
في ذلك حكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان من عادات الملوك القداما ومن العادات المحببة اليهم الخروج لممارسة الصيد في البراري وفي غفلة من اصحاب الملك جاءه سهم طائش وذهب بعينه وكان للملك مستشاركلما ساله عن امر قال له المستشار في ذلك حكمة
ولما حصل للملك ما حصل نادى على المستشار وساله فقال للملك في ذلك حكمة فقال له الملك ذهبت عيني وتقول لي في ذلك حكمة ونادى الملك على احدالعبيد وفقال له خذه واقطع عنقه فقال المستشار في ذلك حكمة فذهب العبد بالمستشار لينفذ ما امره به سيده ولكن المستشار قال له فيما بعد ستتضح الحكمة وسيطلبني منك وسوف يقول لك ائتني به والا ضربت عنقك ((ولمعرفة العبد بصدق فراسة المستشار قبل بفكرة المستشار وحبسه بحيث لا يعلم مكانه الملك ))وفي احدى المرات خرج الملك للنزهة وجلس على الشاطئ وفي غفلةمن حراسه اتاه قارب وفيه قراصنة وحملوه معهم وذهبو به الى زعيمهم ((وهم من عباد النار ويتقربون الى الله حسب زعمهم بالقاء رجل من غير ملتهم في النا رويشترط في القربان ان يكون سليما ))فلما راه زعيمهم امرهم باعادته الى مكانه وقال لهم لا يصلح لانه ليس بسليم الحواس بسبب فقد احدى عينيه ولما ارجعوه نادى الملك على العبد وساله عن المستشار فقال له العبد انت امرتني بضرب عنقه فقال له الملك ان لم تاتني به امرت بضرب عنقك
فذهب العبد واحضر المستشار وسر الملك ايما سرور بما فعله العبد من سماعه لنصيحة المستشار وقربه اليه احسن مما كان نظرا لانه اتضح له قوة فرسة المستشار وساله الملك عندما امرت بضرب عنقك قلت في ذلك حكمة فما الحكمة في ذلك قال له المستشار لو لم يحصل لي ما حصل لكنت قد قدمت قربانا بدلا عنك لانني صحيح معافى اما وقد ارسلتني مع العبد فان احتمال النجاة وفرصتها اكثر مما لو كنت بصحبتكم
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنور ; 12-31-2008 الساعة 06:25 PM