الموضوع
:
التّنكيس في قراءة القرآن
عرض مشاركة واحدة
06-25-2009
#
1
هيثم السليمان
عضو شرف
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى:
18
التّنكيس في قراءة القرآن
التّنكيس في قراءة القرآن
ما هو تنكيس قراءة القرآن في الصلاة
؟
وما حكمه
؟
الحمد لله والصلاة والسلام
على نبيّنا محمّد وآله وصحبه أجمعين وبعد
:
الجواب
:
التّنكيس :
(هو أن يقرأ في الركعة الأولى بآخر القرآن ، مثلاً : سورة النّاس ،
وفي الركعة الثانية يأتي من أعلى القرآن من عند سورة عم يتساءلون )
.
سئل الإمام أحمد عن ذلك
فقال
:
(
لا بأس به ؛ أليس يُعلّم
الصبيّ على هذا ؟ ويعني الإمام أحمد بذلك : أنّ كلّ الصبيان يعلمون القرآن من سورة الناس ,
فيقرؤونه هكذا عند التعلم وعند المراجعة )
.
وقد روي أنّ الأحنف قرأ بالكهف في الأولى , وفي الثانية
بيوسف ؛ وذكَرَ أنّه صلّى مع عمر الصبح بهما. استشهد به
البخاري
.
وقال النووي في شرحه
لصحيح مسلم
:
(
والذي نقوله : إنّ
ترتيب السور ليس بواجب لا في الصلاة , ولا في الدرس , ولا في التلقين والتعليم , وإنّه لم
يكن من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ذلك نص , ولا حَدٌّ تحرم مخالفته.. إلى أن قال
: ولا خلاف أنّه يجوز للمصلِ أن يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التي قرأها في الأولى
,
وإنّما يكره ذلك في ركعة )
.
وذكر
أنّ قراءة القرآن منكوسًا تأوله البعض على
:
( من يقرأ من آخر السورة إلى أولها لأنّ ترتيب آيات كل سورة
بتوقيف من الله تعالى على ما عليه المصحف الآن )
.
وهكذا نقلته الأمّة عن نبيها صلّى الله عليه وسلّم
.
وقال ابن حجر :
قال ابن بطال
:
لا نعلم أحدًا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة لا داخل الصلاة , ولا خارجها ، بل
يجوز أن يقرأ الكهف قبل البقرة ، والحج قبل الكهف
.
وأمّا ما جاء عن السلف من النهي عن قراءة القرآن منكوساً ,
فالمراد به أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها
.
انتهى من فتح الباري
.
والذي يظهر من مجموع ما سبق :
أنّ القراءة بدون ترتيب السور ليس هو التنكيس المنهي عنه
, وقد فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك في صلاته من الليل , وقرأ سورة آل عمران قبل
سورة النساء , كما ورد في صحيح مسلم من حديث حذيفة رضي الله
عنه
.
وعلى هذا يحمل كلام ابن
مسعود رضي الله عنه لما سئل عمن يقرأ القرآن منكوساً ؟ قال : ذلك منكوس القلب , وقد كره
بعض العلماء التنكيس بين السور، وذلك لمخالفة ترتيب المصحف
.
والله
أعلم
حكم تنكيس القراءة في الصلاة :
ذهب
الأحناف إلى أنّ التّنكيس ليس وارداً ولا جائزاً ، لأنّ المصحف وضعُه توقيفي على هذا
الترتيب
.
وذهب جمهور أهل
العلم , ومنهم الإمام البخاري ؛ وعلّقه في الصحيح إلى أنّه
جائز
.
وهو الصحيح
لأسباب
:
أولاً :
لأنّ الترتيب
ولو كان توقيفياً في المصحف فلا تتعلّق به القراءة
.
ثانياً :
أنّ هناك أدلّة دلت على أنّه قدّم بعض السور , وأخّرت بعض
السور ، منها حديث حذيفة : أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قرأ البقرة , ثمّ النساء , ثمّ آل
عمران قالوا : على ترتيب مصحف ابن مسعود
.
ثالثاً :
حديث ابن مسعود : لقد أتيت المفصّل الذي يقرأ به
صلّى الله عليه وسلّم , فكان يأتي بسورة من جزء عمَّ في الركعة الأولى ، وفي الركعة
الثانية بسورة من تبارك
.
ومنها حديث في البخاري في كتاب الصلاة تعليقاً على عمر رضي الله عنه وأرضاه ،
قال البخاري : " وكان عمر رضي الله عنه يصلّي بالناس ، فقرأ في الأولى سورة الكهف ،
وفي الثانية سورة يوسف أو يونس "، فأين الكهف عن يونس
ويوسف ؟
!
رابعاً:
أُثِرَ عن بلال
رضي الله عنه وأرضاه أنّه جمع في الصلاة من سورٍ قدم بعضها على بعض
.
الخلاصة
:
ولكن الأولى أن تكون القراءة على ترتيب المصحف ، بشرط ألا تطيل الثانية أكثر
من الأولى ؛ لأنّ بعض النّاس يأتي في الأولى فيقرأ سورة النصر ، ويأتي في الثانية ويقرأ
سورة ق ، وهذا من قلّة الفقه ؛ لأنّه لا بدّ في الركعة الأولى أن تكون أطول من الثانية ،
وأن تكون الركعة الثانية على النصف من الركعة الأولى .
نفعنا الله وإيّاكم بما
علّمنا
منقول للأمانة
هيثم السليمان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هيثم السليمان
البحث عن كل مشاركات هيثم السليمان