منتدى الإحسان - عرض مشاركة واحدة - أم الـمـؤمـنـيـن ســيـدتـنـا عـائـشــة رضـي الله عـنـهـا
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,221
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي أم الـمـؤمـنـيـن ســيـدتـنـا عـائـشــة رضـي الله عـنـهـا

بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن
ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن

قـصـيـدة الـواعــظ الأنـدلـسـي
هـذه قـصـيـدة مـن أروع الـشـعـر ، الـذي بـقـي مـنـسـيـاًّ و لـم يـعـرف طـريـقـاً إلـى الـنـشـر ، و هـي قـصـيـدة فـي مـنـاقـب أم الـمـؤمـنـيـن ســـيـدتـنـا عـائـشـــة رضـي الله عـنـهـا ، اشـتـمـلـت عـلـى ذكـر فـضـائـلـهـا و فـضـائـل والـدهـا أبـي بـكـر الـصـديـق ، و مُـجـادلـة الـخـصـوم الـمـبـغـضـيـن لـهـا الـمـتـقـولـيـن عـلـيـهـا ، و مُـحـاجَّـتـهـم بـالـدلـيـل مـن الـكـتـاب و الـسـنـة ، فـي إيـمـان صـادق و دفـاع حـار ، و بـالـواقـع الـتـاريـخـي الـذي لا نـزاع فـيـه مـن سـيـرتـهـا الـعـطـرة ، و سـيـرة أبـيـهـا الـخـلـيـفـة الأول رضـوان الله عـلـيـه ، و كـل ذلـك بـأسـلـوب بـارع و بـيـان رفـيـع ، و نـظـم مـحـكـم مـتـيـن . و إلـى هـذا و بـقـطـع الـنـظـر عـن كـل اعـتـبـار فـالـقـصـيـدة تـعـبـر عـن عـاطـفـة إنـسـانـيـة رفـيـعـة لأنـهـا تـتـخـذ مـوقـف الـمـسـانـدة بـجـنـب سـيـدة شـريـفـة أثـنـاء أزمـة هـي أعـنـف أزمـة تـمـر بـهـا امـرأة فـي حـيـاتـهـا ، فـتـنـافـح عـنـهـا و عـن كـرامـتـهـا حـتـى تـحـتـفـظ لـهـا بـسـمـعـتـهـا الـطـيـبـة و ذكـرهـا الـجـمـيـل .
و مـمـا أبَّـر بـه صـاحـب هـذه الـقـصـيـدة أنـه جـعـلـهـا عـلـى لـسـان الـســـيـدة عـائـشـــة نـفـسـهـا فـبـعـد الـمـطـلـع الـذي يُـؤذن بـمـقـصـوده ، تـخـلـَّـص فـي الـبـيـت الـثـانـي إلـى إعـطـائـهـا الـكـلـمـة ، فـجـعـلـهـا هـي الـتـي تـُـنـاظـر و تـُـفـاخـر و تـدفـع فـي نـحـور الاعـداء بـسـلاح الـحـجـة و الـبـرهـان الـذي يُـطـوِّقـهـم الـخِـزْي و الـعـار ، فـلـو أنـهـا رضـي الله عـنـهـا نـطـقـت فـعـلا بـشـعـر فـي الـمـوضـوع ، لـمـا زادت عـلـى مـا احـتـوتـه هـذه الـقـصـيـدة ، و هـي مـن هـي قــوة بــيـان و شـــدَّة عـارضـة .
و هـذا مـمـا يـدل عـلـى بـلاغـة مـنـشـئـهـا و مـقـدرتـه الـبـيـانـيـة ، و تـمـكـُّـنـه مـن صـنـاعـة الـشـعـر فـضـلاً عـن رسـوخ قـدمـه فـي الـمـعـرفـة بـعـلـم الـحـديـث و الـسـيـرة الـنـبـويـة و الـتـاريـخ و مـخـتـلـف الـعـلـوم .


مــا شـــأنُ أمِّ المؤمـنـيـن و شـانــيهُدِيَ المُحـبُّ لهـا و ضـل الشانـي(1)
إنــي أقـــولُ مُنـبِّـهـاً عـــن فضـلـهـاو مُتـرجِـمـاً عـــن قـولـهـا بلـسـانـي
يــا مُبغِـضـي لا تــأتِ قـبــر مـحـمّـدٍفالبـيـتُ بـيـتـي و الـمـكـانُ مـكـانـي
إنِّـى خُصـصـتُ عـلـى نـسـاء محـمـدٍبـصـفــاتِ بــــرِّ تـحـتـهــنّ مــعـــان
و سبقـتـهـن إلـــى الفـضـائـل كـلِّـهـافالسـبـقُ سبـقـي و العِـنـان عِـنـانـي
مَـرِض النبـيُّ و مـات بيـن ترائبـي(2)فالـيـوم يـومـي و الـزمــانُ زمـانــي
زوجـي رسـولُ الله لــم أرَ غـيْـرَه(3)الله زوّجـــنـــي بــــــه و حَــبَــانــي
و أتــاهُ جـبـريـلُ الأمـيــنُ بـصُـورتـيو أحبَّـنـي المخـتـارُ حـيـن رآنـــي(4)
أنـا بكـرُه الـعـذراءُ عـنـدي ســرُّه(5)و ضجِـيـعُـه فـــي مـنـزلـي قـمَــران
و تـكـلّــم الله الـعـظـيــمُ بـحُـجَّـتــيو بـراءتـي فــي مُحْـكَـم الـقـرآن(6)
و الله خفَّرنـي و عـظَّـم حُرْمَـتـي(7)و عــلــى لــســان نـبـيِّــه بــرَّانـــي
و الله فـي القـرآن قــد لـعـنَ الــذيبـعـد الـبــراءةِ بالقـبـيـحِ رمـانــي(8)
و الله وبَّــــخ مـــــن أراد تـنـقُّـصــيإفكـاً ، و سبَّـح نفسـه فـي شأنـي(9)
إنِّـــــي لـمُـحـصـنـة ُ الازار بـريــئــة ٌو دلـيـلُ حُـسـن طهـارتـي إحـصـانـي
و الله أحـصـنـنـي بـخـاتــم رُسُــلِـــهو أذلَّ أهــــل الإفـــــكِ و الـبُـهـتــانِ
و سمِـعْـتُ وحــيَ الله عـنـد مـحـمّـدمـــن جبـرئـيـلَ و نـــورُه يـغـشـانـي
أوْحَـى إليـه و كنـتُ تحـت ثيابـه(10)فـحـنــا عــلــي ّبـثَـوبــه و خَـبــانــي
مــن ذا يُفاخُـرنـي و يُنـكـر صُحْـبـتـيو مـحـمــدٌ فــــي حــجــره ربّــانــي
و أخــذتُ مــن أبــويَّ ديــن مـحـمـدو هُـمـا عـلـى الاســلامُ مُصْطـحـبـان
و أبــي أقــامَ الـدِّيــن بـعــد مـحـمـدٍفالنـصـلُ نَصـلـي و السِّـنـان سِنـانِـي
و الفخرُ فخـري و الخلافـة ُ فـي أبـيحَـسْـبـي بـهــذا مَـفْـخـراً و كـفَـانــي
و أنـا ابنـة ُ الصـدِّيـق صـاحـب أحـمـدٍو حَبـيـبِـه فـــي الـســرِّ و الإعــــلانِ
نـصـرَ النـبـيَّ بـمـالِـه و فـعـالـه(11)و خُـروجِــه مـعــه ُ مـــن الأوطـــان
ثانيه في الغارِ الذي سـدَّ الكُـوى(12)بـردائِـه ، أكــرمْ بــه مــن ثــان(13)
و جنـى العَنـا حتـى تخّلـل بالعَبـا(14)زُهــــداً و أذعــــن أيــمــا إذعـــــان
و تخـلّـلـتْ مـعــه مـلائـكـة ُ الـسـمـاو أتــتــهُ بُــشــرى الله بـالـرِّضــوانِ
و هـو الـذي لـم يخـشَ لـومـة َ لائــمٍفــي قـتـلِ أهــل البـغـي و الـعُـدوان
قتل الأولى منعوا الزكاة بكُفْرِهم(15)و أذلَّ أهــــل الـكُـفــر و الـطـغْـيـان
سَـبــق الصـحـابـة و الـقَـرابـة للهُدىهـو شيخهـم فـي الفضـل و الاحسـان
و الله مــا استبـقُـوا لـنـيـل فضـيـلـةمـثـل استـبـاق الخَـيْـل يــوْم رِهـــانِ
إلا وصــــار أبــــي إلــــى عـلـيـائِـهـافـمـكـانـه مـنـهــا أجـــــلُّ مــكـــان
ويــــلٌ لـعـبــدٍ خــــان آل مـحــمــدبــعـــدواة الأزواج و الأخـــتـــان(16)
طُوبـى لمـن والـى جمـاعـة َ صحـبـهو يكـونُ مـن أحبـابـه الحَسـنـان(17)
بـيــنَ الصـحـابـةِ و الـقـرابـة ألـفــة ٌلا تسـتـحـيـل بـنــزغــة الـشـيـطــان
هـمْ كالأصـابـع فــي اليـديـن تـواصُـلاًهـــل يـسـتـوي كـــفٌّ بـغَـيـر بـنــانِ
حصِرتْ قلوب الكافرين بوالـدي(18)و قلوبُـهـم مُـلـئـت مـــن الأضـغــان
حُــبُّ البَـتُـول و بعلـهـا لــم يختـلـفْمـــن مـلَّــة الاســـلام فـيــه اثْـنــان
نُسجـتْ مودتُـهـم سَــداً فــي لُحـمـةٍفَـبـنـاؤهـا مــــن أثــبــت الـبُـنـيــانِ
و الله ألَّـــــف بــيـــن ودٍّ قُـلـوبـهــملـيُـغـيـظ كــــل مُـنـافــق طــعَّـــان
رُحـمــاءُ بيـنـهـمُ صـفــت أخـلاقُـهـمو خـلــتْ قلُـوبـهـم مــــن الـشَّـنــآن
فدخُـولـهـم بـيــن الأحــبــة كُـلـفــة ٌو سبابُـهـم سـبــبٌ إلـــى الـحـرمـان
جـمـع الإلــهُ المسلمـيـنَ عـلـى أبــيو استبـدلـوا مـــن خـوفـهـم بـامــان
و إذا أراد الله نُـــصــــرة َعــــبــــدِهمــن ذا يُطـيـقُ لـــه عـلــى خِـــدلانِ
مــن حبَّـنـي فليجتـنـب مــن سبَّـنـيإن كــان صــانَ محـبَّـتـي و رعـانــي
و إذا مُحـبِّـي قـــد ألـــظ َّ بمُبْـغـضـيفكلاهـمـا فــي الـبـغـض مسـتـويـان
إنــــي لـطـيـبـة خُـلـقــتُ لـطــيِّــبٍو نـسـاءُ أحـمــد أطـيــبُ الـنـسـوان
إنِّـــي لأمُّ المؤمـنـيـن فــمــن أبَــــىحـبِّــي فـســوفَ يـبــوؤُ بالـخًـسـران
الله حـبــبــنــي لــقــلـــب نــبــيِّـــهو إلـى الـصِّـراط المستقـيـمِ هـدانـي
و الله يُـكــرمُ مــــن أراد كـرامـتــيو يُـهـيـن ربِّـــي مــــن أراد هــوانــي
و الله أســألُـــه زيـــــادة فــضــلِــهو حـمـدتُـه شــكــراً لــمــا أولانــــي
يــا مـــن يـلــوذ ُ بـبـيـت آل مـحـمـدٍيـرجــو بــذلــك رحــمــةَ الـرحـمــن
صِــلْ أمـهـات المؤمـنـيـن و لا تـحــدْعــنّــا فـتُـسـلَـب حُــلَّــة الايــمـــان
إنِّـــي لـصَـادقَـة ُ الـمـقـال كـريـمـة ٌإي و الـــذي ذلّـــت لــــه الـثِّـقــلان
خُـذهـا إلـيـك فإنـمـا هـــي رَوضـــة ٌمـحـفـوفـة بــالـــروح و الـرَّيــحــان
صـلّـى الالــهُ عـلــى الـنـبـي و آلـــهفبـهـم تـشَـمُّ أزاهِــرُ البُـسـتـان(19)
أبـو عـمـران مـوسـى بـن مـحـمـد بـن عـبـدالله الـواعـظ الأنـدلـسـي
رحـمـة الله عـلـيـه
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-19-2008 الساعة 10:07 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس