حلويات "أبو شادية"... من العربة إلى الشهرة

الخميس 12 كانون الثاني 2012

عمل "أبو شادية" لأكثر من 30 عاماً على العربة التي يعتبرها أولاده نقطة خير وشهرة لهم، قبل أن يفتتحوا محلهم في دوار التموين عام 1995.
حلويات "أبو شادية" استطاعت أن تصل إلى "أوروبا وأمريكا والدول العربية" عبر أبناء "دير الزور" المقيمين في تلك الدول، فعندما تذكر حلويات "أبو شادية" تذكر معه "دير الزور" وكأنها أصبحت من معالم المحافظة فلا يمكن لأي زائر أو عابر طريق، إلا أن يزور "أبو شادية" وشراء ما تطيب له نفسه من حلويات.

"eSyria" زار بتاريخ 7/1/2012 معمل حلويات "أبو شادية" وسط شارع ستة إلا ربع والتقى بولده "عبد الله الشاوي" وسأله عن بدايات العمل وعلى يد من تعلم "أبو شادية" المهنة والذي قال: «والدي من مواليد 1931 واسمه "محمود إبراهيم الشاوي" يلقب "أبو شادية" كون أختي الكبيرة هي أول مولود له وبقي أهل الدير ينادونه بــ"أبو شادية" على الرغم من قدوم خمسة أولاد له».

وأضاف بالقول: «بداية العمل كان عام 1962عندما تعلم مهنة الحلويات في مدينة "الحسكة" على يد صاحب إحدى منشآت الحلويات يدعى "المخزوم"، ليعود في عام 1963 ويبيع الحلويات في عربة جوالة أمام سينما "القاهرة" وكانت تلك المنطقة تعتبر وسط المدينة،
في معمل "أبو شادية" وبعد سنتين من العمل اكتسب شهرته بعدد معين من الحلويات كــ"الشعيبيات والهريسة"، في بداية تسعينيات القرن الماضي انتقل والدي للعمل في زاوية "ابن قنبر" بالقرب من الساحة العامة إلى أن اعتزل العمل في عام 1995».

بداية المحل وكيف حافظ أولاده على المهنة وطوروها يقول "عبد الله": «بعد أن منعت البلدية من تواجد العربات في الأسواق، قمنا في عام 1995 باستثمار المحل في دوار التموين، وقسمنا العمل بيني وبين أشقائي الأربع، فقسم تسلم البيع في المحل وآخرون بقوا في المعمل ينتجون الحلويات، وبعد أن تذوق أهل "الدير" الهريسة والشعيبيات على يد والدي، اتجهنا بنفس العام لصنع "الكليجة والأقراص" وهذه ما زادت شهرتنا بها إضافة إلى إنتاجنا كافة أنواع الحلويات والمناسف العربية من "خواريف محشوة" ومندي وأصبح والدي مشرفاً علينا».

أما عن معاناة والده مع الأفران القليلة في "دير الزور" قال عبد الله: «منذ أن بدأ والدي العمل كان يصنع الحلويات في بيتنا ويقوم بنقلها إلى الأفران الحجرية كفرن "قربون" أو "خزام" في السوق عبدالله الشاوي القديم لشوائها وتجهيزها وبقي على ذلك الحال حتى جاءت أفران الغاز في عام 1984 وتم شراء فرن خاص بنا، وأصبح العمل كاملاً ينتج في معملنا».

ما السبب الذي دفع اثنان من أبنائه للاستقالة من عملهم قال "عبد الله": «بعد أن كبر والدنا قررنا أنا وإخوتي المحافظة على اسمه في السوق وما خلفه من شهرة في صناعة الحلويات فقام إخوتي "عبد الوهاب" مدرس صف خاص و"طلال" طبيب بيطري بالاستقالة من عملهم والمساعدة في المعمل».

حنين لأيام العربة والتي أشار إليها ابنه د. طلال بالقول: «بعد أن منعت البلدية العربات استأجر والدي محلاً خاصاً لها بالقرب من المعمل ووضعها فيه وبقيت 9 أعوام في ذلك المحل، وكان يجلس لعدة ساعات أمامها يحن لأيامها ولذكراها التي لازمته 30 عاماً إلى أن وافته المنية في أواخر عام 2004».

ماذا قدم "أبو شادية" في حرب تشرين التحريرية قال "طلال": «عند مرور قوات الجيش العراقي عام 1973 من "دير الزور" وزع والدي الحلويات على عناصر الجيش لعدة أيام عند في أحد الأفران الحجرية ذهابهم وعودتهم بالنصر».

السيد "فياض العبودي" أحد جيران "أبو شادية" قال: «حظي "أبو شادية" بثقة أبناء المحافظة فكان شعاره في العمل الصدق أساس النجاح، كما كان له دور كبير في الحياة الاجتماعية والدينية "لدير الزور" كعيد المولد النبوي وليلة النصف من شعبان (المحياه) من تقديم الحلويات ويشارك في أفراح وأتراح جيرانه وزملاء المهنة».