
اذا صدق المحب
إذا صدق المحب لكم ينال
و تكسوه المحبة والجلال
و في ذكر الهوى نظموا و قالوا
علينا طال يا سعد المطال
و أزعجنا التباعد و المطال
و أشعل في هواه القلب حالا
ولم يبعث جوابا أو سؤالا
فكيف اقول يا ليلى مقالا
و ريم الرقمتين جفا دلالا
و قد يضني اخا الوله الدلال
طرحت بحبكم روحي بفنّي
ولم تبلغ بعمر الورد سني
و لم تصدر سوى النفحات عني
و كم قال العذول لسوء ظن
بنا يا سعد قولا لا يقال
ينسّم حبّكم قلبي رذاذا
فأمسى في ربوعكمُ و لاذا
و فاض الحبّ لم أعلم لماذا
أما وجمال من أهوى وهذا
يمين قد تهزّ له الجبال
كتبت هواهم يا سعد نظما
و لم أعلم عن الأشواق علما
و ان اضنى الهوى فينا و أدمى
لنا في الحب عهد ليس يرمى
بنقض و الوفاء له رجال
نميل لحبهم يا سعد ميلا
وكان غرامهم في العشق سيلا
و سل هند الهوى عنا وليلى
يمر بنا نسيم الحب ليلا
فيلفى في جوانحنا اشتعال
نراقب بحركم جزرا و مدا
ونعشق من لفرض الوصل أدى
وان فاض الحبيب هوى و ابدى
نهيم و ركبنا يهتز وجدا
و معنى الحب تحمله الجمال
و من نفحاتهم متنا غراما
فأعلى شأنهم منا مقاما
ليغمرنا الذي نهوى احتراما
فترتعد الجمال لنا هياما
و أحدجة الجنائب والرحال
وقيدني الهوى و الحب طوقي
و اعلن للذي اهواه سوقي
بحق محبة و باهل ذوق
الا يا سعد دارك رُبّ شوق
عليه سطا برمشته الغزال
عيونكمُ إذا نظرت أسرّت
على قلبي من النفحات ذرّت
بحقكم بكم طوعا أقرّت
و حرمة ليلة باللّطف مرت
و قد طالت و أقصرها الوصال
و أبكي ثم تبكيني الديار
وفي لمعات طيفكم أحار
لبعدكم يؤرقني المرار
فابكي و الدموع لها انحدار
كحدر السيل ترسله التلال
عيونكم بعرف الحب ديري
و طار بجوكم في الحب طيري
وابكي في سكوني أو بسيري
و أشكو لا يرق اليَّ غيري
و دائي في الهوى داء عضال
فنيت من الهوى والأنّ حالي
ولم اعلم جوابي من سؤالي
و إلّا عنكمُ كان انفصالي
فهل يا سعد تجمعنا الليالي
و يفصل بعد هذا الانفصال
كمال فريح