أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

 
قديم 03-01-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 18
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: في كيفية الإعراب

ومما يلتبس على المبتدئ أن يقول في نحو مررتُ بقاضٍ : إنّ الكسرة علامة الجر ، حتى إنّ بعضهم يستشكل قوله تعالى : { لا ينكحُها إلا زانٍ أو مشركٌ } , وقد سألني بعضهم عن ذلك فقال : كيف عطف المرفوع على المجرور ؟ فقلت : فهلاّ استشكلت ورود الفاعل مجروراً ، وبيّنت له أنّ الأصل زانيٌ بياء مضمومة ، ثمَّ حذفت الضمة للاستثقال ، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة هي والتنوين ، فيقال فيه : فاعل ، وعلامة رفعه ضمة مقدّرة على الياء المحذوفة ، ويقال في نحو مررتُ بقاضٍ : جار ومجرور ، وعلامة جرّه كسرة مقدرة على الياء المحذوفة ، وفي نحو { والفجرِ وليالٍ عشرٍ } والفجر : جار ومجرور ، وليالٍ : عاطف ومعطوف ، وعلامة جره فتحة مقدّرة على الياء المحذوفة ، وإنّما قُدّرت الفتحة مع خفّتها لنيابتها عن الكسرة ، ونائب الثقيل ثقيل ، ولهذا حذفت الواو في ( يهبُ ) كما حذفت في ( يعِدُ ) ، ولم تحذف في ( يوجل ) ، لأنّ فتحته ليست نائبة عن الكسرة ، لأنّ ماضيه وجِلَ بالكسر فقياسُ مضارعه الفتح ، وماضيهما فعَل بالفتح فقياسُ مضارعهما الكسر ، وقد جاء يعِدُ على ذلك ، وأمّا يهبُ فإنّ الفتحة فيه عارضة لحرف الحلق .
ومن هنا أيضاً قال أبو الحسن في يا غلاماً : يا غُلامَ ، بحذف الألف وإن كانت أخف الحروف ، لأنّ أصلها الياء .


ومن ذلك أن يبادر في نحو ( المصْطفيْنَ والأعليْنَ ) إلى الحكم بأنّه مثنى ، والصوابُ أن ينظر أولاً في نونه ، فإن وجدها مفتوحة كما في قوله تعالى : { وإنَّهُم عندنا لمن المصطَفينَ الأخيارِ } حكم بأنّه جمع ، وفي الآية دليل ثانٍ ، وهو وصفه بالجمع ، وثالث وهو دخول من التبعيضية عليه بعد { وإنهُم } ومحالٌ أن يكون الجمع من الاثنين ، وقال الأحنف بن قيس :
تحلمْ عنِ الأدنيْنَ واستبقِ ودَّهم = ولنْ تستطيعَ الحِلمَ حتى تحلّما
ومن ذلك أن يعرب الياء والكاف والهاء في نحو ( غُلامي أكرمني ، وغلامك أكرمك ، وغلامه أكرمه ) إعراباً واحداً ، أو بعكس الصواب ، فليعلم أنهنَّ إذا اتصلن بالفعل كنَّ مفعولات ، وإن اتصلنَ بالاسم كنَّ مضافاً إليهنَّ ، ويستثنى من الأول ، نحو ( أرأيتكَ زيْداً ما صنَع ) ، و( أبْصِرْك زيداً ) فإنَّ الكاف فيهما حرف خطاب ، ومن الثاني نوعان : نوع لا محلَّ فيه لهذه الألفاظ ، وذلك نحو قولهم (ذلك ، وتلك ، وإيّايَ ، وإيّاكَ ، وإيّاه ) فإنّهن أحرف تكلم وخطاب وغيبة ، ونوع هي فيه في محل نصب ، وذلك نحو ( الضّاربكَ , والضّاربه ) على قول سيبويه ، لأنّه لا يضاف الوصف الذي بأل إلى عارٍ منها ، ونحو قولهم ( لا عهد لي بألأم قَفاً منهُ ولا أوضعَه ) بفتح العين ، فالهاء في موضع نصب كالهاء في الضّاربه إلا أنّ ذلك مفعول ، وهذا مشبه بالمفعول ، لأنّ اسم التفضيل لا ينصب المفعول إجماعاً ، وليست مضافاً إليها وإلا لخفض أوضع بالكسرة ، وعلى ذلك فإذا قلت مررتُ برجُلٍ أبيض الوجه لا أحمره فإن فتحت الراء فالهاء منصوبة المحل ، وإن كسرتها فهي مجرورته ، ومن ذلك قوله :
فإنّ نِكاحها مطرٍ حرامُ
فيمن رواه بجر مطر ، فالضمير منصوب على المفعولية ، وهو فاصل بين المتضايفين .


تنبيه

إذا قلت : ( رويدكَ زيْداً ) فإن قدّرت رويداً اسمَ فعلٍ فالكاف حرف خطاب ، وإن قدّرته مصدراً فهو اسم مضاف إليه ، ومحله الرفع ، لأنّه فاعل .
والثاني : أن يجري لسانه الى عبارة اعتادها فيستعملها في غير محلها كأن يقول في كنت ، وكانوا في الناقصة : فعل وفاعل ، لما ألف من قول ذلك في نحو فعلت وفعلوا ، وأمّا تسمية الأقدمين الاسم فاعلاً والخبر مفعولاً فهو اصطلاح غير مألوف ، وهو مجاز ، كتسميتهم الصورةَ الجميلةَ دُمية ، والمبتدئ إنّما يقوله على سبيل الغلط ، فلذلك يُعاب عليه .
والثالث : أن يعرب شيئاً طالباً لشيء ، ويهمل النظر في ذلك المطلوب ، كأن يعرب فعلاً ولا يتطلب فاعله ، أو مبتدأ ولا يتعرض لخبره ، بل ربَّما مرّ به فأعربه بما لا يستحقه ونسي ما تقدم له .
فإن قلت : فهل من ذلك قول الزمخشري في قوله تعالى : { وطائفةٍ قدْ أهمتْهمْ أنفسُهم } الآية : قد أهمتهم : صفة لطائفة ، ويظنون : صفة أخرى ، أو حال بمعنى قد أهمتهم أنفسُهم ظانّين ، أو استئناف على وجه البيان للجملة قبلها ، ويقولون : بدل من يظنّون ، فكأنّه نسي المبتدأ ، فلم يجعل شيئاً من هذه الجمل خبراً له ؟ قلت : لعله رأى أن خبره محذوف ، أي ومعكم طائفة صفتهم كيت وكيت ، والظاهر أنّ الجملة الأولى خبر ، وأنّ الذي سوّغ الابتداء بالنكرة صفة مقدرة ، أي وطائفة من غيركم ، مثل ( السّمنُ مَنَوانِ بدِرهمٍ ) أي منه ، أو اعتماده على واو الحال كما جاء في الحديث ( دخل عليه الصّلاةُ والسّلامُ وبُرمةٌ على النّار ) .
وسألت كثيراً من الطلبة عن إعراب ( أحقُّ ما سألَ العبْدُ موْلاه ) فيقولون : مولاه مفعول ، فيبقى لهم المبتدأ بلا خبر ، والصواب أنّه الخبر ، والمفعول العائدُ المحذوف أي سأله ، وعلى هذا فيقال : أحقُّ ما سأل العبدُ ربُّه ، بالرفع ، وعكسه :
إنّ مصابك المولى قبيحٌ
يذهب الوهم فيه إلى أنّ المولى خبر ، بناء على أنّ المصاب اسم مفعول ، وإنّما هو مفعول ، والمصاب مصدر بمعنى الإصابة بدليل مجيء الخبر بعده ، ومن هنا أخطأ مَنْ قال في مجلس الواثق بالله في قوله:
أظلومُ إنّ مُصابكمْ رجُلاً = أهدى السّلامَ تحيّة ظُلمُ
إنّه برفع رجل ، وقد مضت الحكاية .


تنبيه

قد يكون للشيء إعراب إذا كان وحده ، فإذا اتصل به شيء آخر تغير إعرابه ، فينبغي التحرز في ذلك .
من ذلك ( ما أنتَ ، وما شأنُكَ ) فإنّهما مبتدأ وخبر ، إذا لم تأت بعدهما بنحو قولك وزيداً فإن جئت به فأنتَ مرفوع بفعل محذوف ، والأصل : ما تصنع ، أو ما تكون ، فلما حذف الفعل برز الضمير وانفصل ، وارتفاعه بالفاعلية ، أو على أنّه اسم لكان ، وشأنك بتقدير ما يكون ، وما فيهما في موضع نصب خبراً ليكون ، أو مفعولاً لتصنع . ومثل ذلك ( كيفَ أنت وزيْداً ) إلا أنّك إذا قدرت تصنع كان كيف حالاً ، إذ لا تقع مفعولاً به .
وكذلك يختلف إعراب الشيء باعتبار المحل الذي يحل فيه وسألت طالباً : ما حقيقة كان إذا ذكرت في قولك ( ما أحْسنَ زيداً ؟ ) فقال : زائدة ، بناء منه على أنّ المثال المسؤول عنه ( ما كانَ أحسنَ زيداً ) وليس في السؤال تعيين ذلك ، والصوابُ الاستفصال ، فإنّها في هذا الموضع زائدة كما ذكر ، وليس لها اسم ولا خبر ، لأنّها قد جرتْ مجرى الحروف ، كما أنّ قلّ في قلّما يقومُ زيدٌ لما استعملت استعمال ما النافية لم تحتج لفاعل ، هذا قول الفارسي والمحققين ، وعند أبي سعيد هي تامة ، وفاعلها ضمير الكون ، وعند بعضهم هي ناقصة ، واسمها ضمير ما ، والجملة بعدها خبرها . وإن ذكرت بعد فِعْل التعجب وجب الإتيان قبلها بما المصدرية ، وقيل ما أحْسن ما كانَ زيدٌ وكان تامة ، وأجاز بعضهم أنّها ناقصة على تقدير ما اسماً موصولاً ، وأنّ ينصب زيد على أنّه الخبر أي : ما أحسن الذي كان زيداً ، ورُدَّ بأن ما أحسنَ زيداً مُغْنٍ عنه
.



مغني اللبيب عن كتب الأعاريب , ابن هشام الأنصاري , تح : محمّد محيي الدّين عبد الحميد , المكتبة العصريّة , صيدا ـ بيروت , ط 2003م , ص 767 ـ777 .
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيفية تحضير الحلوى الذيذه راعي الخيير القسم العام 0 12-13-2016 06:04 AM
كيفية صناعة العطور عبدالقادر حمود القسم العام 2 01-05-2012 11:30 PM
كيفية عمل موضوع باحتراف (شرح بالصور) احمد قسم الحاسوب 0 06-24-2009 01:43 AM
كيفية عمل شمع الزينه في المنزل مروه القسم العام 6 06-22-2009 03:29 PM
كيفية تنسيق الابيات الشعرية أبو أنور قسم الحاسوب 5 05-25-2009 01:47 PM


الساعة الآن 01:02 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir