
رد: القضاء والقدر والمشيئة
ومن الأدلة أيضاً قوله تعالى :" ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً " سورة المائدة ءاية 41 وهذا نص في أنه أراد فتنة الكافر وإضلاله ويدل عليه أيضاً قوله تعالى :" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا" سورة يونس ءاية 99 ، وقوله تعالى :" اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم " سورة المائدة ءاية 41 .
ويدل عليه أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : " السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه " اخرجه ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن مسعود في حديث طويل بلفظ :" إنما الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره " .
وقد ذكر العلماء ان الأمور على أربعة اقسام :
الأول : شيء شاءه الله وأمر به : وهو إيمان المؤمنين وطاعة الطائعين .
الثاني : شيء شاءه الله ولم يأمر به : وهو عصيان العصاة وكفر الكافرين
الثالث: أمر لم يشأه الله وأمر به : وهو الإيمان بالنسبة للكافرين ، امروا بالإيمان ولم يشأه لهم الله والله على بعلمه الأزلي أنهم لا يؤمنون ، وما علم انه لا يكون لم يرد ان يكون .
الرابع : امر لم يشأه الله ولم يأمر به : وهو الكفر بالنسبة للأنبياء والملائكة فإنهم معصومون من الكفر .
ومن كان مؤمنا بالقرءان الكريم فليقف عند قوله تعالى :" لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " سورة الأنبياء ءاية 23 .
وقولنا أن الله تعالى قضى وقدّر المعاصي معناه أنه خلقها وشاء حصولها ، ولا يجوز ان يكون المعنى انه أمر بالمعاصي او انه يحبها بدليل قوله تعالى :" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "
ومن الأدلة على صحة هذا المعتقد قوله تعالى :" وما اصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله " سورة ءال عمران ءاية166 ، هذه الآية وردت فيما أصاب المسلمين يوم أحد من قبل الكفار من الضرر ، فقوله تعالى باذن الله أي بإرادته ومشيئته قلا يمكن للذين خالفوا أهل الحق ان يقولوا بأن معنى الآية أن الاذن هنا بمعنى أمر .
ولا يجرءون على القول أن أذى المشركين للمسلمين في تلك المعركة بإذن الله أي بأمر من الله ، ففي الآية دليل واضح أن المعاصي التي يفعلها العباد بمشيئة الله وإذنه أي ارادته .
وكذلك قوله تعالى :" وما هم بضارين من احد إلا بإذن الله " سورة البقرة ءاية 102 ، حيث اثبت الله تبارك وتعالى في هذه الآية أن سحر السحرة يضر بإذن الله ، فالاذن هنا لا يحتمل تفسيره بالأمر لأن الله لا يأمر بالمعاصي .
فيظهر صحة مذهب أهل الحق أن المعاصي واقعة بمشيئة الله وإرادته لا بأمره .
فينبغي التفريق بين الإرادة والأمر وهذا أمر قد يختلط على كثير من الناس .
وقال الإمام ابو بكر العربي ، وهو من الأئمة الأعلام :" من أعظم أصول الإيمان القدر فمن أنكره فقد كفر "
يتبع
__________________
قف بالخضوع وناد يا الله إن الكريم يجيب من ناداه
صمد بلا كيف ولا كيفية أبدا فما له نظراء ولا أشباه
واقصده منقطعاإليه فكل من يرجوه منقطعا إليه كفاه