حسب القوافي و حسبي حين ألقيهاأنـي إلـى سـاحـة الـفـاروق أهديـهـا |
لاهـم هـب لـي بيـانـا أستعـيـن بــهعلـى قضـاء حـقـوق نــام قاضيـهـا |
قــد نازعتـنـي نفـسـي أن أوفـيـهـاو ليس في طـوق مثلـي أن يوفيهـا |
فمـر ســري المعـانـي أن يواتيـنـيفيهـا فإنـي ضعيـف الحـال واهيـهـا |
مولـى المغيـرة لا جـادتـك غـاديـةمن رحمة الله مـا جـادت غواديهـا |
مزقـت منـه أديمـا حـشـوه هـمـمفـي ذمـة الله عاليـهـا و ماضيـهـا |
طعنـت خاصـرة الفـاروق منتقمـامـن الحنيفـة فـي أعلـى مجاليـهـا |
فأصبحـت دولـة الإســلام حـائـرةتشكـو الوجيعـة لمـا مـات آسيـهـا |
مضـى و خلّفهـا كالطـود راسـخـةو زان بالعـدل و التقـوى مغانيـهـا |
تنبـو المعـاول عنهـا و هـي قائمـةو الهـادمـون كثـيـر فــي نواحيـهـا |
حـتــى إذا مـــا تـولاهــا مهـدمـهـاصـاح الـزوال بهـا فـانـدك عاليـهـا |
واها على دولة بالأمس قـد مـلأتجوانـب الشـرق رغـدا فـي أياديهـا |
كــم ظللتـهـا و حاطتـهـا بأجنـحـةعن أعين الدهر قـد كانـت تواريهـا |
مـن العنايـة قـد ريشـت قوادمـهـاو من صميم التقى ريشت خوافيها |
و الله مـا غالهـا قدمـا و كـاد لـهـاو اجـتــث دوحـتـهــا إلا مـوالـيـهـا |
لو أنها في صميم العرب ما بقيـتلـمـا نعـاهـا عـلـى الأيــام ناعيـهـا |
ياليتهـم سمعـوا مــا قـالـه عـمـرو الـروح قـد بلغـت منـه تراقيـهـا |
لا تكثروا مـن مواليكـم فـإن لهـممطامـع بَسَمَـاتُ الضعـف تخفيهـا |
رأيــت فــي الـديـن آراء موفـقـةفــأنــزل الله قــرآنـــا يـزكـيـهــا |
و كنـت أول مـن قـرت بصحبـتـهعيـن الحنيفـة و اجتـازت أمانيـهـا |
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لهابنعمـة الله حصـنـا مــن أعاديـهـا |
خرجت تبغـي أذاهـا فـي محمدهـاو للـحـنـيـفـة جــبـــار يـوالـيـهــا |
فلـم تـكـد تسـمـع الايــات بالـغـةحتـى انكفـأت تنـاوي مـن يناويهـا |
سمعـت سـورة طـه مـن مرتلهـافزلزلـت نـيـة قــد كـنـت تنويـهـا |
و قـلـت فيـهـا مـقـالا لا يطـاولـهقول المحب الذي قد بات يطريهـا |
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعتعـن كاهـل الديـن أثـقـالا يعانيـهـا |
و صاح فيها بـلال صيحـة خشعـتلهـا القلـوب ولـبـت أمــر باريـهـا |
فأنت فـي زمـن المختـار منجدهـاو أنت في زمـن الصديـق منجيهـا |
كم استـراك رسـول الله مغتبطـابحكمـة لـك عـنـد الــرأي يلفيـهـا |
و موقـف لـك بعـد المصطفـى افترقـتفـيــه الصـحـابـة لـمــا غـــاب هـاديـهـا |
بـايـعــت فــيــه أبــــا بــكــر فـبـايـعـهعـلــى الـخـلافــة قـاصـيـهـا و دانـيـهــا |
و أطـفـئـت فـتـنـة لـــولاك لاسـتـعـرتبـيــن القـبـائـل و انـسـابــت أفـاعـيـهـا |
بــات الـنـبـي مـسـجـا فـــي حظـيـرتـهو أنـــت مسـتـعـر الاحــشــاء دامـيـهــا |
تهيـم بيـن عجـيـج الـنـاس فــي دهــشمن نبـأة قـد سـرى فـي الأرض ساريهـا |
تصيح : من قال نفس المصطفى قبضتعــلــوت هـامـتــه بـالـسـيـف أبـريـهــا |
أنــســاك حــبــك طــــه أنــــه بــشــريجـري علـيـه شــؤون الـكـون مجريـهـا |
و أنـــــــه وارد لابــــــــد مــــوردهــــامــــن الـمـنـيـة لا يـعـفـيــه سـاقـيـهــا |
نسـيـت فــي حــق طــه آيـــة نـزلــتو قـــــد يــذكّـــر بــالايـــات نـاسـيـهــا |
ذهـلـت يـومــا فـكـانـت فـتـنـة عـمــموثـــاب رشـــدك فـانـجـابـت ديـاجـيـهـا |
فللسـقـيـفـة يــــوم أنــــت صـاحــبــهفـيـه الخـلافـة قــد شـيــدت أواسـيـهـا |
مــدت لـهـا الأوس كـفـا كـــي تـنـاولـهفـمــدت الــخــزرج الايــــدي تـبـاريـهـا |
و ظـــن كــــل فــريــق أن صـاحـبـهـمأولـــى بـهــا و أتـــى الشـحـنـاء آتـيـهـا |
حـتـى انبـريـت لـهـم فـارتـد طامـعـهـمعـنـهـا وآخـــى أبــــو بــكــر أواخـيـهــا |
و قـولــة لـعـلـي قـالـهـا عــمــرأكـرم بسامعهـا أعـظـم بملقيـهـا |
حرقـتُ دارك لا أبقـي عليـك بـهـاإن لم تبايع و بنت المصطفى فيها |
ما كان غير أبى حفـص يفـوه بهـاأمــام فــارس عـدنـان وحاميـهـا |
كلاهما فـي سبيـل الحـق عزمتـهلا تنثـنـي أو يـكـون الـحـق ثانيـهـا |
فاذكرهمـا وترحـم كلـمـا ذكــرواأعاظمـا ألِّهـوا فـي الكـون تأليهـا |
كم خفت في الله مضعوفا دعاك بهو كــم أخـفـت قـويـا ينثـنـي تـيـهـا |
و في حديـث فتـى غسـان موعظـةلـكــل ذي نـعــرة يـأبــى تناسـيـهـا |
فـمـا الـقـوي قـويـا رغـــم عـزتــهعنـد الخصومـة و الفـاروق قاضيهـا |
ومـا الضعيـف ضعيفـا بـعـد حجـتـهو إن تـخـاصـم والـيـهـا و راعـيـهــا |
و ما أقلت أبا سفيان حين طوىعـنـك الهـديـة معـتـزا بمهـديـهـا |
لم يغن عنه و قد حاسبته حسبو لا مـعـاويـة بـالـشـام يجبـيـهـا |
قيدت منـه جليـلا شـاب مفرقـهفي عـزة ليـس مـن عـز يدانيهـا |
قـد نوهـوا باسمـه فـي جاهليتـهو زاده سـيـد الكـونـيـن تنـويـهـا |
في فتح مكـة كانـت داره حرمـاقد أمّن الله بعـد البيـت غاشيهـا |
و كل ذلك لم يشفـع لـدى عمـرفـي هفـوة لأبـي سفيـان يأتيـهـا |
تالله لـو فعـل الخطـاب فعلـتـهلـمـا تـرخـص فيـهـا أو يجازيـهـا |
فـلا الحسابـة فـي حـق يجاملهـاو لا القرابـة فـي بـطـل يحابيـهـا |
و تلـك قـوة نفـس لــو أراد بـهـاشم الجبال لمـا قـرت رواسيهـا |
سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعتلـــه الـفـتـوح و هـــل أغـنــى تـوالـيـهـا |
غـزى فأبـلـى و خـيـل الله قــد عـقـدتباليـمـن و النـصـر و البـشـرى نواصيـهـا |
يــرمــي الأعــــادي بــــآراء مــســددةو بـالـفـوارس قـــد سـالــت مـذاكـيـهـا |
مـــا واقـــع الـــروم إلا فـــر قـارحـهـاو لا رمــى الـفـرس إلا طــاش راميـهـا |
و لـــم يـجــز بـلــدة إلا سـمـعـت بـهــاالله أكــبــر تــــدْوي فـــــي نـواحـيـهــا |
عـشــرون مـوقـعـة مــــرت مـحـجـلـةمـن بعـد عـشـر بـنـان الفـتـح تحصيـهـا |
و خـالــد فـــي سـبـيــل الله مـوقـدهــاو خـالــد فــــي سـبـيــل الله صـالـيـهـا |
أتـــاه أمــــر أبــــي حــفــص فـقـبـلـهكـــمــــا يــقــبـــل آي الله تــالــيــهــا |
و استقبـل الـعـزل فــي إبــان سطـوتـهو مـجــده مسـتـريـح الـنـفـس هـاديـهـا |
فـاعـجـب لـسـيـد مـخــزوم وفـارسـهـايــــوم الــنــزال إذا نــــادى مـنـاديـهــا |
يــقــوده حـبــشــي فـــــي عـمـامـتــهولا تـــحـــرك مـــخـــزوم عـوالــيــهــا |
ألـقـى الـقـيـاد إلـــى الـجــراح ممـتـثـلاو عــزة النـفـس لــم تـجـرح حواشيـهـا |
و انـضـم للجـنـد يمـشـي تـحـت رايـتــهو بـالـحــيــاة إذا مـــالــــت يـفــديــهــا |
و مــا عـرتــه شـكــوك فـــي خليـفـتـهولا ارتـضــى إمـــرة الـجــراح تـمـويـهـا |
فـخـالــد كــــان يــــدري أن صـاحـبــهقــد وجــه النـفـس نـحــو الله توجـيـهـا |
فـمــا يـعـالـج مـــن قـــول و لا عـمــلإلا أراد بـــــــه لــلــنـــاس تـرفــيــهــا |
لـــذاك أوصـــى بـــأولاد لــــه عــمــرالـمـا دعــاه إلـــى الـفــردوس داعـيـهـا |
و مـا نـهـى عـمـر فــي يــوم مصـرعـهنـســاء مـخــزوم أن تـبـكــي بـواكـيـهـا |
و قـيـل فـارقـت يــا فــاروق صاحـبـنـافيـه و قـد كـان أعطـى القـوس باريـهـا |
فـقـال خـفـت افتـتـان المسلمـيـن بــهو فتـنـة النـفـس أعـيـت مــن يـداويـهـا |
هـبـوه أخـطــأ فـــي تـأويــل مـقـصـدهو أنـهــا سـقـطـة فـــي عـيــن ناعـيـهـا |
فـلـن تـعـيـب حـصـيـف الـــرأي زلـتــهحـتـى يـعـيـب سـيــوف الـهـنـد نابـيـهـا |
تالله لـم يتَّبـع فــي ابــن الولـيـد هــوىو لا شـفـى غـلـة فــي الـصـدر يطويـهـا |
لـكــنــه قـــــد رأى رأيـــــا فـأتـبــعــهعـزيـمـة مـنــه لـــم تـثـلـم مواضـيـهـا |
لـم يـرع فـي طـاعـة المـولـى خؤولـتـهو لا رعــــى غـيـرهــا فـيـمــا ينـافـيـهـا |
و مــا أصــاب ابـنـه و الـسـوط يـأخــذهلـديـه مــن رأفــة فــي الـحــد يبـديـهـا |
إن الــــذي بــــرأ الــفـــاروق نــزهـــهعـــن النـقـائـص و الأغـــراض تـنـزيـهـا |
فــذاك خـلـق مــن الـفـردوس طيـنـتـهالله أودع فــيــهـــا مـــــــا يـنـقــيــهــا |
لاالكـبـر يسكـنـهـا لا الـظـلـم يصحـبـهـالا الحـقـد يعرفـهـا لا الـحــرص يغـويـهـا |
شاطـرت داهيـة السـواس ثروتـهو لـم تخفـه بمصـر و هــو واليـهـا |
و أنت تعرف عمرا في حواضرهـاو لست تجهـل عمـرا فـي بواديهـا |
لم تنبت الأرض كابن العاص داهيةيرمي الخطوب برأي ليس يخطيها |
فلـم يـرغ حيلـة فيمـا أمـرت بــهو قام عمرو إلى الأجمـال يزجيهـا |
و لم تقل عاملا منها و قـد كثـرتأمواله وفشـا فـي الأرض فاشيهـا |
و ما وقى ابنـك عبـد الله أينقـهلما اطلعت عليها فـي مراعيهـا |
رأيتها في حمـاه وهـي سارحـةمثل القصور قد اهتزت أعاليهـا |
فقلت ما كان عبد الله يشبعهـالو لم يكن ولدي أو كان يرويهـا |
قد استعان بجاهـي فـي تجارتـهو بات باسم أبـي حفـص ينميهـا |
ردوا النياق لبيـت المـال إن لـهحق الزيـادة فيهـا قبـل شاريهـا |
و هـــذه خـطــة لله واضـعـهــاردت حقوقا فأغنت مستميحيها |
مالإشتراكيـة المنـشـود جانبـهـابين الورى غير مبنى من مبانيها |
فإن نكـن نحـن أهليهـا و منبتهـافإنـهـم عرفـوهـا قـبـل أهليـهـا |
جنـى الجمـال عـلـى نـصـر فغـربـهعـــن المـديـنـة تبـكـيـه و يبـكـيـهـا |
و كم رمت قسمات الحسن صاحبهاو أتعبـت قصـبـات السـبـق حاويـهـا |
و زهرة الروض لـولا حسـن رونقهـالمـا استطالـت عليهـا كـف جانيـهـا |
كـانـت لــه لـمــة فيـنـانـة عـجــبعـلــى جـبـيـن خـلـيـق أن يحلـيـهـا |
و كـان أنـى مشـى مالـت عقائلـهـاشوقـا إليـه و كـاد الحسـن يسبيـهـا |
هتفـن تحـت الليالـي باسمـه شغفـاو للـحـسـان تـمــنٍّ فـــي ليـالـيـهـا |
جـــززت لـمـتـه لـمــا أتـيــتَ بـــهففـاق عاطلهـا فـي الحسـن حاليهـا |
فصحـت فيـه تحـول عـن مدينتـهـمفـإنـهـا فـتـنـة أخــشــى تـمـاديـهـا |
و فتنـة الحسـن إن هـبـت نوافحـهـاكفتنـة الحـرب إن هـبـت سوافيـهـا |
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرابيـن الرعيـة عـطـلا و هــو راعيـهـا |
و عـهـده بمـلـوك الـفـرس أن لـهـاسورا من الجند و الأحـراس يحميهـا |
رآه مستغـرقـا فــي نـومـه فــرأىفيـه الجلالـة فـي أسـمـى معانيـهـا |
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملابـبـردة كــاد طــول العـهـد يبلـيـهـا |
فهـان فـي عينـه مــا كــان يكـبـرهمـــن الأكـاســر والـدنـيـا بـأيـديـهـا |
و قـال قولـة حــق أصبـحـت مـثـلاو أصبـح الجيـل بعـد الجيـل يرويـهـا |
أمنـت لـمـا أقـمـت الـعـدل بينـهـمفنمـت نــوم قـريـر العـيـن هانيـهـا |
يا رافعا رايـة الشـورى و حارسهـاجـزاك ربــك خـيـرا عــن محبيـهـا |
لـم يلهـك النـزع عـن تأييـد دولتهـاو لـلــمــنــيــة آلام تــعــانــيــهــا |
لـم أنـس أمـرك للمـقـداد يحمـلـهإلــى الجمـاعـة إنـــذارا و تنبـيـهـا |
إن ظـل بعـد ثـلاث رأيـهـم شعـبـافجرد السيف و اضرب في هواديها |
فاعجب لقوة نفس ليـس يصرفهـاطعـم المنيـة مـرا عــن مراميـهـا |
درى عميد بني الشورى بموضعهـافعـاش مـا عـاش يبنيهـا و يعليـهـا |
و مـا استبـد بـرأي فــي حكومـتـهإن الحكـومـة تـغــري مستبـديـهـا |
رأي الجماعـة لا تشقـى البـلاد بـهرغم الخلاف و رأي الفـرد يشقيهـا |
يا من صدفت عن الدنيا و زينتهافلـم يغـرك مـن دنيـاك مغريهـا |
ماذا رأيت بباب الشام حين رأواأن يلبسوك مـن الأثـواب زاهيهـا |
و يركبوك على البـرذون تقدمـهخـيـل مطهـمـة تحـلـو مرائيـهـا |
مشـى فهمـلـج مخـتـالا براكـبـهو في البراذين مـا تزهـا بعاليهـا |
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلنيو داخلتنـي حـال لسـت أدريـهـا |
و كـاد يصبـو إلـى دنياكـم عمـرو يرتـضـي بـيـع باقـيـه بفانيـهـا |
ردوا ركابـي فـلا أبغـي بـه بــدلاردوا ثيابي فحسبي اليـوم باليهـا |
و مـن رآه أمـام القـدر منبطـحـاو النـار تأخـذ منـه و هـو يذكيـهـا |
و قـد تخـلـل فــي أثـنـاء لحيـتـهمنها الدخان و فوه غاب في فيها |
رأى هناك أميـر المؤمنيـن علـىحــال تــروع لعـمـر الله رائيـهـا |
يستقبل النار خوف النار في غدهو العين من خشية سالت مآقيها |
إن جـاع فـي شـدة قـومٌ شركتهـمفي الجوع أو تنجلي عنهم غواشيهـا |
جــوع الخليـفـة و الدنـيـا بقبـضـتـهفـي الزهـد منزلـة سبحـان موليهـا |
فمـن يبـاري أبـا حـفـص و سيـرتـهأو مــن يـحـاول للـفـاروق تشبيـهـا |
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لهامن أين لي ثمـن الحلـوى فأشريهـا |
لا تمتطي شهـوات النفـس جامحـةفكسرة الخبـز عـن حلـواك تجزيهـا |
و هل يفي بيت مال المسلمين بمـاتوحـي إليـك إذا طـاوعـت موحيـهـا |
قالـت لـك الله إنــي لـسـت أرزؤهمـالا لحـاجـة نـفـس كـنـت أبغيـهـا |
لكـن أجـنـب شـيـأ مــن وظيفتـنـافـي كـل يـوم علـى حـال أسويـهـا |
حـتـى إذا مــا ملكـنـا مــا يكافئـهـاشـريـتـهـا ثــــم إنــــي لا أثـنـيـهــا |
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلةأن القناعـة تغـنـي نـفـس كاسيـهـا |
و أقبلت بعـد خمـس و هـي حاملـةدريهـمـات لتقـضـي مــن تشهـيـهـا |
فقـال نبهـت مـنـي غـافـلا فـدعـيهـذي الدراهـم إذ لا حـق لـي فيـهـا |
ويلـي علـى عمـر يرضـى بموفـيـةعلـى الكفـاف و ينهـى مستزيـدهـا |
مـا زاد عـن قوتنـا فالمسلميـن بـهأولـى فقومـي لبيـت المـال رديـهـا |
كـذاك أخلاقـه كانـت و مـا عهـدتبـعــد الـنـبـوة أخــــلاق تحـاكـيـهـا |
فــي الجاهـلـيـة و الإســـلام هيـبـتـهتثنـي الخطـوب فــلا تـعـدو عواديـهـا |
فـي طــي شـدتـه أســرار مرحـمـةتثنـي الخطـوب فــلا تـعـدو عواديـهـا |
و بيـن جنبيـه فــي أوفــى صرامـتـهفــــؤاد والــــدة تــرعــى ذراريــهــا |
أغنـت عـن الصـارم المصقـول درتـهفكـم أخافـت غـوي النـفـس عاتيـهـا |
كانـت لـه كعصـى موسـى لصاحبـهـالا يـنـزل الـبـطـل مـجـتـازا بـواديـهـا |
أخـاف حتـى الـذراري فـي ملاعبـهـاو راع حـتـى الغـوانـي فــي ملاهيـهـا |
اريــت تـلـك الـتـي لله قــد نـــذرتانــشــودة لــرســول الله تـهـديـهــا |
قالـت نـذرت لئـن عــاد النـبـي لـنـامــن غــزوة العـلـى دفـــي أغنـيـهـا |
و يممت حضرة الهـادي و قـد مـلأتأنــــور طـلـعـتـه أرجــــاء نـاديــهــا |
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعتتشجـي بألحانهـا مـا شــاء مشجيـهـا |
و المصطـفـى و أبــو بـكــر بجـانـبـهلا يـنـكـران علـيـهـا مــــن أغـانـيـهـا |
حـتـى إذا لاح مــن بـعـد لـهـا عـمــرخـارت قواهـا و كـاد الخـوف يرديـهـا |
و خـبـأت دفـهـا فــي ثـوبـهـا فـرقــامـنـه وودت لــو ان الأرض تطـويـهـا |
قـد كـان حلـم رســول الله يؤنسـهـافجـاء بطـش أبــي حـفـص يخشيـهـا |
فـقـال مهـبـط وحــي الله مبتسـمـاو فــي ابتسامـتـه معـنـى يواسـيـهـا |
قــد فــر شيطانـهـا لـمـا رأى عـمـرإن الشياطيـن تخشـى بـأس مخزيهـا |
و فتـيـة ولـعـوا بـالـراح فانتـبـذوالهـم مكانـا و جـدوا فـي تعاطيهـا |
ظهرت حائطهم لمـا علمـت بهـمو الليـل معتكـر الأرجـاء ساجيهـا |
حتى تبينتهم و الخمـر قـد أخـذتتعلـو ذؤابــة ساقيـهـا و حاسيـهـا |
سفهـت آراءهـم فيهـا فمـا لبـثـواأن أوسعوك على ما جئت تسفيها |
و رمت تفقيههم فـي دينهـم فـإذابالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها |
قالـوا مكانـك قـد جئـنـا بـواحـدةو جـئـتـنــا بــثـــلاث لا تـبـالـيـهـا |
فأت البيوت من الأبـواب يـا عمـرفقـد يُـزنُّ مــن الحيـطـان آتيـهـا |
و استأذن الناس أن تغشى بيوتهمو لا تــلـــم بـــــدار أو تـحـيـيـهـا |
و لا تجسس فهذي الآي قد نزلـتبالنهـي عنـه فلـم تـذكـر نواهيـهـا |
فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهـملـمـا رأيــت كـتــاب الله يملـيـهـا |
و ما أنفت و إن كانوا علـى حـرجمـن أن يحجـك بـالآيـات عاصيـهـا |
و سرحة في سماء السرح قد رفعتببيعـة المصطفـى مـن رأسـهـا تيـهـا |
أزلتها حيـن غالـوا فـي الطـواف بهـاو كــان تطوافـهـم للـديـن تشـويـهـا |
هـذي مناقبـه فـي عـهـد دولـتـهللشاهـديـن و للأعـقـاب أحكيـهـا |
فــي كــل واحــدة منـهـن نابـلـةمن الطبائـع تغـذو نفـس واعيهـا |
لعـل فـي أمــة الإســلام نابتـتـةتجلـو لحاضـرهـا مــرآة ماضيـهـا |
حتى ترى بعض ما شادت أوائلهـامـن الصـروح و مـا عانـاه بانيهـا |
وحسبها أن ترى ما كان من عمرحتـى ينـبـه منـهـا عـيـن غافيـهـا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القصيدة المُضرية | عبدالقادر حمود | المكتبة الرقمية | 2 | 04-02-2014 01:33 AM |
القصيدة الغوثية | عبدالقادر حمود | الصوتيات والمرئيات | 4 | 01-21-2011 12:56 AM |
القصيدة المحمدية صوت | عبدالقادر حمود | الصوتيات والمرئيات | 0 | 12-14-2010 02:39 PM |
القصيدة الدمشقية | نوح | ركن بلاد الشام | 5 | 04-21-2009 12:12 PM |
القصيدة المقبولة | عبدالقادر حمود | الصوتيات والمرئيات | 10 | 04-13-2009 06:30 PM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها