
بشرط أن لا يعلم أهل الجنة
بشرط أن لا يعلم أهل الجنة
قال سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي:
خرجت حاجّاً فمللت المحمل، فنزلت أساير القُطُرات (
القطار من الإبل: قطعة منها يلي بعضها بعضاً على نسق واحد، جمع: قطر، وقطرات. )...
فأتانا أعرابي فقال لي: يا فتى! لمن الجِمال بما عليها؟
قلت: لرجل من باهلة.
قال الأعرابي: يا الله! أن يعطيَ الله باهلياً كل ما أرى.
قال سعيد: فأعجبني ازدراؤه بهم؛ ومعي صرة فيها مائة دينار فرميت بها إليه؛
فقال: جزاك الله خيراً، وافقت مني حاجة.
فقلت: يا أعرابي! أيسرك أن تكون الجِمال بما عليها لك وأنت من باهلة؟
قال: لا، قلت: أفيسرك أن تكون من أهل الجنة وأنت باهلي؟
قال: بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني من باهلة!
فقلت: يا أعرابي الجمال بما عليها لي وأنا من باهلة، فرمى الأعرابي بالصرة إليَّ،
فقلت: سبحان الله! ذكرت أنها وافقت منك حاجة؛
قال: ما يسرني أن ألقى الله ولباهلي عندي يد! . .
قال سعيد: فحدثت المأمون بهذا؛ فجعل يتعجب ويقول:
ويحك يا سعيد؛ ما كان أصبرك عليه!
(( القلائد : مصطفى السباعي ))
تنبيه :
باهلة : قبيلة عربية ، سُمعتها سيئة ، قيل أنهم يأكلون فضلات الناس ، ولا يغزون مثل باقي القبائل ...
وقد قيل :
و ما يغني الأصل من هاشم = إذا كانت النفس من باهلة
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا