عرض مشاركة واحدة
قديم منذ 16 ساعات
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 727
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي مِن نفحاتِ الرَّبَّانيِّين بمناسبةِ الهجرة




مِن نفحاتِ الرَّبَّانيِّين بمناسبةِ الهجرة
قال [ابنُ الحاجِّ] رحمهُ اللهُ تعالى: سَمِعْتُ سَيِّدِي أَبَا مُحَمَّدٍ - يعني ابنَ أبي جمرة صاحب مختصر البخاريّ رَحِمَهُما اللهُ تعالى - يَقُولُ: انظُرْ إلَى سِرِّ مَا وَقَعَ مِنْ هِجْرَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إلَى الْمَدِينَةِ وَإِقَامَتِهِ بِهَا حَتَّى انْتَقَلَ إلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَذَلِكَ أَنَّ حِكْمَةَ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ مَضَتْ عَلَى أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَتَشَرَّفُ الْأَشْيَاءُ بِهِ لَا هُوَ يَتَشَرَّفُ بِهَا، فَلَوْ بَقِيَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي مَكَّةَ إلَى انْتِقَالِهِ إلَى رَبِّهِ تَعَالَى، لَكَانَ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ قَدْ تَشَرَّفَ بِمَكَّةَ، إذْ إنَّ شَرَفَهَا قَدْ سَبَقَ بِآدَمَ وَالْخَلِيلِ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.. فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُبَيِّنَ لِعِبَادِهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقَاتِ كَانَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ هِجْرَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إلَى الْمَدِينَةِ، فَتَشَرَّفَتِ الْمَدِينَةُ بِهِ؛ أَلَا تَرَى إلَى مَا وَقَعَ مِنَ الْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّ أَفْضَلَ الْبِقَاعِ الْمَوْضِعُ الَّذِي ضَمَّ أَعْضَاءَهُ الْكَرِيمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُه، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلُ مِنَ الْكَعْبَةِ وَغَيْرِهَا، وَانْظُرْ إلَى الْأَشْيَاءِ الَّتِي بَاشَرَهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَجِدْهَا أَبَداً تَتَشَرَّفُ بِحَسَبِ مُبَاشَرَتِهِ لَهَا، وَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَكُونُ التَّشْرِيفُ؛ أَلَا تَرَى أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ فِي الْمَدِينَةِ: «تُرَابُهَا شِفَاءٌ»، وَمَا ذَاكَ إلَّا لِتَرَدُّدِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِتِلْكَ الْخُطَى الْكَرِيمَةِ فِي أَرْجَائِهَا لِعِيَادَةِ مَرِيضٍ أَوْ إغَاثَةِ مَلْهُوفٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَلَمَّا أَنْ كَانَ مَشْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمَدِينَةِ أَكْثَرَ مِنْ تَرَدُّدِهِ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ عَظُمَ شَرَفُهُ بِذَلِكَ، فَكَانَتِ الصَّلَاةُ فِيهِ بِأَلْفِ صَلَاةٍ، وَلَمَّا أَنْ كَانَ تَرَدُّدُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَيْنَ بَيْتِهِ وَمِنْبَرِهِ أَكْثَرَ مِنْ تَرَدُّدِهِ فِي الْمَسْجِدِ، كَانَتْ تِلْكَ الْبُقْعَةُ الشَّرِيفَةُ بِنَفْسِهَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» انْتَهَى.
وَفِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْعَمَلَ فِيهَا يُحَصِّلُ لِصَاحِبِهِ رَوْضَةً فِي الْجَنَّةِ.
وَالثَّانِي: أَنَّهَا بِنَفْسِهَا تُنْقَلُ إلَى الْجَنَّةِ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. انتهى.
نقلاً عن كتاب شواهد الحقّ للعلّامة المُحبّ الشيخ يوسف النّبهانيّ رحمهُ الله تعالى.

***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	5978994054475665334.jpg‏
المشاهدات:	3
الحجـــم:	50.9 كيلوبايت
الرقم:	4224  
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس