
تخميس أهل المحبة بالمحبوب قد شغلوا
تخميس على قصيدة
((أهل المحبة))
لسيدي أبي مدين التلمساني
لله درّ رجال في الهوى جُبلوا
و الله محبوبهم في حبله اتصلوا
و قال عنهم كبار القوم إذ سُئلوا
أهل المحبّة بالمحبوب قد شُغلوا
و في محبّته أرواحهم بذلوا
على نفوسهمُ بالهمّة انتصروا
و ما سوى الله في احوالهم هجروا
و أينما حضروا محبوبهم ذكروا
. و خرّبوا كل ما يفنى و قد عمروا
ما كان يبقى فيا حسن الذي عملوا
وجوههم ان بدوا يا سعد تعرفها
و إن غدوا دمع عين القلب تذرفها
لأنهم سادة السادات أشرفها
لم تلههم زينة الدنيا و زخرفها
و لا جناها و لا حليٌ و لا حلل
ملأت من حبهم في مهجتي قربي
و قلت يا ربّ فيهم فاكشفن كُربي
من فرط عشقهم للسيّد العربي
هاموا عن الكون من وجد و من طرب
فما استقر بهم ربع و لا طلل
عليه جمّعهم و فيه فرّقهم
و بالولوع به يا سعد طوّقهم
و في بحار معاني العشق أغرقهم
داعي التشوّف ناداهم فأقلقهم
فكيف يهنوا و نار الحبّ تشتعل
لقاء أحبابهم لهمُ غنائمهم
و يفهم السرّ ممّا قلت هائمهم
تعبق الحيّ من طيب نسائمهم
من أول الليل قد سارت عزائمهم
و في خيام حمى المحبوب قد نزلوا
الصبّ رؤيتهم شوقا يؤمّلها
فنفحة العشق للعشاق تشملها
و لثمة منهم إيّاك تهملها
وافت لهم خلع التشريف يحملها
عرف النسيم الذي من نشره ثملوا
القلب يسأل و العينان أين همُ
و ليس يسكت إلّا الوصل أنّهمُ
فاحشر عبيدك يا مولاي بينهمُ
هم الأحبّة أدناهم لأنّهم
عن خدمة الصمد القيّوم ما بخلوا
ساروا على نهج خير الخلق ثم مضوا
و ما قضاه لهم ربّ الوجود رضوا
فأشرقوا و أناروا في الأنام ك ضو
سبحان من خصّهم بالقرب حين قضوا
في حبه و على مقصودهم حصلوا
بقلم كمال فريح
و الاصل لسيدي ابي مدين