أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الرَّحِيمُ جَلَّ جَلالُه


"هذا الاسم معناه : المنعم بدقائق النعم مثل الضروريات ‏للإنسان، والكماليات للوجود.‏


فمن رحمته بنا: سخَّر الماء والهواء، والشمس والقمر، ‏والنجوم ، ثم يسَّر لنا السبيل ووهب العقل، وهو خير دليل. ‏وأنبت الأرض بأنواع الحبوب والغذاء، ثم أخرج مرعى ‏الحيوانات، لأنه أرحم الراحمين، ثم رحمنا بالفم الذي يذوق ، ‏والمعدة التي تهضم، والأنف الذي يميز الطَّيب من الخبيث.‏


ورحمنا بالأرجل التي تحملنا، والأيدي التي تدافع عنا، والعين ‏التي تبصر، والأذن التي تسمع، والفكر الذي يدبِّر، ثم أكرم ‏الإنسان بأنواع الفواكه التي تشرح الصدر بلونها وطعمها.‏


ورحمنا بالدَّواء الذي يغيثنا من شدَّة المرض، ومنحنا الشعور ‏الذي ينذر الألم والراحة، ومكَّننا من المال الذي به جلب ‏السعادة.‏


فإذا أراد العبد نيل الرِّضا من الله، والتَّنعُّم بالوصال في ظلِّ حماه، ‏عطف قلبه فشعر بألم المتألِّم، وأخذته الرحمة على الجائع، وعطف ‏على العاصي، ولو كان خصماً له، لأنه يشعر بأنه يوهي في مهاوي ‏الضَّلال، ومآله إلى الوبال فنصحه ووعظه ‏(1) .‏


وعطف على المتخاصمين فبل وسعه في الصلح والإصلاح، ‏ورحم الجاهلين؛ فبيَّن لهم طريق النَّجاح، فلا يرى محتاجاً إلا ‏ويرق لحاله، ويواسيه بماله، ولا يرى عاصياً إلا ويلاطفه ‏بالنصيحة، ويسأل الله له التوبة، وعدم الفضيحة. ولا يرى ‏يائساً من الرحمة إلا طمأنه، لسانه لسان رحمة، وأخلاقه ‏أخلاق رحمة، ومعاملته معاملة رحمة، وهذا هو الذي نال ‏قسطاً وافراً من الخلق الإلهي في الرحمة.‏ورد في الحديث الصحيح: (من لا يرحم لا يُرحم)‏ (2) ‏.‏


وصاحب الخُلُق الحسن ينال ثواب الصائم القائم ‏.‏ (3) " اهـ4/229

اقتباس:=================== الحاشية ===================


(1) ‎ ‎‏: وما هذا كله إلا لأنه تخلَّق بخلق "الرحيم" حيث إذ التخلُّق به يكون بإغاثة المساكين، ‏وإغاثة الملهوفين، والرفق بعباد الله أجمعين، طائعهم، وعاصيهم، دانيهم، وقاصيهم، ‏وكون ذلك شكراً لما أسداه من نعمه، وما أوصله من كرمه، وتعرض لنفحات كرمه.‏

(2) ‎ ‎‏: قوله صلى الله عليه وسلم: ( من لا يَرحم لا يُرحم ). رواه الإمام أحمد في مسنده ، ‏والبخاري ومسلم، وأبو داود، والترمذي عن أبي هريرة. ورواه ايضاً الشيخان ‏بسندهما عن جرير بن عبد الله . ‏ انظر: الجامع الصغير للسيوطي الحديث رقم 9090.‏

(3) ‎ ‎‏: حديث "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ولا يتم لرجل حسن ‏خلقه حتى يتم عقله فعند ذلك تم إيمانه وأطاع ربه وعصى عدوه إبليس" قال الحافظ ‏العراقي في نخريج أحاديث الإحياء : أخرجه ابن المجبر من رواية عمرو بن شعيب عن ‏أبيه عن جده به، والحديث عند الترمذي مختصر دون قوله "ولا يتم" من حديث ‏عائشة وصححه. ‏

‏ وقد جاء في حسن الخلق والحث على الرحمة أحاديث كثيرة منها: ما ورد عند الطبراني ‏بلفظ: ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل، الظامئ بالهواجر). وفي ‏رواية له أيضا: ( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل ‏وإنه لضعيف العبادة). وروى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا: (إن المسلم المسدد ليدرك ‏درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته) والضريبة الطبيعة وزنا ‏ومعنى. وروى الطبراني مرفوعا: (عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى قال: (إن هذا ‏دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلح له إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما ‏صحبتموه). وروى الطبراني مرفوعا: (أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه الصلاة ‏والسلام: يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل الجنة مع الأبرار، وإن كلمتي ‏سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حضيرة قدسي، وأن ‏أدنيه من جواري). وروى الطبراني والبزار: (أن أم حبيبة قالت: يا رسول الله: المرأة ‏‏يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو ‏الآخر؟ قال: تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون معها في الجنة، يا أم حبيبة ‏ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة). والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.‏

‏ ويحتاج العامل بهذا الخلق إلى السلوك على يد شيخ ناصح حتى تلطف كثائفه ويخرجه ‏من درجات الجفاء إلى درجات حسن الخلق، ومن لم يسلك على يد شيخ لازمه غالبا ‏سوء الخلق إلا أن تحفه العناية من الأزل، فمثل هذا لا يحتاج إلى شيخ في ذلك إن شاء ‏الله.‏

‏ ورد أن الإمام الشافعي رضى الله عنه كان مشهورا بحسن الخلق، فعمل الحسدة على ‏إغضابه، فلم يقدروا فبرطلوا الخياط مرة أن يعمل له الكم اليمين ضيقا جدا لا يخرج ‏يده منه إلا بعسر ويعمل اليسار كالخرج، فلما رآه الإمام قال له: جزاك الله خيرا، ‏الذي ضيقت كمي اليمين لأجل الكتابة ولم تحوجني إلى تشميره، ووسعت اليسار ‏لأحمل فيه الكتب، مع أنه كان يقول رضى الله عنه: " من استغضب فلم يغضب فهو ‏حمار، ومن استرضى فلم يرضَ فهو شيطان" ، فيحمل قوله هذا على غضبه لله تعالى، ‏ويحمل عدم غضبه على غضبه لحظ نفسه، فالكمل على الأخلاق الإلهية والله تعالى ‏يغضب لغيره ولا يغضب لنفسه، فلو انتقم تعالى لنفسه لأهلك الخلق كلهم في لمحة ‏فافهم.‏

وورد أيضاً أنهم صبوا مرة على الجنيد غسالة سمك وهو خارج لصلاة الجمعة ‏فعمته من جمته إلى ذيله، فضحك وقال: من استحق النار فصولح بالماء لا ينبغي له ‏الغضب، ثم عاد إلى البيت واستعار ثوب زوجته فصلى فيه.‏

‏ وكان السلف الصالح رضى الله عنهم كلهم يقولون: الدرجات هي الخلق الحسن، فمن ‏زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدرجات، وكانوا إذا آذاهم إنسان يعتذرون إليه ‏ويقولون: نحن الظالمون عليك، ولو أنا أطعناك فيما طلبته منا ما آذيتنا فاللوم علينا لا ‏عليك وكانوا إذا بلغهم عن امرأة أو عبد سوء خلق تزوجوها أو اشتروا العبد وصبروا ‏على سوء خلقهما، وكذلك كانوا يشترون الحمارة أو البغلة الحرون فيركبونها ولا ‏يضربونها يروضون نفوسهم في الصبر عليها. فالواجب على كل مؤمن أن يروض ‏نفسه ليصبر على تحمل أذى الناس والدواب ولا يخرج إلى طبع المجانين، فإن حكم ‏هؤلاء الذين ذكرناهم حكم المجانين بلا شك، فاعلم أن من أعظم حسن الخلق صبرك ‏على من تقدر على تنفيذ غضبك فيه ثم تتركه كزوجتك.‏

‏ كان سيدي علي الخواص شيخ الإمام الشعراني رضي الله عنهما وعن الصالحين ونفعنا ‏بهم في الدارين كان يقول: لي مع ابنة عمى سبع وخمسون سنة ما أظن أننا بتنا ليلة ‏واحدة صلحاء إلى يومنا هذا. وكذلك من أعظم حسن الخلق أن يكون الإنسان نفّاعا ‏للناس ومع ذلك يذمونه وينقصونه فلا يمنعه ذلك من النفع لهم،. فالعبد لا يعامل إلا ‏‏ الله وأما الخلق فمفاليس ليس معهم شيء يأخذه منهم يوم القيامة، فهذا من أعظم ‏أخلاق الرجال فاعلم ذلك واعمل عليه وفقنا الله لما فيه ‏رضاه." اهـ



(يتبع إن شاء الله تعالى .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 07:00 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir