إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ - منتدى الإحسان
أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 09-29-2008
  #1
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 20
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

قُــــمْ للـمـعـلّـمِ وَفِّـــــهِ الـتـبـجـيـلاكـــادَ المـعـلّـمُ أن يــكــونَ رســــولا
أعلمـتَ أشـرفَ أو أجـلَّ مــن الــذييـبـنـي ويـنـشــئُ أنـفـســاً وعــقــولا
سـبـحـانــكَ اللهمَّ خـــيـــرَ مــعــلّــمٍعـلَّـمـتَ بالـقـلـمِ الـقــرونَ الأولـــى
أخرجـتَ هــذا العـقـلَ مــن ظلمـاتـهِوهـديـتَـهُ الــنــورَ الـمـبـيـنَ سـبـيــلا
وطـبـعـتَـهُ بِــيَــدِ الـمـعـلّـمِ ، تــــارةًصــديء الحـديـدِ ، وتـــارةً مـصـقـولا
أرسـلـتَ بالـتـوراةِ مـوسـى مُـرشــدوابــــنَ الـبـتــولِ فـعـلَّــمَ الإنـجـيــلا
وفـجــرتَ يـنـبـوعَ الـبـيــانِ مـحـمّــدفسـقـى الـحـديـثَ ونـــاولَ التـنـزيـلا
عـلَّـمْـتَ يـونـانــاً ومــصــر فـزالـتــاعــن كــلّ شـمـسٍ مــا تـريـد أفــولا
والـيــوم أصبـحـنـا بـحــالِ طـفـولــةٍفـــي الـعِـلْــمِ تلتـمـسـانـه تـطـفـيـلا
من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْمـــا بـــالُ مغـربـهـا عـلـيــه أُدِيــــلا
يــا أرضُ مــذ فـقـدَ المعـلّـمُ نـفـسَـهبيـن الشمـوسِ وبـيـن شـرقـك حِـيـلا
ذهـبَ الذيـنَ حـمـوا حقيـقـةَ عِلمـهـمواستـعـذبـوا فـيـهـا الـعــذاب وبــيــلا
فــي عـالَـمٍ صـحـبَ الحـيـاةَ مُـقـيّـداًبـالـفـردِ ، مـخـزومـاً بـــه ، مـغـلـولا
صرعتْـهُ دنـيـا المستـبـدّ كـمـا هَــوَتْمن ضربـةِ الشمـس الـرؤوس ذهـولا
سقـراط أعطـى الكـأس وهـي منـيّـةٌشـفـتـي مُـحِــبٍّ يشـتـهـي التـقـبـيـلا
عرضـوا الحـيـاةَ علـيـه وهــي غـبـاوةفــأبــى وآثَــــرَ أن يَــمُــوتَ نـبــيــلا
إنَّ الشجـاعـةَ فــي القـلـوبِ كـثـيـرةٌووجــدتُ شجـعـانَ الـعـقـولِ قـلـيـلا
إنَّ الــذي خـلــقَ الحقـيـقـةَ علـقـمـاًلـم يُخـلِ مــن أهــلِ الحقيـقـةِ جـيـلا
ولـربّـمـا قــتــلَ الــغــرامُ رجـالَـهــاقُـتِـلَ الـغـرامُ ، كــم استـبـاحَ قـتـيـلا
أوَ كـلُّ مـن حامـى عـن الحـقِّ اقتنـىعـنــدَ الــسَّــوادِ ضـغـائـنـاً وذخــــولا
لـو كـنـتُ أعتـقـدُ الصلـيـبَ وخطـبَـهُلأقمـتُ مــن صَـلْـبِ المسـيـحِ دلـيـلا
أمعلّـمـي الـــوادي وسـاســة نـشـئـهِوالـطـابـعـيـن شـبــابَــه الــمــأمــولا
والحـامـلـيـنَ إذا دُعـــــوا لـيـعـلِّـمـواعـــبءَ الأمـانــةِ فـادحــاً مــســؤولا
وَنِـيَـتْ خُـطَـى التعلـيـمِ بـعـد محـمّـدٍومـشــى الهـويـنـا بـعــد إسـمـاعـيـلا
كـانــت لـنــا قَـــدَمٌ إلـيــهِ خـفـيـفـةٌورَمَـــتْ بـدنـلـوبٍ فــكــان الـفـيــلا
حـتّـى رأيـنـا مـصـر تـخـطـو إصـبـعـاًفـي العِلْـمِ إنْ مشـت الممالـكُ مـيـلا
تــلــك الـكـفــورُ وحـشـوهــا أمــيّــةٌمــن عـهـدِ خـوفـو لــم تَــرَ القنـديـلا
تـجـدُ الـذيـن بـنـى المسـلّـةَ جـدُّهــملا يُـحـســنــونَ لإبــــــرةٍ تـشـكــيــلا
ويُـدَلّــلــون َ إذا أُريــــــدَ قِــيــادُهــمكالـبُـهْـمِ تـأنــسُ إذ تـــرى الـتـدلـيـلا
يـتـلـو الـرجــالُ علـيـهـمُ شـهـواتـهـمفـالـنـاجـحــون أَلَـــذُّهـــم تــرتــيــلا
الـجـهـلُ لا تـحـيــا عـلـيــهِ جـمـاعــةٌكـيـفَ الحـيـاةُ عـلـى يــديّ عـزريــلا
واللهِ لــــــولا ألـــســـنٌ وقـــرائـــحٌدارتْ علـى فـطـنِ الشـبـابِ شـمـولا
وتـعـهّـدتْ مـــن أربـعـيـن نفـوسـهـمتـغـزو الـقـنـوط وتـغــرسُ التـأمـيـلا
عـرفـتْ مـواضـعَ جدبـهـم فتتـابـعـتْكالـعـيـنِ فَـيْـضَـاً والـغـمـامِ مـسـيـلا
تُسـدي الجميـلَ إلـى البـلادِ وتستحـيمــــن أن تُـكـافــأَ بـالـثـنـاءِ جـمـيــلا
مــــا كــــانَ دنــلــوبٌ ولا تعـلـيـمُـهعــنــد الـشـدائــدِ يُـغـنـيـانِ فـتــيــلا
ربُّـوا علـى الإنصـافِ فتـيـانَ الحِـمـىتـجـدوهـمُ كـهــفَ الـحـقـوقِ كُـهــولا
فـهـوَ الــذي يبـنـي الطـبـاعَ قـويـمـةًوهــوَ الــذي يبـنـي النـفـوسَ عُــدولا
ويقـيـم منـطـقَ كــلّ أعــوج منـطـقٍويـريـه رأيـــاً فـــي الأمـــورِ أصـيــلا
وإذا المعلّـمُ لــم يـكـنْ عــدلاً مـشـىروحُ العـدالـةِ فــي الشـبـابِ ضـئـيـلا
وإذا المعـلّـمُ ســـاءَ لـحــظَ بـصـيـرةٍجــاءتْ عـلـى يــدِهِ البـصـائـرُ حُـــولا
وإذا أتـى الإرشـادُ مـن سبـبِ الـهـوىومـــن الـغــرور ِ فـسَـمِّـهِ التضـلـيـلا
وإذا أصـيـبَ الـقـومُ فـــي أخـلاقِـهـمْفــأقــمْ عـلـيـهـم مـأتـمــاً وعــويــلا
إنّــي لأعـذركــم وأحـســب عبـئـكـممــن بـيــن أعـبــاءِ الـرجــالِ ثـقـيـلا
وجــدَ المسـاعـدَ غـيـرُكـم وحُـرِمـتـمُفــي مـصـرَ عــونَ الأمـهـاتِ جـلـيـلا
وإذا الـنـسـاءُ نـشــأنَ فــــي أُمّــيَّــةٍرضـــعَ الـرجــالُ جـهـالـةً وخــمــولا
ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ منهــمِّ الحـيـاةِ ، وخلّـفـاهُ ذلـيـلا
فأصابَ بالدنيا الحكيمة منهمـاوبحُسْـنِ تربيـةِ الزمـانِ بـديـلا
إنَّ اليتيـمَ هـوَ الـذي تلقـى لَـهُأمّــاً تخـلّـتْ أو أبَــاً مـشـغـولا
مـصـرٌ إذا مـــا راجـعــتْ أيّـامـهـالـم تلـقَ للسـبـتِ العظـيـمِ مثـيـلا
البـرلـمـانُ غـــداً يــمــدّ رواقَــــهُظـلاً علـى الـوادي السعيـدِ ظليـلا
نرجـو إذا التعلـيـم حــرَّكَ شـجـوَهُإلاّ يـكـون َ عـلــى الـبــلاد بـخـيـلا
قل للشبابِ اليومَ بُـورِكَ غرسكـمدَنــتِ القـطـوفُ وذُلِّـلَـتْ تـذلـيـلا
حَيّـوا مـن الشـهـداءِ كــلَّ مُغَـيّـبٍوضـعـوا عـلــى أحـجــاره إكـلـيـلا
ليكونَ حـظَّ الحـيّ مـن شكرانكـمجمَّـاً وحــظّ المـيـتِ مـنـه جـزيـلا
لا يلمـس الدستـورُ فيـكـم روحَــهحـتّــى يـــرى جُـنْـديَّـهُ المـجـهـولا
ناشدتـكـم تـلــك الـدمــاءَ زكـيّــةًلا تـبـعـثـوا لـلـبـرلـمـانِ جــهـــولا
فليسـألـنَّ عــن الأرائـــكِ سـائــلٌأحملـنَ فـضـلاً أم حمـلـنَ فُـضـولا
إنْ أنـتَ أطلعـتَ الممـثّـلَ ناقـصـاًلــم تـلـقَ عـنـد كمـالـه التمـثـيـلا
فادعـوا لهـا أهـلَ الأمانـةِ واجعلـوالأولـي البصـائـر منـهُـمُ التفضـيـلا
إنَّ المُقصِّـرَ قـد يحـول ولـن تـرىلجهـالـةِ الـطـبـعِ الـغـبـيِّ مـحـيـلا
فلرُبَّ قـولٍ فـي الرجـالِ سمعتُـمُثــم انقـضـى فـكـأنـه مـــا قـيــلا
ولكَـمْ نصرتـم بالكرامـة والـهـوىمـن كـان عنـدكـم هــو المـخـذولا
كَرَمٌ وصَفْحٌ فـي الشبـابِ وطالمـاكَــرُمَ الشـبـابُ شمـائـلاً ومـيــولا
قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعواصــوتَ الشـبـابِ مُحبَّـبَـاً مـقـبـولا
أدّوا إلـى العـرشِ التحيّـةَ واجعلـوالـلـخـالـقِ الـتـكـبـيـرَ والـتـهـلـيـلا
مـــا أبــعــدَ الـغـايــاتِ إلاّ أنّــنــيأجِــدُ الثـبـاتَ لـكـم بـهـنَّ كـفـيـلا
فكِلُـوا إلــى اللهِ النـجـاحَ وثـابـروافاللهُ خــيـــرٌ كــافـــلاً ووكــيـــلا
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنور ; 09-29-2008 الساعة 07:16 AM
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-29-2008
  #2
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

الله يسعد ايامك بجاه الحبيب مثل ما تنورنا اخي في الله
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-29-2008
  #3
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 20
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو معاويه مشاهدة المشاركة
الله يسعد ايامك بجاه الحبيب مثل ما تنورنا اخي في الله
اسعدك الله في الدارين

-----------------------------------------------------------------------
عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

(إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته:

يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب،

فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته: يا ملائكتي،

اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أنا أرضيه يوم القيامة)
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008
  #4
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 20
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

قصة مدرس مع طالب
=============
احببت نقلها لكم فهي قصة مبكية بكل معنى الكلمة وهي اليتم الحقيقي
اسال الله جلت قدرته ان يجعل العطف مغروسا في قلوبنا

=============

كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في

الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس

كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره

كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني

بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا

لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة

السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد

البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية

من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد

فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة

البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه

الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين

المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه

منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من

هذا المنظر المؤثر

ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت

؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه

ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم

التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني

برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى

غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته

الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى

المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما

قال ببراءته : لا

أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر

والسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود

أبي

قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس

الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ

ينظر إلى الأرض

ويقول:

أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) :

ماما عند أخوالي

قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى

قال أيمن :

من زمان .. من زمان

قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن

قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت

وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي

هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة

وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما

استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك

قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس

أبوي !! وزوجته

ثم استرسل في البكاء

قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر

قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو

مرة تكفى ياأستاذ

قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها

قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي
قلت له : يا ياسر .

زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم

قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم

تسب أمي عندنا !!
قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟

قال : ما فيه أحد يتابعنا ..

وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !!
قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟

قال : الخادمة ..

وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !!

وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !

اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. !

حاولت رفع معنوياته .

فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !

قال : أنا ما أبي منها شيء !
قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة ..

وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !

قدم المعلمون والطلاب للمدرسة .

قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة

التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور

وسأعود إليكما بعد قليل

خرجت من عندهما ..

وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي ..

ويقطع فؤادي
ما ذنب الصغيرين

ما الذي اقترفاه

حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق

أين الرحمة

أين الضمير

أين الدين

بل أين الإنسانية

قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي

جمعت المعلومات عنهما .

وعن أسرة أمهما ..



سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه

أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب

وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير ..

قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .

وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث

عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق

حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح ..

فهو كثير الأسفار والترحال ..

بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه

استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي

وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك ..

ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك ..

ولتبدأ في الاهتمام بنفسك

نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب

قلت له : حتماً والدك يحبك ..

ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه ..

ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد

الأسباب
هزَّ رأسه موافقاً

قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك ..

اجتهد في ذلك
قال : أنا ودي أحل واجباتي .

بس زوجة أبوي تخليني ما أحل

قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ

قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني

اشتغل في البيت وأنظف الحوش

صدقوني ..

كأني أقرأ قصة في كتاب

أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال
قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل

ما تستطيع من واجباتك

رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد

قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة

هي أغلى مكافأة تتمناها

نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها

قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة

ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة

لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً .

ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها

وهو يقول :

تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي

قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد ..

قال : أعدك

بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .

وساعدني في ذلك بقية المعلمين

فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ .

أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك

كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد

( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد )

استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر ..

فوافق ..

اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً .

فردت امرأة كبيرة السن ..

قلت لها : أم ياسر موجودة
قالت : ومن يريدها ؟
قلت : معلم ياسر
قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره ..

حسبي الله على اللي كان السبب ..

حسبي الله على اللي حرمها منه
هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر )
قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح )
جاءت أم ياسر المكلومة ..

مسرعة ..

حدثتني وهي تبكي

قالت : أستاذ ..

وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة
قلت : ياسر بخير .. وعافية ..

وهو مشتاق لك
قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها

قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك )

ودي أسمع صوته وصوت أيمن ..

أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم
لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!

يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم

قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار ..

لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه ..

شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره ..

لنبعث بذلك رسالة إلى والده

قالت : والده !! ( الله يسامحه ) ..

كنت له نعم الزوجة .

ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه

ثم قالت : المهم .

ودي أكلمهم واسمع أصواتهم

قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني ..

لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه

قالت : أبشر !

دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب ..

قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك

لم ينبت ببنت شفه .

أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي

وقال : أمي .. أمي .. أمي ..
تحول الحديث إلى بكاء


تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده ..

وشوقاً سكن قلبه

حدثها .. خمسة عشر دقيقة

أما أيمن ...

فكان حديثها معه قصة أخرى ..

كان بكاء وصراخ من الطرفين

ثم أخذتُ السماعة منهما .

وكأنني أقطع طرفاً من جسمي ..

فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً ..

لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما

قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها !

قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة

مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية ..

وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر

عاد الصغير .. فقبَّل يدي ..

وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى

قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد

مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن ..

يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه

في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج

فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه

بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب

( السابع )

دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة ..

وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك ..

ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه ..

وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه

كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل ..

كانت من عدة صفحات
بعثتها .

ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها

خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض

خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته

ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق

ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية

بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة

في صبيحة يوم الثلاثاء ..

قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً ..

وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة

والهندام

أسرع إليَّ ياسر .

وسلمت عليه ..

وجذبني حتى يقبل رأسي
وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي

ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير ..

ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده ..

ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة

أقبل الرجل فسلم عليّ ..

وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل

أردت الحديث معه

فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح ..

يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي

( زوجتي )

نعم أنا الجاني والمجني عليه

أنا الظالم والمظلوم

فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى

بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن ..

فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر

قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك
قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي


================

يتيم وابواه احياء
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنور ; 10-13-2008 الساعة 01:55 AM
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,221
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

احسنت بارك الله بكم سيدي الفاضل وبجهودكم الطيبة المباركة
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008
  #6
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 20
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيني مشاهدة المشاركة
احسنت بارك الله بكم سيدي الفاضل وبجهودكم الطيبة المباركة
احسن الله الكم
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-29-2008
  #7
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انور مشاهدة المشاركة
اسعدك الله في الدارين

-----------------------------------------------------------------------
عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

(إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته:

يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب،

فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته: يا ملائكتي،

اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أنا أرضيه يوم القيامة)
يارب يا ودوود ويا كريم
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-29-2008
  #8
كامل
محب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 68
معدل تقييم المستوى: 17
كامل is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ منهــمِّ الحـيـاةِ ، وخلّـفـاهُ ذلـيــلا
فأصابَ بالدنيـا الحكيمـة منهمـاوبحُسْـنِ تربيـةِ الزمـانِ بـديـلا
إنَّ اليتيـمَ هـوَ الـذي تلقـى لَــهُأمّــاً تخـلّـتْ أو أبَـــاً مـشـغـولا
__________________
لاتركنن إلى الدنيا وما فيها ** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
اعمل لدار, غدا رضوان خادمها * * والجار احمد والرحمن منشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض من عسل ** والخمر يجرى رحيقا فى مجاريها
والطير يجرى على الأغصان عاكفة ** تسبح الله جهرا فى مغانيها
من يشترى الدار في الفردوس يعمرها ** بركعة في ظلام الليل يحيها
كامل غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008
  #9
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 20
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كامل مشاهدة المشاركة
ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ منهــمِّ الحـيـاةِ ، وخلّـفـاهُ ذلـيــلا
فأصابَ بالدنيـا الحكيمـة منهمـاوبحُسْـنِ تربيـةِ الزمـانِ بـديـلا
إنَّ اليتيـمَ هـوَ الـذي تلقـى لَــهُأمّــاً تخـلّـتْ أو أبَـــاً مـشـغـولا
شكرا لمروركم
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-02-2008
  #10
جمعة النهار
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0
جمعة النهار is on a distinguished road
افتراضي رد: إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

شكرا لك اخي الكريم وجزاك الله الف خير
جمعة النهار غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مآل البيت الذي ولد فيه الرسول عبدالقادر حمود المقدسات الاسلامية 22 09-29-2018 02:55 PM
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربّه محمّد راشد المواضيع الاسلامية 4 03-25-2009 11:04 AM
الدعاء الذي هز السماء معتز المواضيع الاسلامية 8 01-08-2009 11:56 PM
إنَّ المُـحِـبَّ ِلمَا يَبْغيهِ في عَجَـل ِ عبدالقادر حمود نفثات المحبين في حب وارث سيد المرسلين 2 08-20-2008 01:59 PM
الرجل الذي فرت منه الشياطين !! الـــــفراتي المواضيع الاسلامية 2 08-20-2008 11:37 AM


الساعة الآن 05:24 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir