
فوائد السواك عند سيدنا جعفر الصادق
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام سيدنا جعفر الصادق :
« قال رسول الله : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب . وجعلها من السنن المؤكدة ، وفيها منافع للظاهر والباطن ما لا يحصى لمن عقل . فكما تزيل التلوث من أسنانك ، من مأكلك ومطعمك بالسواك ، كذلك فأزل نجاسة ذنوبك بالتضرع والخشوع والاستغفار بالأسحار ، وطهر ظاهرك من النجاسات وباطنك من كدورات المخالفة وركوب المناهي كلها خالصاً لله ، فانياً في الله تعالى ، فإن النبي أراد باستعمالها مثلاً لأهل التنبه واليقظة .
وإن السواك نبات لطيف نظيف وغصن شجر عذب مبارك . والإسنان : خلق خلقه الله تعالى في الفم آلة للأكل وأداة للمضغ ، وسبباً لإشتهاء الطعام وإصلاح المعدة ، وهي جوهرة صافية تتلوث بصحبة تمضيغ الطعام وتتغير بها رائحة الفم ، ويتولد منها الفساد في الدماغ ، فإذا استاك المؤمن الفطن بالنبات اللطيف ومسحها على الجوهرة الصافية أزال عنها الفساد والتغيير ، وعادت إلى أصلها ، كذلك خلق الله القلب طاهراً صافياً وجعل غذاءه الذكر والفكر والهيبة والتعظيم . وإذا شيب القلب الصافي بتغذيته بالغفلة والكدر فاصقله بمصقلة التوبة ، ونظفه بماء الإنابة ليعود منه الثوب على حالته الأولى وجوهرته الأصلية . قال الله تعالى :إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ . وقال النبي : عليكم بالسواك ، فإن النبي أمر بالسواك في ظاهر الإسنان هذا المعنى أو المثل . ومن أتاح تفكره على باب عتبة العبرة في استخراج مثل هذه الأمثال في الأصل والفرع ، فتح الله له عيون الحكمة والمزيد من فضله . والله لا يضيع أجر المحسنين »
منقول
__________________