منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=838)

عبدالقادر حمود 01-27-2010 12:48 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الوَدُودُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يحب الخير والإحسان لعباده، ويواليهم بأيادي الإنعام ابتداءً وختماً.

والودود أنواره خاصة بأهل السعادة الأزلية، والرحيم أنواره عامة بكل العاملين، فإن الود هو المحبة، ومحبته تعالى أزلية سابقة. قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } (1) .

ومن علامة المودة لله أن تحب من يحبهم الله من الأنبياء والأولياء والعلماء، وتحب محاب الله ومراضيه من أعمال البر، والتقوى، وفعل الخيرات، وحسن المعاملات (2) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... محبتك سابقة أزلية، وكل الخلائق معترفة لجنابك بوافر العطية، ألق المودة منك في قلوبنا، وألبسنا حلل القبول، وطهِّرنا من عيوبنا، وأشهدنا الجمال الساطع، والبهاء اللامع، حتى نهيم في جنابك، ونقيم في رحابك، ونكون المثل الأعلى لطلابك، حتى لا نؤثر عليك أحداً، فأنت الفرد الصمد، وارزقنا اتِّباع الحبيب المحبوب، حتى تحبنا يا علاّم الغيوب، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " المَجِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ... )


(1) :سورة مريم - الآية 69.

(2) : ويستحق اسم الودود من عباد الله من يريد لخلق الله كل ما يريده لنفسه، وأعلى من ذلك من يؤثرهم على نفسه ، حتى قيل إن واحداً منهم قال: أريد أن أكون جسراً على النار يعبر عليَّ الخلق ولا يتأذَون بذلك. " اهـ

عبدالقادر حمود 02-07-2010 11:49 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
المَجِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتناهي في الشرف في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وهو الجليل في نعوته، الجميل في ملكه وملكوته.

هو الذي لا يقطع العطاء، وله النفوذ فيما يشاء (1) .

وإذا فتَّشت عن معاني المجد الشامل وجدته راجعاً إلى حضرة الله، والكلُّ قطرةٌ من جدواه، والمجد في الأنبياء وورثتهم، وفي المجاهدين ورفعتهم، إنما هو من مواهب المجيد الغني الحميد (2) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المجيد في الذات والصفات والأفعال، تفيض المجد على من تشاء من الرجال، كل شرف مستمد من مجدك، وكل كمال مفاض من كنوز عزك. أشهدنا نور المجيد، حتى ننال شرف العبيد، وألبسنا حلل المجد الخالد، فأنت الفرد الواحد، فنكون كعبة لمن يطلب الشرف، وغاية لمن يستخرج الدر من الصدف، فمن رآنا رآى نور المجيد، يا مجيد، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " البَاعِثُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : وقال بعض العارفين : " المجيد" الذي عزه غير مستفتح، وفعله غير مستقبح . وقيل: المجيد الذي بره جميل، وعطاؤه جزيل.

(2) : ومن عرف أنه المجيد خضع تحت سلطانه، ولم ينظر لغيره فيما هو من شأنه، وكل شيء منه وإليه فهو من شأنه. وحظ العبد منه أن يعرف سعة ما أنعم الله به عليه، فيؤدي حقه وشكره، وأن يضع النعم في محلها، ويحسن بها إلى العباد فيكون له بذلك من المجد حظٌ موفور في الدنيا والآخرة. والتعلق به: طلب المجد والرفعة، بالقرب لجناب حضرته، والتعلق بأسباب عزَّته، مع التعظيم والإجلال، ولسان الاعتزاز والإدلال . والتخلق به: أن تكون مجيد الذات برفع الهمة إليه، مجيد الصفات بحسن أخلاقك، مجيد الأفعال بالتزام الأدب، واكتساب الفضائل. والتحقق به: بتمكين ذلك منك حتى لا يتخلف عنك عند اختلاف الآثار، وتنقلات الأطوار، والله تعالى أعلم. " اهـ

عبدالقادر حمود 02-07-2010 11:49 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
البَاعِثُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يبعث من في القبور، ويحصل ما في الصدور.

يبعث الأرواح إلى الأجسام فيحييها، ويبعث الرسل إلى الخلائق فيهديها (1) ، ويبعث الأرزاق إلى العوالم فيغذيها.

يبعث الإنسان بعد نومه فيقوم عاملاً بين قومه (2) .

يبعث نفحات لطفه إلى قلوب المحبين، فيحييها باليقين.

ومتى تجلَّى لك نور اسمه الباعث رأيت معناه ظاهراً في كل ما تراه، ومتى بعث الله في القلب نور الهدى تجلَّى له الكون ما فيه، وظاهر الأمر وخافيه، فيشهد الآخرة وأسرار البعث والنشور، ويكاشف بسرّ البرزخ، وأنه روضةٌ من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار. ويشهد سرَّ قيام العباد من قبـورهم ، وسرَّ عذابهم وسرورهم، ويفهم أن الخلق في كل حين في بعث جديد (3) .

فالإنسان وهو صبيٌ إذا بلغ رشده فقد بعث بعثاً جديداً.

والإنسان وهو جاهل إذا وصل إلى العارفين فانتبه قلبه فقد بعث بعثاً جديداً." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الباعث للأرزاق من غيب علمك، الباعث للرسل بمحض كرمك وحلمك، الباعث من في القبور بنفخ الصور، انفخ في هيكلي روح الحياة الأبدية، حتى تنبعث قواي قائمة بالخدمة، مشاهدة للذات الأحدية. واجعل لساني ناطقاً بالأسرار الروحانية، وقلبي متبعاً للحقائق الأزلية، فمن واجهني وسمع كلامي بعث من قبر جسمه، وخلع مقتضى هيكله ورسمه، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف "الشَّهِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : قال تعالى : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَات } يونس /74 .

(2) : قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الأنعام /60 . وهو سبحانه باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد، والتنقي من ظلمات وصفات العبيد. وقيل: الباعث من يبعثك على عليَّات الأمور، ويرفع عن قلبك وساوس الصدور . وقيل: الباعث الذي يصفي الأسرار عن الهوس، وينقي الأفعال عن الدنس.

(3) : والتعلق به: طلب تيقظه من نوم غفلته، وبعث الواردات الإلهية إلى قلبه من خزائن غيبه، وسكون قلبه بما ضمنه أو وعد به من رزق وغيره. والتخلق به: بأن تكون باعثاً لنفسك، ولمن تعلق بك، بهمتك وحالك. والتحقق به: أن تكون ممن ينهض حاله، ويدل على الله مقاله، فتبعث القلوب إلى الحضرة بمجرد النظرة، وبالله التوفيق. " اهـ

عبدالقادر حمود 02-07-2010 11:50 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الشَّهِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو العليم بالعباد، المشاهد لحوائجهم، وهو الحاضر المشهود للأرواح، الظاهر المعروف بالفتّاح، لا يحتاج العارف به إلى أنيس، ويستغني بودِّه عن الجليس.

وخير دواء للعبد أن يستحضر معنى "الشهيد"، ويكثر من ذكره، حتى يتحقَّق بأنه حاضر، ناظر، مشاهد لحركته وحضرته، فيمتليء قلبه بنور الشهيد، ويكون له حظ وافر من أنوار"الشهيد".

والشهيد من الخلق من يشهد ربه متجلياً حاضراً شاهداً مشهودا، فقد جعل الله هذا الفضل فيمن قتل في سبيل الله، فجعل له حياة دائمة (1) .

قال تعالى: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون } (2) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المطلع على أعمال العباد، الظاهر، الحاضر، الناظر للوجود بعين الوداد، أشهدنا سر الشهيد في كل الحركات، واجعلنا شهداء لأنوارك في سائر اللحظات، وأقمنا مقام المجاهدين حتى نشهد على أنفسنا بالتقصير والظلم في كل حين، وامنحنا الشهادة في سبيل جهاد النفس والهوى، فهو الجهاد الأكبر، واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى بالمقدَّر، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : والتخلق به: أن تكون شهيداً على ما أُمنت عليه من جوارحك وسرائرك، مراقباً على من كُلِّفت به من أهلك وعشيرتك. والتعلق به: طلب تقواه ، ومراقبته ، حتى لايكون له وجه إلا إليه، ولا معوّل إلا عليه، فيكتفي بعلمه في كل شيء، وبرؤيته عن كل شيء، ويراه حاضراً في كل شيء، وقريباً من كل شيء. والتحقق به: بتحقيق الشهود حتى تشهده في كل شيء، وتراقبه في كل حال. وفي الحكم: من عرف الحق شهده في كل شيء، ومن فني به غاب عن كل شيء، ومن أحبه لم يؤثر عليه شيئاً، وبالله التوفيق.

(2) : سورة آل عمران - الآية 169. " اهـ

عبدالقادر حمود 02-11-2010 11:48 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يُحقُّ الحقَّ بكلماته، ويؤيد أحبابه بآياته (1) .

والحق مطلقٌ: وهو الله تعالى. وباطل مطلق: وهو الشريك، والمنازع والمدعي ما ليس له بحق (2) .

وهناك حق من جهة، وباطلٌ من جهة أخرى؛ وهي كل العوالم الكونية من أرض وسماء، وحيوان وغذاء، فهي بنفسها باطلة، وبمدد الحق هي حق.

وهذا الاسم الشريف هو سيف الأولياء، لا يرون شيئاً إلا ويصولون بهذا الاسم عليه، فيتجلَّى لهم صاحبه يمحو كل باطل (3) .

والأولياء يكثرون من ذكره حتى يتجلَّى نوره فيمحو باطل الأنانية من قلوبهم، ويفتح بصائرهم بالخشية من عين الحق، فيشهدون الحق بالحق، فتراهم مع الحق، آنسين به في أنفسهم وفي الآفاق." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الحقُّ، وكلُّ شيء سواك باطل، وقولك الحق، والمتمسك به واصل، وقد تجليت بالحق في الأكوان، فعرفك بها أهل الإيمان، وفروا من الباطل وهو كالسراب، ولم يركنوا إلى معدوم تكوَّن من تراب. أشرق على قلوبنا بنور الحق، حتى نشهد الحق بالحق، ولا نغتر بمظاهر الخلق، واجعل ذاتنا هائمة في الحق، وألسنتنا ذاكرة للحق، وجوارحنا عاملة للحق، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"..




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الوَكِيلُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : والله هو الحق الحقيق بالعبادة، الثابت الذي لا يزول، المتحقق وجوده أزلاً وأبداً ، واجب الوجود لذاته ، ولا وجود للوجود إلا به .

وقال بعض المشايخ: الحق اسم مطلق، وهو الظاهر الثابت الهادي إلى بواطن ما وراءه. وأما الحق في وصف غيره، فيطلق على ما يحسن فعله، ويصح اعتقاده وفعله، فيقال: هذا فعل حق، وقول حق، واعتقاد حق، وأكثر ما يجري على ألسنة القوم إطلاق هذا الاسم عليه تعالى، وذلك لما تقدم أن الحق هو الموجود الواجب لذاته لأن القوم لما ارتقوا من شهود الأفعال إلى شهود الصفات، ثم إلى شهود الذات، لم يروا في الوجود سواه، لأن ما سواه لا قيام له من ذاته، فالوجود الحقيقي إنما هو له تعالى، فهو الحق المطلق. كما أن العلماء الذين هم أهل مقام الاستدلال، أكثر ما يجري على ألسنتهم الباريء الذي هو الخالق، لأنهم لا يرون إلا الخلق، فيستدلون على الخالق، فعبَّروا عما أدركوا .

(2) : وعلى ذلك فأحق الأقوال قول : لا إله إلا الله، لأنه صادقٌ أبداً وأزلاً لذاته لا لغيره، إذ يطلق الحق على الوجود في الأعيان، وعلى الوجود في الأذهان وهو المعرفة، وعلى الوجود الذي في اللسان وهو النطق، فأحق الأشياء بأن يكون حقاً هو الذي يكون وجوده ثابتاً لذاته أزلاً وأبداً، ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً، والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً، ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً، والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً، وكل ذلك لذات الموجود الحقيقي لا لغيره.

وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تهجد من الليل يدعو فيقول: ( اللهم لك الحمد أنت رب السموات والأرض وما فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك حق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت) .

(3) : فمن عرف أنه الحق، نسي بذكره الخلق، وآثر الصدق، وغاب بالجمع عن الفرق، بالفناء لا بالشوق. " اهـ

عبدالقادر حمود 02-11-2010 11:49 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الوَكِيلُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الموكول إليه جميع الأمور، ويقوم بنفاذها مع القدرة التامة. وليس ذلك إلا لله تعالى (1) .

وإن العبد قد يعجز عن بعض شئون الحياة فيوكِّل من ينوب عنه بقضائها، مثل المحامي في القضايا، ولكن هناك أموراً يعجز الكلُّ عن نفاذها، فيلجؤون جميعاً إلى الله فينفذها.

ومقام التوكل يتحقق به العبد، وإذ انكشف له نور اسمه تعالى"الوكيل" فيثق بما عند الله أعظم مما عند نفسه (2) .

قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } (3) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الوكيل، وكل أعمالنا إليك موكولة، رفعنا إلى جنابك حاجاتنا، فاجعلها عندك مقبولة، أشهدنا نور اسمك "الوكيل" حتى نتوكل عليك في كل حال، ونعتمد على جنابك في سائر الأعمال. وخلِّقنا بأنوار هذا الاسم حتى نقوم لإخواننا بقضاء الحاجات، ونسعى للمسلمين في سائر المهمات، وامنحنا سلاح النصر فأنت القوي الجليل، فنقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"..




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " القَويُّ جَلَّ جلالُهُ ... )



(1) : فهو سبحانه المتولي لأمر عباده، يصرفهم على وفق مراده، وإذا تولى سبحانه أمر عبده أغناه عن غيره، وتولاه بكفالته، فكفاه كل شغل، وأغناه عن كل غير ومثل، فلا يستكثر العبد حوائجه لأنه يعلم أن كافيه مولاه؛ ولهذا قيل: من علامة اليقين كثرة العيال على بساط التوكل.

(2) : ولهذا كان سيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من تحقق بالتوكل على الله الوكيل، وسماه الله المتوكل - كما في صحيح البخاري - قال الله تعالى في الحديث القدسي :" أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل". وأمره سبحانه بذلك فقال: { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }، أي إذا عزمت بعد المشاورة في الأمر فتوكل على الله في إمضائه، وكن واثقاً بمعونته وتأييده، فهو الوكيل وهو الكفيل، يحب عباده الذين يتجهون إليه، ويعتمدون عليه، مع بذل الجهد واتخاذ الأسباب، لأن التوكل ليس كما يروجه أعداء هذا الدين أنه ترك الأسباب، وإنما هو العمل بالأسباب وتفويض النتائج لمسبب الأسباب، ألا ترى أن الله تعالى قال في سورة الكهف: { آتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا }، إذ التوكل إنما هو من عمل القلوب لا الجوارح فافهم ذلك جيداً يا أخي الحبيب، فهَّمني الله وإياك .

(3) : سورة التوبة - الآية 139. " اهـ

عبدالقادر حمود 02-27-2010 01:35 PM

القَويُّ جَلَّ جلالُهُ


"هو المتناهي في القوة، الذي تتصاغر كل قوة أمام حضرته، وتتضاءل كل حيثية عند ذكر عظمته(1) .

ومظاهر القوة الملائكة؛ فإن الله أعطى للواحد منهم قوة يمكنه أن يقتلع الجبال، ويقلب المدن، ومع ذلك فإنهم يرتعدون من هيبته، ويخشون سطوته.

وأعلى قوة أودعها الله في الأنبياء والمرسلين، فإنهم تحمَّلوا أعباء الدعوة إلى الله تعالى، وصبروا على الأذى والبلاء، وتحمَّلوا نيران الغرام والأشواق إلى الواحد العلام ( 2 ) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أظهرت معاني القوة في مظاهر الكائنات، وأبرزتها في سائر الموجودات، وماهي إلا ستائر، وأنت القوي القادر والظاهر، وقوتك فوق الجميع وأنت عليم بالكل، ولدعائهم سميع، اكشف عن بصائرنا حجاب الغفلة حتى نشهد نور القوي يمد العباد، ويوصلهم إلى المراد، وأشهدنا حقيقة الضعف في أنفسنا مشهوداً، حتى ننال بك قوة وعناية، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " .المَتِينُ جَلَّ جَلالُهُ.. )



(1) : وعن بعض المشايخ: القوي من القوة، وهو وسط ما بين حال باطن الحول، وظاهر القول، لأن أول ما يوجد في الباطن ممن منه العمل سمي حولاً، ثم ما يحس به في الأعضاء سمي قوة، وظهور العمل بصورة البطش والتناول يسمى قدرة، ولذلك كان في "لا حول ولا قوة إلا بالله" رجع بالأمور والأعمال إلى سند أمرالله. والتعلق به: استمداد قوته بتحقق ضعفك، "تحقق بوصفك يمدك بوصفه، تحقق بضعفك يمدك بقوته". ومظهر ذلك إسقاط التدبير ونفي الدعوى، ورؤية المنة له تعالى في كل شيء، ونفي خوف الخلق وهمِّ الرزق، بل نفي الهموم كلها.

( 2 ) : قال الشيخ زروق: هو الذي له كمال القوة، بحيث لا يعارض ولا يشارك، ولا يدانى، ولا يقبل الضعف في قوته، ولا يمانَع في أمره، بل هو الغالِبُ الذي لا يغالَب، ولا يُغلَب، ولا يحتاج في قوته إلى مادة ولا سبب، وفي قوله { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } إشارة إلى ذلك، انتهى. " اهـ

عبدالقادر حمود 03-31-2010 12:08 PM

المَتِينُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتناهي في المتانة، يؤثِّر في كل الأشياء، ولا تؤثِّر فيه.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم حتى تشرق عليه أنواره، فإن الله يمنحه المتانة في نفسه، فيعافيها من الضعف والوهن، ويمنحه قوة في جسمه فيعافيه من العلة والمرض، ويتجلَّى له بسر اسمه المتين على عقله، فيجعله سليم الرأي والتفكير، ويمنحه عيوناً في ضميره تشاهد سر "المتين" متجلياً في الجبال الشامخات، وفي المعادن والكائنات... (1) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المتين المعين ، تمد الوجود بالقوة، وتجعل أحبابك في حصن حصين، أعطنا متانة في أجسامنا نصبر بها على الطاعة، وامنحنا قوة في قلوبنا نكون بها على السنة والجماعة. وأعطنا مدداً من غيب قدرتك نهزم به النفس والشيطان والكفار وأهل العصيان، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الوَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ... )



(1) : ومن عرف قوته تعالى ومتانتها، لم يخف من شيء، ولم يقف بهمته مع شيء دونها، استناداً إليه، واعتماداً عليه.

والتعلق به: باستمداد متانة الدين، وقوة اليقين، قائلاً:يا متين اجعل ديني متيناً، ويقيني قوياً، مكيناً.

والتخلق به: أن تكون متين الدين، قوي اليقين، متيناً في العلم والمعرفة، صليباً في الحق، غائباً عن إذاية الخلق.

والتحقق به: كالتحقق باسمه "القوي" ، وبالله التوفيق. " اهـ

عبدالقادر حمود 05-22-2010 05:34 PM


الوَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المحب للأولياء، الناصر للأنبياء.

هو الذي تولَّى شئون العباد فأوصلهم إلى غاية المراد.

وولاية الله لأحبابه أزلية، وعنايته بهم أبدية (1) .

والأولياء رجلان: رجل تولاه الله فحجبه عن كل شيء سواه.

والثاني : رجلٌ تولى الله بالخدمة فغمره بمزيد النعمة.

والرجل الكامل هو الذي جذبته العناية فلم يشتغل عن خدمة سيده بكرامة أو آية.

والولي وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة } (2) ." اهـ





"إلهي .... أنت الولي للأحباب، والمعين للطلاب، ألبستهم حلل القبول، ومنحتهم الوصول، أشرق على قلوبنا بنور اسمك الولي، لنرى ولايتك للعارفين، ونأنس بوجهك العلي، واجعل لنا عيناً في السريرة نشهد بها الولي ظاهراً للبصيرة، ويظهر الولي عليَّ الشان فلا يرانا مخلوق إلا ويراك ظاهراً بالولاية، ولا يجالسنا مخلص إلا ويشهد أنوار العناية، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".








(1) : فالولي هو الذي نصر أولياءه، وقهر أعداءه، ومنها النفس والشيطان، فمن خذلهما ونصر أمر الله، ووالى أولياء الله، وعادى أعداءه ، فهو الولي من العباد - كما يقول حجة الإسلام الغزالي رحمه الله ورحمنا بمحبته - .

وقيل: الولي الذي أحب أولياءه بلا علة، ولا يردهم بارتكاب زلة. وقيل: هو الذي تولى سياسة النفوس فأدَّبها، وحراسة القلوب فهذَّبها .

(2) : سورة يونس - الآية 62.

قال سيدي عبد الكريم القشيري في التحبير:" وشروط الولاية أربعة: علم، وحال، وهمة، واستقامة.وعلامة ولاية الله لعبده، أن يديم توفيقه، حتى لو أراد سوءاً، أو قصد محظوراً عصمه الله من ارتكابه، ولو جنح إلى تقصير في طاعة أبى الله إلا توفيقاً له وتأييداً. وهي من أمارة السعادة، وعكسها من أمارة الشقاوة. ومن علامة ولايته أيضاً: أن يرزقه مودة في قلوب أوليائه، فإن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه في كل وقت، فإذا رآى للعبد في قلوبهم نظر إليه باللطف والمبرّة، وإذا رأى همة ولي من أوليائه في شأن عبد، أو سمع دعاء ولي في شأن شخص يأبى إلا الفضل والإحسان إليه، بذلك أجرى سنته. " اهـ

عبدالقادر حمود 05-22-2010 05:35 PM



الحَمِيدُ جَلَّ جَلالُهُ

" هو المحمود لنفسه في الأزل، المحمود على ألسنة العباد فيما لم يزل، وهو الذي يوفق العبد للطاعة، ويثني عليه بها (1) .

والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته، وأخلاقه وأعماله، وأقواله، من غير نقص ولا خلل(2) .

ولم تظهر أنوار اسمه "الحميد" جليةً في فرد في الوجود إلا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أعطى لكل حقيقة في الوجود كمالها ونصيبها:

فأعطى للروح حقيقة إطلاقها من قيودها، وشهودها لأنوار حبيبها.

وأعطى للنفس قيودها، وأدَّبها حتى تزكَّت واتحدت بالروح.

وأعطى للجسم حظه من الغذاء والملابس، والنظافة والطيب، والزواج، والأخذ بالأسباب.

وأعطى للعقل حرية التفكير والتجول في آيات الله.

وأعطى لكل طبقة في الوجود ما يناسبها من التشريع لمصالحها (3) ." اهـ





"إلهي .... أنت الحميد الذي حمدتك جميع الخلائق، وعظمتك جميع الحقائق، حمدت نفسك بنفسك، وعلَّمتنا كيف نحمدك، امنحنا نور اسمك الحميد حتى تكون أخلاقنا وأفعالنا وأقوالنا حميدة، وتكون نفوسنا برضاك سعيدة، وافتح عين البصيرة حتى لا ترى محموداً على الحقيقة سواك، ونشهد نور الحقيقة تجلى في نبيك صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وآله وسلم، الذي سميته في السماء محموداً، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".








(1) : وقيل: الحميد: هو الموصوف بالصفات العلية التي لا يصح معها الحمد لغيره، ولا يقدر أن يثني بها حقيقة سواه، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) .

ومن عرف أنه الحميد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، شغله ذكره والثناء عليه، عن ذكر نفسه والثناء عليها، كما قال في الحكم: "المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً ، ويشغله حقوق الله عن أن يكون لحقوقه ذاكراً".

وقال القشيري: إن حمد العبد للرب إذا كان بمعنى المدح والثناء لا يقبل منه إلا إذا كان عن تحقق، والتحقق عرفان القلب بما يثنى به الرب، لأن الله تعالى نهى أن يقول العبد في وصفه مالم يعلمه وإن كان صادقاً في قوله، قال تعالى: { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .

(2) : فيكتسب المحامد ويثني على ربه، ويرضى بحكمه وحكمته عند النوازل، وهو يبصر العواقب بما وعد الله به الصابرين الشاكرين، ويجزي به العاملين من المؤمنين ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون.

(3) : فالحميد من العباد - كما يذكر حجة الإسلام - من حمدت عقائده وأخلاقه، وأعماله وأقواله بسريرته وظاهره، وبهذا أسمى الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما سماه بالنسبة لمن سبقه من المرسلين أحمدا، وهو أحمد عباد الله تعالى لله، وأعرفهم به، وله المقام المحمود عنده تعالى حتى قرن اسمه تعالى باسمه بالشهادتين، جعلهما مدار الإيمان، "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" وهو وسيلة العباد العظمى إلى الله تعالى بما أرسله به للناس كافة بشيراً ونذيرا، قائلاً { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ، { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، وهو أسوة المؤمنين الصادقين، { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحمد الخلق سيرة في الدنيا، وجعل الصلاة والتسليم عليه فريضة، وجعل أكمل صيغها ما علمنا من ذلك للصلاة بالصلاة الإبراهيمية، وهو بذلك يصلي عليه ويسلم في كل مناسبة إلى قيام الساعة، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحمد الخلق عند ربه مقاما، وبهذا كان شفيع الخلق يوم الدين حين يسجد تحت العرش لرب العالمين، فيثني عليه بمحامد يلهمه إياها يوم الفزع الأكبر يوم الحساب والجزاء بين يدي الله رب العالمين، وهو صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، من شرب منه يومئذ شربة لا يظمأ بعدها أبدا، ويكون من أهل الخلود في دار النعيم المقيم، حيث تكون آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

وإن العامة: يحمدون الله تعالى شكراً لنعمه من اللذات الدنيوية، من مال وبنين وشرف ومجد، ومتاع الدنيا.

والخواص: يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية، ونعم الهداية ومزيدها.

والعارفون: الحمَّادون يحمدونه على كل حال، لأنه أهل الحمد ومستحقه، بذاته وصفاته وأفعاله، وأقواله، وهو الحميد المجيد. " اهـ

عبدالقادر حمود 08-15-2010 03:08 PM


المُحْصِي جَلَّ جَلالُهُ


"هو العليم بدقائق الأمور، وأسرار المقدور.

هو بالمظاهر بصير، وبالباطن خبير.

هو المحصي للطاعات، المحيط بجميع الحالات.

وهذا الاسم من خواص خواص الحضرة العلية، وأقدام الخلائق فيه ضعيفة، لأن العبد مهما أوتي من الإحصاء للعلوم والمعارف، فهو كقطرة من محيط.

قال تعالى: { وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } (1) .

وقال تعالى: { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } (2) .

والحق تعالى المحصي لجميع الأنفاس، الخبير بخفي الوسواس (3).

ومتى أكثر العبد من ذكر اسمه "المحصي" تولَّد في قلبه نور المراقبة والمحاسبة، فيكاشفه بالأسرار التي أحصاها الحق في هيكل العبد، فإن فيه مجموعة الحقائق الكونية.


الدُّعـــــاءُ

" إلهي .... أنت المحصي لحركات العباد، المحيط بعمل أهل الجفاء وأهل الوداد، أحصيت جميع الأسرار في الإنسان، وجمعت في سائر الأكوان، اكشف عن قلوبنا الحجاب حتى نشهد في أنفسنا أنوار المعطي الوهاب، وامنحنا نور المراقبة حتى نراقب جميع أعمالنا، ونحصي سائر أحوالنا، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".


======================================

(1) : سورة الجن - الآية 28.

(2) : سورة يسن - الآية 12.

(3) : وحظ العبد من هذا الاسم: أن يذكر أن الأعمال ولو كانت مثقال ذرة من خير أو شر فإنما هي مسجلة بإحصاء دقيق حتى يقول القائل غداً يوم القيامة في موقف الحسرة والندامة : يا ويلتاه ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من أعمالي إلا أحصاها، ووجدوا - أي جميع الإنس والجن - ما عملوا حاضرا، عند الحساب حيث تبين أنه كل امريء بما كسب رهين، ومن علم أن أنفاسه معدودة لم يضيع منها لحظة، وغداً كل امريء يسأل فيما يسأل عنه" عن عمره فيم قضاه" ومن هنا نعلم معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( خيركم من طال عمره وحسن عمله). ووفقه الله لهداه، وعمل الخير واجتناب الشر والآثام.

والتعلق به: استمداد القوة منه، حتى يطيق محاسبة نفسه ومراقبتها في كل نفَس، ويحصي ما كُلِّف به من إحصاء أسمائه وصفاته، عقداً، أو كشفاً، أو حالاً، ومقاماً، قائلاً بلسان حاله ومقاله: يا محصي كل شيء عدداً، وإحاطة، وقدراً، اجعلني من المحصين لأسمائك، عقداً، وإطاقةً، وحصراً. والتخلق به: أن تجاهد نفسك في تحصيل هذه المعاني. والتحقق به: رسوخها فيك على التمكين." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: المُبدىءُ جَلَّ جَلالُهُ..... )

عبدالقادر حمود 08-15-2010 03:09 PM


المُبدىءُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المظهر للأكوان على غير مثال. الخالق للعوالم على نسق الكمال .

هو الذي ابتدأ العباد بالفيض والمدد، فأبرزهم وهو نعم السند.

وهذا الاسم له نور أشرق على قلوب المحبين، فطاروا بالأشواق إلى رب العالمين، تذكَّروا البداية فحنوا، وتفكروا في الأصل فتأدَّبوا.

وبداية العبد تنكشف أسرارها في فهمه لشيئين:

الأول: أن جسمه من الطين، وبدء هذا الهيكل من الماء المهين.

الثاني: أن روحه من النور وهي أسرار الغفور. فاذكر بدءك الروحاني، تشهد جمال الحق في أنس وسرور وتهاني، وتذكَّر بدءك في "ألست بربكم؟"، واحفظ العهود (1) ."اهـ


الدُّعـــــــاءُ

" إلهي .... أنت المبديء للخلق من العدم، والمظهر للجميع بمحض الكرم، خلقت الروح من النور لتشهد الجمال، وخلقت الجسم من الأرض ليجاهد فلبس حلل الرجال، أشهد أرواحنا نور البداية، فقد كنا في حضرة العلم، وكنا في حضرة الإرادة، وكنا في حضرة القدرة، فأشرقت علينا أنوار الأسماء فجملتنا بأنوار البهاء، أشهدنا: { ألست بربكم } إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




======================================

(1) : ومن آداب من تحقق بهذا الاسم: أن لا ييأس من إعادة ما سلب منه من أنس، أو حلاوة مناجاة بسبب زلة أو هفوة ، فإن من سنته وجميل فضله أنه إن تغير لعبد وقت، أو تكدر له حال، أو فاته زمان أنس، أن يجدد له أيامه الدارسة، ويعيد عليه أوقاته الذاهبة، كما قيل :-

لئن درَسَتْ آثار ما كان بيننا *** من الوصل ، ما شوقي إليك بدارسِ
وما كنت من أن يجمع الله بيننا *** بأحسن ماكنا عليه بيــــائسِ

وأنشدوا أيضاً :-

أآمل عطف الدهر بعد انصرافه *** فيا أملي في الدهر هل أنت كائنُ ؟ ." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: المُعِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ..... )

عبدالقادر حمود 09-22-2010 11:21 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في
 

المُعِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


" هو الذي يعيد الخلق للحساب، ويحشرهم، ويرفع عنهم الحجاب، ويجازي كل مخلوق بعمله وقوله، ويحاسبه على نعمه وحوله. ومن تذكر العود إلى مولاه صفا قلبه ونال مناه.

والسرُّ الذي أوصل الأولياء إلى أسرار السماء هو ذكرهم لاسمه "المعيد"؛ فإن الحقَّ تعالى يقول: { كمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } (1) .

فالروح من الأنوار متصلة بحضرة الستار، فأعادها لأصلها فذلك عين وصلها.

قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه وعنا به:

( أعادوني إلى أصلي *** وكان شهودهم وصلي )

وهنا يدار شراب الاختصاص، ويفوز العبد بالإخلاص والخلاص ."اهـ


الدُّعـــــــاءُ

" إلهي .... أنت المعيد للعباد يوم الحشر، المعيد لأوليائك إلى فسيح قدسك، وتكاشفهم بغامض الأمر. إلهي .... تجلَّ لنا باسمك المعيد، فأعد قوانا إليك، واجمع ضعفنا عليك، حتى يكون ذلك هو البعث والنشور، وقيامنا من سجن الأجسام، هي لنا قبور، فندخل جنة الرضا بغير حساب، ونصل إلى حضرة الوهاب، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




======================================

(1) : سورة الأنبياء - الآية 104.." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: المُحْيي جَلَّ جَلالُهُ..... )

عبدالقادر حمود 10-24-2010 01:46 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُحْيي جَلَّ جَلالُهُ


" هو الذي أحيا العوالم بسره، وغمر الموجودات بوافر بره، أحيا قلوب العارفين بالمشاهدة، وجمَّل نفوس المخلصين بالمشاهدة.

هو الذي أمدَّ الأحباب بنور المعرفة والمحبة، ومنح المخلصين أنوار القربة، وأوصلهم إليه بعد الغربة (1) .

قال سبحانه وتعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس } (2) .

ميتاً: يعني بالجهل والغفلة.
فأحييناه: يعني بكشف غطاء الوصل.
وجعلنا له نوراً: يعني من تجلي اسمنا النور.
يمشي به في الناس: وغيره في ظلام القبور.

هو الذي أحيا الملائكة بالروح النورانية، وأحيا الإنسان بالنفخة القدسية، وأحيا الأولياء بالمحبة الإلهية، وأحيا الأشباح بالمواد الغذائية (3) .

***

الدُّعـــــــاءُ

" إلهي ... أنت المحيي لكل مراتب الأكوان، والمتجلي على البرايا بالفضل والإحسان، أحييت الأشباح بالماء، وأحييت الأرواح بظهور الضياء، وجعلت نبيك مظهر اسمك المحيي القادر، فأحييت به من شئت في الأوائل. نسألك أن توصل أرواحنا بحضرتك، وتجعلنا بفضلك في معيتك، حتى نحيا فلا نموت، ويدوم لنا النعموت. إلهي .... أنطق ألسنتنا بالحكمة ليحيا بها السامعون، أحيي بفضلك هياكلنا بالصلح عليك، وأحي قلوبنا بالركون إليك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". اهـ




======================================

(1) : قال القشيري: فالله تعالى يحيي نفوس العابدين، ويحيي قلوب العارفين، ويحيي أحوال أهل الوصال، ويميت أحوال أهل الفراق.

وقال بعض العارفين: المحيي من أحياك بذكره، واستعبدك ببره، ونصبك لشكره، والمميت من أمات قلبك بالغفلة، ونفسك باستيلاء الزلة، وعقلك بالشهوة . ولذلك قالوا: من كان فناؤه في الله فهو حي وإن هلك، ومن كانت حياته في المخالفة فهو ميت وإن عاش. وأنشدوا :

( ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء )


(2) : سورة الأنعام - الآية 122.

(3) : والتعلق به: الالتجاء إليه في إحياء قلبك وروحك بمعرفته، وفي إماتة نفسك وهواك، وجميع شهواتك.
والتخلق به: بإحياء عوالمك بالطاعات ، وإماتتها من الحظوظ والشهوات.
والتحقق به: بالرسوخ في ذلك حتى تحيا بطلعتك القلوب الميتة، والأرواح الغافلة، وتموت برؤيتك النفوس القوية، والأهوية المغوية، والله تعالى أعلم." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: المُمِيتُ جَلَّ جَلالُهُ ..... )

عبدالقادر حمود 12-11-2010 10:47 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُمِيتُ جَلَّ جَلالُهُ


" هو الذي أمات الجبابرة رحمةً بأحبابه، وأمات الظلمة لعدم احترامهم لجنابه.

هو الذي أمات الأرض إذا خلت من النبات، وأحياها إذا جاءت بالثمرات.

هو الذي أحيا السنن بالوارثين لأنبيائه، وأمات البدع بالعارفين.

هو الذي أمات الحظوظ في الإنسان، وخذل بقدرته الشيطان.

وحظ العبد من هذا الاسم الشريف أن يذكره باستحضار، حتى تشرق عليه الأنوار، فتنهزم جنود النفس والشيطان، والهوى، وتستعد للجهاد جميع القوى (1) ." اهـ


***

الدُّعـــــــاءُ

" إلهي .... أنت المميت لكل ظالم بجهله، المبعد لكل مخالف بسوء فعله، أنت المميت لنفوس الأولياء، فصاروا بذلك شهداء أحياء، أنت المميت لأعدائك، المحيي لأوليائك. أشرق على قلوبنا نور المميت، حتى تموت فينا الشهوات، , أشهد نفوسنا هذا السر حتى تقوم من الغفلات، وواجه أرواحنا منك بالنفحات، واجعل لنا نوراً نمشي به في الناس، واحفظنا من الوسواس، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". اهـ




======================================

(1) : ولذلك قالوا : الإسلام هو ذبح النفوس بسيف المجاهدة، والإيمان هو حياة القلوب بنور الموافقة، لذلك لا يصح السماع إلا لمن كانت نفسه ميتة وقلبه حياً. ومن علامات من ماتت نفسه زوال آفاته، وسقوط شهواته، وقيامه بحقوق ربه وما فيه رضاه، وتباعده عما فيه حظوظ نفسه ومناه، فيعيش مع الحق بالمروءة، ومع الخلق بالفتوة، فبمروءته لا يخالفه في أوامره، وبفتوته لا ينازع الخلق في مطالبه ومآربه، فيكون مع الله بالصدق، ومع الخلق بحسن الخلق، انتهى من التحبير ." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: الحَيُّ جَلَّ جَلالُه ..... )

عبدالقادر حمود 12-11-2010 10:48 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الحَيُّ جَلَّ جَلالُه


"هو الباقي حياً بذاته أزلاً وأبداً، له الإطلاق الكلي، والنفوذ الفعلي، وكل حي سواه ليس حياً بذاته، إنما هو بمدد الحي (1) .

وكل كائن في الوجود له حياة تناسبه، فالملائكة حياتهم بالنور، ولذَّتهم ذكر مولاهم بالبهجة والسرور، والنبات والجماد وكل الحقائق لها حياة أمدَّها بها "الحيّ" (2) .

قال تعالى: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَه} (3) .

وقال سبحانه: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}(4) .


الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الحي بذاتك، وكل حي فهو بمدد حياتك، لك البقاء الأبدي والتفرد الأحدي. إلهي .... أشهدني نور الحي الذي سرى معناه في كل الوجود، ولاح نوره في شاهد ومشهود، أسألك أن تمنَّ علينا بالشهادة في سبيلك حتى نحيا شهداء، ونفوز بمراتب السعداء، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) فحياة الأكوان مستمدة من حياته سبحانه وتعالى ، وقيامها من وجود ذاته. وهذا معنى قول أبي مدين الغوث رضي الله عنه وأرضاه: الحق مستبد، والوجود مستمد، والمادة من عين الجود، فإذا انقطعت المادة انهدَّ الوجود، انتهى .

وذكر البيهقي في "الأسماء والصفات" حديثاً يشير إلى أن الحي هو اسم الله الأعظم، نقل بسنده عن بعض الصحابة أن رجلاً قام يصلي عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم... إني أسألك...." فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى " .

(2) : ومن عرف أنه الحي الذي لا يموت، توكل عليه، كما قال تعالى: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا }،فالأولى لمعاملة الخلق، والثانية لمعاملة الحق، والثالثة لمعاملة النفس من ترك الفضول مما لا يعني. فالتوكل لمعاملة الخلق برفع الهمة عنهم، والتسبيح لمعاملة الحق، والكف عن ذنوب العباد، لمعاملة النفس.

ولذلك قال سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله عنه: من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز، ومن شهدهم لا حياة لهم فقد جاز، ومن شهدهم عين العدم فقد وصل وماز . وله رضي الله عنه ونفعنا بمحبته " شعراً " :-

إن الحياة حياة القلب لا الجسد *** كذاك أنزل الرحمـن في خلدي
والناس ليس لهم سوى جسومهم *** فإنـها عندهم علية الصمـد
فيهلكون، ولا عقل يصدهـم *** عنها ولو أنهم في الواضح الجدد
وليس فيهم رشيد في تصرفـه *** ومنهـم من يبيع الغي بالرشـد
إن الغواية أصل عندهم وكذا *** تراهم عن وجود الحق في الحيـد

(3) : سورة الإسراء – الآية 44.

(4) : سورة الأنبياء – الآية 30. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :القَيُّومُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 12-11-2010 10:49 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

القَيُّومُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو القائم بنفسه، الذي يقوم كل شيء به (1) .

قال تعالى: { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَت} (2) .

وقال تعالى: { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (3) .

قال بعض العارفين: إن الاسم الأعظم هو: "الحَيُّ القَيُّوم".

ومن انكشف له سر هذا الاسم الشريف رأى سرَّ القيومية الذي قامت به كل الموجودات (4) .



الدُّعــــاءُ


" إلهي ... أنت القَيُّوم الذي قامت بك الخلائق، القائم بذاتك، الممدُّ الرَّزَّاق، وكل العوالم ظل زائل (5)، وقيوميتك هي التي أقامت الأوائل والأواخر. اكشف لنا سرَّ القيومية في أنفسنا في الباطن والظاهر. واقطع أملنا من كل شيء سواك بسر نور القادر. واجعلنا في كل أنفسنا مشاهدين القيوم، لنحظى بنور العلوم، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قيل معناه: الباقي الدائم، فهو صفة نفسية .
وقيل معناه : المدبِّر للمخلوقات بأسرها ؛ فهو صفة فعلية .
وقيل: هو القائم بنفسه الذي لا يفتقر لغيره، القائم بغيره من خلقه.
وقال القشيري: القيوم مبالغة في القائم بالأمور. يقال: فلان قائم بهذا الأمر، وقيِّمٌ، وقيَّام، وقيُّوم.
ومعنى القيوم: المدبِّر والمتولي لجميع الأمور التي تجري في العالم.

(2) : سورة الرعد - الاية 33.

(3) : سورة آل عمران - الآية 2، وآية الكرسي من سورة البقرة.

(4) : ومن عرف أنه القيوم، وثق به ولم يعتمد على مخلوق، - لأن من اعتمد على مخلوق وتوكل عليه لوقت حاجته يحتمل فناؤه وقت حاجته إليه، فيضيع رجاؤه وأمله - ، ونسي ذكر كل شيء بذكره ولم يشاهد غيره، بمشاهدة قيوميته.

(5) : قال بعض العارفين: إن الدنيا مع الموت لا تساوي شيئاً، بل ولو لم يكن فيها موت ما كانت تساوي شيئاً، وأراد بذلك أن وصول العبد إلى مولاه لما كان موقوفاً على موته كان موته من جملة النعم، فلو لم يوجد الموت ما وجد الوصول، ولهذا قيل: الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الوَاجِدُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 12-11-2010 10:49 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الوَاجِدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي لا يحتاج إلى شيء ، وكل الكمالات موجودة له، وهو وحده نافذ المراد، وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا إبرام (1) ، وكل ما سوى الحق تعالى لا يسمى واجداً وإنما يسمى فاقداً، فإنه إن وجد فيه بعض الكمالات فهو فاقد للكثير منها (2) .

ومتى أشرق على قلبك نور اسمه "الواجد " وجدت جميع الكمالات موجودة لله، مفقودة لغيره إلا إن أوجدها هو بفضله.

وإذا ذكر العبد اسم الواجد، ولاح له ساطع النور، تولَّد عنده وجدٌ وشوقٌ إلى الله حتى يجد مطلوبه، ومن وجد الحق ما فقد شيئاً (3) ." اهـ


الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الواجد لكل كمال، وكل ما سواك ناقص، فاقد في الأقوال والأفعال، لك الغنى ودوام التصريف، ولك العز ، وأنت بالعباد لطيف. أشرق على قلبي نور اسمك الواجد حتى أفنى عن نفسي وعن الأكوان، وأرى الكل فاقداً، وامنحني عيون البصيرة حتى أجدك عند كل شيء، ومع كل شيء، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) هكذا ردت في الأصل!!، فأحكامه تعالى كلها نافذة وفق إرادته ومشيئته. والإبرام: إحكام الأمر، قال تعالى: {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون } . سورة الزخرف الآية 79.

(2) : يقال: وجد وجوداً : أصاب، ووجد وجداً وجِدةً: استغنى. والاسم: الواجد، وأما وجد عليه: إذا حقد، فلا يليق هنا ويطلق الوجد عند الصوفية على ما يجدونه في قلوبهم من الأحوال. من غير تطلُّبٍ ولا تكلُّف، وإلا فهو تواجد. وقيل: الوجد مكاشفة الأسرار بمشاهدة المحبوب، وقيل: هو انقطاع الأوصاف عن الشهود.

وقال بعض العارفين: الواجد هو الذي لا يحتاج إلى شيء، وكل الكمالات موجودة له، وهو وحده نافذ المراد وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا إبرام، وكل ما سوى الحق تعالى لا يسمى واجداً، وإنما يسمى فاقداً، فإنه إن وجدت فيه بعض الكمالات فهو فاقد الكثير منها. ومتى أشرق على قلبك نور اسمه الواجد وجدت جميع الكمالات موجودة لله، مفقودة لغيره، إلا إن أوجدها هو بفضله .

(3) : يقول سيدي ابن عطاء الله في بعض مناجاته: " ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك ؟ " . يعني: من فقد شهودك بتعلقه بالأغيار؛ أي لم يجد شيئاً ينفعه بل تعلق بالمضار. وما الذي فقد من وجدك؟ أي لم يفقد شيئاً من كان في مقام الشهود بل فاز بكل مقصود، فمن رضي دونك بدلاً لا يرجع إلا بالخيبة والحرمان ومن بغى عنك متحوَّلاً - بفتح الواو المشددة - أي طلب التحول عن حضرتك والتعلق بالأكوان فقد عمه الخسران . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المَاجِدُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 12-11-2010 10:50 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المَاجِدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من له الكمال المتناهي، والعز الباهي، له الكمال الذاتي، وله الجمال في الأوصاف والأفعال (1) .

هو الذي يعامل العباد بالكرم والجود، ويتجلَّى لهم بنور الودود.

وحظ العبد منه: أن يعامل الخلق بالصفح والعفو، ووسعة الأخلاق، والكلام اللين، وبشاشة الوجه، ومحو الشقاق، وبذل ما في يديه من المال للفقراء، والتواضع والرفق بالضعفاء، ومعاملة الناس كأنهم أهله وإخوانه (2) ." اهـ


الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الماجد لك المجد، في الذات والصفات والأفعال، وكل شرف وجمال وكمال فهو من فضلك المتوالي. اكشف لنا عن أنوار مجدك لنقبل عليك، ونركن بالكلية إليك، أنت الممد للوجهاء والعظماء، وتحاسب الكل عن هذا العطاء، فالمجد في طاعة الأوامر، والشرف في تنوير البصائر، حقِّقنا بنور اسمك الماجد، أنت المعين المساعد، وأنت على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3) ".



===========================

(1) قيل معناه: العالي المرتفع . وقيل: من له الولاية والتولية. وقيل: هو الرفيع القدر، العظيم الشرف. وقال بعض المشايخ: هو من المجد وهو نهاية الشرف، بما يظهر به الملك.

(2) : ومن عرف أنه (الماجد) سمت همته إليه، واعتمد في كل الأمور عليه. والتعلق به: استمداد مجادته، برفع الهمة عن الخلائق، والتعلق بالحقائق، قائلاً: يا ماجد. فأوصافه مجيدة، وأسماؤه حسنى، أعطني من مجادة الهمة ما أرقى به إلى المحل الأسنى. والتخلق به: أن تكون ماجداً في أفعالك، وأحوالك، وأخلاقك، وعلومك، وجميع أمورك، وإنما يحصل لك ذلك باستقامة ظاهرك، وتصفية باطنك، بذلك تكون ماجداً، شريفاً . والتحقق به: هو رسوخ قدمك في المجد، بمعرفة الماجد، والغيبة فيه والله تعالى أعلم.

(3) : ومن مأثور الدعاء : اللهم أنت الماجد المجيد ، الفعال لما يريد ، نسألك الأمن يوم الوعيد .

وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل يقول : (يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم بقدرتي، من علم منكم أني ذو مقدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي، وكلكم هالك إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت، فسلوني أرزقكم، يا عبادي ... لو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي لم يزد ذلك في ملكي جناح بعوضة، ولو اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي لم ينقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا فسأل كل سائل منكم ما سأل لم ينقص ذلك مما عندي شيئاً، كما لو أن أحدكم مر على شفة البحر فغمس فيه إبرة ثم انتزعها، ذلك بأني جوَّاد (ماجد) أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وإذا أردت شيئاً فإنما أقول له كن فيكون) . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الوَاحِدُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 12-11-2010 10:51 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الوَاحِدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المنفرد بالذات، الواحد في الأفعال والصفات، له الإطلاق في التصريف، وهو الحكيم اللطيف.

واحدٌ في ملكه لا ينازعه أحد، وصفات جماله وكماله بها الهدى والمدد.

فلا ترى شيئاً في السموات والأرض إلا وترى فيه آية الوحدانية، وتشاهد تجلي الفردانية، فالروح تندهش من اختلاف أشكال الخلائق في الصور الجسمانية، واختلاف الألوان واللغات، واختلاف العقول والأفكار، وتباين الذوات، واختلاف العقائد والمذاهب والمواهب، وتباين القوة من مغلوب وغالب، واختلاف مقامات العارفين، والفرق بين مشاهد الواصلين.

ولم يصل واصل إلى مولاه إلا إذا تجلَّى له نور اسمه "الواحد" (1) ."اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي أنت الواحد الأحد، الفرد الصمد، أنت الجاه والسند، أشرقت أنوار الوحدانية، تجليت بأسرار الفردانية، عاين ذلك أهل الشهود، وحجب عنه أهل الجحود... اسقنا كأساً صافياً من شراب التوحيد، وأفننا به عن الركون إلى العبيد، وافتح بصائرنا حتى نشهدك قبل الآثار، وأغرقنا في بحار الأنوار، وكاشفنا بسر الأقدار، واجعلنا من المقبولين عندك من كثرة الأذكار، واجعلنا لك، وكن لنا حتى ننال التفريد بعد التوحيد، ونتحقق بالتجريد، ويدوم لنا المزيد، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2) ".



===========================

(1) وقد فسر قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله وتر يحب الوتر) أي: القلب المنفرد له. وفي الحكم: كما لا يحب العمل المشترك كذلك لا يحب القلب المشترك، العمل المشترك لا يقبله، والقلب المشترك لا يُقْبِل عليه، انتهى .

فينبغي لمن عرف الواحد أن يخص قلبه بحب الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وتر يحب الوتر - كما مر سابقاً - أي يحب القلب المنفرد له تبارك وتعالى، فمن عرف أن ربه هو الواحد، فرد قلبه له، ولذلك ورد في الدعاء :" اللهم إني أسألك أن تملأ قلبي بحبك، حتى لا يكون لي شغل ولا هم سواك " .

وفي الحديث ما يدل على أن الواحد هو اسم الله الأعظم، فقد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً يقول في دعائه: " اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد " فقال عليه الصلاة والسلام: لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى " .

(2) : قال القشيري: واعلم أن من الناس من لا يفرق بين الواحد والأحد في المعنى ، ومنهم من يفرق؛ فيقول: الواحد اسم لمفتتح العدد يقال: واحد ، اثنان ، ثلاثة ... ، والأحد اسم لنفي ما يذكر معه من العدد، وقيل: الأحد يذكر مع الجحد، فيقال : ماجاءني أحد، معناه: نفي مجيء الواحد وما فوقه أيضاً، ويقال: ما جاءني واحد، ولا جاءني أحد، وقيل: الأحد إنما يذكر في الإثبات في وصف الله عز وجل على وجه التخصيص، قال تعالى: { قل هو الله أحد } ولا يقال: هو الرجل الأحد، ولا رجل أحد، ولكن يقال في وصفه: وحيد وواحد.

يحكى عن الشبلي رضي الله عنه أنه كان جالساً على دكان بعض التجار، فقيل له: أتعرف الحساب؟ قال: نعم. فألقوا عليه حساباً كثيراً، وكان يقول: هات. فلما فرغوا من الإملاء قيل له: كم معك؟ فقال: أحد، فتعجبوا. فقال: وهل كان من الأزل إلى الأبد إلا الأحد الصمد ؟!!! حيث كان رضي الله عنه مستغرقاً في شهود الأحدية . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الصَّمَدُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 12-18-2010 02:51 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الصَّمَدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو السيد الذي يقصد في الشدائد والمهمات، وهو صاحب الإغاثات عند الملمات.

و الصَّمَدُ: هو الذي لا جوف له، فلا يأكل، ولا يشرب. ومن تخلَّق بأخلاق الله تقرَّب (1) .

ومن أراد أن يتحلى بأخلاق الصمد فليقلِّل من الأكل والشرب، ويترك فضول الكلام، ويداوم على ذكر الصمد، وهو في الصيام، فإنه يصفو من الأكدار البشرية، ويرجع للبداية الروحانية....



الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الصمد المقصود، والسيد المقيت، المنعم بكل الرغائب، واجهت أحبابك بأنوار الصمدية، ففروا إليك، وقابلتهم بأسرار الفردانية فاعتمدوا عليك، صيَّرتهم مظهراً لنور اسمك الصمد، فمن رآهم انجذب إلى الواحد الأحد. أشرق على قلوبنا نور الصمدانية، وعمنا بأنوار الحضرة العلية، واجعلنا لك بالكلية، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ".



===========================

(1) فمن عرف أنه الصمد الذي يُطعِمُ ولا يُطعَم، لم يصمد لغيره، وكان غنياً به في كل أحواله، ويتوجه في طلب الرزق إليه، ويتوكل في جميع أحواله عليه، ولا يتهمه في رزقه فيستعين بغيره، فإنه كما لم يشاركه أحد في خلقه لا يشاركه أحد في رزقه، ومن يحتاج إلى ما يطلبه منه من مأكول أو مشروب أو ملبوس كما تحتاج أنت إليه - كيف تصدق الرغبة إليه في مأمول، أو يرجى منه النجح في مسؤول؟. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :القَادِرُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 12-18-2010 02:51 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

القَادِرُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من له النفوذ والسلطان، والتصرف التام في سائر الأكوان، لا يعارضه منازع، ولا يخرج عن قبضته مخالف أو طائع. { إنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.

ومن دلائل القدرة المشهورة قوله سبحانه وتعالى: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } (1) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت القادر الظاهر، وأنت الشاهد الناظر، أبرزت الوجود بالقدرة العلية، وأوصلت لها الأرزاق بالحكمة الرحمانية. امنحنا قدرة على أنفسنا فلا نخالف، وأشهدنا الكرامة على موائد اللطائف، واسقنا كأساً صافياً من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن الولي من بعنايتك تتولاه، وامح إرادتنا في مرادك، وامح قدرتنا في قدرتك لنعيش في كنف ودادك، فتسهل لنا الصِّعاب، وتفتح لنا الأبواب، حتى يتعجب أهل الحجاب، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) سورة لقمان – الآية رقم 10.

والتعلق باسمه تعالى القادر: باستمداد قدرته عن إرادة الفعل في كل وقت وحين، حتى تكون به وله في كل شيء.

والتخلق به: أن لا تعجز عن شيء من مراداته فيك على قدر جهد استطاعتك، وتبذل في طاعته غاية قدرتك. وقد قيل: كن في البداية كأنك قَدَريٌّ - أي معتزلي - من شدة المجاهدة، وفي النهاية كأنك جبري من شدة الاستسلام والرضى.

فمن عرف أنه: القادر والمقتدر الذي لا يعجزه شيء، ولا يخرج شيء عن قدرته، لم يتعاظم ما يسأل منه، من جليل أو حقير.

والتحقق به: يكون أمرك بأمر الله، إن قلت للشيء:كن، كان بإذن الله، وذلك بذهاب أوصاف البشرية، واستيلاء الروحانية على كلية العبد وجزئياته، وبالله التوفيق. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُقتَدِرُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 12-18-2010 02:52 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُقتَدِرُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتناهي في الاقتدار، المتحكِّم في جميع الآثار (1) .

تجلَّى لعيون الأرواح بنور اسمه "المقتدر" فسكنوا، وعاينوا إحاطته بجميع الشئون، يلاحظون الاقتدار في آناء الليل وأطراف النهار، كلما عاينوا أثراً من الآثار تجلَّى لهم مقدر الأقدار، فهم في معية القادر في الباطن والظاهر.

فحضِّر قلبك، وأكثر من ذكر اسمه تعالى "المقتدر" حتى يشرق عليك قبسٌ من الاقتدار، وتحيط بك الأنوار." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المقتدر على العوالم، المتصرِّف في المحكوم والحاكم، لك النفوذ في الأشباح والأرواح، ولك الحكم النافذ في الغدو والرواح...كاشفني بنور اسمك المقتدر، حتى أكون بمددك على نفسي والهوى منتصراً اجعلني بحولك مقتدراً على الطاعة، محصناً بالسنة والجماعة، مغموراً بأنوار الاقتدار. لا تحجبني جميع الآثار إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) واعلم أن اسمه تعالى"المقتدر" أبلغ من القادر والقدير، فإن زيادة المبنى زيادة في المعنى، والتاء تفيد التعلق والاكتساب بما يفيد بحقه تعالى المبالغة في فعل كل ما يعجز غيره، ولا يقتدر عليه سوى الخلاق القوي المتين، بينما المقتدر من الناس المتكلف للقدرة بسعي واكتساب يتغلب بهما على المقاومة والامتناع عليه، فهو المقتدر الغالب على كل قدرة معارضة من أي كانت، فهو المتغلب على كل شيء وإصلاح الخلائق وعلى وجه لا يقدر عليه غيره. وهو القدير الذي لا يستعين بأحد ، وليس لقدرته بداية ولا نهاية، ولا حد، وآيات اقتداره بمطاوعة كل شيء لأمره، وكل شيء قدَّره تقديراً بحكمته، وسخَّره لأمره وهداه، وهو بقدرته لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وكان الله على كل شيء مقتدرا، فلا يعجزه شيء باقتداره عليه، وقدرة الإنسان بما منحه الله وما سخره له خاضعان لأمره وحكمته، وإذا أخذ بعقابه أهل الطاغوت أخذهم أخذ عزيز مقتدر، فتناولت قدرته الإنسان وأهل الطغيان، وكل شيء. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُقَدِّمُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 12-18-2010 02:53 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُقَدِّمُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي قدَّم أحبابه في القدم، وأسعدهم بالفهم والحكم (1) .

هو الذي قدَّم العارفين على الجاهلين، وفتح أبواب اليقين.

قدَّم بني الإنسان على العوالم ، وجعل منهم أئمة.

هو الذي قدَّم العلماء على الجهلاء، وجعلهم نجوم الاهتداء.

وقد قدَّم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بدءاً وختماً، فأخذ العهد على جميع المرسلين، لئن جاءكم رسول مصدِّقٌ لما معلكم لتؤمنُنَّ به ولتنصرَنَّه (2) ، وقدَّمه ختماً ليلة الإسراء، وصلى بجميع الأنبياء.

وقدَّمه على جميع العوالم فخصَّصه بشهود الذات، وجميع العوالم للصفات والآيات.

وحظُّ العبد من هذا الاسم الشريف: أن يعرف مراتب الوجود، ومراتب الطاعات، ومراتب المعاصي، فينـزل كل رتبة في مكانتها، ويقدم الأهم على المهم، في الطاعات، ويقدِّم أستاذه على كل محبوب لديه (3) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت المقدِّم للأرواح الطاهرة، وللنفوس الذاكرة، أنت المقدِّم للأنبياء على سائر البرية، والرافع لشأن العارفين أهل العطية. اكشف عن عين بصيرتي حجب الأغيار، حتى يصير الليل عندي كالنهار، فأقدم كل من قدمته وأعظِّم كل من عظَّمته، واجعل حبك في قلبي هو المقدَّم على كل الأشياء، وتعظيم نبيك هو الشرف لي بين الأصدقاء، وحب أوليائك هو عين الدواء، وحب الفقراء هو باب الشفاء، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) رؤي بعضهم يجتهد، فقيل له في ذلك؟ فقال: ومن أولى بالاجتهاد مني؟ وأنا أطمع أن ألحق بالأبرار والكبار من السلف؟ قال الله تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ.

(2) : وذلك في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ. سورة آل عمران - الآية 81.

(3) : والتعلق به: بدوام التجائك إليه أن يقدمك في جيش السابقين، ولا يؤخرك مع الهلكى في أسفل سافلين. والتخلق به: أن تقدم ما يرضاه مولاك، وتؤخر نفسك عما لا يرضاه. والتحقق به: بالفناء عن التقديم والتأخير، في مشاهدة الملك القدير، فيكون نظرك إلى مشيئته وإرادته، فتقدم من قدَّمته المشيئة إلى تحصيل دولته، وتؤخر من أخَّرته المشيئة عند انقضاء وقته، والله تعالى أعلم. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُؤَخِّرُ جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:13 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُؤَخِّرُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يؤخِّر المشركين، ويرفع المؤمنين.

يؤخِّر العصاة ، ويهب للطائعين هداه.

يؤخِّر العقوبة للظالم ، لأنه الرؤوف الراحم.

ومتى أشرق على قلبك نور اسمه "المؤخِّر" صرت في كل الأمور متدبراً، فتؤخِّر كل من أخَّره الشارع، وتحتقر كل من احتقره الرب الحكيم النافع.

فأول من تحتقره: النفس وهي أعدى الأعداء، ثم الشيطان وهو مصدر البلاء، ثم الكفار، وهم أهل الشرور، ثم العصاة، وهم أهل الفجور، ثم تؤخِّر الدنيا فلا تقدِّمها على الأخرى، وتؤخِّر الجنة، فلا تقدِّمها على محبة الله تعالى وهي السعادة الكبرى، وتؤخر رضاءك على رضا مولاك، وتؤخِّر كل طاعة وراء طاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – الذي بنوره أحياك (1) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المؤخر لكل من استحق التأخير، فأنت صاحب التقسيم والتدبير، امنحني نوراً في بصيرتي يكشف حقائق العوالم، فأقدِّم من يستحق التقديم، وأواسي كل مسلم، واجعل قلبي متصلاً بقدسك فأؤخِّر كلَّ شيء سواك، لأصل إلى أنسك. أنت الذي أخَّرت إبليس بسوء أدبه، وأخَّرت كل متكبر مخالف فعاش في تعبه، احفظني من سوء الأدب، وامنحني حسن الطلب، واجعلني مراقباً لوصاياك، مغموراً في أنوار رضاك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) مصداقاً لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } - سورة الأنفال - الآية 24. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الأَوَّلُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:14 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الأَوَّلُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من له الأزلية والتقدُّم المطلق في الأولية (1) .

وهذا الاسم الشريف له نور يعرج عيه العارفون، ويصل به العاشقون. فمتى لاحَ لهم نور "الأول" هام به القلب، نوره يطوي السماء والأرض، ويمحو الطول والعرض، ويهون عقبات النفس، ويوصل العبد بلا شدة وبأس، يراه المحبوب الأول، والمطلوب الذي لا يزول ولا يتحول، ويصبح كل شيء سواه وراء، ويتوالى على العبد العطاء.

وأول مظهر أبدعه الله وجعله مظهراً لنور اسمه الأول هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الحقَّ أول ما خلق خلق نوره، فمن رآه رأى نور الأول، ثم خلق الروح ، وهي أول بالنسبة لما بعدها، ثم خلق للعبد العقل وهو أولٌ بالإضافة لما بعده (2) ، ثم خلق الله مظاهر لاسمه "الأول" كثيرة.

ومتى أكثر العبد من ذكره استنار القلب، فيعامل "الأول" في خلقه، ويفهم معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أول ما تقع الصدقة في يمين الرحمن) (3) .

وقد ورد في الحديث: ( أول ما يسأل عنه العبد الصلاة) (4) . حتى يجعلها أول المهمات.

وقد حبَّبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول ليلاحظ القلب تجلِّي نور الأول (5) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت الأول والكل مستمد من جنابك الكمال، وأنت الأزلي وكل ما سواك محال، اجمعني جامعة كلية على أول الكائنات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مظهر أنوار الصفات، حتى أحوز التقدم مع الأوائل، وأنال معية الأفاضل، املأ قلبي بنور اسمك الأول، حتى لا أرى سواك وبنورك أتوصل، سلِّمني من الأغيار، واكشف عني حجاب الآثار، حتى لا يقع أول نظر مني في السر والإعلان إلا وشهد نور الأول عَلِيِّ الشان، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقال بعض المشايخ: الأول، والآخر: اسما إحاطة بتقدم الأول على كل أول، وإحاطة الآخر بكل آخر، فبه البدء، وإليه الانتهاء، فليس قبله شيء، ولا بعده شيء، قال: وإنما عطف بالواو لتباعد ما بين موضعي معناهما، وأن ما يرجعان إليه شيء واحد. ومن عرف أنه الأول غاب عن كل شيء، ومن عرف أنه الآخر رجع إليه بكل شيء.

ولأهل الإشارات في هذين الاسمين مع اسمي الظاهر والباطن عبارات، فقالوا: الأول بلا ابتداء، الآخر بلا انتهاء، الظاهر بلا احتداء، الباطن بلا اختفاء. ولك أن تقول: الأول بعرفان القلوب، والآخر بستر العيوب، والظاهر بإزالة الكروب، والباطن بغفران الذنوب. أو : الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والظاهر بالقدرة على كل شيء، والباطن العالم بحقيقة كل شيء. أو : الأول بلا مطلع، والآخر بلا مقطع، والظاهر بلا اقتراب، والباطن بلا احتجاب. أو : الأول الذي ابتدأ بالإحسان، والآخر الذي تفضل بجميل الغفران، والظاهر بدلائله وأفعاله، والباطن بلطفه وجماله. وهناك عبارت أخر يضيق المجال لذكرها انظرها عند الرازي في تفسيره لأسماء الله الحسنى.

(2) : كما ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي رواه عبد الرزاق في المصنف بلفظ:" قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال: يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقُدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جِنِّيٌ ولا إنسي، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء: فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حَمَلَة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول السماوات، ومن الثاني الأرضين، ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهى المعرفة بالله، ومن الثالث نور إنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. الحديث. كذا في المواهب.

وقال فيها أيضا: واختُلِف هل القلم أول المخلوقات بعد النور المحمدي أم لا؟ فقال الحافظ أبو يعلى الهمداني: الأصح أن العرش قبل القلم، لِما ثبت في الصحيح عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، فهذا صريح في أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم، فحديث عبادة بن الصامت مرفوعا "أول ما خلق الله القلم، فقال له أكتب، فقال رب وما أكتب؟ قال أكتب مقادير كل شيء" رواه أحمد والترمذي وصححه.

وروى أحمد والترمذي وصححه أيضا من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: إن الماء خلق قبل العرش. وروى السدي بأسانيد متعددة إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء، فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور النبوي المحمدي والماء والعرش انتهى.

وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام. انتهى ما في المواهب،

تنبيه: قال الشبراملسي: ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته عليه تعالى. لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام، بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد، وأضافه إليه تعالى لكونه تولى خلقه، ثم قال ويحتمل أن الإضافة بيانية، أي خلق نور نبيه من نور هو ذاته تعالى لكن لا بمعنى أنها مادة خلق نور نبيه منها، بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شيء في وجوده، قال وهذا أولى الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى { ثم سواه ونفخ فيه من روحه } حيث قال أضافه إلى نفسه تشريفا وإشعارا بأنه خلقٌ عجيب وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية انتهى ملخصا.

(3) : روى الطبراني والبيهقي بسندهما عن ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما نقصت صدقة من مال قط ولا مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله عليه باب فقر. انظر: كنـز العمال - الحديث رقم 16134.

(4) : روى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح وإن فسدت فقد خاب وخسر". رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني وقال ابن عدي: عامة حديثه تابعه عليه غيره.‏ انظر: مجمع الزوائد – الحديث رقم 1609.

(5) : ‏روى الترمذي في سننه - عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا". قَالَ: وَفي البَابِ عَن جَابِرٍ، وَابنِ عَبَّاسٍ، وَابنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعيدٍ وَأُبَيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَالعِرْبَاضِ بنِ سَاريَةَ، وَأَنَسٍ.قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِيَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلْصَّفِ الأَوَّلِ ثَلاَثاً، وَلِلْثَّانِي مَرَّةً".‏

انظر: ‏سنن الترمذي المجلد الأول - أَبوابُ الصَّلاَةِ. الحديث رقم 166- بَابُ مَا جَاءَ في فَضْلِ الصَّفِّ الأَوَّلِ. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الآخِرُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:19 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الآخِرُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من له الأبدية، والبقاء في السرمدية، يفنى الكل وله البقاء، ويموت الكل، وله العلاء (1) .

ومتى أكثر العبد من ذكر اسمه "الآخر" تجلَّى لقلبه النور الظاهر، ففرَّ من دار الفناء إلى دار البقاء، وفرَّ من نفسه إلى رب الأرض والسماء (2) .

ولاسمه "الآخر" مظاهر؛ فمنها: الدار الآخرة، وملاذها الفاخرة، وبهاؤها ، وحضرات القرب وصفاؤها. " اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الآخر لك البقاء، وأنت الدائم والجميع هباء، فاجعل لنا قسطاً من نور اسمك الآخر، فتحيي به الظواهر والسرائر، فلا نشهد إلا الباقي بالباقي، ونصل إلى المقام العالي الراقي. أشهد قلوبنا جمال الجنة وبقاءها، ومقامات المقربين وسر ارتقائها، حتى لا نغتر بما يزول، ولا نحجب بأوهام العقول، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) والتعلق به: أن ترجع إليه بأول كل شيء، وآخره.

والتخلق به: أن تكون أول الناس سبقاً للخير، وآخرهم تعلقاً به.

والتحقق به: يحصل لك حين يغطي وصفك بوصفه، ويستر نعتك بنعته، فيغطي وصف الحدوث بنعت القدم، ووصف العدم بنعت البقاء، فتكون أولاً وآخراً، ظاهراً بظهور حسك، باطناً حين بطونه.

(2) : وحظ العبد من هذا الاسم أن ينظر إلى مصيره وفنائه بعد حياته الدنيا نظرة إلى حياته من الآخرة، وخلودها، فيعمل الباقيات الصالحات، فإنه " كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ"، وبه يجزى في آخرته الخالدة" وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" وأن يكون طويل الأناة كثير الصبر، حليماً لا يعجل، مبصراً للعواقب ، ذاكراً قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" الأمور بخواتيمها".

وقال حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه: هو الآخر بالإضافة إلى سلوك السالكين إليه، وإليه المرجع والمآب. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الظَّاهِرُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:20 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الظَّاهِرُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتجلِّي بأنوار هدايته وآياته، المتنـزل بمعاني أسمائه وصفاته، لا نرى ذرَّةً في الوجود إلا وهي ناطقة بوحدانية المعبود، ولا نرى فاضلاً متخلِّقاً بصفات الرجال إلا ونشهد عليه أنوار صفات الكبير المتعال (1) .

هو " الظاهر " فلا يخفى على كل متأمِّل. وهو" الظاهر" لعيون الأرواح ، المتجلِّي بأنوار الفتاح (2) .

واعلم أن ظهور الحق هو السبب في بطونه، لأن شدَّة الظهور ترد البصر خاسئاً وهو حسير مقهور.

وانظر إلى هذا المثال: إذا رأيت ورقة فيها خطابٌ مكتوب بخط جميل، ومعناه لطيف كأنه السلسبيل؛ فتحكم بأن هذا الخطاب كتبه شخصٌ حيٌّ عاقلٌ، بصيرٌ، حكيم، فيتجلَّى لك كاتب الخطاب من كتابه، وإن كنت لا تراه لاحتجابه.

فالكون مملوء بالجمال، محلّىً بالكمال، وكل شيء فيه ينادي : اشهد خلاَّقي ذا الجلال، فمن رآه بعين التدبير ظهر له البديع، فدام له التذكر والاعتبار. " اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الظاهر لعيون الأرواح باسمك وصفاتك، المتجلي للعقول بأنوار آياتك وآلائك، أخفى ظهورك المظاهر، وستر نورك الأكوان عند العارف الذاكر، ظهرت يوم {ألست} للأرواح فهامت، وتجليت لها في هذا الكون فصلت وصامت. احفظنا من حجاب الآثار، واكشف لنا أنوار الستار، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قيل: ظاهر للقلوب بالبرهان، باطن للعيون عن العيان. وقيل: ظاهر لقوم فلذلك وحَّدوه، باطن لقوم فلذلك مجَّدوه.

(2) : يقول سيدي ابن عجيبة الحسني في شرحه للأسماء: والتحقيق أن يقال: كان الحق سبحانه في أزله متسمياً بأسمائه الحسنى كلها، ثم طلبت الأسماء ظهور آثارها، فاقتضى اسمه "الظاهر" ظهور الأشياء، فظهرت بقدرته، واقتضى اسمه "الباطن" بطونها بعد ظهورها فبطنت بحكمته، فهو "ظاهر" بقدرته، "باطن" بحكمته، "ظاهر" في بطونه، "باطن" في ظهوره، قال تعالى: { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } فالحصر المفهوم من الضمير، مسلطٌ على الأربعة أي: هو الأول، هو الآخر، هو الظاهر، هو الباطن، فاسمه "الظاهر" يقتضي بطون الأشياء واضمحلالها، إذ لا ظاهر سواه، كما فهم من الحصر. واسمه "الباطن " يقتضي ظهور الأشياء ليكون باطناً لها. والحاصل: أن الحق سبحانه ظهر بقدرته ونوره، وبطن بحكمته وقهره. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف الباطن : ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:21 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

البَاطِنُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي لا تدركه الأبصار، وقد تنـزَّه في علو كبريائه فلا تحيط به بصائر المقربين الأطهار، وهو الظاهر بأسمائه وصفاته، وأنوار آياته.

هو الباطن بحقيقة ذاته عن جميع مخلوقاته، ظهر فلا يخفى، وبطن فلا يدرك.

والإنسان هو أكبر معنى لاسمه "الباطن"، فإن الحقيقة الإنسانية، واللطيفة الربانية باطنةٌ عن عقول المفكرين، خفيةٌ عن أفكار الباحثين...

فالإنسان بجسمه مظهر لنور الظاهر، وبروحه مظهر لنور الباطن.

ومتى أكثر العبد من ذكر اسمه "الباطن" خشعت نفسه، وأدرك أنه عاجز بالكلية، فيعطف عليه الحق، ويواجهه بالصفاء في ظاهره وباطنه، يصبح ظاهر الإنسان مشرقاً لنور "الظاهر"، ويصير باطنه غيباً من غيوب أسرار القادر (1) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الباطن على كل روح قدسية، المتعالي عن العقول الذكية، جذبت إليك القلوب بظهور الجمال، وحيَّرت الأرواح من هيبة الجلال. أشرق أنوار اسمك الباطن على سريرتي، حتى أعرف من أنا ومن أنت، وأقف على الآداب النبوية، وأرضى عن كل الأحكام، وأتحقق بالتسليم والإسلام، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منـزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) .

والتعلق باسمه تعالى الظاهر والباطن: بالالتجاء إليه في تحسين ظاهرك بالعبودية، وتزيين باطنك بمشاهدة الربوبية.

والتخلق بهما: أن تكون ظاهراً للمحبين بإظهار خصوصيتك لمن تعلق بصدقه بك، باطناً بإخفاء أعمالك وأحوالك عمن لا يستحق ذلك.

والتحقق: أن تكون عبداً خالصاً لا تريد ظهوراً ولابطوناً، كما قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: من أحب الظهور فهو عبد الظهور، ومن أحب الخفاء فهو عبد الخفاء، ومن كان عبداً لله سواء عليه أظهره أم أخفاه وهذا هو الفهم عن الله، فإن رأى القدرة أظهرته لا يستوحش من ذلك، وإن رأى القدرة أخفته عمل على ما هنالك،وبالله التوفيق. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الوَالِي جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:21 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الوَالِي جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتصرّف بمشيئته في العوالم، الذي دبَّر شئون خلقه أزلاً، وأبرزها أبداً، بحكمة كريم راحم (1) .

هو الذي يوالي العباد بالإحسان، ويفيض الإمداد بالحنان، عطاؤه يتوارد بغير انقطاع، ويتكرر بدون امتناع.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم أشرقت عليه أنواره، وتجلَّت له أسراره، فصار يوالي نفسه بالأدب، فينال غاية الأرب، ويوالي إخوانه الفقراء بتعهُّدهم والسؤال عنهم (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الوالي المتصرف، النافذ الأحكام، وأنت المالك المتصرف في ناصية العباد، وفي قلوبهم وأرواحهم يا ذا الجلال والإكرام، أشرق على روحي نور اسمك الوالي، فأكون مظهراً للسر المتعالي، وأشهد في الخلق معناك، وأفوز برضاك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل: هو الذي يباشر الحكم لإصلاح المولَّى عليه وحياطته، وكأن فيه معنى اسم "الحكَم، العَدْل" وقد يكون بمعنى "الولي". ومن عرف أنه "الوالي" اكتفى بولايته، وسكن إليه في أحواله ومهماته، وأسقط التدبير معه.

(2) : فينبغي للعبد أن يتلمس أثر اسم الوالي بكثرة ذكره، لأنه إذا أكثر العبد ذكر هذا الاسم أشرقت عليه أنواره، وتجلت له أسراره، فصار يوالي نفسه بالأدب، فينال غاية الأرب، ويوالي إخوانه الفقراء بتعهدهم والسؤال عنهم. ولذلك قال بعض العارفين: إن اسم "الوالي" يصلح ذكره للولاية والمستخلفين في شؤون العباد، ومن أكثر من ذكره كان مهاباً عند الناس. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُتَعَالِي جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:22 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُتَعَالِي جَلَّ جَلالُهُ


"معناه: المتناهي في علوِّ ذاته عن جميع مخلوقاته، المستغني بوجوده عن جميع كائناته، لم يخلق الخلق إلا بمحض الجود، وتجلَّى اسمه الودود (1) .

هو الغني عن عبادة العابدين، الذي يوصل خيره لجميع العاملين.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم جذبته أنوار المتعالي إليه، فلم يعوِّل في جميع الشئون إلا عليه (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت المتعالي المتصرف في النواصي والنفوس، أشرق عليَّ نور اسمك المتعالي، حتى أقوم على نهج الأدب، فأوالي أحبابك، وأعادي أعداءك، وتتوالى عليَّ البشائر، وأكون في كل أنفاسي لك حاضراً ذاكراً، فمن رآني رأى معنى من معاني توليك لي بالهدى، فيغمرني عطاؤك، ويفاض عليَّ الندى، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل: هو المرتفع في كبريائه وعظمته وعلو مجده عن كل ما يدرك، أو يفهم من أوصاف خلقه.

(2) : وحظ العبد منه أن يتعالى عن الدنايا، وأن يكتسب ذلك بعلمه وعمله وثبات قدمه في طريق الحق والخير، ومعارج الارتقاء، ومزيد الاكتساب لمراضاة ربه العلي الكبير، وأن يكون تواضعه باطِّراد مع ما اكتسبه من هذه الفضائل لعلمه بما كان محروماً منه ولمنة الله سبحانه وتعالى عليه فيما مكنه من بلوغه، وفضله بإكرامه، وأن يكون بما آتاه الله من ذلك عوناً لغيره، يأخذ بيد من دونه، كما يتعاون مع أقرانه للنهوض بالغير إلى معالي الأمور، وبذلك صلاح الأرض وعمارتها، وارتقاء أهلها، وعلوّ المنـزلة عند الله والناس دنيا وآخرة، { تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا } . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : البَرُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-03-2011 03:22 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

البَرُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يحسن على السائلين بحسن عطائه، ويتفضَّل على العابدين بجزيل جزائه، لا يقطع الإحسان بسبب العصيان.

هو الذي لا يصدر عنه القبيح، وكل فعله مليح (1) .

وهذا الاسم له أنوار تتوالى على أهل الأسرار.

فمتى أكثر العبد من ذكره كان متخلِّقاً بأخلاق هذا الاسم، وغرست محبته في قلوب العباد، وعطفت عليه القلوب بخالص الوداد (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت البر الرحيم، وصل بِرُّكَ إلى العاصي والمستقيم، وتوالى عطاؤك إلى الأقوياء والضعفاء، وتجليت لعيون الروح فشاهدت أنوارك في الأرض وفي السماء، اجعل لنا حظاً وافراً من نور اسمك البر، ويسِّر لنا بفضلك كل أمر، وأعِنَّا على تقديم البر للوالدين والأقارب، وإفاضة الإحسان إلى الجيران والأجانب، وامنحنا قوةً إلهيةً نقوم بها ببِّر والدنا الأكبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ خير من هلَّلَ وكبَّر، فنطيع أوامره، ونحترم أقاربه، ونعظم أصحابه، حتى يكون لنا ناظراً، وعنا راضياً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل: هو موصل الخير بلطف وإحسان وهذا البر إما في الدنيا أو الدين، أما في الدين: فهو بالإيمان والطاعة، أو بإعطاء الثواب على كل ذلك، وأما في الدنيا: فما قسم من الصحة والقوة، والمال والجاه، والأولاد والأنصار، ومن نعمه ما هو معلوم بالجنس، وخارج عن الحصر بسبب النوع، وهو القائل في سورة النحل: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } . ؛ فهو قريب من اسمه "الرحيم" ولذلك قرن به في الكتاب العزيز .

(2) وحظ العبد من هذا الاسم الكريم: أن يلتزم طريق البر فيكون براً بنفسه فيزكيها، وبأهله فيقيهم الأسواء ويربيهم على البر، ويأخذ بأيديهم إليه، ويعينهم عليه، وأن يكون باراً بجيرانه يؤدي حقوقهم ويحفظ حرمتهم، ويكون عوناً لهم على البر بالنصيحة والرعاية وحسن المعاملة، وأن يكون باراً بالناس إلا من وجبت معاداتهم في الله، والدستور الإلهي في ذلك أنه : { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }.

ومن كان الله تعالى باراً به عصم عن المخالفات نفسه، وأدام بفنون اللطائف أنسه، ووفر في طريقه اجتهاده، وجعل التوفيق زاده، وجعل قصده سداده، ومنبع سلوكه إرشاده، وأغناه عن أشكاله بأفضاله، وحماه عن مخالفته بيمن إقباله.

قال القشيري: ومن أدب المؤمن مع اسمه تعالى "البر" أنه متى عرف أنه البر أن يكون باراً بكل أحد، لاسيما بوالديه لقوله عليه الصلاة والسلام: (رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما ) . وحكي أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه رأى رجلاً قائماً عند ساق العرش فتعجب من علو مكانه، فسأل: يا رب بم بلغ العبد هذا المحل؟ فقال : إنه كان لا يحسد عبداً من عبادي على ما آتيته، وكان باراً بوالديه. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : التَّوَّابُ جَلَّ جلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-21-2011 12:33 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
التَّوَّابُ جَلَّ جلالُهُ


"هو الذي يقبل عن عباده التوب، ويعفو عن السيئات. من عصى ورجع إليه قبله، فإن وقع في ذنبٍ وعاد إليه رحَّب به، فإن زلَّ بعد ذلك واعتذر عفا عنه وغفر، ولا يزال العبد توَّاباً، ولا يزال الرب غفَّارا (1) .

ولقد علم الحقُّ من فطرة العبد النقص والميل إلى الذنب، فقال: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }(2) .

وكثرة التوبة توجب للعبد محبة الله وهي أكبر مقام، لأن التوبة اعتراف بالنقص، ووقوف بالذل على أعتاب الحضرة العلية (3) .

ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يكثر من التوبة ليعلِّمنا طريق السعادة (4) .

والعبد التائب يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (5) ، وتبدَّل سيئاته حسنات (6) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت التواب الرحيم، تحب من رجع إلى الصراط المستقيم، افتح أعين بصائرنا، ونوِّر بفضلك ضمائرنا لنقبل عليك بالأشواق، ونتجمل من صفاتك بالأخلاق، ونخرج من القيود إلى الإطلاق، لأنك تقبل كل اعتذار إليك، وتعفو عن كل من أقبل عليك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قال سيدي عبد الكريم القشيري في التحبير: معنى توبة الله على العبد أن يعود عليه بألطافه، وييسره لتوبته. وقيل: توبة الله على العبد، خلق التوبة له. وقيل: قبولها.

قال الإمام القشيري في الرسالة: التوبة بداية، والأوبة نهاية، والإنابة واسطتهما، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة، ومن تاب طمعاً في الثواب فهو صاحب إنابة، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفاً ولا طمعاً فهو صاحب أوبة.

ويقول حجة الإسلام الغزالي: إن التَّواب هو الذي يرجع إلى تيسير أسباب التوبة لعباده، مرة بعد أخرى، بما يظهر لهم من آياته، ويسوق إليهم من تنبيهاته، ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته، حتى إذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب، استشعروا الخوف بتخويفه، فرجعوا إلى التوبة فرجع إليهم فضل الله بالقبول. فإذاً ابتداء التوبة من الله، وإتمامها عليه.

(2) : سورة البقرة – الآية 222.

(3) : قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }. سورة البقرة – الآية 222.

وفي الحديث الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه ابن النجار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ثم تلا: { إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} قيل: يا رسول الله وما علامته؟ قال: الندامة). قال في فيض القدير: قوله: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) لأن التائب حبيب اللّه { إن اللّه يحب التوابين } وهو سبحانه لا يعذب حبيبه بل يغفر له ويستره ويسامحه. وقوله: (وإذا أحب اللّه عبداً لم يضره ذنب) لأن المحب يستر الحبيب فإن بدا منه شين غفره فإذا أحب عبداً فأذنب ستره فصار كمن لا ذنب له فالذنب يدنس العبد والرجوع إلى اللّه يطهره وهو التوبة فرجعته إليه تصيره في محل القرب منه كذا ظهر لي في تقريره ثم رأيت حجة الإسلام قال: معناه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم تضره الذنوب الماضية وإن كثرت كما لا يضره الكفر الماضي بعد الإسلام.

(4) :روى الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار - باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه. بسنده عَنْ الأَغَرّ الْمُزَنِيّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنّ رَسُولَ اللّهَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّهُ لَيُغَانُ عَلَىَ قَلْبِي. وَإِنّي لأَسْتَغْفِرُ اللّهَ، فِي الْيَوْمِ، مِائَةَ مَرّةٍ". وعنه رضي الله عنه أيضاً أنه كان يُحَدّثُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيّهَا النّاسُ تُوبُوا إِلَىَ اللّهِ. فَإِنّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ، إِلَيْهِ مِائَةَ مَرّةٍ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللّهُ عَلَيْهِ".

قوله صلى الله عليه وسلم: "أنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" ، قال القاضي: قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا واستغفر منه، قال: وقيل هو همه بسبب أمته وما أطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم، وقيل سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتأليف المؤلفة ونحو ذلك، فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنبا بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك، يكون استغفاره إظهارا للعبودية وإِلافتقار وملازمة الخشوع وشكرا لما أولاه.وقيل: يحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام يغشى القلب ويكون استغفاره شكرا كما سبق، وقيل هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة" هذا الأمر بالتوبة موافق لقوله تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون} وقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} وقد سبق في الباب قبله بيان سبب استغفاره وتوبته صلى الله عليه وسلم ونحن إلى الاستغفار والتوبة أحوج.

قال الإمام النووي رضي الله عنه في شرحه للحديث: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: للتوبة ثلاثة شروط: أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم عزما جازما أن لا يعود إلى مثلها أبدا، فإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلها شرط رابع وهو رد الظلامة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه.

والتوبة أهم قواعد الإسلام وهي أول مقامات سالكي طريق الاَخرة. قوله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" قال العلماء: هذا حد لقبول التوبة، وقد جاء في الحديث الصحيح: "إن للتوبة بابا مفتوحا فلا تزال مقبولة حتى يغلق فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق وامتنعت التوبة على من لم يكن تاب قبل ذلك" وهو معنى قوله تعالى: { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}. ومعنى تاب الله عليه قبل توبته ورضي بها، وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح، وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل توبته ولا غيرها ولا تنفذ وصيته ولا غيرها.‏

(5) : ‏روى ابن ماجة والطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب بسندهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" التائبُ من الذنب كَمن لا ذنبَ له". ومن شواهده ما أخرجه البيهقي وأبن عساكر عن ابن عباس بزيادة: "والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل كذا وكذا"، وفي لفظ: " كان عليه من الذنوب مثل منابت النخل"، وسنده ضعيف، بل الحديث موقوف على الراجح. ولأبي نعيم والطبراني في الكبير بسند ضعيف عن أبي سعيد الأنصاري مرفوعا الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وروى الديلمي وابن النجار والقشيري في الرسالة عن أنس بلفظ الترجمة وزيادة : "وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب". انظر : كشف الخفاء للعجلوني - الحديث رقم 944.

(6) : قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. سورة الفرقان - الآيات 68-70. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُنتَقِمُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-21-2011 12:35 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
المُنتَقِمُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يشدِّد العقوبة على الظالمين، ويسلط البلاء على المجرمين.

هو الذي يرسل رسله بالآيات والإنذارات، فمن لم تفد معه الإنذارات سلَّط عليه العقوبات والانتقامات (2) .

واعلم أن هذا الاسم الشريف من أسماء الجلال والقهر، ومن لم يعرف أسماء الجلال وأخلاق الكبير المتعال، وقع في الضلال والنكال (2) .

فإن عرفت أنه كريم رحيم، فاعرف أنه منتقم شديد، عظيم (3) .

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم، ظهرت له أنوار الجبروت، ففني عن الملك والملكوت، وخشع أمام سطوة العظموت، فلا يقوى على اقتراف معصية أو الوقوع في صغيرة ظاهرة أو خافية ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المنتقم من أعدائك الظالمين، القاهر بسطوتك للمجرمين، قد انتقمت من النمروذ وفرعون وهامان، ومحقت أهل الظلم والطغيان. امنحني نوراً في بصيرتي، وقوة في روحانيتي، حتى أنتقم من نفسي إذا خالفت الحدود، وأنتقم من الظالمين أهل الجحود، وأشاهد سطوة انتقامك فأخشع، وصولة عزك فأخضع، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وانتقامه تعالى عقوبة للعصاة على ما كره منهم، وليس معناه نفور النفس كما في حق العباد، وإنما معناه ذمه لما كره منهم، وذم فاعله والحكم بعقوبته.

(2) : قال حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه: المحمود من انتقام العبد أن ينتقم من أعداء الله تعالى، وأعدى الأعادي نفسه، وحقه أن ينتقم منها مهما قارف معصية، أو أخلَّ بعبادة، كما نقل عن أبي يزيد أنه قال: تكاسلت عليَّ نفسي في بعض الليالي عن بعض الأوراد، فعاقبتها بأن منعتها الماء سنة !!! .

(3) : ومن عرف أنه "المنتقم" خاف انتقامه، فلم ينتقم من عباده، ولم يسترسل في معصيته. أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده بهذا الدعاء:( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : العَفُوُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-21-2011 12:35 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

العَفُوُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من يترك المؤاخذة على الذنوب، ولا يذكرك بالعيوب (1) .

وهذا الاسم الشريف فتح للعارفين باباً واسعاً من الرجاء، فإن العفو هو محو الذنوب بالكلية.

وأما الغفران: فهو ستر الذنب عن المذنب.

ومن أراد أن يتحقَّق بنور هذا الاسم فليعفُ عمَّن أساءه وظلمه (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت العفو عن الزلات، السَّميع للدعوات، أسألك أن تمنحني عيون البصيرة حتى أعفو عمن أساء، وأرحم أهل البلاء، وينكشف لي سرُّ القضاء، فأرضى عن حكمك كيف تشاء. أشرق على قلبي نور العفو، فأكون مظهراً لهذا السر الجليل، فمن رآني استنار له السبيل، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) والعفو في حق الله تعالى عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية، فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة، وينسيها من قلوبهم، كيلا يخجلوا عند تذكرها، ويثبت مكان كل سيئة حسنة، قال تعالى: { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }.

(2) : فحظ العبد من التخلق باسم العفو هو أن يعفو عن كل من ظلمه، ولا يقطع بره عنهم بسبب تلك الإساءة، ولا يذكر مما تقدم من أنواع الجفاء شيئاً، قال تعالى في سورة النور: { وليعفوا وليصفحوا } ، فإنه متى فعل ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى أولى أن يفعل به ذلك، والله أكرم الأكرمين. عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وأن تعفو عمن ظلمك ) رواه الطبراني في الأوسط . وعن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك) رواه الطبراني. انظر: الترغيب والترهيب 3/342 . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الرَّؤوفُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 01-21-2011 12:36 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الرَّؤوفُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو البالغ في الرحمة أقصاها، وفي العواطف منتهاها (1) .

والرأفة بمعنى الرحمة، إلا أن للرؤوف تجلٍّ خاص يعرفه أهل الإخلاص (2) .

الرؤوف هو المتعطف على المذنبين بالتوبة، وعلى الأولياء بالحفظ.

هو الذي ستر ما رأى من العيوب، وعفا عما خفي من الذنوب.

ومتى أكثر العبد من ذكره تجلَّى له نور الرؤوف في قلبه، فصار عطوفاً على الخاص والعام، رؤوفاً بأهل البلايا والآثام (3) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الرؤوف، وقد انجذبت إليك القلوب لحسن العواطف، وأنت الرحيم أحاطت رحمتك بالطائع والمخالف، أشرق على قلبي بنور الرؤوف الحنان، واجعلني أعطف على جميع بني الإنسان، فأستغفر للمذنبين، وأحب الهدى للكافرين، وأتمنى التوبة للعاصين، وأطلب الوسعة للمحتاجين، فأنال قسطاً وافراً من ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل : الرؤوف هو الذي جاد بلطفه ، ومنَّ بعطفه، وقيل: الرؤوف هو الذي صان أولياءه عن ملاحظة الأشكال، وكفاهم بفضله مؤونة الأشغال. وقيل: هو الذي ستر ما رأى من العيوب، ثم عفا عما ستر من الذنوب.

(2) : روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بعض الأسفار، فمرَّ بامرأة تخبز ومعها صبي لها. فقالت: يا رسول الله، بلغني أنك قلت: إن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها ...أفهو كما قيل لي ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم. قالت: فإن الأم لا تلقي ولدها في هذا التنور. فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إن الله تعالى لا يعذب بالنار إلا من أنف أن يقول: لا إله إلا الله .

(3) : فينبغي للعبد إذا أراد أن يتأدب بأدب اسم "الرؤوف" أن يكثر من ذكره، وبذلك يتجلى له نور "الرؤوف" في قلبه، حتى يصير عطوفاً على الخاص والعام، رؤوفاً بأهل البلايا والآثام، وأن يشفق على العباد ويرحمهم، ذاكراً قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) . حكي عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه بلغه أن رجلاً وراء النهر يروي أحاديث ثلاثية، فرحل الإمام أحمد إليه، فلما ورد عليه وجده يطعم كلباً، فسلم عليه الإمام أحمد، فرد الرجل عليه السلام، ثم اشتغل بإطعام الكلب ولم يلتفت إليه، فلما انتهى، التفت إلى الإمام أحمد، وقال له: لعلك وجدت في نفسك - أي غضبت - إذ أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك! ؟ ، قال أحمد: نعم . فقال الرجل: حدثني أبو الزناد، عن، الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة ) ثم قال الرجل: أرضنا هذه ليست بها كلاب، وقد قصدني هذا الكلب فخفت أن أقطع رجاءه . فقال الإمام أحمد: يكفيني هذا الحديث، ثم رجع. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : مَالِكُ المُلْك جَلَّ جَلالُهُ...... )

عبدالقادر حمود 01-21-2011 12:36 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
http://img503.imageshack.us/img503/1069/10wo0er.gif
http://img177.imageshack.us/img177/5016/2876173.gif

http://img220.imageshack.us/img220/5...ikualmulks.jpg


مَالِكُ المُلْك جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتصرِّف في ملكه كيف يشاء، لا رادَّ لحكمه، ولا معقِّب لأمره (1) .

والوجود كله في جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ... أنت مالك الملك، والكلُّ لك عبيد، وأنت المتصرف في ناصية الشقي والسعيد. أشرق على قلبي بنور هذا الاسم الشريف، فأتحقق بالسر اللطيف، ولا أرى مالكاً سواك، ويتجلى لي عزك وعلاك، ومكني من ناصية نفسي فأملك زمامها، وأتحقق بتسليمها، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قال حجة الإسلام رضي الله عنه: مالك الملك: هو الذي تنفذ مشيئته في مملكته، كيف يشاء وكما شاء، إيجاداً وإعداماً، وإبقاءً وإفناءً، والملك هاهنا بمعن المملكة، والمالك بمعنى القادر التام القدرة، والموجودات كلها مملكة واحدة ، لأنها مرتبطة بعضها ببعض. وقيل: مالك الملك هو المتصرف في ملكه كيف يشاء لا راد لحكمه، ولا معقب لأمره ، والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى .

(2) : روى الرازي عن سفيان بن عيينة هذه القصة: بين أنا أطوف بالبيت، إذ رأيت رجلاً وقع في قلبي أنه من عباد الله المخلصين ، فدنوت منه فقلت : هل تقول شيئاً ينفعني الله به ؟ فلم يرد عليَّ جواباً ، ومشى في طوافه ، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل الحجر فجلس ، فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئاً ينفعني الله به ؟ فقال: هل تدرون ما قال ربكم؟ قال ربكم: أنا الحي الذي لا أموت، هلموا أطيعوني أجعلكم أحياء لا تموتون أنا الملك الذي لا أزول، هلموا أطيعوني أجعلكم ملوكاً لا تزولون، أنا الملك الذي إذا أردت شيئاً قلت له كن فيكون. هلموا أطيعوني أجعلكم إذا أردتم شيئاً قلتم له كن فيكون. قال: ثم نظرت فلم أجد أحداً ، فظننت أنه الخضر عليه السلام. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.rubat.com/phpbb/images/smilies/azza.gif : ذو الجَلالِ والإكرام جَلَّ جَلالُهُ ...... )


admin 01-23-2011 01:34 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
http://img503.imageshack.us/img503/1069/10wo0er.gif
http://img177.imageshack.us/img177/5016/2876173.gif

http://img812.imageshack.us/img812/1902/85zoaljalal.jpg


ذو الجَلالِ والإكرام جَلَّ جَلالُهُ


"هو صاحب الجلالة لأنه لا شرف ولا مجد، ولا عزَّ، ولا قوةَ إلا وهي له، وبه ومنه ولا كرامةَ ولا فضلَ ولا نعمةَ ولا إحسان إلا وهي من مدده جلَّ جَلاله.

وهذا الاسم الكريم جامعٌ للجلال والجمال، فإنه تعالى له جلالٌ رهيب، وجمال عجيب، ولا ينال العبد المعرفة إلا إذا عرف ذا الجلال والإكرام، لأنه جمع بين الرغبة والرهبة، والرجاء والخوف (1) .

وقد قال بعض العارفين إنه الاسم الأعظم، لأنه جمع الحقائق الجلالية (2) والجمالية ، ومتى أكثر العبد من ذكره ولاح نوره على سره، صار جليل القدر بين العوالم ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت ذو الجلال والإكرام صاحب الطول والإنعام، لك جلالٌ يدكُّ الجبال، ولك جمالٌ يفتح باب القبول والوصال. أشرق نور هذا الاسم على لطائف قلبي حتى أتجنب الرذائل فأكون جليل المقدار، واشرح صدري بإكرامك فأكون مجملاً بلطائف الأسرار، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) ومن عرف جلاله سبحانه وتعالى تذلل وتواضع له . جاء في بعض الروايات أن لله ملائكة منذ خلقهم لا يفترون عن البكاء، ولا تقطر من دموعهم قطرة إلا خلق الله تعالى منها ملكاً ، ولا يرفعون رؤوسهم إلى يوم القيامة ، ويقولون : سبحانك ماعبدناك حق عبادتك - كما جاء في التحبير للقشيري - .

(2) : أخرج البخاري في الأدب والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال: "سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: قد استجيب لك فسل".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي".

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام فإنهما اسمان من أسماء الله العظام" . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.rubat.com/phpbb/images/smilies/azza.gif : المُقْسِطُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 01-31-2011 06:17 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُقْسِطُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي ينتصف من المظلومين للظالمين، ويرضي المظلوم عن الظالم حتى يرضى الجميع عن الرب الرحيم، ولا يقدر على ذلك إلا العلي الأعلى جلَّ جلاله (1).

والمقسط: هو العادل في الأحكام، الذي يتصرَّف في العوالم بكل نظام (2).

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم أشرق عليه نوره، فسرى إلى جوارحه فعدل فيها، واستمدَّ من نور المقسط فكان مظهراً لهذا الاسم (3)." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت المقسط في الأحكام، المتفضل بالإسلام، عدلت في أقدارك الأزلية، وتفضلت في حكمك العلية. أشرق على قلبي بنور اسمك المقسط، لأعدل بين جسمي ونفسي وبين روحي، وعقلي وحسي، وبين جميع العوالم، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) جاء في خبر مسند: أن الوحوش والبهائم إذا حشرت يوم القيامة سجدت لله تعالى سجدة، فتقول لها الملائكة: ليس هذا يوم السجود، هذا يوم الثواب والعقاب، وإنما حشرناكم لتشهدوا فضائح بني آدم. فتقول البهائم والوحوش: هذا منا سجود شكر حيث لم يجعلنا الله تعالى من بني آدم. وقيل: لو أن رجلاً له ثواب سبعين نبياً، وله خصم بدانق، لا يدخل الجنة حتى يرضي خصمه. وقيل: يؤخذ بدانق الفضة سبعمائة صلاة مقبولة فتعطى لخصمه.

(2) : والقاسط: الجائر. قال تعالى: { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } سورة الجن - الآية 15.

(3) : والتعلق بهذا الاسم: بطلب هديه سبحانه وتسديده حتى يستعمله بالقسط، في جميع أحواله. والتخلق به: استعمال القسط، والحكم بالعدل على نفسه ومن تعلق به، وعدم الجور والظلم في جميع أموره. قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم } . والتحقق به: رسوخ العدل فيك بعد محو مساويك، وبالله التوفيق . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.rubat.com/phpbb/images/smilies/azza.gif : الجَامِعُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )



عبدالقادر حمود 09-12-2011 01:48 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الجَامِعُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي جمع بين الكثيف واللطيف، وهو الذي جمع بين قلوب المؤمنين،وألَّف بين أرواح المحبين.

وهو الذي جمع في الإنسان روحاً من النور، وجسماً من الظلمة، ونفساً أمَّارة، وعقلاً مستضيئاً.

جمع في الإنسان عيوناً تشهد نوره الظاهر، وعيوناً تشهد أثره السائر.

هو الذي جمع أسرار الربوبية مع أوصاف العبودية.

هو الذي جمع العبد عليه، وشوَّقه إليه (1).

وقد قال بعض العارفين إنه الاسم الأعظم، فمن ذكره وانكشف له سره كان مظهراً للجامع، واجتمعت حوله القلوب." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .....أنت الجامع لأحبابك عليك، الموصل العاشقين إليك، اجمع بيننا وبينك، وحل بيننا وبين الأغيار حتى نشهدك ظاهراً لنا تمحو بظهورك الآثار، واجمع فينا بين الحقيقة والشريعة، واجعل أنفسنا لك سميعة مطيعة، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) فهو في وصفه تعالى بمعنى "الحاشر" للخلق والناشر لهم يوم القيامة للثواب والعقاب، فيجمع يومئذ لحومهم المتفرقة، وجلودهم المتمزقة، وعظامهم النخرة، وهو الجامع بين الأشكال والأمثال، وبين المختلفات والأضداد، من الجماد والنبات والحيوان، في صورها وألوانها وطعومها وروائحها، ومنافعها ومضارها، وأفعالها وأخلاقها بحيث لا يأتي التفصيل على آحادها مدى الأعمار .... تبارك الله أحسن الخالقين. وهو الجامع قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ليتخلصوا عن أسباب التفرقة فيطيب عيشهم لأنهم لا يرون الوسائط، ولا ينظرون إلى الحادثات إلا بعين التقدير، إن كانت نعمة علموا أن الله تعالى معطيها، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الغَنِيُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


الساعة الآن 09:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى