
رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من نوافل الصلاة زيادة على النوافل المؤكدة فإن صلاة أمثالنا عددها كثير وأجرها قليل.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول في معنى الحديث: سيأتي على أمتي زمان من عمل فيه بعشر ما علم نجا. المراد به أن الواحد منهم يعمل بعلمه كله ولا يحصل له من ذلك قدر عشر من عمل بعشر علمه من السلف، فلا تقتصر يا أخي على اثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة إلا إذا كملت فرائضك، وأنى لك بذلك وأكثر من النوافل جهدك في اليوم والليلة.
ثم لا يخفى عليك يا أخي أن سبب مشروعية النوافل هو علمه صلى الله عليه وسلم بإخلالنا بإتمام الفرائض، فلو علم أننا نأتي بالفرائض على وجهها كاملة ما شرع لنا نافلة لأن التشريع مزاحمة أوصاف الربوبية وإن كان لا ينطق عن الهوى، فلما علم من أمته عدم إتيانهم بالفرائض كاملة استأذن ربه في أن يشرع لهم النوافل الجابرة لخلل فرائضهم فأجابه الله تعالى فرجع التشريع إلى الله تعالى حقيقة. {وما ينطق عن الهوى}. فهو صلى الله عليه وسلم كان أكثر العبيد أدبا.
واعلم يا أخي أن العلماء على قسمين: منهم من يقف في النوافل على حد العدد المشروع الوارد فيها، ومنهم من يزيد، وينبغي حمل كلامهم على حالين، فمن كملت نوافله في الخشوع والحضور لا ينبغي له الزيادة، ومن نقصت نوافله فله الزيادة جبرا لخلل نوافله، كل ذلك ليكون العبد متبعا لا مبتدعا، فاعلم ذلك والله يتولى هداك.
- روى ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والترمذي مرفوعا: (من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة اثنتي عشر سنة)
وفي رواية للطبرانيغفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
وروى ابن ماجه وغيره مرفوعا:(من صلى بعد المغرب عشرين ركعة، بني له بيتا في الجنة).
وروى الطبراني عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول: نعم ساعة الغفلة، يعني الصلاة فيما بين المغرب والعشاء.
وروى رزين العبدري مرفوعا: (من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم ركعتين. وفي رواية: أربع ركعات، رفعت صلاته في عليين). قال الحافظ المنذري ولم أره في شيء من الأصول.
وروى النسائي بإسناد جيد عن حذيفة، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات