حفظ القرآن و11 ألف حديث خلال 130 يوماً
شريف مصطفى: حلمي أن أكون أصغر علماء الأزهر
القاهرة - “الخليج”:
130 يوماً فقط، بالنسبة للطفل المصري شريف مصطفى، لم تكن مدة كافية لحفظ القرآن الكريم كاملاً فقط، لكنه حفظ أيضاً 11 ألف حديث نبوي شريف من “صحيح البخاري ومسلم” بتشجيع من والده، كي يتمكن من المشاركة في مسابقة حفظ القرآن الكريم التي كان من المقرر إقامتها بعد ثلاثة أشهر فقط .
لم ينل الطفل، الذي كان عمره حينها ثماني سنوات، جائزة المركز الأول فقط، لكنه نال لقب “الطفل المعجزة” حيث توقع له أعضاء لجنة التحكيم أن يكون أصغر علماء الأزهر الشريف قبل أن يكمل عامه السابع عشر، ومنذ ذلك اليوم الذي مرت عليه ثلاث سنوات والحلم يراود هذا الطفل المصري ليل نهار بحثاً عن شرف نيل لقب أحد علماء الأزهر الشريف .
يدرس الطفل المصري شريف مصطفى في معهد مدينة نصر الأزهري، حيث اختار له والده منذ البداية حياة مختلفة عن بقية أقرانه، فقد وهبه للدعوة إلى الله عله يكون شفيعاً له يوم القيامة أمام ربه، ولم يخيب الطفل ظن والده، فقد بدأ رحلته في حفظ القرآن الكريم وعمره أربع سنوات فقط، وكان يحفظ حينها قصار السور، مستعيناً بالشرائط “والسي ديهات” الخاصة بكبار مقرئي القرآن الكريم .
وبعد أن لمست الأسرة في الطفل موهبة الحفظ السريع واستيعاب ما يسمعه من آيات القرآن، قررت إلحاقه ب”الكتّاب” وخلال الفترة من 4 إلى 7 سنوات تمكن من حفظ 4 أجزاء من القرآن الكريم .
السنة الثامنة في عمر الطفل كانت نقطة التحول الكبرى في حياته حيث علم والده أن هناك مسابقة لحفظ القرآن ستقام بعد ثلاثة شهور، وكان من المفترض أن يلقي الطفل قصيدة خلال الحفل، ومدة حفظها ساعتان على الأقل فحفظها في نصف الساعة .
هنا أرسل المشرف على المسابقة فضيلة الشيخ عبد الشكور محمود علي يبلغ والده أن ابنه لديه ملكة حفظ جيدة، وتنبأ له أن يكون عالماً في الدين، ووقع كلام الشيخ على والده وقع المفاجأة السارة، وعندما عرف قدراته في الحفظ أخذ في تشجيعه بكل الطرق المادية والمعنوية أملاً في الاشتراك في المسابقة .
كان شريف مصطفى يحفظ نصف صفحة في البداية يومياً، ووصل إلى 10 صفحات في ما بعد . بما يساوي نصف الجزء، وعندما وصل إلى هذا الرقم من الصفحات في الحفظ بدأ المشوار الحقيقي لحفظ القرآن الكريم، وكان من المفترض أن يحفظ عشرة أجزاء خلال ثلاثة شهور، لكن الشيخ عبد الشكور محمود وجده قد حفظ عشرين جزءاً في شهرين فقط فطلب من والده أن يكمل معه الرحلة وختم الطفل الأجزاء العشرة الأخيرة في 25 يوماً فقط .
لم يتبق على المسابقة سوى خمسة أيام فقط، خاطب الأب حينها الابن وطلب منه أن يحتفظ بهدوئه حتى لو خسر في المسابقة، لأنه بذل ما بوسعه، ويكفيه أن الله من عليه بحفظ القرآن الكريم كاملاً خلال هذه المدة البسيطة .
استمع الطفل إلى نصيحة الوالد بهدوء وبالفعل طبقها على أرض الواقع وأخذ يرتل آيات الذكر الحكيم التي طلبها أعضاء لجنة التحكيم حتى حصل على المركز الأول بل ووجد نفسه محاطاً بالهدايا والتبرعات من المتابعين للمسابقة .
بعدها توالت المسابقات في حفظ القرآن الكريم لينال أكثر من تسع جوائز فضلاً عن شهادات التقدير التي نالها من أكثر من جهة وأبرزها الأزهر الشريف، حيث توقع له كل من تعامل معه أن يصبح أحد علماء الأزهر الشريف قبل أن يكمل عامه السابع عشرة .
ولم يكتف الطفل المصري بحفظ كتاب الله، حيث تطلع إلى حفظ سنة رسوله “صلى الله عليه وسلم” أيضاً، فمكث 40 يوماً في مهمة حفظ الأحاديث النبوية برفقة عدد من زملائه في المعهد الأزهري في إحدى قرى محافظة الغربية مسقط رأس أحد أساتذته حيث تبرع الأخير بكل تكاليف الإقامة بعيداً عن أسرنا لنتفرغ لحفظ “صحيح البخاري ومسلم” .
وأضاف الطفل المصري: كان شيخنا المعلم هو وحيد عبد السلام، حيث كنت أحفظ عشر صفحات من القرآن الكريم يومياً إلى أن طلب مني حفظ عشرين صفحة يومياً ورغم صعوبة ذلك الطلب وفقني الله في إتمام هذه المهمة بل وتصاعدت في القدرة على الحفظ إلى أن تمكنت من حفظ تسعين صفحة يومياً، وبالفعل تمكن الطفل من حفظ 11 ألف حديث ونجح في الامتحان الذي وضعه له الشيخ المحفظ لينطلق بعدها إلى مرحلة أخرى في حياته بإلقاء خطبة الجمعة أسبوعياً في أحد المساجد القريبة من منزله .
وقوف شريف مصطفى أعلى منبر المسجد جعله يقترب من حلم الانضمام إلى قافلة علماء الأزهر خطوة، على حد قوله، لكنه ما يزال بحاجة إلى المزيد من الجهد خاصة بعد أن وجد نفسه محاطا بكل هذا القدر من الرعاية والاهتمام من الأسرة والمحيطين، فضلاً عن الدور المهم الذي يلعبه أساتذته في المعهد الأزهري لدفعه إلى مزيد من النجاح .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات