(الطفل ..وفن اللباقة )


حلب
طفولة
وفاء شربتجي

الطفل .. مخلوق بريء جميل .. كأس ماء نملأه بعصائرنا

الطفل .. هو مجموعة قوننات اجتماعية نظمناها وفق أطر حياتنا ..‏

لذلك علينا تثقيف أطفالنا بمفاهيم اجتماعية وخلقية ودينية .. لأنه كالنبتة الجميلة بحاجة دائماً إلى سقاية ورعاية .‏

هنا لابد من ذكر دور ( التربية الاجتماعية ) في صقل شخصية الطفل ..‏

صحيح أننا نرسل أولادنا إلى المدرسة كي يتعلموا بعمر معين .. ككل الأولاد .. لكن !‏

هناك بيئات اجتماعية متنوعة سيختلط بها الطفل مكوناً شخصيته المتفردة فهو يتأثر بأصدقائه سلباً وإيجاباً .. كما أنه يتأثر بالمعلمة وبكل طاقم التدريس لذا .. ومن هنا أشير متمنية أن تكون هناك مادة ( تُدَرَسْ ) للطفل تعلمه التواصل مع الآخر باحترام .. منذ السنة الدراسية الأولى وفق وعيه وكلما كبر تعلم أكثر حتى آخر مرحلة له من التعليم .. هذه المادة تسمى ( التربية الاجتماعية ) وأستطيع تعريبها إلى ( فن التعامل مع الآخر باحترام ) وفن اللباقة الاجتماعية من المهم جداً تعلمها أي أن يكون لدينا مثال طبيب أو مهندس ناجح من حصيلة التعليم زائد رقي في تعامله مع الآخر أي كيفية تعامل ذلك الطبيب مع شرائح اجتماعية عديدة من الناس .. إذ يلزمه الحد الأدنى والأرقى للتعامل أو حرفية التعامل مع الآخر .‏

مثال .. كم هو جميل لو عرفنا الطفل على كلمة ( من فضلك ) وعند إيجاب الطلب يقول كلمة ( شكراً ) .‏

كم هو جميل لو طلبنا منه احترام الأكبر سناً وأن يتحاور معه بأدب فائق والتركيز في بداية الحديث على قول أستاذ .. عمو .. خالو .. ومتى يتحاور ومتى عليه الإصغاء .‏

والتعامل مع الآخر كونه إنساناً لا حسب وضعه الاجتماعي .. فلكل منا دوره في الحياة ..‏

نحن نفتقر اليوم .. احترام الصغير للكبير سواء أكان من ذوي القربى .. أو أستاذ مدرسة .. فقد أصبح الأستاذ اليوم هو ذلك الرجل الذي ( يدفع له ) والده كي يعطيه الدرس .. أي إنسان مأجور .. الخ .‏

مثال آخر .. آداب المائدة وضرورة الالتزام بأوقاتها .. الصمت .. أو الحوار البناء .. وعدم التحرك الكثير أثناء الطعام .. الخ من آداب للمائدة وآداب أخرى متمثلة بالحياة الاجتماعية الضرورية لصقل شخصية الطفل .‏

مثال آخر .. المصافحة بالأيدي من هم أكبر منه سناً والنظر إلى عين من يصافحه مع ذكر اسمه لأن شخصيته تتحدد في السنوات الأولى من عمره ..‏

وإذا قام بالمقاطعة علينا تعليمه مباشرة وعدم السكوت عن الأمر .‏

من هنا أطالب بالمساواة العملية والنفسية والاجتماعية للطفل كي لا يشعر أنه الأدنى ..‏

بل أن يخلق له هذا التعلم موازنة دائمة مع ذاته وتصالحاً مع الآخر .‏

هناك أمور عديدة نستطيع الدخول إلى صلبها .. لكن أحببت أن أسلط الضوء على بعض منها على سبيل المثال لا الحصر .‏

كما أنه علينا اتجاهه أمور عديدة منها ..‏

أن لا نقتحم مناقشته .. وعدم التلصص عليه - نقر الباب عند دخولنا عليه كي يتعلم منا الاحترام والخصوصية .‏

إعطائه الثقة .. وأن كل ما يفعله مهم كالشخص الكبير .. وكل ما يفتقر له سيتعلمه لاحقاً وشيء طبيعي ..‏

فقرتي هذه من باب حرصي على الأطفال .. لأنهم الغد الآتي والمستقبل الواعد الذي سيبنى على أياديهم .. والنواة الحقيقية لغد أجمل .‏