أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-18-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ثمرة يوم الجمعة /12 صفر /1433 هــ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
والحمدلله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيِّد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
إن العبد له قيمة وفضلٌ عند ربِّه جلَّ وعلا ، ما لم ينحرف عن كتابه جلَّ وعلا ، وما فيه من الأوامر والنواهي والأحكام المتعلِّقة بتهذيب الظاهر والباطن ، ومالم ينحرف عن نائبه رسولِ الله عليه الصلاة والسلام ، وفضلُ الإنسان عند الله تعالى جلَّ وعلا مقبول بالكتاب والسنة ، وأداءُ العبد لوظيفته في هذه النشأة ، يعني درجةُ هؤلاء المؤمنين عندالله جلَّ وعلا أفضل وأعلى بالنسبة إلى المخلوقين ، بعد الرسل الكرام على رسولنا وعليهم أفضل الصلاة والسلام ، وكذا فوق بعض الملائكة الكرام عليهم السلام ، كما قال ربُنا جلَّ وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) [ البينة : 7 ] ؟
المؤمنون الصادقون الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح هم خير الخليقة على الإطلاق ، هذا هو وصف الإنسان ، فلابد للإنسان أن لا ينحرف ، وقد أعطاه ربُّه جلَّ وعلا هذه الكرامة العظيمة ، وخلقه على هذه المرتبة العالية ، فإنه جلَّ وعلا يراقب عباده ، وبعظمته جلا وعلا وبإنعامه بهذه النعم على مخلوقاته ، يحصل منه الرضى عن عبادته مع عدم احتياجه جلَّ جلاله إليهم.
نرجو الله تعالى جلَّ جلاله أن لا ننحرف عن الصراط المستقيم الذي لا عِوَج فيه أصلاً ،وأن يجعلنا ويحشرنا مع المرضيين من عباده الفضلاء ولو كنَّا ناقصين ، إن رحمةَ الله جلَّ وعلا إذا قٌسِمت على عباده ينزل منها على المحتاجين أكثر ، لا بد لنا أن لا نغرَّ بهذه الحياة الدنيويةِ ، ليس لها دوام وأمان ، الدنيا دار من لادار له، وأملُنا بربِّنا جلَّ وعلا أن يجعلنا بفضله وكرمه من الذين يضعون الموت نصب عيونهم ربُّنا جلَّ وعلا عالم باحتياجنا وبأعدائنا من الشيطانِ والنفوسِ الأمارةِ والحرصِ على الرزق الذي لا يليق أن يتعلَّق العبد بقلبه به ، وأن لا ينظر إلى نقصنا وعجزنا ، وأن لايُبعدنا من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ولو لم نكن أهلاًً لذلك ، الذي خلقنا من كتم العدَم إلى الوجود ، ورزقنا الإيمان ، هو أهل لذلك .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين



يقول الله سبحانه وتعالى على سبيل الإنعام والامتنان :
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً * يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [ الإسراء : 70 ]
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا ) وفضَّلنا ( بَنِي آدَمَ ) بأنواع الكرامة والتفضيل على سائر المخلوقات ، من حسن الصورة والسيرة ، واعتدال المزاج ، واستواء القامة ،[ الحيوان يأكل رزقه بفمه ، يأخذ طعامه بفمه ، هذه نعمة ] ، والعقلِ المُفاض المتشعِّب من العقل الكلَّ الذي هو حضرة العلم الحضوري الإلهي ، وكذا بالقدرة والإرادة وسائر الصفات المترتِّبة على الصفات الذاتية الآلهية يُشعر بخلافته ونيابته ، مع ذلك ( وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ ) بركوب النجائب من الخيل والبغال والبعير وغير ذلك [ وفي هذا الزمان بركوب السيارات والدراجات ] (وَ ) في ( الْبَحْرِ) بركوب الجواري والسُُّفن (وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ) أي الأطايب التي يكسبونها بأيديهم على مقتضى إقدارنا إياهم ، وإعدادنا أسباب مكاسبهم معهم [ وهذا يدلُّ على أن كسبَ الإنسان وكدَّه لرزقه جيدٌ ] ، وأبَحْنا لهم ما تستلذُّ به نفوسهم وتشتهي قلوبهم على وفق ما نطق به رُسلهم وكتبهم . وبالجملة ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) والقليل المستثنى هم الملائكة المقرَّبون المهيَّمون المستغرقون بمطالعة جمال الله وجلاله [ جلَّ وعلا ، هذا جواب على سؤال مقدَّر ] ، وإن كان الوالهون الهائمون من الإنسان في ولاء الله ومحبِّته [ عطف وتفسير لولاء ] ، المكاشفون بسرِّ الخلافة والنيابة التي أخبر بها الحقُّ جلَّ وعلا ، الواصلون إلى مرتبة الفناء بالموت الإرادي ، أفضلَ منهم أيضاً ، وأرفعَ رتبةً ومكانةً من الملائكة . وإنما كرَّمناهم وفضَّلناهم بما فضَّلناهم لحكمةٍ ومصلحة تقتضيها ذاتُنا ، وهي أنا نريد أن نطالع ذاتنا المتَّصفة لجميع أوصاف الكمال ونعوت الجمال والجلال في مظهر تام كامل لمراتبنا وخلافتنا - جلَّ وعلا -، وكرَّمناه لأجل هذه الحكمة العزيزة ، فمن لم يبلغ منهم إلى هذه المرتبة العليَّة والدرجة السنيَّة بسلوكه الذي أرشدناه وعلَّمناه بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، فهو نازلٌ كلَّ التنازل عن درجة الاعتبار ، ساقطٌ عن رتبة ذوي الألباب والأبصار . بل أولئك البعُداء الضَّالون عن منهج الرشاد كالأنعام بلا شعور إلى ما جُبِلوا لأجله ، بل أضلُّ سبيلاً وأسوأ حالاً ومآلاً ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور .
اذكر يا أكمل الرسل صلى الله عليه وسلم للمكَّرمين المفضَّلين على سائر المخلوقات : ( يَوْمَ نَدْعُو ) نحشر ( كُلَّ أُنَاسٍ ) منهم لنسألهم ونطلب عنهم ما اكتسبوا وحصَّلوا من المعارف والحقائق والأعمال المقرِّبة إلينا باقتدائهم ( بِإِمَامِهِمْ ) الذي نرسل إليهم وننزِّل عليهم ، من الرسل والكتب لإرشادهم وإهدائهم ، مع أن كتبنا منهم خيرهم وشرَّهم اللذَّين جاء كلٌّ منهم بهما في صحيفةٍ ، ونعطيهم اليوم صحائفَ أعمالهم ( فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ ) منهم ( بِيَمِينِهِ) فهو دليلُ خيريَّةِ أعماله وطيبِ أحواله ( فَأُولَئِكَ ) المقبولون ( يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ ) فرحين بما فيها مسرورين ، فيجازون على مقتضى ما كُـتب ، بل أضعافها وآلافها ، عنايةً منا وفضلاً ( وَ ) هم (لاَ يُظْلَمُونَ ) ولا ينقصون من أجور أعمالهم ( فَتِيلاً ) مقدار ما في ظهر النَّواة من الخط الأسود ، أو بين الأصابع من الوسخ المفتول . انتهى .
وصلى الله وسلَّم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمدلله ربِّ العالمين .


- هذا ما املاه عليَّ العارف بالله المربي ، سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي ، شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية ، حفظه الله تعالى ونفعنا به آمين .
- يوم الجمعة : 12 / صفر / 1433 هــ
- الموافق : 6 / كانون الثاني / 2012 م
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf 35 إن العبد له قيمة وفضل.pdf‏ (91.0 كيلوبايت, المشاهدات 408)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 05-18-2012 الساعة 02:04 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-18-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: ثمرة يوم الجمعة /12 صفر /1433 هــ

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-18-2012
  #3
محب الاحباب
عضو شرف
 الصورة الرمزية محب الاحباب
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 59
معدل تقييم المستوى: 15
محب الاحباب is on a distinguished road
افتراضي رد: ثمرة يوم الجمعة /12 صفر /1433 هــ

بارك الله بكم وجزاكم الله كل خير... ونفعنا بشيخنا
محب الاحباب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-23-2012
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: ثمرة يوم الجمعة /12 صفر /1433 هــ

مرحبا بالاحباب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثمرة / 13 ربيع الأول / 1433 هــ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 06-06-2012 04:51 PM
ثمرة / 20 ربيع الأول / 1433 هــ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 06-06-2012 04:50 PM
ثمرة يوم السبت 27 / صفر /1433 هــ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 05-23-2012 02:28 PM
ثمرة يوم الأربعاء 3/ صفر / 1433 هــ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 4 03-07-2012 02:14 PM
ثمرة 17 محرم / 1433 هـ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 01-30-2012 12:33 PM


الساعة الآن 10:56 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir