
وفــاء الـنـســـاء في أخـبـار الـنـســـــاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب أخبار النساء لابن الجوزي - رحمه الله تعالى -
باب ما جاء في وفاء النّساء
تعاهدا ألا يتزوّجا
"حكى الأصمعي، عن رجلٍ من بني ضبّة قال: ضلّت لي إبلٌ فخرجت في طلبها حتّى أتيت بلاد بني سليم، فلمّا كنت في بعض تخومها، إذا جاريةٌ غشى بصري إشراق وجهها، فقالت: ما بغيتك فإنّي أراك مهموماً؟ قلت: إبلٌ ضلّت لي، فأنا في طلبها. قالت: فتحب أن أرشدك إلى من هي عنده؟ قلت: نعم. قالت: الذي أعطاكهنّ هو الذي أخذهنّ فإن شاء ردّهنّ، فاسأله من طريق اليقين لا من طريق الإختيار. فأعجبني ما رأيت من جمالها وحسن منطقها، فقلت لها: هل لك من بعلٍ؟ قالت: كان والله فدعي فأجاب إلى ما منه خلق، ونعم البعل كان. قلت لها: فهل لك في بعلٍ لا تذمّ خلائقه، ولا تخشى بوائقه؟ فأطرقت ساعةً ثمّ رفعت رأسها وعيناها تذرفان دموعاً فأنشأت تقول :
كنّا كغصنين من بانٍ غذاؤهما = ماء الجداول في روضات جنّات
فاجتثّ صاحبها من جنب صاحبه = دهرٌ يكرّ بفرحاتٍ وترحات
وكان عاهدني إن خانني زمنٌ = أن لا يضاجع أنثى بعد موتات
وكنت عاهدته أيضاً، فعاجله = ريب المنون قريباً مذ سنينات
فاصرف عتابك عمّن ليس يصرفه = عن الوفاء له خلب التّحيّات
قال: فانصرفت وتركتها." اهـ (أخبار النساء لابن الجوزي)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 02-20-2009 الساعة 10:03 AM