الخَبِيرُ جَلَّ جَلالُهُ
" هو الذي لا تعزُبُ عنه الأخبار الخفية، ولا تتحرك حركة في الملك أوالملكوت روحية أو جسمية إلا وهو تعالى خبير بها، بصيرٌ بحقائقها، عليمٌ بدقائقها.
و"الخبير": بمعنى العليم بدقائق الأمور، لا تخفى عليه خافية، يعلم الداء والدواء (1) .
و"العليم" له وسعة بالإحاطة الكلية، و"الخبير" له دقة العلم بالغيبات، ومتى خصصت العناية الأزلية لعبد من العبيد فيتجلى على قلبه نور اسمه تعالى"الخبير"، فيكشف له عن خفايا الأكوان، فيتجمَّل من جمال هذا الاسم، ويتخلَّق بمعناه "اللطيف" فيسمَّى "خبيراً"، يخفي الأمور ويشاهد أسرار المقدور.
ولا ينال الحظ الأوفر من هذا الاسم الشريف، إلا من كان خبيراً بدسائس نفسه، بصيراً بخدائع حسِّه، يعرف الفرق بين خطرات الملك والشيطان، بصيراً بإلهامات الرحمن.
وقد أرشد الحق تعالى إلى البحث عن العبد الخبير، المتخلِّق بهذا الاسم حتى صار بالرحمن خبيرا، قال تعالى: { الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } (2) . يعني: اسأل الخبير بأسرار الرحمن، وإن كان ضعيفاً فقيرا، فابحث عن الخبير واسأله عن دينك، وبه تصل إلى حق يقينك.
وما طلب الرجال العارفون الخبراء إلا لهذا المعنى الجليل الذي صيَّرهم أحباء أمناء (3) .
ومتى توالت عليك أنوار الخبير صرت خبيراً بالأمور، وكان لك كشف بأمور إخوانك الصغير والكبير، فترى النقص فيهم هو فيك، وترى الكمال فيهم عين أمانيك.
ولقد كان الإمام ابو العزائم - رضي الله عنه وعنا به - له الوراثة الكاملة لنور هذا الاسم، فكان يبين لك من دسائس النفس ما يخفى على العقلاء، ويكشف من أمراض القلب ما يجهله معظم العلماء (4).
ولقد كان له بصيرة نافذة يلاحظ بها أصحابه، وله خبرة فائقة، يرشد بها أحبابه، ولو كانوا في جهات بعيدة، فقد كان يرسل الرسائل لأصحابه يشرح لهم الداء الدفين (5) ، ويبعث النصيحة لتلاميذه يبين لهم المرض الكمين، وهي وراثة محمدية، وخصوصية أحمدية،.
ومن أراد أن يشرق عليه ضياء هذا الاسم الشريف فليكثر من ذكره، مستحضراً أنه بصير به، وبضميره خبير، ويستغرق في هذا المعنى العالي، حتى يغلب عليه حال متوالي، ويفوح طيب الوراثة على قواه، ويتخصَّص بالمدد من مولاه (6) ." اهـ
الدُّعـــــاءُ
" إلهي .... أنت الخبير بالدقائق والبصائر، المطلع على السرائر، الناظر إلى الضمائر، تجلَّ لي بنور اسمك الخبير، بلا حول مني ولا تدبير، حتى أكون خبيراً بالأمور الغائبة عن الجهال، وأنجو من الشرك الخفي، وما هو أخفى في الأقوال والأعمال، ويتجلى لي مولاي الخبير، نعم المولى ونعم النصير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". ".اهـ
اقتباس:============================================
(1) : : فهو سبحانه يعلم كل شيء، ولا يغيب عن علمه شيء، وهو العالم بكنه كل شيء، مطلع على حقيقته.
وقيل - كما ذكر حجة الإسلام -: هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة، ولا يجري في الملك والملكوت شيء، ولا تتحرك ذرة ولا تسكن، ولا تضطرب نفس ولا تطمئن إلا ويكون عنده خبر ذلك.
وقد فرق العلماء بين لفظي "الخبير" و " العليم " فالخبير: يفيد معنى العليم، ولكن العلم إذا كان للخفايا الباطنة سمي خبرة، وسمي صاحبه خبيراً.
(2) : سورة الفرقان – الآية 59.
(3) : من هنا قال سيدي ابن عطاء السكندري في بعض حكمه الجليلة النافعة: " سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه ". يعني: أنه سبحانه كما احتجب بالأكوان عن العقول والأبصار، ستر أولياءه بكثائف الظواهر من الصنائع الخسيسة صيانة لهم عن الأغيار. ولا دليل على معرفتهم إلا العناية الإلهية التي بها عرفت الربوبية. كما قال بعض الأكابر : عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي . فإذا أحبك الله وأراد أن يعرفك بولي من أوليائه، طوى عنك وجود بشريته، وأشهدك وجود خصوصيته . فإنه لم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه ؛ لأنهم أحبابه ، فلا يحب أن يجمع عليهم إلا من جمع قلبه عليه .
(4) : وكذا أرباب القلوب وساداتنا مشايخ التصوف العالمين العاملين، فمن لا شيخ له فشيخه الشيطان... فينبغي على المريد الصادق أن يتخذ له شيخاً ورعاً صادقاً عاملاً بكتاب الله وسنة رسوله، تربى في مدارس التربية العرفانية على يد شيخ تربى هو كذلك على شيخ تربية هكذا إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال في حديثه الشريف: " أدَّبني ربي فأحسن تأديبي" فمن لا شيخ له لا ضمان لاستمراره في الطريق، وعبادة الفذ قليل المداومة عليها فمن يذكر الله تعالى ويتعبد بنفسه من غير شيخ، فإنما يتعاطى أعمالا شاقة فتمل نفسه فيترك العمل آخر عمره جملة واحدة، ولذلك تقول الناس حبل العبادة طويل. وقد كان شخص من الناس اجتمع على سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه فجعله يفتتح المجلس بالجماعة لما كان عليه من المواظبة على الأوراد والخيرات، ثم بعد مدة سلبه الله تعالى ذلك الخير كله وصار كالفخارة الفارغة وزال ذلك البريق الذي كان على وجهه، فإن كل من لا شيخ له إذا أكثر العبادات فلا بد أن يمل منها ويذهب ميله إليها حتى لا يبقى له إليها داعية أو يعجب بها وهذا مكر من الله تعالى به بلا شك، وقد مدح الله تعالى رجالا بقوله: { صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا}.
فكن يا أخي مع هؤلاء، ولا تكن مع من مكر به من الناكثين لعهود أشياخهم، فلعلك يدور فيك ماء الحياة ويخضر عودك فلا تمل من العمل. وقد كان السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم إذا دخل أحدهم في سن الأربعين سنة أقبل على عبادة ربه حتى لو قيل له: غدا تموت لا يجد له زيادة على ذلك العمل الذي هو عليه رضي الله عنهم أجمعين.
ويتعين العمل بهذا العهد على الدعاة إلى الله تعالى لأنه متى لم يكن الشيخ أكثر عملا من المريد لا يتم اقتداؤه به، وإذا ترك الشيخ عبادة كان يفعلها اقتدى به المريد ضرورة، ولذلك قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه وكان أواخر عمره أكثر صلاته في بالليل جالسا ولم يترك العمل، ولذلك كان أتعب صلى الله عليه وسلم من بعده فما تورمت أقدام أحد بعده إلا نادرا، فلا تجد يا أخي أتعب قلبا ممن يكون قدوة أبدا. { والله غفور رحيم }.
(5) : كما كان يفعله سيدي ومولاي العربي بن أحمد الدرقاوي الشاذلي رضي الله عنه في رسائله الجليلة وحكمه الرائعة النافعة التي كان يوجهها لمريديه محبيه في كافة الأمصار، وهي مما أكرمني المولى بخدمته فخرج في كتاب بعنوان مجموع رسائل مولاي العربي الدرقاوي" تم طبعه في المجمع الثقافي في أبو ظبي، نفعنا الله به وبالصالحين في الدارين.
(6) : وقد تكرر في كلام مولانا الشيخ لفظ المدد والنظرة وغيرها من العبارات التي ربما يتوهم البعض أن فيها نوعاً من المغالاة أو البدعة أو الشرك كما هو دارج في ألفاظ بعض المتمسلفين، لذا وجب علينا بيان ذلك بمزيد من البيان والتفصيل عسى أن يفهم من يريد الفهم، ولا أسف على من أصر على جهالاته؛ ولا يستغرب الشيء من معدنه، فأقول وبالله المستعان:
إن ما يقال في معنى "المدد" وطلبه من الله تعالى عن طريق الأحياء والموتى، يقال كذلك في معنى:"النظرة" وطلبها من الله تعالى، فالأمر منه سبحانه وإليه : { وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا }. وقد اتفق العلم الحديث والقديم على أن نظرات الناس تختلف باختلاف الانفعالات وباختلاف شحنتها من القوى والطاقات الباطنية في الإنسان. وهذا أمر محسوس ، فلكل نظرة معنى، ولكل نظرة تأويل، ولك نظرة حديث روحي تفهمه العقول، وتتأثر به القلوب والعواطف، والشاعر يقول:
عيناك قد دلتا عيني منك على = أشياء ، لولاهما قد كنت تخفيها
والعين تعرف من عيني محدثها = إن كان من حزبها أو من أعاديها
وهكذا يختلف معنى"النظرة" في القرآن المجيد باختلاف المضمون والمدلول والمفهوم، فمثلاً: قوله تعالى: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ } فهي نظرة حقد ونفاق. وقوله تعالى: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } فهي نظرة حكمة وتخلص واعتذار.وقوله تعالى: { فَلَوْلَاإِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ} فهي نظرة عجز وإشفاق. وقوله تعالى: { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} فهي نظرة خبث وتماكر وتفكير. وقوله تعالى: { عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} فهي نظرة إيمان وسعادة…. إلخ. فالتنويم المغناطيسي الصادق أساسه النظرة. والانفعال بالحب أو البغض أو السكون أو الخوف أساسه النظرة. إذن: ففي النظرة سر، يرى، ويفهم، ويُحَس!! وفي الحديث الثابت:" العين حق". ومن هنا نفهم قوله تعالى فيمن أحبهم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} في مقابلة قوله تعالى فيمن كرههم: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِم يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ}. ولأمر ما قال سبحانه وتعالى: {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا}. وكذلك لأمر ما قال سبحانه وتعالى عن غيرهم: {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ}. ولأمر ما قاس سيدنا موسى: { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}.
فالنظرة إذاً نوع من الإمداد الغيبي ترسل به عين البصر أو البصيرة وفي إشعاعاتها سيالات قوية وتيارات نفاذة مؤثرة، وأنت واجدٌ تجربة ذلك مكررة في اختلاف نظراتك اليومية إلى أولادك ومرؤوسيك والناس كلهم ممن تتعامل معهم أو لا تتعامل معهم ي حالتي الرضا والبسط أو الغضب والانقباض.ألا ترى نظرة المنوّم المغناطيسي الصادق؟، ألا ترى نظرات قواد الجيوش والحركات الثورية؟. ألا ترى إلى نظرات الخطباء والمحاضرين والممثلين؟. ألا ترى إلى نظرات المجرمين؟. ألا ترى إلى نظرات المحبين؟. ألا ترى إلى نظرات السعداء والمحزونين؟. والخائفين والواثقين؟.
يقول سيدي القطب أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه وعنا به - ما معناه -:" نحن كالسلحفاة نربي أبناءنا بالنظرة". ويقول:" لا والله ما بيني وبين المريد الصادق إلا أن أنظر إليه وقد كفيته!". نظرة القوة الخارقة، والروحانية النفاذة، التي تنفعل لها الأشياء!!.
وطلب "النظرة" من الميت الصالح أدخل في هذا الباب، وأجمع لمتعلقات الغاية، لانعدام العوائق والعلائق البشرية، واختفاء الحدود والقيود والأزمنة، وكل ذلك دائر، في المجال الإمكاني المحكوم شرعاً بالإباحة، وهو لا يتعارض مع العلم، ولا مع الناموس الكوني، ولا مع معقولية الأشياء، ولا مع معلوم بالضرورة من دين الله تعالى، ولا مع تجارب العلم والتنكنولوجيا.
