
رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن ننصت لسماع الخطيب حتى لا يفوتنا سماع شيء من الوعظ الذي يمكننا سماعه، وأن نأخذ كل كلام سمعناه من الواعظ في حق أنفسنا كما نأخذه في حق غيرنا، وهذا العهد قد أكثر الناس الإخلال به حتى بعض فقراء هذا الزمان وطلبة العلم يتلاهون عن سماع كلام الخطيب، وإن سمعوا ذلك أخذوه في حق غيرهم من الظلمة وأعوانهم دون أنفسهم، وغاب عنهم أنهم ظلموا أنفسهم بالوقوع في المعاصي المتعلقة بالله وبخلقه، وما أحد منهم سلم منها، بل بعضهم يرى نفسه على الخطيب وأنه لا يحتاج إلى سماع وعظه؛ ويقول: جميع ما قاله الخطيب معروف، وبعضهم يقول: الإنصات سنة ويؤدي إلى حرام وذلك أننا نسمع منه الوعظ ولا نعمل به، وهذا جهل عظيم من هذا القائل، ولو فتح هذا الباب لأدى إلى كراهة سماع كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكون الناس عاجزين عن العمل بذلك على التمام، ولا قائل بذلك.
فاخضع يا أخي لله تعالى واسمع الوعظ من الخطيب، فإنه على لسان الحق لا سيما إن خاطبك بنحو قوله: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} و{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}، فإنك المخاطب بذلك قطعا من الحق على لسان ذلك الخطيب، ولو كشف الله لغالب الخلق لرأوا في نفوسهم جميع الذنوب والقبائح إما فعلا وإما قولا وصلاحية، ولكنهم قد صاروا في غمرة ودعوى ومقت حتى لا يكاد أحد منهم يتعظ بوعظ واعظ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
روى النسائي والبيهقي مرفوعا والحاكم موقوفا وقال صحيح الإسناد: (من قرأ سورة الكهف في الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين).
ولفظ الدارمي موقوفا: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) . وفي إسناده أبو هاشم، والأكثرون على توثيقه.
وروى ابن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به مرفوعا: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت أقدامه إلى عنان السماء، يضيء له إلى يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين) .
وروى البيهقي والأصبهاني مرفوعا: (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له) .
وفي رواية: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) .
وفي رواية للطبراني والأصبهاني أيضا مرفوعا: (من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك) .
وفي رواية أخرى لهما مرفوعا: (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة) .
وروى الأصبهاني مرفوعا: (من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غفر الله له) .
وروى الطبراني مرفوعا (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس) . والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات