
يا قرة عيني يا رسول الله
روي في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يهودياً كان له دين عند الرسول، فأراد أن يطلب دينه قبل حلول أجله، واعترض الرسول في طريق المدينة، ثم أمسكه من ردائه وكان غليظ الحاشية، فجذبه جذبة قوية أثرت في عنقه الشريف. ثم قال له مغلظاً في القول: إنكم يا بني عبدالمطلب قوم مطل. وكان يرافق رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، فأخذته الغيرة واشتد غضبه ثم قال: ليأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقطع عنق هذا الكافر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا وصاحبي أحوج الى غير هذا منك يا عمر. مره بحسن التقاضي، ومرني بحسن الأداء”. فسكن عمر الى توجيه النبي العظيم. ثم قال صلى الله عليه وسلم: “إن دين الرجل لم يحل بعد، فادفعه إليه جزاء ترويعك له بالسيف وإفزاعك إياه”، فدهش اليهودي لهذا الحكم الكريم، وذلك الخلق العظيم، ثم قال يا محمد أدينك يأمرك بهذا؟ قال: “نعم ويأمرني بأكثر من هذا. يأمرني أن أصل من قطعني، وأن أعطي من حرمني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أحسن إلى من أساء إليّ”. فلم يلبث اليهودي أن أعلن إسلامه.