منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=838)

عبدالقادر حمود 09-12-2011 01:50 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
الغَنِيُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الغني بذاته عن العالمين، المتعالي على جميع الخلائق في كل زمن وحين.

هو الغني عن العباد، والمتفضِّل على الكل بمحض الوداد، الكلُّ إليه فقراء، من ملوك وعظماء (1) .

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم صفا قلبه واتَّصلت روحه بحضرة الغني (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الغني وأنا الفقير، وأنت العزيز وأنا الحقير، واجهني بنور اسمك الغني، فأستغني بك عن كل كون، ولا أغتر في الوجود بأي لون. واملأ قلبي من كنوز المعارف واللطائف، فمن أخذ جوهرة من المعرفة سعد بها في الدين والدنيا، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) : قيل لأبي حفص النيسابوري رضي الله عنه: بماذا يلقى الفقير مولاه؟ قال: وهل يلاقى الغني إلا بالفقر؟ يعني: يلقاه بفقره من فقره، وإلا فهو مستغن بفقره.

ولذلك قال الشيخ القطب سيدي عبد السلام بن مشيش لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهما حين قال له: نلقى الله بفقري: والله لئن لقيته بفقرك لتلقينه بالصنم الأعظم !!. يعنى وإنما يلقى الله بالله، بتحقيق مقام الغنى، وبتمام فقره يصح له غناه بربه ، فيكون متخلقاً بالغنى، ومتحققا به، إن رسخ قدمه في معرفته ، والغنى به.


(2) : فمن عرف أنه "الغني" استغنى عن كل شيء، ورجع إليه بكل شيء، واستعمل الافتقار إليه في كل شيء. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.albwhsn.net/vb/images/smilies/azzawajjal.gif المُغْني جَلَّ جَلالُهُ...... )


عبدالقادر حمود 09-12-2011 01:52 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
المُغْني جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي أفاض الغنى على عباده، وسهَّل لهم المراد.

وما من غني في الوجود إلا وهو من جناب الحق ممدود (1) .

هو المغني لأوليائه من كنوز أنواره، المغني لأهل الكون لتسهيل أرزاقهم باقتداره.

هو المغني لكل حقيقة بمدد على قدرها، لأنه هو الخبير بسرها وجهرها.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم انجذبت قواه إلى المغني تعالى، فيمنحه أسباب الغنى به، ويجعله مظهر الغنى بين عباده ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت المغني والكل إليك محتاج، وأنت الواسع والكل على بابك واقف. أسألك أن تتجلى لي بنور اسمك المغني، فأتحقق لك بالفقر، وأستغني بك مدى الدهر، وأكون سبب الغنى لأحبابك، ومظهر العز لأوليائك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) : وهو الذي يغني من يشاء غناه عمن سواه، أو هو: المعطي لعباده الغنى، ويكون بمعنى معطي الكفاية، والله تعالى مغنٍ عباده بعضهم عن بعض، لأن الحوائج على الحقيقة لا تكون إلا إليه، فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فكيف يملك ذلك لغيره؟ .

وقيل: هو معطي الكفاية والغنى لمن شاء من عباده، على وفق ما اقتضته الحكمة، وسبقت به المشيئة. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.albwhsn.net/vb/images/smilies/azzawajjal.gif المُعْطِي جَلَّ جَلالُهُ...... )


عبدالقادر حمود 09-12-2011 01:56 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المُعْطِي جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يوصل العطاء بلا سبب، ويسهِّل الأمور قبل الطلب (1) ، أعطانا الإيمان بالفضل والإحسان، وأنزل القرآن وجعلنا من أمة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وجعل لنا الإسلام خير دين.

وليست العطايا في الماديات، وإنما هي الروحانيات، فقد أعطى العقل وهو رتبة الرجال، وأعطى الإيمان الذي به الكمال، وأعطى التوفيق الذي به دخول الحضرة القدسية ، وأعطى الهدى الذي به الوصول.

ومتى ذكر العبد هذا الاسم تجلَّى له المعطي عند العطية، فأخذ العطية منه، وشكر الأيادي الربانية (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المعطي ما تشاء لمن تشاء، وأنت مجيب النداء، سميع الدعاء، نوِّر قلبي بنور اسمك المعطي، حتى لا أرى في الوجود معطياً سواك، وأفرح بشهودك عند العطاء، ولا أركن على أي كائن مهما كان، فالكل كسرابٍ بقيعةٍ أمام الظمآن، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) : وهو سبحانه الذي يعطي ما يشاء، ويمنع من يشاء ما يريد، فلا مانع لما أعطى, ولا معطي لما منع، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت). فهو سبحانه مانع البلاء عن أوليائه ، أو مانع العطاء عمن شاء من عباده مطلقاً ، فإذا منع البلاء عن أوليائه كان ذلك لطفاً جميلاً ، وإذا منع العطاء عنهم كان ذلك فضلاً جزيلا .

حكي أن موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال: يا رب ...إني جائع ! . فقال الله تعالى: إني عالم .

واعلم أن الله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولكنه لا يحمي قلب عبد عن المخالفات إلا وهو من خواص أوليائه .

(2) : ومن عرف أنه سبحانه: "المعطي، المانع" لم يعتدَّ بعطاء أحد سواه ولا بمنعه بل...لا يعتدّ بالأسباب، فضلاً عن غيرها.

قال سيدي ابن عجيبة في شرحه لهذا الاسم: والتعلق به: أن لا تسأل حوائجك كلها إلا منه تعالى. والتخلق به: أن تعطي حيث أمرك، وتمنع حيث أمرك بلا توقف. والتحقق: أن تعطي بالله، وتمنع بالله، وتفهم في المنع والعطاء عن الله. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.albwhsn.net/vb/images/smilies/azzawajjal.gif المَانِعُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 09-12-2011 02:23 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

المَانِعُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يمنع من شاء، وقد يكون باطن المنع عطاء، قد يمنع العبد من كثرة الأموال، ويعطيه الكمال والجمال (1) .

وقد يمنع العبد من صحة الأجسام، ويعطيه الرضا عن الأحكام.

فالمانع هو المعطي، ففي باطن المنع عطاء، وفي ظاهر العطاء بلاء. فتنبَّه لتلك الحقيقة حتى تسلك على جادة الطريق.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم انكشف له أنوار المانع، فرضي عن الله، واعتقد أن قضاءه فيه الخير النافع... (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المانع، ومنعك عند العارفين عطاء، وأنت المعطي وعطاؤك للذاكرين فيه بلاء. اكشف عن قلوبنا حجب الأغيار حتى نرضى عنك، ونشهد في المنع الأسرار، وأعنا على أنفسنا حتى نمنعها من الحظوظ والشهوات، وأعنا على المخالفين حتى نمنعهم عن المنكرات، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) : كما قال سيدي ابن عطاء الله في حكمه العجيبة:" متى فتح لك باب الفهم في المنع ، عاد المنع عين العطاء . أي متى فتح لك مولاك باب الفهم عنه في المنع؛ بأن فهمت أنه بمنعه أشهدك قهره ، وعرفت حكمته فيه، عاد المنع؛ أي صار عين العطاء. فهو سبحانه:" متى أعطاك أشهدك بره، ومتى منعك أشهدك قهره، فهو في كل ذلك متعرف عليك، ومقبل بوجود لطفه عليك" . أي متى أعطاك مولاك - أيها المريد - ما تريد أشهدك بره؛ أي صفاته البرية التي تقتضي البر ومتى منعك أشهدك قهره؛ أي صفاته القهرية التي تقتضي القهر : كالكبرياء والعزة والاستغناء. فهو في كل ذلك؛ أي في كلتا الحالتين متعرف إليك؛ أي مريد منك أن تعرفه بأوصافه الجمالية والجلالية، ومقبل بوجود لطفه عليك؛ لأن مشاهدتك لصفات برته وقهره لطف عظيم منه سبحانه بك، ونعمة منه عليك. فإنه لا سبيل إلى معرفته إلا بتعرفه لعباده، ولا يكون ذلك إلا بمقتضى صفاته، سواء كان ذلك موافقاً لطبعهم؛ وهو الإعطاء، أو مخالفاً له؛ وهو المنع.

(2) : وحظ العبد من هذا الاسم الكريم: أن يمنع نفسه مما يهلكها، وأن يحفظ إخوانه من الأسواء، ويمنع عنهم ما وسعه من البأساء، والضراء، وأن يحفظهم في أنفسهم، وكرامتهم، وأموالهم، وأعراضهم، وما أنعم الله به عليهم، فيحفظ الله عليه نعمه، ويزيده من فضله أحسن الجزاء، وأن يكون راضياً بم حكم الله به فابتلاه به، وبما أصابه وما منع عنه، أو منعه منه، رضاء من يستعين بربه، ويستهديه، ويتوجه إليه، ويعمل ما هداه إليه، ويبذل وسعه بما مكنه من الإصلاح ومنع الفساد شأن العبد ذي القرنين الذي فتح الله له مشرق أرضه ومغربها، قائلاً: { آتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا } وهو يتوكل على رب الأرباب، يبذل الجهد ويواصل السعي ، ويأخذ بالأسباب، ولا يتهيب الأخطار بصبره وجهاده، دون أن يلقي بيده إلى التهلكة،ويتخذ الحيطة والأسباب، ويتكل على رب الأرباب المانع العزيز القهار. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الضَّارُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 09-12-2011 02:24 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الضَّارُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي قدَّر الضَّرر على بعض العباد، ونفَّذه على يدي الأسباب (1) .

وهو الحكيم في فعله، الرحيم في حكمه، فإن قدَّر ضرراً فهو المصلحة الكبرى،وإن قدَّر مرضاً فهو الدواء النافع في العاجلة، وفي الأخرى.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم انكشف له نور التوحيد، وتجلَّى له العلي المجيد (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..أنت الضار توقع الضر والآلام بأهل الشرك والفجار، وأنت العدل في ضررك، وكلهم كالمرضى في حكمك، فتداويهم بحكمتك، وتوجد من الضر النفع. امنحني عيون التوحيد، حتى لا أطلب دفع الضر إلا من جنابك، ولا أقف إلا على أعتابك، إنك على كل شيء قدير.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) : فلا يصيب عبداً ضرٌ ولا نفع، ولا خير، ولا شر، إلا بمشيئته وإرادته، وقضائه وقدرته، فمن استسلم لحكمه عاش في راحة، ومن أباه وقع في كل آفة.

فهو سبحانه المقدر الضر لمن أراد كيف أراد، يفقر ويمرض على مقتضى حكمته، فهو المقدر لكل شيء، وهو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء لتكفير الذنوب، أو ابتلاء لرفع الدرجات.

قيل: إن أول ما كتب الله عز وجلَّ في اللوح المحفوظ :" أنا الله الذي لا إله إلا أنا، من لم يستسلم لقضائي، ولم يصبر على بلائي، ولم يشكر على نعمائي، فليطلب رباً سواي " . وقيل: من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء.


(2) : ومن عرف تفرُّد مولاه بالإيجاد، وتوحُّده بالاختراع، فوَّض أموره إليه، فعاش في راحة، وبذل النصح لكل واحد، ولم يجد في قلبه غشاً ولا خيانة لغيره . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: النَّافِعُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 09-12-2011 02:26 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
النَّافِعُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي أوصل جميع المنافع إلى الخلائق، وسهَّل للسالكين الطرائق.

نفع الأرواح بالأنبياء، ونفع الأجسام بالغذاء، ودفع الأمراض بالدواء.

ودفع شر البلاء بالفضل والإحسان، ونفع الكل من ملك وإنس وجان.

فلا تظنّ أن غير الله نافع أو سواه دافع." اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي.... أنت النافع لجميع العوالم، وأنت بالجميع راحم... أسألك أن تشهدني اسمك النافع فلا أركن على غيرك، يا ولي، يا واسع. واجعلني نافعاً لجميع عبادك، راضياً عنك في جميع مرادك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: النُّورُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 09-12-2011 02:27 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
النُّورُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي نوَّر العوالم، فأوجدها من العدم، وخصَّصها بتلك المواهب في حضرة القدم.

هو الذي نوَّر الوجود الظاهر بالشمس والكواكب، ونوَّر عالم الأرواح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيد الأوائل والأواخر، ونوَّر القلوب بأنوار الكتب السماوية، نوَّر العارفين بأنوار التجليات الإلهية (1) .

وهذا الاسم هو الاسم الأعظم عند بعض العارفين، فإنهم لا يشهدون شيئاً إلا ويشهدون فيه معنى النور، فما من شيء في الوجود إلا وفيه سرٌّ من شعاع ضياء شمس الحقيقة العلية (2).

وللنور معاني كثيرة؛ فمن ذلك: نور العلم والمعرفة، وهو انبلاج الحقيقة لقلب العارف، كأنها مشهودة أمام عين اليقين." اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت النور، والكل في ظلام العدم، وأنت الظاهر، وليس للحوادث في التأثير قدم. أشرق على قلبي معنى اسمك النور، فأشهد بنورك الحقائق، وأتجمل بالمعارف، وأكون نوراً للعباد، وأدلهم على الرب الجواد، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (3) ."اهـ


=============================

(1) وهو سبحانه منوِّر الأبدان بآثار العبادات، ومنوِّر القلوب بالدلائل والحجج، فالطاعة زينة النفوس والأشباح، والمعارف زينة القلوب والأرواح، والله عز وجلَّ يزيد قلب المؤمن نوراً على نور، يؤيده بنور البرهان، ويهدي القلوب بنوره إلى محاسن الأخلاق، ليؤثر العبد الحق ويدع الباطل. وقال بعض العارفين: النور هو الذي نوَّر العوالم فأوجدها من العدم، وخصصها بتلك المواهب في حضرة القدم. فالكون كله نور، وإنما حجبه ظهور الحكمة فيه، فمن رأى الكون ولم يشهد النور فيه أو قبله، أو معه فقد أعوزه وجود الأنوار، وحجبت عنه شمس المعارف بسُحُبِ الآثار. وقال الإمام الرازي: النور هو الذي نوَّر قلوب الصادقين بتوحيده، ونوَّر أسرار المحبين بتأييده، وقيل: هو الذي حسن الأبشار بالتصوير، والأسرار بالتنوير. وقيل: هو الذي أحيا قلوب العارفين بنور معرفته، وأحيا نفوس العابدين بنور عبادته. وقيل: هو الذي يهدي القلوب إلى إيثار الحق واصطفائه، ويهدي الأسرار إلى مناجاته واجتبائه .

(2) : ومن عرف أنه "النور" المظهر لكل شيء، أفنى كل شيء بوجوده، وغيب كل شيء بشهوده. والتعلق به: استمداد أنوار القلوب الفائضة من خزائن الغيوب، حتى يمتليء القلب بالنور، فيستولي على الوجود بأسره، فلا يرى إلا النور، ولا يجد إلا النور. والتخلق به: بالغيبة عن ظلمة الحس، في شهود نور المعنى. والتحقق به: شهود عدمك لوجوده، ثم شهود وجوده وحده كما كان، كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان، وبالله التوفيق

(3) : ومن الدعاء باسم الله تعالى "النور": ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وآله وسلم - وهو كامل النور - ، كان يدعو بالغدو عند ظهور أول النهار بهذه الدعوات: ( اللهم اجعل لي نوراً في قلبي، ونوراً في سمعي، ونوراً في بصري ونوراً في شعري، ونوراً في بشري، ونوراً في لحمي، ونوراً في دمي، ونوراً في عظامي، ونوراً من بين يدي ونوراً من خلفي، ونوراً عن يميني، ونوراً عن شمالي، ونوراً من فوقي، ونوراً من تحتي، اللهم زدني نوراً، وأعطني نوراً، واجعل لي نوراً) ." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الهَادِي جَلَّ جَلالُه...... )


عبدالقادر حمود 09-20-2011 02:33 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الهَادِي جَلَّ جَلالُه


"هو الذي يهدي القلوب إلى معرفته، ويهدي النفوس إلى طاعته.

هو الذي يهدي المذنبين إلى التوبة، ويهدي المخلصين إلى القربة بعد الغربة.

هو الذي يشغل القلوب بالحق مع الصدق، ويوفقهم لمعاملة الحق في الخلق. والهادي في الحقيقة هو الله تعالى (1) ." اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت الهادي المبين، والقادر المعين، هديت العوالم إلى السعادة وأسبابها، ووضحت السبل لطلابها، والكلُّ تائهون في الضلال لولا هداك، والكل حائرون في الظلام لولا عطفك ورضاك. أشرق علي بنور الهادي حتى أبلغ بفضلك مرادي، وأطلب الهدى منك لكل موجود، وأرجو للكل السعادة ودار الخلود، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) فـ { هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }، أي هدى ما خلق لما أراده منه، في دينه ودنياه وجميع أمره، فيهدي القلوب إلى محبته ومعرفته، ويهدي النفوس إلى التزكية، والتحلية، قال تعالى : { فألهمها فجورها وتقواها }، ويهدي الجوارح إلى الطاعة، وترك المعصية . هدى خواص عباده أولاً إلى معرفة ذاته حتى استشهدوا بها على معرفة ذاته، وهدى عوام عباده إلى مخلوقاته، حتى استشهدوا بها على ذاته، وهدى كل مخلوق إلى ما لابد منه في قضاء حاجاته، فهدى الطفل إلى التقام الثدي عند انفصاله، والفرخ إلى التقاط الحب عند خروجه، والنحل إلى بناء بيته على شكل التسديس لكونه أوفق الأشكال لبدنه، وأحواها وأبعدها من أن يتخللها فرج ضائعة ...وشرح ذلك يطول - كما قال حجة الإسلام - .

ويرى الرازي أن حظ العبد المؤمن من اسم الهادي: أن يكون مشتغلاً بدعوة الخلق إلى الحق، والله سبحانه يقول { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، ومن أدب المؤمن مع (الهادي) أن يشتغل بدعوة الخلق وهدايتهم إلى الحق، وأن يرشدهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية جملة وتفصيلاً . ويرى الغزالي رحمه الله أن الهادي من العباد: هم الأنبياء والعلماء الذين أرشدوا الخلق إلى السعادة الدنيوية وهدوهم إلى الصراط المستقيم، وفي الحقيقة فإن الله سبحانه هو الهادي لهم على ألسنتهم وهم مسخرون تحت قدرته وتدبيره ." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: البَديعُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 09-27-2011 11:30 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
البَديعُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي لا نظير له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في مصنوعاته.

هو الذي أظهر عجائب صنعه، وأبدع غرائب حكمه.

هو الذي خلق الأكوان على غير مثال سابق (1) .

قال تعالى: { بدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } (2) .

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم وفهم معناه تجلَّى له نوره، وأدخله الحق تعالى في دائرة الإبداع، وأشهده سرَّ الاختراع، وجعله سيداً يطاع (3)... " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت البديع الذي أنشأت الوجود على غير مثال سابق، وجمَّلت الكائنات ببديع الصنعة، امنحني عيون اليقين، حتى أرى الإبداع والاختراع، وأقبل بك عليك، فأنال اللطائف القريبة والمواهب العجيبة، وأكون مظهر البديع، وكلي لك سميع مطيع، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) والبدعة: كل ما ليس له أصل في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال أبو عثمان الحيري: من أمَّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة. وقال سهل بن عبد الله التستري: أصول مذهبنا ثلاثة: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأخلاقه، وأكل الحلال، وإخلاص النية في جميع الأحوال.

قال بعض العارفين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت : يا رسول الله، اشفع لي. فقال: قد شفعت لك، فقلت: متى ؟ فقال: اليوم الذي أحييت فيه سُنَّةً من سنتي قد أميتت .


(2) : سورة البقرة - الآية 117.

(3) : ومن عرف أنه "البديع" أحبه وآثاره ؛ إما لكمال وصفه، أو لجميل فعله. قال في الحكم: إن لم تحسن ظنك به لأجل وصفه، حسِّن ظنك به لوجود معاملته معك، فهل عوَّدك إلا حسناً، وهل أسدى إليك إلا مِنَنا؟." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: البَاقِي جَلَّ جَلالُهُ ...... )


أبو أنور 09-27-2011 12:55 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
واصلوا وصلكم الله

عبدالقادر حمود 10-06-2011 01:11 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

البَاقِي جَلَّ جَلالُهُ


"هو الموجود الدائم، الذي لا يقبل الفناء، ومنه استمداد البقاء، وهو الذي لا ابتداء لوجوده، هو الذي يكون في الأبد على ما هو عليه في الأزل.

هو المستمر الوجود الذي لا يلحقه عدم.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم كاشفه الله بالحقائق الباقيــة، وأشهده الآثار الفانية، فيفر إلى الباقي بالأشواق، ويتجمَّل بمعاني الصفات والأخلاق (1) . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الباقي والكل فانٍ، وأنت العلي الكبير، الواحد الأحد الصمداني، أشهدني حقيقة نفسي حتى أقلع عنها، وحقيقة الأكوان حتى أفرَّ إليك منها، وأمدني بمدد البقاء الأبدي، حتى أنال السعادة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) ومن عرف أنه "الباقي" نظر لبقائه دائماً حتى يفنى مَنْ لم يكن في نظره، ويبقى من لم يزل. والتعلق به: طلب بقائك ببقاء محاسنك ومآثرك، (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث )...الحديث. والتخلق به: بالمجاهدة في التقرب إليه حتى يحبك، فإذا أحبك كان سمعك وبصرك، بل كليتك. وفي بعض روايات الحديث: (فإذا أحببته كنته) فتستبدل ظلمة الحدوث بنور القِدَم، وتستبدل الفاني بالباقي، فإذا فني الحس بفناء البشرية، بقيت المعنى ببقاء الروحانية. والتحقق به: هو التحقق بالفناء في عين البقاء، فلا نهاية لذلك البقاء، وبالله التوفيق." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الوَارِثُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


عبدالقادر حمود 10-22-2011 02:15 PM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الوَارِثُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك. هو الذي تسربل بالصمدانية بلا فناء، وتفرَّد بالأحدية بلا انتهاء. هو الذي لا يرثه أحد، ولكنه يمنح من يشاء من عباده الولاية والمدد.

واعلم أن لهذا الاسم الكريم مدداً خاصاً بأهل الانكسار، فالعبد المتجرِّد من نسبة الأكوان إلى نفسه يورثه أسرار الملكوت ، ويأمنه على أسرار الحي الذي لا يموت (1) . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ..أنت الوارث للعباد، المتجلي بهذا السر لأهل الوداد، أشرق على قلبي نور اسمك الوارث الدائم حتى أرى الكل لك، وأقبل عليك بقلب هائم. وورِّثني علوم أنبيائك، وأسرار أصفيائك، ومواهب أهل سمائك، وورِّثني أرض العبودية في نفسي، حتى أتكمل قبل دخول رمسي، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) : فحظ العبد من هذا الاسم الكريم: أن يكون وارثاً لميراث النبوة، والباقيات الصالحات، وأن يترك من بعده ميراثاً صالحاً ينفع به الناس ميتاً كما كان ينفعهم حياً به، وأن لا يخدعه ملك الدنيا وما فيها فإنها بحياته فيها ومتعه وأمتعته وتراثه، كل ذلك عرض زائل والملك لله الواحد القهار على التحقيق. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني) بمعنى أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت، وقيل: أراد بقاء قوتهما عند الكبر وضعف الجسد . وقيل: أراد وعي ما يسمع للعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى. وفي رواية: ( واجعله الوارث مني). فردَّ الهاء إلى الإمتاع بالسمع والبصر. قال سيدي ابن عجيبة: والتحقق به: أن تحوز الوراثة كلها، فترث من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أقواله، وأفعاله، وأحواله، وأخلاقه، فهذا هو الوارث الكامل، الجامع، فإن علماء الظاهر ورثوا الأقوال، والعُـبَّاد ورثوا الأعمال، والعارفون زادوا بالأخلاق، بعد مشاركتهم في الأقوال، والأعمال، وبالله التوفيق." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف http://www.albwhsn.net/vb/images/smilies/azzawajjal.gif الرَّشِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود 10-27-2011 01:19 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الرَّشِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، وهداهم إلى سعادتهم. هو الذي أسعد من شاء، وأرشد الأولياء إليه. لا يوجد سهوٌ في تدبيره، ولا في تقديره.

هو الموصوف بالعدل، والمتجلي بالفضل.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم وتعلَّق بمعناه، تجلَّى له سره، فلاحَ له "الرشيد"، فأرشده إلى الخلق الحميد، فبلغ أشده الروحاني، ونال رشده الإنساني، فيؤتيه الله الحكمة، ويواليه بالنعمة (1) . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الرشيد إلى طريق السعادة والعبادة، اكشف عن قلبي ستار الكون الحاجب، وأرشدني إلى سرِّ قربك، فأقوم لك بالأدب الواجب. وكمِّلني بالكمال اللائق بحضرة الجود، حتى أرشد إخواني إلى سبيل الشهود، فأكون مرشداً بنورك لنورك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) : فينبغي للإنسان مع ربه (الرشيد) أن يحسن التوكل عليه حتى يرشده - كما يقول القشيري - إلى إصلاح نفسه ، ويفوض أموره بالكلية إليه، وأن يستخيره في كل شغل، وأن يستجير به في كل خطب - كما أخبر الله عن سيدنا موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام بقوله: { ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } . وهكذا ينبغي للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه، فلا يستقبله شغل إلا نزع فيه إلى الله تعالى، وانتظر ما يرد على قلبه من الإشارة، فيقضي أشغاله ويكفيه جميع أموره، فإن رجع عن هذا بعد ما أرشده الله تعالى إليه عاتبه ليعلم أنه وجد منه سوء أدب فيرجع عنه إلى سكونه، وترك اختياره واحتياله، فالله تعالى أرشد الزاهدين إلى طريق طاعته، وقلوب العارفين إلى سبيل معرفته، وينبغي للعبد أن يكثر من ذكر (الرشيد) وتعلقه بمعناه حتى يرشد إلى الخلق الحميد، ويؤتيه الله الحكمة، ويواليه النعمة ." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :azzawajjal: الصَّبُورُ جَلَّ جَلالُهُ...... )


عبدالقادر حمود 10-27-2011 01:21 AM

رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

الصَّبُورُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي لا يستعجل في معاقبة العاصين، وتأديب المذنبين.

هو الذي لا يسرع بالفعل قبل أوانه لحكمته وعزَّته، وعلوِّ شانه.

هو الذي لا تضرُّه المعاصي، وهو الآخذ بالنواصي.

هو الذي إذا قابلته بالجفا قابلك بالإحسان والوفا، وإذا واجهته بالعصيان أقبل عليك بالغفران (1) .

ومتى أكثر العبد من ذكره مع استحضار معاني هذا الاسم صبر في كل الأمور.

ومن نظر إلى معاملة الله لعباده، وصبره على جفاهم وعصيانهم، وإمهاله لهم، عرف كيف يتخلَّق بأخلاق الله تعالى.

ومتى تكرَّر الصبر من العبد أصبح عادةً له، وصار متخلِّقاً بأنوار الصبور . " اهـ



الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت الصبور فلا تعجل بالعقوبة على المذنبين، وأنت الحكيم على المنافقين والكافرين، امنحنا المدد العالي من اسمك الصبور، حتى نصبر في كل أمر، ونفوز بعظائم الأجور. وامنحنا قوة العزيمة في أنفسنا، حتى لا نعجل بالعقوبة في رخائنا وشدتنا، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ


=============================

(1) : وقال بعض المشايخ: " الصبور" من الصبر، وهو احتمال الأذى الذي هو وصف المنـزَّه بما ينـزَّه عنه .

وقال حجة الإسلام : الصبور الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينـزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سنن محدود، لا يؤخرها عن آجالها المقدرة لها تأخير متكاسل، ولا يقدمها على أوقاتها تقديم مستعجل، بل يودع كل شيء في أوانه على الوجه الذي يجب أن يكون وكما ينبغي، وكل ذلك من غير مقاساة داع على مضادة الإرادة، وهو ملهم الصبر لجميع خلقه .

ومن عرف أنه "الصبور" أحبه لرفقه بعباده، ولم يأمن مكره في حال من أحواله، لأنه يمهل ولا يهمل.

والتعلق به: طلبك منه أن يستعملك استعمال الصابرين في مواطن الصبر؛ وهي أربعة: البلية، والنقمة، والطاعة، والمعصية، قائلاً بلسان التضرع والابتهال: يا صبور صبِّرني على طاعتك، وعن معصيتك، واجعلني صبوراً في بلواك وعافيتك.

والتخلق به: مجاهدة تحْمِلُه في المواطن الأربعة." اهـ





( يتبع إن شاء الله تعالى مع : سرُّ القبول...... )


عبدالقادر حمود 11-29-2011 01:15 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 

سرُّ القبول


"إن سرَّ وصول الأولياء هو إشراق أنوار الأسماء، وكلما لاح لك سر من أسرار الرب تعالى فرحت بشهود العطاء.

ولا تظنّ أن العبد تصير له صفات الحق ذاتية، تنـزَّه الحق عن الحدوث والكيفية، فأسماؤه الحسنى خاصة بذاته، ولا قدم فيها لمخلوق، ولكن متى شاء أن يجمل عبداً من عباده جمَّله من حلل أسمائه، فأشرق عليه الضياء، فيشاهد العبد بنور ربه جمالاً باهراً، وحسناً جليلاً ظاهرا، فيتلاشى العبد في سواطع الأنوار، ويتمتع بغوامض الأسرار، وتشرب روحه من معاني أسماء الجمال ما يجعلها في أنس وهيمان بالوصال.... فينطق العبد بالعجائب.

قال لي الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه - " إن العبد في تلك الحالة يتكلَّم بلسان الحق، والعبد عبدٌ وإن تعالى، والربُّ ربٌّ وإن تنـزَّل، فإياك أن تنسب للعبد شيئاً من الجمال والكمال، والتصريف والبيان، والهدى والتقى، إنما هو مظهرٌ، والظاهر : الله.


نصيحة خالصة....

جعل الله تعالى أسرار أسمائه الحسنى أدوية نافعةً لعلل القلوب، وأمراض النفوس، وأودع فيها الروح والريحان، المنعش للأرواح، فهي سرُّ الله الجامع، وتنـزُّله الرحماني، وما من شيء في الوجود إلا ويشير إلى معنى من أسمائه تعالى. فإذا أردت فتح الله تعالى؛ فمفتاحه في ذكر أسماء الله .....

فالمريض ينادي: يا شافي!.
والمذنب ينادي:" يا توَّاب!.
والفقير ينادي: يا غني!.
والخائف ينادي: يا حفيظ!.
والضعيف ينادي: يا قوي!.
وهكذا جميع الأسماء.... .

فانظر إلى نفسك وما تحتاجه من ربك، وكرِّر الاستغفار.

وصلِّ على طه المختار - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - .

وتوجَّه إلى الله تعالى بخشوع واستحضار، واذكر الاسم المناسب لحالك، وكرِّره بهمَّةٍ وأنت واثق بالإجابة، حتى يظهر عليك حالٌ يدلُّك على القبول.

وقد أجازني الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه - بذكر أسماء الله الحسنى، وتلقَّيتها، وقد أجزت جميع المسلمين بذكر أسماء الله تعالى بشرط أن لا يدعو بها على مسلم، فإن القاتل بورده كالقاتل بسيفه.

فاقرأ الاسم المناسب لك حتى يرقَّ قلبك..واقرأ الدعاء الخاصَّ بالاسم - مرة أو ثلاثاً -، والله يتولاَّنا وإياك، ويحفظنا من الفتن والمحن، إنه على ما يشاء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1) . " اهـ



=============================

(1) : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، ومن تابعه ووالاه، إلى يوم الدين، وبعد...

فأقول وأنا العبد الفقير إلى رحمة مولاه تعالى بسام محمد بارود عفا الله عنه الجواد الكريم المنان الودود: إلى هنا تمت خدمة هذا الكتاب المستطاب، بفضل الله تعالى وتوفيقه وحده لا شريك له، فإن أحسنت فبفضله سبحانه ومنِّه وكرمه، وتوفيقه، وتسديده، وإن أخطأت أو أسأت فمن نفسي وطبعي، والمسئول من الله تعالى القبول، ومن سادتي أهل الله تعالى العفو والسماح عما سهوت فيه أو زللت عن غير قصد مني، وأبرأ إلى الله تعالى من حولي وقوتي، وعلمي، وعملي، وأعوذ به سبحانه من أن أشرك به شيئاً أعلمه وأستغفره مما لا أعلمه، وصلى الله تعالى وسلم على سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله في البدء والختام.

قاله بفمه، ورقمه بيده الفانية
بسام محمد بارود [ :137: ]
عفا الله عنه الكريم المنان الودود [ :azzawajjal: ]
بجاه سيد الوجود [ :124: ] ." اهـ



:61:


نضال ناجي 12-29-2012 10:45 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
بارك الله فيك ورعاك

عبدالقادر حمود 01-01-2013 02:42 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
وبكم اخي الفاضل

عبدالقادر حمود 02-27-2019 11:56 AM

رد: الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية
 
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سيدنا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّهِ أَدَاءً وَأَعْطِهِ الْوَسِيلَةَ وَالْمَقَامَ الَّذِي وَعَدْتَهُ


الساعة الآن 08:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى