الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وبه أستعين .
وأصلي وأسلم على سيدنا محمد الهادي الأمين وعلى آله والصحب أجمعين
قام هذا الدين الإسلامي العظيم على ثلاثة أصول عظيمة وهي:
الأصل الأول:الإيمان :ويسمى اصطلاحاً بعلم(العقيدة ،أو التوحيد ،أو الفقه الأكبر )أو نحوها من المسميات الاصطلاحية.
وقد قام به علماء أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتردية رضي الله عنهم أتم القيام.
الأصل الثاني:الإسلام :وهو يركز على الأمور العملية كالتلفظ بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ها من الأمور العملية.وكل هذا يندرج تحت علم (فقه الفروع)وقد قام به علماء أهل السنة ودونوا أحكامه في المذاهب الأربعة.

الأصل الثالث:الإحسان :ويسمى اصطلاحاً بالتصوف .وهو (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
وقد قام به أولياء الله تعالى من أهل التصوف الحق .
وقد جاء في حديث سيدنا جبريل عليه السلام الطويل بيان لهذه الأصول الثلاثة .

ولا يمكن أن يصل الإنسان إلى التحقق بالمرتبة الأعلى وهي الإحسان إلا إذا تحقق بالاعتقاد الصحيح ومعرفة فقه العمل الذي سيقوم به ثم بعد ذلك مقام المراقبة أو المحاسبة .في النية والقصد ومعارف القلوب .

وقد اصطفى المولى جل وعلا رجالاً يتحقق بهم السير إلى هذه المقامات العظيمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء ،والأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)

ولا ريب أن العلم المقصود هو علم أهل الله وخاصته وهو العلم الذي يورث الخشية التامة .
كما قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
وهؤلاء العلماء هم الذين قال الله تعالى فيهم (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون).
نسأل الله أن يرزقنا اتباعهم وطاعتهم وصحبتهم الصحبة التامة التي يكون عاقبتها (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فهم أهل الخلة المتصلة وقد قال سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
والحمد لله تعالى أولاً وأخراً وظاهراً وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد خلقك.