هذا، وطالب "المدد" أشياخه قائمون جميعاً على قدم العبودية في ساحة العطاء الأقدس، وما منهم إلا من يدندن بطلب"النظرة" و"المدد" من ربه في حضرة الفرق، حتى يفنى عن "النظرة" و"المدد" في حضرة الجمع، ثم يبقى بعد ذلك بالنظر الحق الممد وحده عز وجلّ في حضرة البقاء والتجريد الأعظم.
فاللهم!! نظرة ومدداً ، وليس إلا منك النظر والإمداد!!. اللهم!! وأذق من يظن بنا الجهل والخرافة حلاوة سر النظرة، نظرته إليك ونظرتك إليه وأذقه حلاوة"المدد" الحق حتى يقول معنا:" إلهي! النظرة والمدد".
وقد ورد في الحديث الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ضلَّ أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس، فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عباداً لا يراهم). قال عتبة رضي الله عنه راوي الحديث: أنه قد جرّب ذلك فوجد. وهذا بعينه هو ترجمة قولهم :"مدد" فإن الإعانة أو الإغاثة كما تكون بالحس تكون بالمعنى، والله الفعّال ، والخلق أداة تنفيذ، في الحياة أو الممات.
وقد روى السخاوي عن إبراهيم ابن إسماعيل بن غازي الحراني قال: قال لي أبي : خرجت من حرّان إلى الموصل، في زمن الشتاء، والوحل والأمطار، وكانت جمال الناس تقع كثيراً، وقاسى الناس شدة عظيمة، فكنت أخشى على نفسي لما أعلم من ضعفي. فنمت فسمعت قائلاً يقول:" ألا أعلمك شيئاً إذا قلته لم يقع جملك وتأمن به؟. فقلت: بلى والله، ولك الأجر. فقال لي: قل:" { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ أَن تَزُولا} الآية. فقلتها فما وقع جمل حتى دخلنا الموصل، وهلك لنا شيء كثير من سقوط جمالهم، وسلم ما معي: وصدق الله { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
وما نشر من كتب السنة ما هو الأقل والأيسر، فكيف يحكم فلان أو فلان بأن السنة خالية من ذكر عالم الغيب أو الغوث أو القطب، عبارة أو إشارة أو تخريجاً؟. والمسألة هنا أيضاً مسألة تجريبية لا نظرية ولا جدلية، ومع هذا فقد ألف فيها إمامنا السيوطي رسالته العلمية الموثقة "الخبر الدال" فأثبت فيها بالحديث وجود عوالم الأغواث والأقطاب والنجباء والعصائب والأوتاد والأبدال.
وقد ذكر الإمام محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية رضي الله عنه وأرضاه - في رسالته النافعة - ومنها نقلت وعليها عوَّلت لعظيم فائدتها -: "أصول الوصول" فقال:" قال لي عالم عارف ثقة لم يكن يومها صوفياً: لقد وقعت لي شدة ماحقة، فوقع لي الفرج ببركة"الغوث" فعرفت وتيقنت أن في مكة "غوثاً" على ما قال ساداتنا الصوفية، ومن ذاق عرف، ومن أراد وصل بتوفيق الله تعالى، كما فعل حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه من قبل.
وإن الذين ينكرون الأرواح والغوث والقطب ومن والاهم معذورون في ذلك - إن أحسنا الظن بهم - لأنهم يرون النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فرداً من الأفراد - حاشا شئون الوحي - ويرون أصحابه كآحاد الناس، أما فضل الله تعالى ودرجات الناس عنده، ومقاماتهم في غيبه، فلا علم لهم بشيء من ذلك لأنهم وقفوا على السطوح وعبدوا القشور، وحسبوا - غروراً - أنهم بلغوا نهاية النهاية، وغاية الغاية! وهم لم يبارحوا مكانهم.
وفي"أربعين" السلمي:"أن من العلم كهيئة المكنون لا ينكره إلا أهل العزة بالله" وفي البخاري تعليقاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" أوتيت وعاءين من العلم، أما أحدهما فقد بثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع مني هذا البلعوم". والله سبحانه وتعالى يقول: {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ} أي: هناك عوالم أخرى مستورة غير منظورة لها نظامها الدقيق الذي أقسم الله به، وغيب الله أعظم من أن يحيط به أحدٌ مهما اشتهر ذكره، وارتفع عند بعض الخلق قدره!!."اهـ
(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الحَلِيمُ جَلَّ جَلالُهُ ....... )