منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=838)

عبدالقادر حمود 10-06-2011 01:11 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

البَاقِي جَلَّ جَلالُهُ


"هو الموجود الدائم، الذي لا يقبل الفناء، ومنه استمداد البقاء، وهو الذي لا ابتداء لوجوده، هو الذي يكون في الأبد على ما هو عليه في الأزل.

هو المستمر الوجود الذي لا يلحقه عدم.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم كاشفه الله بالحقائق الباقيــة، وأشهده الآثار الفانية، فيفر إلى الباقي بالأشواق، ويتجمَّل بمعاني الصفات والأخلاق (1) . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الباقي والكل فانٍ، وأنت العلي الكبير، الواحد الأحد الصمداني، أشهدني حقيقة نفسي حتى أقلع عنها، وحقيقة الأكوان حتى أفرَّ إليك منها، وأمدني بمدد البقاء الأبدي، حتى أنال السعادة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) ومن عرف أنه "الباقي" نظر لبقائه دائماً حتى يفنى مَنْ لم يكن في نظره، ويبقى من لم يزل. والتعلق به: طلب بقائك ببقاء محاسنك ومآثرك، (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث )...الحديث. والتخلق به: بالمجاهدة في التقرب إليه حتى يحبك، فإذا أحبك كان سمعك وبصرك، بل كليتك. وفي بعض روايات الحديث: (فإذا أحببته كنته) فتستبدل ظلمة الحدوث بنور القِدَم، وتستبدل الفاني بالباقي، فإذا فني الحس بفناء البشرية، بقيت المعنى ببقاء الروحانية. والتحقق به: هو التحقق بالفناء في عين البقاء، فلا نهاية لذلك البقاء، وبالله التوفيق." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الوَارِثُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 10-22-2011 02:15 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الوَارِثُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك. هو الذي تسربل بالصمدانية بلا فناء، وتفرَّد بالأحدية بلا انتهاء. هو الذي لا يرثه أحد، ولكنه يمنح من يشاء من عباده الولاية والمدد.

واعلم أن لهذا الاسم الكريم مدداً خاصاً بأهل الانكسار، فالعبد المتجرِّد من نسبة الأكوان إلى نفسه يورثه أسرار الملكوت ، ويأمنه على أسرار الحي الذي لا يموت (1) . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ..أنت الوارث للعباد، المتجلي بهذا السر لأهل الوداد، أشرق على قلبي نور اسمك الوارث الدائم حتى أرى الكل لك، وأقبل عليك بقلب هائم. وورِّثني علوم أنبيائك، وأسرار أصفيائك، ومواهب أهل سمائك، وورِّثني أرض العبودية في نفسي، حتى أتكمل قبل دخول رمسي، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) : فحظ العبد من هذا الاسم الكريم: أن يكون وارثاً لميراث النبوة، والباقيات الصالحات، وأن يترك من بعده ميراثاً صالحاً ينفع به الناس ميتاً كما كان ينفعهم حياً به، وأن لا يخدعه ملك الدنيا وما فيها فإنها بحياته فيها ومتعه وأمتعته وتراثه، كل ذلك عرض زائل والملك لله الواحد القهار على التحقيق. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني) بمعنى أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت، وقيل: أراد بقاء قوتهما عند الكبر وضعف الجسد . وقيل: أراد وعي ما يسمع للعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى. وفي رواية: ( واجعله الوارث مني). فردَّ الهاء إلى الإمتاع بالسمع والبصر. قال سيدي ابن عجيبة: والتحقق به: أن تحوز الوراثة كلها، فترث من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أقواله، وأفعاله، وأحواله، وأخلاقه، فهذا هو الوارث الكامل، الجامع، فإن علماء الظاهر ورثوا الأقوال، والعُـبَّاد ورثوا الأعمال، والعارفون زادوا بالأخلاق، بعد مشاركتهم في الأقوال، والأعمال، وبالله التوفيق." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.albwhsn.net/vb/images/smilies/azzawajjal.gif الرَّشِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 10-27-2011 01:19 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الرَّشِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، وهداهم إلى سعادتهم. هو الذي أسعد من شاء، وأرشد الأولياء إليه. لا يوجد سهوٌ في تدبيره، ولا في تقديره.

هو الموصوف بالعدل، والمتجلي بالفضل.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم وتعلَّق بمعناه، تجلَّى له سره، فلاحَ له "الرشيد"، فأرشده إلى الخلق الحميد، فبلغ أشده الروحاني، ونال رشده الإنساني، فيؤتيه الله الحكمة، ويواليه بالنعمة (1) . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الرشيد إلى طريق السعادة والعبادة، اكشف عن قلبي ستار الكون الحاجب، وأرشدني إلى سرِّ قربك، فأقوم لك بالأدب الواجب. وكمِّلني بالكمال اللائق بحضرة الجود، حتى أرشد إخواني إلى سبيل الشهود، فأكون مرشداً بنورك لنورك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) : فينبغي للإنسان مع ربه (الرشيد) أن يحسن التوكل عليه حتى يرشده - كما يقول القشيري - إلى إصلاح نفسه ، ويفوض أموره بالكلية إليه، وأن يستخيره في كل شغل، وأن يستجير به في كل خطب - كما أخبر الله عن سيدنا موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام بقوله: { ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } . وهكذا ينبغي للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه، فلا يستقبله شغل إلا نزع فيه إلى الله تعالى، وانتظر ما يرد على قلبه من الإشارة، فيقضي أشغاله ويكفيه جميع أموره، فإن رجع عن هذا بعد ما أرشده الله تعالى إليه عاتبه ليعلم أنه وجد منه سوء أدب فيرجع عنه إلى سكونه، وترك اختياره واحتياله، فالله تعالى أرشد الزاهدين إلى طريق طاعته، وقلوب العارفين إلى سبيل معرفته، وينبغي للعبد أن يكثر من ذكر (الرشيد) وتعلقه بمعناه حتى يرشد إلى الخلق الحميد، ويؤتيه الله الحكمة، ويواليه النعمة ." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الصَّبُورُ جَلَّ جَلالُهُ...... )


عبدالقادر حمود 10-27-2011 01:21 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الصَّبُورُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي لا يستعجل في معاقبة العاصين، وتأديب المذنبين.

هو الذي لا يسرع بالفعل قبل أوانه لحكمته وعزَّته، وعلوِّ شانه.

هو الذي لا تضرُّه المعاصي، وهو الآخذ بالنواصي.

هو الذي إذا قابلته بالجفا قابلك بالإحسان والوفا، وإذا واجهته بالعصيان أقبل عليك بالغفران (1) .

ومتى أكثر العبد من ذكره مع استحضار معاني هذا الاسم صبر في كل الأمور.

ومن نظر إلى معاملة الله لعباده، وصبره على جفاهم وعصيانهم، وإمهاله لهم، عرف كيف يتخلَّق بأخلاق الله تعالى.

ومتى تكرَّر الصبر من العبد أصبح عادةً له، وصار متخلِّقاً بأنوار الصبور . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الصبور فلا تعجل بالعقوبة على المذنبين، وأنت الحكيم على المنافقين والكافرين، امنحنا المدد العالي من اسمك الصبور، حتى نصبر في كل أمر، ونفوز بعظائم الأجور. وامنحنا قوة العزيمة في أنفسنا، حتى لا نعجل بالعقوبة في رخائنا وشدتنا، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) : وقال بعض المشايخ: " الصبور" من الصبر، وهو احتمال الأذى الذي هو وصف المنـزَّه بما ينـزَّه عنه .

وقال حجة الإسلام : الصبور الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينـزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سنن محدود، لا يؤخرها عن آجالها المقدرة لها تأخير متكاسل، ولا يقدمها على أوقاتها تقديم مستعجل، بل يودع كل شيء في أوانه على الوجه الذي يجب أن يكون وكما ينبغي، وكل ذلك من غير مقاساة داع على مضادة الإرادة، وهو ملهم الصبر لجميع خلقه .

ومن عرف أنه "الصبور" أحبه لرفقه بعباده، ولم يأمن مكره في حال من أحواله، لأنه يمهل ولا يهمل.

والتعلق به: طلبك منه أن يستعملك استعمال الصابرين في مواطن الصبر؛ وهي أربعة: البلية، والنقمة، والطاعة، والمعصية، قائلاً بلسان التضرع والابتهال: يا صبور صبِّرني على طاعتك، وعن معصيتك، واجعلني صبوراً في بلواك وعافيتك.

والتخلق به: مجاهدة تحْمِلُه في المواطن الأربعة." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع : سرُّ القبول...... )


عبدالقادر حمود 11-29-2011 01:15 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

سرُّ القبول


"إن سرَّ وصول الأولياء هو إشراق أنوار الأسماء، وكلما لاح لك سر من أسرار الرب تعالى فرحت بشهود العطاء.

ولا تظنّ أن العبد تصير له صفات الحق ذاتية، تنـزَّه الحق عن الحدوث والكيفية، فأسماؤه الحسنى خاصة بذاته، ولا قدم فيها لمخلوق، ولكن متى شاء أن يجمل عبداً من عباده جمَّله من حلل أسمائه، فأشرق عليه الضياء، فيشاهد العبد بنور ربه جمالاً باهراً، وحسناً جليلاً ظاهرا، فيتلاشى العبد في سواطع الأنوار، ويتمتع بغوامض الأسرار، وتشرب روحه من معاني أسماء الجمال ما يجعلها في أنس وهيمان بالوصال.... فينطق العبد بالعجائب.

قال لي الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه - " إن العبد في تلك الحالة يتكلَّم بلسان الحق، والعبد عبدٌ وإن تعالى، والربُّ ربٌّ وإن تنـزَّل، فإياك أن تنسب للعبد شيئاً من الجمال والكمال، والتصريف والبيان، والهدى والتقى، إنما هو مظهرٌ، والظاهر : الله.


نصيحة خالصة....

جعل الله تعالى أسرار أسمائه الحسنى أدوية نافعةً لعلل القلوب، وأمراض النفوس، وأودع فيها الروح والريحان، المنعش للأرواح، فهي سرُّ الله الجامع، وتنـزُّله الرحماني، وما من شيء في الوجود إلا ويشير إلى معنى من أسمائه تعالى. فإذا أردت فتح الله تعالى؛ فمفتاحه في ذكر أسماء الله .....

فالمريض ينادي: يا شافي!.
والمذنب ينادي:" يا توَّاب!.
والفقير ينادي: يا غني!.
والخائف ينادي: يا حفيظ!.
والضعيف ينادي: يا قوي!.
وهكذا جميع الأسماء.... .

فانظر إلى نفسك وما تحتاجه من ربك، وكرِّر الاستغفار.

وصلِّ على طه المختار - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - .

وتوجَّه إلى الله تعالى بخشوع واستحضار، واذكر الاسم المناسب لحالك، وكرِّره بهمَّةٍ وأنت واثق بالإجابة، حتى يظهر عليك حالٌ يدلُّك على القبول.

وقد أجازني الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه - بذكر أسماء الله الحسنى، وتلقَّيتها، وقد أجزت جميع المسلمين بذكر أسماء الله تعالى بشرط أن لا يدعو بها على مسلم، فإن القاتل بورده كالقاتل بسيفه.

فاقرأ الاسم المناسب لك حتى يرقَّ قلبك..واقرأ الدعاء الخاصَّ بالاسم - مرة أو ثلاثاً -، والله يتولاَّنا وإياك، ويحفظنا من الفتن والمحن، إنه على ما يشاء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1) . " اهـ



=============================

(1) : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، ومن تابعه ووالاه، إلى يوم الدين، وبعد...

فأقول وأنا العبد الفقير إلى رحمة مولاه تعالى بسام محمد بارود عفا الله عنه الجواد الكريم المنان الودود: إلى هنا تمت خدمة هذا الكتاب المستطاب، بفضل الله تعالى وتوفيقه وحده لا شريك له، فإن أحسنت فبفضله سبحانه ومنِّه وكرمه، وتوفيقه، وتسديده، وإن أخطأت أو أسأت فمن نفسي وطبعي، والمسئول من الله تعالى القبول، ومن سادتي أهل الله تعالى العفو والسماح عما سهوت فيه أو زللت عن غير قصد مني، وأبرأ إلى الله تعالى من حولي وقوتي، وعلمي، وعملي، وأعوذ به سبحانه من أن أشرك به شيئاً أعلمه وأستغفره مما لا أعلمه، وصلى الله تعالى وسلم على سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله في البدء والختام.

قاله بفمه، ورقمه بيده الفانية
بسام محمد بارود [ :137: ]
عفا الله عنه الكريم المنان الودود [ :azzawajjal: ]
بجاه سيد الوجود [ :124: ] ." اهـ



:61:


نضال ناجي 12-29-2012 10:45 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
بارك الله فيك ورعاك

عبدالقادر حمود 01-01-2013 02:42 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
وبكم اخي الفاضل

عبدالقادر حمود 02-27-2019 11:56 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سيدنا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّهِ أَدَاءً وَأَعْطِهِ الْوَسِيلَةَ وَالْمَقَامَ الَّذِي وَعَدْتَهُ


الساعة الآن 02:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى