
رد: القصيدة العمرية
(عمر و رسول كسرى)
|
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرابين الرعية عطلا و هو راعيها |
و عهده بملوك الفرس أن لهاسورا من الجند و الأحراس يحميها |
رآه مستغرقا في نومه فرأىفيه الجلالة في أسمى معانيها |
فوق الثرى تحتظ€ل الدوح مشتملاببردة كاد طول العهد يبليها |
فهان في عينه ما كان يكبرهمن الأكاسر والدنيا بأيديها |
و قال قولة حق أصبحت مثلاو أصبح الجيل بعد الجيل يرويها |
أمنت لما أقمت العدل بينهمفنمت نوم قرير العين هانيها |
|
(عمر و الشورى )
|
يا رافعا راية الشورى و حارسهاجزاك ربك خيرا عن محبيها |
لم يلهك النزع عن تأييد دولتهاو للمنـيـة آلام تعـانيـها |
لم أنس أمرك للمقداد يحملهإلى الجمـاعة إنذارا و تنبيـها |
إنظ€ل بعد ثلاث رأيهم شعبافجرد السيف و اضرب في هواديها |
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفهاطعم المنية مرا عن مراميها |
درى عميد بني الشورى بموضعهافعاش ما عاش يبنيها و يعليها |
و ما استبد برأي في حكومتهإن الحكومـة تغري مسـتبديـها |
رأي الجماعة لا تشقى البلاد بهرغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها |
|
(مثال من زهده)
|
يا من صدفت عن الدنيا و زينتهافلم يغرك من دنياك مغريها |
ماذا رأيت بباب الشام حين رأواأن يلبسوك من الأثواب زاهيها |
و يركبوك على البرذون تقدمهخيل مطهمة تحـلو مرائيـها |
مشى فهملج مختالا براكبهو في البراذين ما تزها بعاليـها |
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلنيو داخلتني حال لست أدريها |
و كاد يصبو إلى دنياكم عمرو يرتضي بيـع باقيه بفانـيها |
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلاردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها |
|
(مثال من رحمته )
|
و من رآه أمام القدر منبطحاو النار تأخذ منه و هو يذكيها |
و قد تخلل في أثناء لحيتهمنها الدخان و فوه غاب في فيها |
رأى هناك أمير المؤمنين علىحال تروع لعمر الله رائيها |
يستقبل النار خوف النار في غدهو العين من خشية سالت مآقيها |
|
(مثال من تقشفه و ورعه )
|
إن جاع في شدة قومٌ شركتهمفي الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها |
جوع الخليفة و الدنيا بقبضتهفي الزهد منزلة سبحان موليها |
فمن يباري أبا حفص و سيرتهأو من يحاول للفاروق تشبيها |
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لهامن أين لي ثمن الحلوى فأشريها |
لا تمتطي شهوات النفس جامحةفكسرة الخبز عن حلواك تجزيها |
و هل يفي بيت مال المسلمين بماتوحي إليك إذا طاوعت موحيها |
قالت لك الله إني لست أرزؤهمالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها |
لكن أجنب شيأ من وظيفتنافي كل يوم على حـال أسويـها |
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـهاشـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها |
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلةأن القناعة تغني نفس كاسيها |
و أقبلت بعد خمس و هي حاملةدريهمات لتقضي من تشهيها |
فقال نبهت مني غافلا فدعيهذي الدراهم إذ لا حق لي فيها |
ويلي على عمر يرضى بموفيةعلى الكفاف و ينهى مستزيدها |
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين بهأولى فقومي لبيت المال رديها |
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدتبعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها |
|
(مثال من هيبته )
|
في الجاهلية و الإسلام هيبتهتثني الخطوب فلا تعدو عواديها |
في طي شدته أسرار مرحمةتثني الخطوب فلا تعدو عواديها |
و بين جنبيه في أوفى صرامتهفـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها |
أغنت عن الصارم المصقول درتهفكم أخافت غوي النفس عاتيها |
كانت له كعصى موسى لصاحبهالا ينزل البطل مجتازا بواديها |
أخاف حتى الذراري في ملاعبهاو راع حتى الغواني في ملاهيها |
اريت تلك التي لله قد نذرتانشــودة لرسـول الله تهديـها |
قالت نذرت لئن عاد النبي لنامن غزوة العلى دفي أغنيــها |
و يممت حضرة الهادي و قد ملأتأنور طلعته أرجاء ناديها |
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعتتشجي بألحانها ما شاء مشجيها |
و المصطفى و أبو بكر بجانبهلا ينكران عليها من أغانيـها |
حتى إذا لاح من بعد لها عمرخارت قواها و كاد الخوف يرديها |
و خبأت دفها في ثوبها فرقامنه وودت لو ان الأرض تطويها |
قد كان حلم رسول الله يؤنسهافجاء بطش أبي حفص يخشيها |
فقال مهبط وحي الله مبتسماو في ابتسامته معنى يواسيها |
قد فر شيطانها لما رأى عمرإن الشياطين تخشى بأس مخزيها |
|
(مثال من رجوعه إلى الحق )
|
و فتية ولعوا بالراح فانتبذوالهم مكانا و جدوا في تعاطيها |
ظهرت حائطهم لما علمت بهمو الليل معتكر الأرجاء ساجيها |
حتى تبينتهم و الخمر قد أخذتتعلو ذؤابة ساقيها و حاسيها |
سفهت آراءهم فيها فما لبثواأن أوسعوك على ما جئت تسفيها |
و رمت تفقيههم في دينهم فإذابالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها |
قالوا مكانك قد جئنا بواحدةو جئتـنا بثـلاث لا تباليـها |
فأت البيوت من الأبواب يا عمرفقد يُزنُّ من الحيطان آتيها |
و استأذن الناس أن تغشى بيوتهمو لا تلم بدار أو تحييها |
و لا تجسس فهذي الآي قد نزلتبالنهي عنه فلم تذكر نواهيها |
فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهملما رأيت كتاب الله يمليها |
و ما أنفت و إن كانوا على حرجمن أن يحجك بالآيات عاصيها |
|
(عمر و شجرة الرضوان)
|
و سرحة في سماء السرح قد رفعتببيعة المصطفى من رأسها تيها |
أزلتها حين غالوا في الطواف بهاو كان تطوافهـم للدين تشويـها |
|
( الخاتمه )
|
هذي مناقبه في عهد دولتهللشاهدين و للأعقـاب أحكيـها |
في كل واحدة منهن نابلةمن الطبائع تغذو نفـس واعـيها |
لعل في أمة الإسلام نابتتةتجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها |
حتى ترى بعض ما شادت أوائلهامن الصروح و ما عاناه بانيها |
وحسبها أن ترى ما كان من عمرحتى ينبه منها عين غافـيها |
|
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنور ; 11-21-2008 الساعة 06:05 PM