أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > ركن وادي الفرات

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

 
قديم 08-31-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,221
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أما إعدادية البنات فبعدها بعامين ، والفضل يعود بذلك كما أعرف للسيد أحمد الجاجان حيث كان نائباً .
ومن المحرمات ، مصاحبة الصغار للكبار فأي صبي دون السادسة عشرة يضرب ضرباً قاسياً من أهله إذا علم الأهل أن ولدهم ، يمشي مع آخر أكبر منه بالعمر حتى ولو بثلاث سنوات ، فهم يخافون على ابنهم ، من أن يتعلم أشياء لايرغبونها ، إلى جانب خوفهم من الشذوذ ، وقضية الخوف من الشذوذ هاجس يومي عند الأهل ، فالرقابة على الأطفال شديدة ، وبخاصة أثناء الأعياد ، أو الذهاب إلى الفرات للسباحة ، أو أي مناسبة يختلط فيها الصغار مع الكبار ، وبخاصة الأعراس ، ولايتوقف هذا الهاجس ، وهذا القلق إلا بعد أن يصبح الصبي في سن البلوغ .
ومن القضايا التي تثير القلق كان الذهاب إلى الذي يؤجر " البسكليتات " الدراجات الهوائية .
كان الانتقال من لبس الثوب أو الكلابية "الدشداشة" مسألة صعبة ، قليلون هم الرجال الذين استبدلوا المحرمة والعقال بالبنطال .
وأذكر عندما افتتح ملا خالد السليمان إعدادية إبن رشد ، وبعد الحصول على الابتدائية ، كان علينا أن نذهب إلى المدرسة بالبنطلون ، وأخذني الوالد إلى دير الزور ، وفصل لي بدلة ، وفي أول يوم وبعدها بأسبوع ذهبت فيه إلى المدرسة ، بالبنطلون ، كنت أستحي أن أمر في السوق لأصل إلى المدرسة ، فكنت أسير ثلاثة مرات ضعف المسافة حتى لايراني أحد .
وهكذا تسير الحياة في المياذين ، رتيبة إلى حد ما ماعدا الاستثناءات ، مثل زيارة الرحبة ، أو الذهاب مع الأصدقاء إلى البادية ، لقضاء يوم العطلة وبخاصة في الربيع ، حيث العشب الأخضر ، وزهور البرية ، وشقائق النعمان ، تجعل من الحياة تأخذ طابعاً أكثر حيوية .
أذكر أياماً ساد فيها القلق في المياذين :
كان يوم قلق ورعب للأطفال ، وهو كونة البو خليل ، لاأذكر متى كانت في عام 1949 أو عام 1950 . بالطبع منع التجول بشكل تلقائي ، فكأنما كان يوم حرب ، ولاتزال هذه الكونة تلقي بظلالها على عشيرة البو خليل ، من حيث تطورها وعلاقاتها الداخلية . ولاأعرف ، بل لازلت مندهشاً ، إن عائلتين مهمتين ، وأولاد عمومه ، تمتعتا بالذكاء والشجاعة ، لم يجلسا ، ويراجعا ، تلك الواقعة ، وتنقذانها ، ويزيلا الحقد من القلوب ، والذكرى الأليمة من العقول ، لأنه بذلك فقط يمكن أن ينشرا السلام الأهلي بينهما في المدينة ، إذا ماجرى إنعكاس لهذا النقد على سلوك أفرادها .
اليوم الآخر عندما غرقت السفينة ، فوقفت المياذين وكأن على رأسها الطير .
واليوم الثالث حين غرق محسن العمر الشعيبي ، هذا الشاب اللطيف ، ساد الحزن العميق المياذين كلها .
اليوم الرابع عندما تناهى إلى المياذين وفاة خليل السليمان الجدعان ، وعبد الرزاق الحصة في حادثة البوسطة التي كانت ذاهبة برحلة بطلاب مدرسة الزراعة من الدير إلى السلمية ، والطلاب في السيارة وهي في منحدر ، وكانت واقفة ، فحرك أحدهم "الفريم "الكابح ، فدرجت السيارة من علٍ ، فخاف الطلبة وقفزوا من السيارة التي دهست الاثنين ، فقد خيم صمت وقلق شديد .
واليوم الخامس ، عندما أقام البعثيون احتفالاً بسيطاً في مقهى محمود القاضي ، وهاجم أحد الخطباء الديريين الحزب السوري القومي الاجتماعي ، فقال له عبد الكريم الرحبي وكان بين الحضور "إخرس" فهبت الفوضى ، وكان أعضاء الحزب السوري القومي مستعدين بالعصي ، فهجموا على البعثيين الديريين ، كانت واقعة لايزال من حضرها يصفها ، ويتندر عليها .
كانت هناك بعض الشخصيات المياذينية ، تقف الأطفال عندما تمر تتفرج عليها رهبة وإعجاباً وأضرب على سبيل المثال وليس الحصر .
سيف الدين الراوي ، عبد الوهاب الخضر ، المفتي محمود مشوح ، سلوم الشعيبي ، مداد الصياح ، عبود الجدعان ، إسماعيل النومان ، تركي الحاج ، حمود الجاجان ، محمود الرحبي ، عبد المجيد مشوح عندما يزورون المياذين ، وعمر العلي المهيد ونعيم وجميل الزايد وجاسم المحمد الخليل ،وسيف البصري ،وحجي الحنيش . جبر المحمد الخلف ، خلف الحسن ، جميل الضويحي ، عبد العزيز الجروان ، حسين البطي . وبلاط الحاج مجيد .
عدنان مشوح ، عبد الصمد طوير . مع هؤلاء كنا ننظر أيضاً بإعجاب وحسد إلى الشباب الذين استطاعوا بجدهم أن يحصلوا على منحة للدراسة في حلب أو دمشق ، أو أؤلئك الذين كان أهلهم ميسورين فأرسلهم أهلهم للدراسة في البلاد مثل عبد القادر طوير ، وعبد الكريم العاني ، وعبد الوهاب حريب ، وكمال الحريب ، ومحمد المسعود ، وشريف السعود ، وأحمد السرهيد ، وعبد العزيز وعادل الحاج حسين ، وعبد المنعم وعبد الغني الرحبي ، كل هؤلاء يمثلون لنا قيماً معينة ، المغامرة ، والرفاه والوجاهة ، والعلم ، كانوا عمالقة بالنسبة لنا .
_________________
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصائح رمضانية عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 1 04-30-2019 09:40 AM
نصائح من سوداني أنور ملتقى الأعضاء 4 01-19-2012 01:30 PM
كيف نحصن أبناءنا ضد التدخين منذ الطفولة عبدالقادر حمود القسم العام 0 11-19-2011 02:31 AM
نصائح رمضانية عبدالقادر حمود القسم العام 0 08-16-2011 06:10 PM
الصبة .. و وشائج المحبة عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 5 04-12-2009 08:46 AM


الساعة الآن 02:09 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir