خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُبوَنَنوي فعالَ الصالِحـات وَلَكِنّـا |
أصول طريـق القـوم أهـل الحقيقـةهداة الورى المهدين مـن خيـر ملـة |
طـهـارة أنـفــاس وصـــدق مـــودّةوحــــذق وآداب وتـجـريــد هــمّـــة |
حـيــاء وإخـــلاص ذكـــاء وفـطـنـةكذا الورع المحمود في كـل شرعـة |
وذوق وشـــوق والـحـضـور بقـلـبـهوفطم مراد النفس عن كـل شهـوة |
وزهــد وقـنــع بالـكـفـاف ورهـبــةمـن اللّـه فـي حالـي رخـاء وشــدّة |
وتفويـض أمــر ثــمّ حـسـن تـوكّـلخـضـوع خـشــوع والـبـكـاء بـذلــة |
وتقـوى إلـه العـرش سـرّاً و جهـرةوحسن مسير فـي علـوم الشريعـة |
وعزف عن الأكـدار والغيـر والسـواوبـــذل وتـهـذيـب وإخـــلاص نـيّــة |
وصـمـت وتسهـيـد ومـــوت بـحـبّـهوتحسيـن أوصـاف وتجـويـع مـعـدة |
وإثـبــات إيـثــار بــســط كــرامــةبمـا حـزت مـن مـال وروح لمنـحـة |
ورفــق وتصـديـق وعـشـق مـحـبّـةوسحق ومحـق و الفنـا بعـد سكـرة |
وحـمــد وشـكــر والـوفــا بـأوامــرولا تعـد عـن حكمـي كتـاب وسـنـة |
وراقب جناب الحقّ من غير أن ترىلنفسـك فعـلاً مــن فـعـال جميـلـة |
وجاهـد تشاهـد كـل معنـى محجّـبعن العقل والأبصـار مـن غيـر ريبـة |
ولا بــدّ مــن فـكـر وذكــر ووجـهـةعلـى يـد شـيـخ عــارف بالطّريـقـة |
محا لحظوظ النفس بالعلم والتّقـىنـصـوح كـريــم بالـعـلـوم السـنـيّـة |
تجلى له الرغبة والهوى في السرىوناسـوتـه بالـسـرِّ حـجَّــت ولـبَّــت |
وقد جال فـي ملكوتـه كـلُّ حاصـلكـذا رهبـة الغيـب مـن غيـر شبـهـة |
وسار بعـزم فـي كراسـي عروشـهوطار بسـرِّ السـرِّ فـي حـال نشـأة |
يضيء كضوء الشمـس تبـدو لناظـرلــه هـمّـة تـبــرى عـلـيـل الجـبـلّـة |
حكـيـم يــداوي الطالـبـيـن بـطـبّـهخبيـر بـداء القلـب فـي كـلِّ لحظـة |
يرى بعيـون القلـب مـا كـان خافيـاًويــدرك بالأبـصـار حـجــب الأكـنّــة |
وأدرج في التوجيـه فـي طـيّ غيبـهغيـوث عيـون الغيـب كنـز الذخيـرة |
وأدرجـت الأكـوان فـي غيـب ذاتــهكـإدراج ميـت فـي قمـيـص وعـمـة |
ويخـبـر بـالأشـيـاء قـبــل وقـوعـهـامـن اللـوح يقراهـا بعـيـن البصـيـرة |
متين الحجا يدعو إلى الرشد بالهدىوقـــد جــاءنــا تـشـبـيـه بـالـنـبّـوة |
لــه قــدم فيـمـا يـقــول ويـدّعــيوتصريـفـه فـيـه بحـكـم المشـيـئـة |
يـصـرّف أقـوامـاً ومـيــدان ســـرِّهجلا غيهـب الأسـرار مـن كـل بقعـة |
له الفضل والإجـلال والفخـر والعـلامن اللّه والتوفيـق فـي كـلِّ لحظـة |
هنـاك لـه الإمـداد فـي كـلِّ طـالـبيدعـه كمـا الإبريـز فـوق البسيـطـة |
وفــرض علـيـه أن يـكــون مـؤدبــاًلدى شيخه فـي كـلِّ وقـت وساعـة |
ليبدي له الإشكـال فـي كـلِّ صـورةويلقـي لـه مـن سـرِّ سـرِّ الحقيـقـة |
و يصحبه كالميت فـي حـال غسلـهيقلّـبـه للغـسـل مــن كــلِّ وجـهــة |
مع الذلِّ والتهذيب والخوف والرّجـاوعـجـز وتسلـيـم وتعظـيـم حـرمـة |
ويخـرج عـن نفـس توالـت همومهـاويـخـشـع لـلّــه الـكـريـم بخـشـيـة |
ويعـتـقـد الأسـتــاذ فـيـمـا يـقـولــهويفعـلـه مــن غـيـر شـــكٍّ وريـبــة |
ويــدرج مــا يخـتـاره فــي مـــرادهوأوصافـه باللطـف منـه استـمـدّت |
فـإن قـال لِـمَ يومـاً فذلـك عندهـمحقيـق بلَـمْ يفلـح إلــى يــوم بعـثـة |
ولم ينتفع ما لـم يسـر فـي شهـودهمـراع لـه مــن غـيـر مـيـن وعـلـة |
ولا يقـتـرف معـنـى شهـيـاً لنفـسـهفـإنَّ حظـوظ النّفـس رأس البلـيّـة |
تزيّـن لــه الأفـعـال مــع قـولـه ولايـكـون لــه مـــن فـعـلـه وزن ذرّة |
ويظهـر مـا يخـطـر علـيـه لشيـخـهففيـه أمـور كالشـمـوس المضيـئـة |
ومنـه شــؤون كالسـيـوف قـواطـعوفـي كتـمـه حـجـب وفـقـد نتيـجـة |
وتحسينه مـا حسّـن الشّيـخ ثـمّ مـايقبـحـه مــن بـعـد نـصــب الأدلـــة |
وإن صـار يخفـى عنـه شيـئـاً فـإنّـهبذلـك يعصـى عـنـد أهــل الحقيـقـة |
بـل الواجـب المشهـور إيثـار أمــرهوإظـهــاره بـالـصـدق دون الـبـريـة |
ونـفـي خـــلاف وامـتـثـال لأمـــرهوإبـــداء وارده بـصـفـو الـسـريــرة |
ويشهـده فـي القـرب والبعـد عنـدهمقيمـاً علـى حالـي حضـور وغيـبـة |
وإيـثـاره بالـمـال والــروح بالـرضـاوتفويـضـه لـلّـه فــي كــل طـرفـة |
ويلزم لبس الصّوف فهو شعار مـنتـلـقـب بالـصـوفـيّ بـيــن الخـلـيـة |
ويتـخـذ الإبـريـق مــن بـعـد مـئــزروقد صـحَّ فـي الأخبـار إرخـاء عذبـة |
وتطويلهـا فِتْـراً لـقـد جــاء مسـنـداًوللناس في خير الورى خيـر أسـوة |
وخيطاً و مخياطاً وموسـى وسبحـةومـا كــان محتـاجـاً إلـيـه لفـطـرة |
ويعتـزل الخـلـق الجمـيـع وفعلـهـمكــذاك ولاة الأمــر فــي دار دنـيّــة |
ولا يلتفـت يومـاً إلـى غـيـر شيـخـهفـذلـك وصــف مـوجـب للقطيـعـة |
وأغصانـه للـطـرف حــال جلـوسـهلديـه وفـي حـالات أنــس ووحـشـة |
ويـرفــع تـوقـيـراً كـبـيــراً لـسـنّــهكـذا فـاضـلاً عـنـه ولــو ابــن ليـلـة |
ويـرفـع أبـنـاء الـطـريـق ويـتّـصـفبأوصافـهـم يسـمـو بنـفـس زكـيّــة |
فتعظيمـهـم أجــر وتحقـيـر نفـسـهوأنصـافـهـم مـنـهـا جـديــر بـجـنــة |
وبـرّهـمـو إن تستـطـعـه فــواجــبوإنقاذهـم مـن كــل ضـيـق وشــدّة |
ويظفـر بالـدّار الـتـي عــزَّ وصفـهـاوفيهـا البـدور الغيـد أسقـت وغنّـت |
يـشـاهـد أقـمــاراً بـهــا وعـرائـسـاًويشرب من كـأس الهنـا والمسـرّة |
هنـاك الكـرام النازلـون مـن العلـىمـنــازل أفـــراد مـعـاهـد ســــادة |
بحيث البها والأنس بالقـدس ينجلـيعلى السرِّ جهراً فـي جمـال وبهجـة |
وحيـث كمـال الـذّات بالـذّات واحـدتغانـت بـه الأكـوان عـن كـلِّ وجهـة |
وحيـث البقـا بـعـد الفـنـاء لسـالـكأزال حجاب العين مـن غيـن نقطـة |
وإن لـم يكـن شيـخ يريـه شخوصهـاويدنـيـه مـــن أم الـقــرى وبثـيـنـة |
فليـس لـه مـن عمـره غيـر رسمـهوعيشـتـه فيـنـا كـعـيـش البهـيـمـة |
ويدعـى لقيـطـاً أيــن حــلَّ معـطـلاًوإن كـان ذا عـلـم كــزوج عقيـمـة |
دعيّاً مع السّادات فـي كـلِّ موطـنكــذا نقـلـوه جــلُّ أهــل الحقـيـقـة |
وأيّـامــه تـمـضـى وأعـمـالـه بــهــابلا وفق شـرع فـي أمـور الشريعـة |
وهـذا الـذي قــد يـسّـر الله نظـمـهعلـى أحمـد المشهـور بيـن الخليقـة |
بـوالــده عـثـمـان مـربــاً ومـنـشــأبحانـات شـرنـوب بــأرض البحـيـرة |
وأرجـو مــن الـلّـه الكـريـم قبـولـهوستـر عيـوب فيـه طمّـت وعـمّـت |
وينـفـعـنـا بـالـعـلـم ثــــمّ يعـيـنـنـابتوفيقـه فـي كــلِّ وقــت ولحـظـة |
ويجـعـل إخـلاصــي إلـيــه محـقـقّـاًويرحم شيبـي فـي شتاتـي وغربتـي |
ويـدر جنافـي سـلـك قــوم أحبّـهـمرضــوه وأرضـاهـم بحـسـن مـزيّـة |
ويـعـفـو عـنــي والـذيــن أحـبّـهــمويـدفـع عـنّـا كـــل ســـوء وفـتـنـة |
ويـرزقـنـا والمسلـمـيـن بـأسـرهـميقيـنـاً يقـيـنـا كـــل شـــكٍّ وريـبــة |
بـجــاه نــبــيّ مــــن ســلالــة آدمبمن خلفه الأمـلاك والرسـل صلّـت |
ولــولاه مـــا كـانــت لآدم صـــورةولا تـاب عنـه الّلـه مـن بـعـد أكـلـة |
ففـي فضـلـه الـقـرآن جــاء مبيّـنـاًوناهيـك قـول اللّـه مـن غيـر خلقـة |
كـلام قـديـم مـنـزل غـيـر مـحـدثبـه جـاء جبـريـل عـلـى خـيـر أمّــة |
محـمّـد المبـعـوث للخـلـق رحـمــةودعوتـه فيمـا ســوى الـلّـه عـمّـت |
عليـه صـلاة اللّـه مـا هـبّـت الصـبـاومـا نـاح طيـر فـوق غصـن أريـكـة |
وعــن مـالـك والشافـعـيّ وأحـمــدونعـمـان والـثـوري وبـاقـي الأئـمّـة |
وعن منشئ الأبيات من فكره ومنقـراهـا وأقـراهــا بـفـهـم وفـطـنـة |
ومـن قـد رأى عيبـاً وأصلـحـه ولــوبـخـط حــروف أو بتغيـيـر شـكـلـة |
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُبوَنَنوي فعالَ الصالِحـات وَلَكِنّـا |
جزاك الله خيرا أخى الكريم على نشر قصيدة جدى رحمه الله وموتى المسلمين جميعا |
هُم القوْمُ لا يَشْقـى جَليسُهُـمُ بِهـموَحسْبِيَ أن يَغْشَى مَجالِسَهُم قَلبِي |
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُبوَنَنوي فعالَ الصالِحـات وَلَكِنّـا |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله ما شاء الله بارك الله بكم سيدي ابو يوسف ورحم الله جدكم سيدي حمادة ذرية بعضها من بعض الى روح سيد المرسلين والى ارواح سادتنا اصحاب السلسة النورانية المباركة والى روح سيدي احمد الشرنوبي واموات المسلمين الفاتحة ![]() ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفرض عليـه أن يكـون مؤدبـاً لدى شيخه في كلِّ وقت وساعـة ليبدي له الإشكال في كلِّ صـورة ويلقي له من سـرِّ سـرِّ الحقيقـة و يصحبه كالميت في حال غسلـه يقلّبه للغسل مـن كـلِّ وجهـة مع الذلِّ والتهذيب والخوف والرّجا وعجز وتسليـم وتعظيـم حرمـة ويخرج عن نفس توالـت همومهـا ويخشـع للّـه الكريـم بخشـيـة ويعتقـد الأستـاذ فيمـا يقولـه ويفعله مـن غيـر شـكٍّ وريبـة ويدرج مـا يختـاره فـي مـراده وأوصافه باللطف منـه استمـدّت |
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُبوَنَنوي فعالَ الصالِحـات وَلَكِنّـا |
الى روح سيد المرسلين والى ارواح سادتنا اصحاب السلسة النورانية المباركة والى روح سيدي احمد الشرنوبي واموات المسلمين الفاتحة ![]() |
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُبوَنَنوي فعالَ الصالِحـات وَلَكِنّـا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح دلائل الخيرات وشوارق الأنوار عبد المجيد الشرنوبي الأزهري | عبدالقادر حمود | المكتبة الرقمية | 2 | 12-09-2012 07:48 AM |
التائية الكبرىِ المسماة بنظم السلوك | الـــــفراتي | الانشاد والشعر الاسلامي | 1 | 01-05-2012 05:09 AM |
بائع الملوك...العز بن عبد السلام...رضي الله عنه | عبدالرحمن الحسيني | السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام | 2 | 06-27-2010 11:37 AM |
قد يكون سر الحياة السعيدة والطويلة يكمن في الاقتران بزوجة ثانية. | ابوعبدالله | القسم العام | 3 | 05-31-2009 02:22 AM |
مدد يا ملك الملوك | نوح | المواضيع الاسلامية | 5 | 10-30-2008 04:15 PM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها