أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت           
العودة   منتدى الإحسان > الصوتيات والكتب > المكتبة الرقمية

المكتبة الرقمية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي و الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

 
قديم 03-23-2009
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,220
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: مولد السيد البرزنجي رحمه الله كاملا

((( 11 )))





و لـمَّـا بـلـغ صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم أربـعَ سِـنـيـنَ ، خـرجـت بـه أُمّـهُ إلـى الـمـديـنـة الـنـبـويـة ، ثـمَّ عـادت فـوافـتـهـا بـالأبـواء ، أو بـِشِـعْـبِ الـحَـجُـون الـوفـاة .

و حَـمَـلـتـهُ أمُّ أيـمـن الـحـبـشـيَّـة الـتـي زوَّجـهـا صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم بَـعْـدُ مـن زيـد بـن حـارثـة مـولاه ، وَأَدخـلـتـهُ عـلـى عـبـد الـمـطـلـب ، فـضـمَّـه إلـيـه وَ رَقَّ لـه و أَعَـلـَى رُقـيـّه ، و قـال : إنَّ لإبـنـي هـذا لـشـأنـاً عـظيـمـاً ، فـَبـخٍ بَـخٍ لـمـن وقـَّره وَ وَالاه .

و لـم تـَشْـكُ فـي صِـبـاه جـُوعـاً و لا عـطـشـاً قـطُّ نـَفـسُه الأبـيـَّة ، و كـثـيـراً مـا غـَدا فـَاغـْتـَذى مـاءَ زمـزم ، فـَكَفـَاه .

و لـمَّـا أُنـيـخـَت بـفـنـاء جـدِّه عـبـد الـمطـلـب مـَطـَايـا الـمـَنِـيـَّة كـفـَلـهُ عـمُّـه أبـو طـالـب شـقـيـق أبـيـه عـبـد الـلـه ، فـقـام بـِكـفـالـَتـهِ بـِعَـزمٍ قـَويٍّ وَ هِـمَّـةٍ و حَـمـيَّـة ، و قـدَّمـهُ عَـلـى الـنـَّفـس و الـبَـنِـيـنَ و ربَّـاه .

و لـمَّـا بَـلـغَ اثـنـتـي عـشـرة سَـنـة ً، رَحَـل َ بـه إلـى الـبـلاد الـشـَّامـيَّـة ، و عَـرفـَهُ الـرَّاهـب بَـحِـيـرَا بـمـا حَـازَهُ مـن وَصْـفِ الـنـبـوَّة و حَـواه .

و قـال : إنـِّي أَرَاهُ سـيـدَ الـعـالـمـيـن و رسـولَ الـلـه و نـبـيـَّه ، و قـد سَـجَـدَ لـه الـشـَّجـر و الـحَـجَـرُ ، و لا يَـسْـجُـدان إلاَّ لِـنـَبـيًّ أوَّاه ، و إنـَّا لـَنـَجـِدُ نـَعتـَهُ فـي الـكـُتـُب الـقـديـمـة الـسَّـمـاويَّة ، و بـيـن كـتـفـيـه خـَاتـَمُ الـنـُّبـوَّة ، قـد عـمَّـه الـنـُّور و عـلاه .

و أَمَـرَ عـمَّـه بـردِّه إلـى مـكـَّة تـخـوُّفـاً عـلـيـه مـن أَهـل دِينِ الـيـهـوديَّـة ، فـرجـع بـه و لـم يُـجـاوز مـن الـشـَّام الـمـقـدَّس بُـصْـرَاه .


عـطـِّر الـلـهـم قـَبْـرهُ الـكـَريـم بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صـَلاَةٍ و تـَسـلِـيـم

(الـلـهـم صـلِّ وسـلِّم و بـارك عـلـيـه )




و لـمَّـا بـلـغ صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم خـمـسـاً و عـشـريـن سـنـة ً، سـافـر إلـى بُـصـرى فـي تـجـارةٍ لـخـديـجـة الـفـتـيَّـة ، و مـعـه غـُلاَمُـهـا مَـيْـسـرة ُيَـخـْدِمـهُ وَ يـقـُومُ بـمـا عَـنـاه . و نـزل صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم تـحـت شـجـرةٍ لـدى صـومَـعـةِ نـَسْطـُورا راهـب الـنـَّصـرانـيَّـة ، فـَعَـرَفـهُ إذ مَـالَ إلـيـه ظِـلـُّهـا الـوَارِفُ وآواه .

و قـال : مـا نـَزَل تـحـت هـذه الـشَّـجـرة قـطُّ ، إلاَّ نـَبيٌّ ذو صِـفـَاتٍ تـَقِـيَّةٍ ، و رسـولٌ قـد خـَصَّـه الـلـه تـَعـالـى بـالـفـضـائـل و حَـبَـاه .

ثـمَّ قـال لِـمـيـسَـرة َ: أَفِـي عـيـنـيـه حُـمـرة ٌ ؟ اسـتـظـهـاراً لـلـعـلامـة الـخـَفـَيَّـة ، فـأجـابـه بـ : نـعـم ، فـَحَـقَّ لـديـه مـا ظـَنـَّهُ و تـوخـَّاه .

ثـمَّ عـاد إلـى مـكـَّة فـَرأَتـْهُ خـديـجـة مُـقـبـِلاً و هـي بـيـن نِـسـوَةٍ فـي عِـلِّـيـة ، و مـلـَكـان عـلـى رأسـهِ الـشـَّريـف مـن ضـَحِّ الـشَّـمـس قـد أظـلاَّه .

و أخـبـرهـا مَـيـسـرة ُ: بـأنـَّه رَأَى ذلـك فـي الـسَّـفـرِ كـُلـِّهِ ، و بـمـا قـالـه الـرَّاهـبُ وَ أودَعَـهُ إلـيـه مـن الـوصـيـَّة ، و ضـَاعـف الـلـه فـي تـلـك الـتـِّجـارة رِبـحَـهـا و نـَمَّـاه . فـَبَـانَ لـخـديـجـة بـمـا رأت و سـمـعـت ، أنـَّه رسـول الـلـه إلـى الـبَـريـَّة ، فـَخـَطـَبَـتـْهُ لـنـفـسـهـا الـزَّكـيـَّة لـتـشـمَّ مـن الإيـمـان بـه طِـيـب رَيـَّاه . فـَأَخـبَـرَ أَعـمـامـهُ بـمـا دَعـتـهُ إلـيـه هـذه الـبَـرَّة ُالـتـَّقـيَّـة ، فـَرغِـبُـوا فـيـهـا : لِـفـَضـْلٍ ، و دِيـنٍ ، و جَـمـالٍ ، و حَـسـبٍ ، كـُلُّ مـن الـقـَومِ يَـهـوَاه .

و خـَطـبَ أبـو طـالـب و أثـنـى عـلـيـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم بـعـد أن حَـمِـدَ الـلـه تـَعـالـى بـمـحـامِـدَ سـنـيَّـة ، و قـال : و هُـو والـلـه بَـعْـدُ لـه نـَبـأ ٌعـظـيـمٌ ، يُـحـمَدُ فـيـه سُـرَاه .

فـزوَّجـهـا مـنـه عـلـيـه الـصـلاة و الـسـلام أبُـوهـا ، و قـيـل : عـمُّـهـا ، و قـيـل : أخـوهـا ، لـسـابـق سـعـادتـهـا الأزلـيـَّة ، و أوْلـَدَهـا كـُلَّ أولادِه صـلى الـلـه عـلـيـه و سـلـم ، إلاً الـذي بـاسـم الـخـلـيـل سَـمَّـاه .


عـطـَّر الـلـهـم قـَبْـرَهُ الـكـَريـم بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَلاَةٍ و تـَسـلـِيـم

( الـلهـم صـلِّ وسـلـِّم و بـارك عـلـيـه )



و لـمَّـا بـلـغ صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم خـمـسـاً و ثـلاثـيـن سـنـة ً، بَـنـَت قـُريـشٌ الـكـعـبـة لإنـصِـداعـِهَـا بـالسُّـيـول الأبـطـحـيـة ، و تـَنـَازَعُـوا فـي رَفِـع الـحـجـر الأسـود ، فـكـلٌّ أراد رَفـعـَهُ و رجـاه . و عَـظـُمَ الـقِـيـلُ و الـقـَالُ ، و تـحـالـفـُوا عـلـى الـقِـتـَال ، و قـَوِيَـتْ الـعـصـبـيـة .

ثـمَّ تـداعـوا إلى الإنـصـاف ، و فـوَّضـوا الأمـر إلى ذِي رَأيٍ صَـائِبٍ و أَنـَاة ، فـَحَكَم بـتـحـكـيـم أَوَّلِ دَاخـلٍ مـن بـاب السَّـدنـة الـشـَّيـبـيـَّة ، فـكـان الـنـبـيّ صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم أَوَّلَ دَاخـلٍ ، فـقـالـوا : هـذا الأمـيـن ، و كـُلـُّنـا نـَقـْبـلـهُ و نـَرْضـَاه .

فـأخـبـروه بـأنـهـم رَضـُوه أن يـكـون صَـاحِـبَ الـحُـكـْم فـي هـذا الـمُـلِـمِّ وَ وَلـيـّه ، فـوضـع الـحـجـر فـي ثـَوبٍ ، ثـم أَمَـر أَن تـَرفـَعـهُ الـقـبائـل جـمـيـعـاً إلى مُـرتـَقـاه . فـَرَفـعُـوهُ إلـى مَـقـَرّهِ مـن رُكـنِ هـاتـيـك الـبَـنـِيـَّة ، و وضـعـه صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم بـيـده الـشـريـفـة فـي مـوضـعـه الآن و بَـنـَاه .


عـطـِّر الـلـهـم قـَبـْرَهُ الـكـَريـم بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مـن صَـلاَةٍ و تـَسـلِـيـم

( الـلـهـم صـلِّ وسـلـِّم و بـارك عـلـيـه )



و لـمَّـا كـَمُـل لـه صـلى الـلـه عـلـيـه و سـلـم أربـعـون سَـنـة ًعـلـى أوفـق الأقـوال لـذوي الـعَـالِـمـيَّـة ، بَـعـثـَه الـلـه تـَعالـى لـلـعـالـمـيـن بـشـيـراً و نـذيـراً فـَعَـمّـهـم بـِرُحْـمَـاه . وَ بُـدِىءَ إلـى تـمـام سـتـة أشـهـر بـالـرؤيـا الـصـادقـة الـجـلـيـة ، فـكـان لا يَـرى رُؤيـا إلا جـاءت مـثـل فـَلـَقِ صُـبـحٍ ضـَاء سَـنـاه .

و إنـمـا ابـتـُدىءَ بـالـرؤيـا ، تـمـريـنـاً لـلـقـُوى الـبـشـريـة ، لـئـلا يَـفـْجَـأَهُ الـمَـلـَكُ بـِصَـريـحِ الـنـُّبـوةِ ، فـلا تـَقـْواه قـُوَاه .

وَ حُـبِّـبَ إلـيـه الـخـَلاءُ ، فـكـان يَـتـَعَـبَّـدُ بـحـراءٍ الـلـيـالـي الـعـدَدِيـة ، إلـى أن أَتـاهُ فـيـه صَـرِيـحُ الـحـقِّ و وَافـَاه ، و ذلـك يـوم الاثـنـيـن لـسـبـعَ عـشـرة َخـلـت مـن شـهـر الـلـيـلـة الـقـَدرِيـة ، و ثـَمَّ أقـوالٌ : لـسـبـعٍ ، أو لأربـع و عـشـريـن مـنـه ، أو لـثـمـانٍ مـن مـولـده الـذي بـدا فـيـه بـَدرُ مُـحَـيّـاه .

فـقـال لـه : اقـرأ ، فـقـال : مـا أنـا بـِقـَارىء ، فـَغـَطـَّهُ غـطـّةً قـَويـّة ً، ثـمّ قـال لـه : اقـرأ ، فـقـال : مـا أنـا بـِقـَارىء ، فـَغـطـَّهُ ثـانـيـة حـتـى بـلـغ مـنـه الـجَـهـد و غـَطـَّاه ، ثـمَّ قـال لـه : اقـرأ ، فـقـال : مـا أنـا بـِقـَارىء ، فـَغـَطـَّه ثـالـثـة ًلـيـتـوجَّـه إلـى مـا سَـيُـلـْقـى إلـيـه بـِجـَمْـعـيـه ، وَ يُـقـَابـلـهُ بـِجـِدٍّ و اجـتـهـادٍ و يـتـلـقـاه .

ثـمَّ فـَتـَرَ الـوحـي ثـلاث سـنـيـن ، أو ثـلاثـيـن شـهـراً ، لـيـشـتـاق إلـى انـتـشـاق هَـاتِـيـكَ الـنـَّفـَحَـاتِ الـشـَّذيـَّة ، ثـُمَّ أُنـْزِلـت عـلـيـه { يَـا أَيُّـهَـا الـمُدَّثـِّر } وَ جـاءهُ جـِبـْريـلُ بـهـا و نـَادَاه .

فـكـان لـنـبـوَّتـه فـي تـقـدُّم { اقـْرَأْ بـِاسْـمِ رَبـِّكَ } شـَاهِـدٌ عـلـى أنَّ لـهـا الـسـابـقـيـَّة ، و الـتـَّقـدُّم عـلـى رسـالـته بـالـبـشـارة و الـنـَّذارَةِ لـمـن دَعـاه .


عـطِّر الـلـهـم قـَبْـرَهُ الـكـَريـم بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تـَسـلـِيـم

( الـلـهـم صـلِّ وسـلـِّم و بـارك عـلـيه )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-23-2009 الساعة 10:57 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب مولد البرزنجي - تحقيق الشيخ بسام محمد بارود عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 14 11-30-2017 01:33 PM
السيد جعفر بن حسن بن عبد الكريم البرزنجي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-24-2010 11:47 AM
قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله عبدالقادر حمود القسم العام 4 09-27-2009 01:27 PM
الشيخ شكرى البرعى وتواشيح مولد الرسول صلى الله عليه وسلم احمد عبدالهادى الصوتيات والمرئيات 4 03-25-2009 04:22 PM


الساعة الآن 09:43 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir