
من كنوز القرآن من ثمرات  شعبان 1432 هــ
 
  
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
قال الله جلَّ وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ *  لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) [ آل عمران : 185 -186 ].
( كُلُّ نَفْسٍ ) خيِّرة كانت أو شريرة (ذَآئِقَةُ ) كأس (الْمَوْتِ  )  عند حلول  الأجل  المقدَّر  لها  من  عندنا (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ   )  تعطون  جزاء  أعمالكم  خيراً  كان أو  شراً (يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) التي  هي  يوم  الجزاء  ( فَمَن زُحْزِحَ)  بَعُدَ  منكم  بعمله  الصالح  ( عَنِ النَّارِ )  المعدَّة  للفجرة والفسَّاق (وَأُدْخِلَ ) بها  ( الْجَنَّةَ)  التي  أعِدَّت  للسعداء  ( فَقَدْ فَازَ  )  فوزاً  عظيماً ، ومن  لم  يُزحزح  عن  النار  لفساد  عمله  ،  وأُدخل  فيها  بسببه ،  فقد  خسر  خسراناً  مبيناً .
( وَ ) اعلموا  أيها  المكلَّفون  بالإيمان  والأعمال  الصالحة  المتفرِّعة  عليه  (ما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )  التي  أنتم  فيها  تعيشون (  إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) يغرُّكم  بلذاتها  الفانية  الغير  القارة  ،  عن  النعيم  الدائم  والسرور  المستمرِّ ، وأنتم  أيها  المغرورون  بمزخرفاتها  لا  تنتبهون .
واللهِ  أيها  المؤمنون  (  لَتُبْلَوُنَّ )  ولتُختَبَرُنَّ ( فِي )  إتلاف  ( أَمْوَالِكُمْ ) التي  هي  من  حطام  الدنيا  ( وَ )  إماتة  (وَأَنفُسِكُمْ )  وأولادكم  التي  هي  الهالكة  المستهلكة  في  ذواتها  ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ  )  من  اليهود  والنصارى  ( وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ  )  ممن  لا  كتاب  لهم  ولا  نبي  ( أَذًى كَثِيرًا )  يؤذيكم  سماعه  ، كل ذلك  لتوطِّنوا  أنفسكم  على  التوحيد  ،  وتتمكَّنوا  في  مقام  الرضا  والتسليم ،  وتستقرُّوا  في  مقام  العبودية  ،  متمكنين  مطمئنِّين ، بلا  تزلزل وتلوين  ( وَإِن تَصْبِرُواْ )  أيها  الموحِّدون بأمثالها  ( وَتَتَّقُواْ )  عن  الإضرار  بها  ( فَإِنَّ ذَلِكَ )   الصبر  والتقوى  ( مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )  أي  الأمور  التي  هي  من  عزائم  أرباب  التوحيد  ،  فعليكم  أن  تلازموها  وتواظبوا  عليها  ،  إن  كنتم  راسخين  فيه .
ثبِّتنا  يا  ربَّنا  بلطفك  على  نهج  الاستقامة  وأعذنا  من  موجبات  الندامة  يوم  القيامة .
وصلى  الله  تعالى  وسلَّم  على  سيدنا  محمد ، وعلى  آله  وصحبه  أجمعين ، والحمد  لله  ربِّ  العالمين .
هذا  كنز  من  كنوز  القرآن  ، أملاه  عليَّ  العارف  بالله  المربي  الإمام  ،  سيدي  الشيخ  أحمد  فتح  الله جامي ،  شيخ  الطريقة  القادرية  الشاذلية  الدرقاوية ، حفظه  الله  تعالى  ونفعنا  به ، آمين .
في  شهر  شعبان  المبارك عام 1432 هــ
**  **  **
 
 
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي 
صلى عليه الله ُ في الايات ِ 
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً 
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
 
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-21-2012 الساعة 01:56 AM