أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 03-20-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 18
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: قصّة حيّ بن يقظان للفيلسوف الصوفي ابن طفيل

وقد كان للقرآن الكريم وجود كبير في القصة , فقد استمد من قصة الكهف حين أوى حيّ إلى الأجمة ليختبأ فيها {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} (الكهف:10) , واقتبـس من قصـة قابيل وهابيل عندما اقتتل الغرابان , فقام أحدهما بدفن الآخر {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ } (المائدة:31) , وذلك عندما أراد دفن الظبية بعد موتها .
وقد أورد ابن طفيل جملة من آي الذكر الحكيم , منها ما أورده بحرفيته كالآيات , {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك:14) ، { لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (سـبأ:3) , {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يّـس:82) , {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص:88) , { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (غافر:16) , {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم:7) , {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة:7) , {فَأَمَّا مَنْ طَغَى,وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا,فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} (النازعـات:37,38,39 ) , {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً} (مريم:71) , {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} (الفتح:23), {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ,أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}(الواقعة:11,10) , {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (الأنفال:17) .
ومنها ما أخذ معناه وتصرف في صياغته , كقوله :" وشاهد ذواتاً كثيرة مفارقة للمادة كأنها مرايا صدئة , قد ران عليها الخبث , ورأى لهذه الذوات من القبح والنقص ما لم يقم قط بباله , ورآها في آلام لا تنقضي وحسرات لا تنمحي , قد أحاط بها سرادق العذاب , وأحرقتها نار الحجاب , ونشرت بمناشير بين الانزعاج والانجذاب " (1) , فهنا يظهر تأثره الكبير بآي الذكر الحكيم حيث اقتبس المفردات القرآنية واستقى معنى الآيات ليعبر عن مراده من القول , وقد جمع فيه معاني الآيات التالية: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14) , {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُور} (فاطر:36) , {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} (الكهف:29) , {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ} (لأعراف:46) , ومن اقتباساته القرآنية أيضاً , قوله :" ويزيل الظنون المعترضة , ويعيذ من همزات الشياطين " (2) , مأخوذ من قوله تعالى : {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} (المؤمنون:97) , وقوله:" وتحقق عنده أنه من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (3) , مأخوذ من قوله تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62) , وقوله:" وأنهم كالأنعام بل أضل سبيلاً " (4) , مأخوذ من قوله تعالى : { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } (الفرقان:44) , وقوله:" وابتهلا إلى الله تعالى أن يهيئ لهما من أمرهما رشداً" (5) , مأخوذ من قوله تعالى : {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} (الكهف:10) .

ومن ذلك أيضاً قوله:" وتصفح طبقات الناس بعد ذلك , فرأى كل حزب بما لديهم فرحين , قد اتخذوا إلههم هواهم, ومعبودهم شهواتهم , وتهالكوا في حطام الدنيا , ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر , لا تنجع فيهم الموعظة ولا تعمل فيهم الحكمة الحسنة , ولا يزدادون بالجدل إلا إصراراً , وأما الحكمة فلا سبيل لهم إليها ولا حظَّ لهم منها , قد غمرتهم الجهالة وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ... واشتروا بها ثمناً قليلاً , و ألهاهم عن ذكر الله تعالى التجارة والبيع , ولم يخافوا يوماً تنقلب فيه القلوب والأبصار ..." (6) , فقد اقتبس جمله من الآيات : {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (المؤمنون:53) , {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم:32) , { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} (الكهف:28) ,{فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} (طـه:16) , {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (القصص:50) , {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة:86) , {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ} (لأعراف:51) , {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ,حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} (التكاثر:2,1) , {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (النحل:125) , {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:35) , { وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (البقرة:41) , { وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة:44) , {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً }(الجمعة:11) , {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة:254) , {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}
وكما استمد ابن طفيل تعابيره من القرآن الكريم ؛ فقد استقى من الحديث الشريف , إما رواية عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كما في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عزّ وجلّ : { كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به } (7) , أو استشهاداً به ضمن سياق الكلام { شاهد ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر } (8) , حيث يصف المشاهد التي يعجز عن وصفها الواصفون عند رؤية الله تعالى , ومن ذلك قوله : { فلكل عمل رجال , وكل ميسر لما خلق له } (9) .
ويأخذ كلام علي بن أبي طالبرضي الله عنه : " إذ الدنيا والآخرة كضرتين ؛ إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى " (10) .

ونجده يستفيد من حافظته الشعرية في تدعيم قيمة نصه الفنية , يقول:" سئمت تكاليف الحياة الدنيا " (11) , وهو مقتبس من قول زهير بن أبي سلمى: (12)
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش = ثمانين حولاً , لا أبا لك , يسأم

ونلاحظ في هذه القصة عنصر الصدفة يلعب دوراً كبيراً منذ البداية حتى النهاية , إذ لعبت دورها عندما وصل حيّ بن يقظان إلى الجزيرة حيث فقدت الظبية ابنها فرعت حيّاً , والصدفة أيضاً هي التي أرسلت الغرابين ليقتتلا فيقتل أحدهما الآخر ليعلم حيّاً كيف يدفن جسد الظبية , والصدفة هي التي أشعلت النار ليكتشفها حيّ ويعرف أثرها , وبالتالي فالصدفة أيضاً هي الأساس في تفكره في وجود عنصر من هذه النار في روح الظبية التي ماتت .
وقد كان للخيال دور كبير في القصة , فهي بالأساس تقوم عليه في مكانها وأحداثها , حتى لنستطيع أن نعدها شيئاً من الأسطورة .
إذن فقد اعتمد ابن طفيل في قصته الخيال الفلسفي الصوفي المرتكز على المبادئ الإسلامية , والحقائق العلمية مدللاً على إمكانية العقل السليم التوصل إلى حقيقة الذات الإلهية عن طريق التأمل و المشاهدة والتطلع الدائم و التجربة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ


1- قصة حيّ: ص111
2- المصدر نفسه : ص116
3- المصدر نفسه : ص121
4- المصدر نفسه : ص123
5- المصدر نفسه : ص123
6- قصة حيّ: ص125
7- الأحاديث القدسية: ص75-76 , رياض الصالحين: ص157-158 , ونص الحديث { ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وإن سألني أعطيته , ولئن استعاذني لأعذته }
8- المنهاج: ص1973-رقم الحديث 2825 , مختصر صحيح البخاري: ص586-رقم الحديث 1679 , ونص الحديث { قال رسول الله  :" يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصاحين ما لا عين رأت ,ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر , ذخراً , بَلْهَ ما أطلعكم الله عليه }
9- المنهاج: ص1876-رقم الحديث 2649 , ونص الحديث { قيل : يا رسول الله ! أعلم أهل الجنة من أهل النار ؟ قال: فقال : نعم . قال: قيل :ففيم يعمل العاملون ؟ قال :" كل ميسر لما خلق له " }
10- إحياء علوم الدين: ج3ص22 , ونصه: { قال علي عن الدنيا والآخرة : هما ككفتي ميزان , وكالمشرق والمغرب , وكالضرتين ؛ إذا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى }
11- قصة حيّ: ص114
12- شرح المعلقات السبع: ص109
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المرأة في الغزل الصوفي (3) عبد القادر الأسود القسم العام 0 02-09-2010 08:35 PM
المرأة في الغزل الصوفي(2) عبد القادر الأسود القسم العام 0 02-09-2010 08:30 PM
ما قيل في تعريف الصوفي عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 4 09-05-2009 11:23 PM
قصّة قصيدة هيثم السليمان القسم العام 7 01-31-2009 04:18 PM
المعجم الصوفي علاء الدين المكتبة الرقمية 0 09-10-2008 03:14 AM


الساعة الآن 01:31 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir