَكون شَوقي فيكَ شَوقاً وافِرا
فَعليك صَلى اللَه ما اِنتَعَشت إِلى = لُقياك أَرواح قَذَفن مَرائِرا
وَكَذا سَلام اللَه ما سَرت الصبا = لَيلاً وَما بَرق بِكاظمة سَرى
وَعَلى الصَحابة وَالقَرابة كُلَهُم = خَير الخَليقة قاصِراً وَمُهاجرا
ما قامَ في دين الإِله موحد = وَغَدا المُنيب عَلى البَلايا صابِرا