
رد: 1.رشحات نورانية : ( قم ياعبدي و صل فقد نويت وصالك)
...ينفي اتحاده ، ويتلقى معينه بانشراح و انبساط ، و تمتد في الليل بواده أسراره ، يرى الذكر بابا ، الولاية معراجا ، و المعرفة توحيدا ، والقرب عين بعده عن نفسه خطوة خطوة ، يضمحل حينها كل قاطع طريقه ، لتمام ظنه بربه ، و حضوره عنده عند طلبه ، و سروره لا تباثه للحق و نفيه للأكوان من قلبه ، تنساب مابين الكاف والنون ، نصرة الله له و توفيقه.
فما العلم الوارد على القلب ؟ وما الحكمة الراسخة في عقله ؟ أو أي مدركات تندس عند كشفه ؟ وأي ولي في حضرة القيوم ، يبسط له يديه و صدره ، يزفه إلى ملكوت خالقه؟.
وهناك تتجلى حضرات ، تدور في فلك الرحمان ، تتآلف أرواح السيارين و العباد و الزهاد ، وتنزمج مع أهل السير و الركبان و النياتون والمرادون ، في أعراس مواكب الهيبة ، تجتمع في مجامع الغيب ، تستمد من الحضرات المكتومة المختومة بختم القرب ، بشائر المتصافون المتحابون في جلاله....
يشربون من كؤوس مودته ، تتجلى في قلوبهم عيون قربه....
فما أحسن ظن العبد بربه !!!!...
قدر سبحانه أقوات عباده في تسنيم عرفانه ، يبرز خاتم الولاية العظمى ليسود في سلطانه ، يبث البشرى بسيادته و رفادته ، كان سيدا في الأولى و الآخرة لتمام اتباعه...
للمولى العبد الغني بالله ، ينادي جموع العباد استعدادا للبيعة الكبرى و أتباعه ، ومن وراءه مهدي الولاية العامة ، يناجيه يدعوه لنصرته ، و دحر شيوج الباطل ، في زمن المنة الكبرى ، و الفيض الإلهي ، وانجماع أهل الخير لتجديد البيعة الكاملة ، يسود حينها كلام الله ومائدة نبيه صلى الله عليه وسلم كما كانت من ذي قبل على منهاج الشرعة ..ليرضي بنصاعة منهجها خالق الأرض و أهل السماء و عيال الله في أرضه...
أقام الشيخ الأكبر في قلوب السائرين لوائح اعتقاده ، و بسط لنا و لغيرنا نفحات الرحمة التي سادت مشاشه ...
رزقنا الله صحبته ومحبته دنيا و آخرة بجلال الله و جاهه...
ياولي الأولياء ، عبر أزمنة السلوك الخفي ، جدد العزم فيمن خذلك عند اتباعك ، وخرب نحور المتولين عن ساح الوغى بزواجر تبصرتك ، وكن لمن والاك و نصرك و رفعك و فنا في ذاتك ، شافعا مشفعا ، يوم تذهل كل مرضعو عما أرضعت ، وتندك الأرض تستغيث بأهل الولاية ، تعد الطاغين قبور حتفه ، و تخرج أثقالها ، أوتاد الجبال الرواسي ، تتضوع من فيحاء حقولها خلال مسلكه ، و يبرز عنقاء مغربنا رافعا لوائه ، سائدا رغم سلالة الحمقى ، تتودد في خشوع طالبة صفحه ....
فإن أجاب العبد لعبودية ربه ، كان منصورا لا يسرف في القتل ، محفوظا في باطن قلبه ، لا يلتفت يمينا و لاعن شمال ، قد تبث في الأولين والآخرين ، كمال معرفته ...يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا....
قد اعدت جحافل النصرة ، دماءا لتزكيته ، حين شربت من معين شرابه ، أسرار خلافته....
فهل تظل دمى الحمقى تختال في حضوره ، متكبرة عن نصحه ، ياويح من سولت له نفسه ، خذلان شريعته و أحبابه ومن ناداهم لحضرته ...( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لوكره الكافرون).؟
أيقن الداعون لهذه الملحمة الكبرى ، برهان النصر الموعود ، واشرأبت أعناقهم لرفقة متجددة على صفاء الصحبة الأولى ، فكانت معيتهم كمعية الحبيب صلى الله عليه وسلم لصحابته ، وفاض المدد من بين أنامل المطلوب ، فانهالت كالعسل المصفى تطهر من أدناس القلب ، بفيوض من همته ، فكان الشراب بنمارق مصفوفة ، علامة على صفاء مشربه ، وخشعت الأصوات للرحمان في محافل رؤية الكثيب ، تلتاع فقد الرؤية ، فإن رأيت ما رايت من النعيم ، علمت قدة الله في انبعاث جنده ، وسلمت لأهل الزمان زمام أزمتك ، و تضرعت لله تربو لياحا من معيته " ، ( ...وأنا معه إذا ذكرني ).
وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون...
خسئ من ادعى على الطائفة العلية اتحادا و حلولا ووحدة في معرفته ، و أصر على كبيرته متوهما بعلم قليل يراه مطيته ، فمن لم يذق مشرب الدالين على الله.....
لم يفهم جلال الله المطلق في رعيته ، ونداءه الذي استجابوا له طوعا و كرها استعدادا لطلبه...
فمن جاء في اعتقاده سالما ، رجع غانما بتصديقه ، متوجا بولايته ، وانكر ما استطعت ماقرأت...
الله وليه وولينا وولي من نصره ، وسار إليه ذراعا و شبرا وهرولة ، وماتوا في برهة لقطع المفاوز غير مكترثين بمن عاداهم .....
فكم من جاهل جهل ما لعباد لله من خصوصيته ...ن
سأل الله أن يرحمنا آمين...