
الحق انطقها و الباطل اخرسه
كان المأمون جالساً للقضاء ، فأذن المؤذن لصلاة العصر ، فقام للانصراف و اذا بالحاجب يقول : يا امير المؤنين بالباب امرأة تريد الدخول
فال المأمون : قل لها ان تنصرف الى المجلس القادم
فقال الحاجب : لكنها تلح كثيراً في الدخول
فقال المأمون : ادخلها
فلما وقفت امام المأمون ابتدرت قائلة :
يا خير منتصف يهدى له الرشد
و يا إماماً به قد اشرق البلد
تشكو اليك عميد القوم ارملة
عدي عليها فلم يترك لها سبد
و ابتز مني ضياعي بعد منعتها
ظلماً و شُرد مني الاهل و الولد
فبدا التأثر الشديد على المأمون و اطرق
قليلاً واجابها :
من دون ما قلت زال الصبر و الجلد
عني و قُرح مني القلب و الكبد
هذا اذان صلاة العصر فانصرفي
و احضري الخصم في الوقت الذي اعد
فالموعد السبت ان يقض الجلوس لنا
ننصفك منه و إلا المجلس الاحد
و لم يجلس للقضاء يوم السبت و انما جلس يوم الاحد
فقال للحاجب : ادخل المرأة
فقال لها بعد ان مثلت امامه : اين خصمك ؟
قالت : هذا الواقف على رأسك يا امير المؤمنين
فالتفت فإذا ابنه العباس
فقال له : اجلس معها مجلس القضاء
فأخذ صوتها يعلو و صوت ابنه العباس ينخفض
فقال احد الوزراء : اخفضي صوتك فانما تكلمين الامير
فقال المأمون : دعها فان الحق انطقها و الباطل اخرسه
فأمر المأمون برد ضياعها لها و ان يدفعوا لها ألف دينار لانه روعها
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات