أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار      لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير      
العودة   منتدى الإحسان > الصوتيات والكتب > المكتبة الرقمية

المكتبة الرقمية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي و الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
قديم منذ 4 ساعات
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 732
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي عقد اللّول من سيرة الزهراء فاطمة البتول

عقد اللول في سيرة البتول
الحمد لله الذي خلقَ كلَّ شيء فقدره تقديرا , أرسل سيدَنا محمدا صلى الله عليه و آله سلم إلى كافـة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا , واختص أهلَ بيت نبيه الكريم , بالأفضلية والتكريم , تشريفا لهم وتوقيرا , وقال في معرِضِ الثناء عليهم تنبيها للأمة وتذكيرا : (إنما يريدُ اللهُ ليذهبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيتِ و يطهِّركم تطهيرا) .
اللهم صل وسلم وبارك وكرِّم و مجِّد و عظِّم في كل لحظة أبدا على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.ثم أما بعد ,,,
فهذه كلماتٌ مضيئة , ولآلئُ وضيئة , عن سيدة نساء العالمين , أمِّ الغُرِّ الميامين , بَضعةُ الرسول صلى الله عليه و آله و سلم , سيدتُنا الزهراء , السيدةُ الشريفة فاطمة البتول رضي الله تعالى عنها وأرضـاها , وعليها بعد أبيها أزكى صلاة وأنماها.
و الحـديثُ عـن سيدتنا الزهراء رضي الله تعالى عنها شيقٌ وجميل , ممتعٌ و طويل , يقف الكاتبُ أمامه حائرَ التفكير ، عاجزاً عن التعبير , لا يدري من أين يبدأ ؟ وعما يتحدث ؟ ماذا يأخذ من مناقبها؟ وماذا يدع ؟ فهو أمامَ بحرٍ زاخر , بنفائسِ اليواقيت والجواهر. لقد زكت قولا وفعلا , وسمت فـرعا وأصلا.
مَن أمها ؟ مَن أبوها ؟ مَن بعلها ؟ مَن بنوها ؟ .
أبوها سيدُّ الكونين , و أشرفُ الثقلين , المِنَّةُ الكبرى على المؤمنين , و رحمةُ الله للعالمين , أنقذ الله به البشرِيَّة , من ضلالات الجاهلية , جاءنا بالكتاب المسطور , و أخرجنا الله به من الظلمات إلى النـور , صلى الله عليه وآله وسلم , و شرف و كرم و مجد و عظم.
و أمها الطيبةُ الطاهرة , ذاتُ المناقب الفاخرة , السيدةُ خديجة الكبرى رضي الله تعالى عنها من فازت بشرف الدنيا وسعادة الأخرى , أكرمها الله بأعلى وسام , فأهداها السلامَ مع سيِّدِنا جبريلَ عليه السلام , وبشَّرها ببيت في الجنة من قصب , لا صخب فيه ولا نصب .
و زوجها الإمامُ المرتضى , القائلُ كلمة الحق في الغضب والرضى , أسدُ الله الغالب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي الله تعالى عنه .
و أولادها السيدان الكريمان أبو محمد الحسن , و أبو عبد الله الحسين , ريحانتا سيِّدِ الكونين , فهما كما جاء في صحيح السنَّة , سيدا شباب أهل الجنة .
و سيداتنا زينب و أم كلثوم و رقية , و فضلهم معلومٌ و لهم مكانةٌ في قلب النبي المعصوم صلى الله عليه و آله و سلم مرموقةٌ علِيَّة , ثم سيدُنا المُحسِّنْ الذي توفي صغيرا , أولئك هم أفرادُ بيتها الطاهر , النجومُ الزواهر , الكرامُ البررة , الأئمةُ الخِيَرة , نجومُ أمنِ البرية وسفنُ النجاة من كل بلية , رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على أبيها سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الثاني
في ولادة ونشأة سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها
"ولدت سيدتنا فاطمة عليها السلام ، في بلد الله الحرام، قبل البعثة بخمسة أعوام، وكان ميلاد هذه النبتة الطاهرة، لعشرين من جمادي الآخرة، ففي يوم الجمعة الأزهر، سطع وجهها الأنور، فالحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر.وسماها أبوها فاطمة، لأن الله فطمها من النار الحاطمة،
ومن أسمائها: المباركة والزكية، والراضية والمرضية، وتسمى الزهراء، لأنها زهرة أفضل الخلق بلا مراء، ولقبت بالبتول، لانقطاعها للعبادة فيما تفعل وتقول، وكناها الرسول صلى الله عليه وسلم بأم أبيها، لما كان يجد عندها من حنان وعطف أودع فيها.
نشأت في بيت النبوة، معدن العلم والشرف والفتوة، حيث يغدو رسول الله ويروح، وتننزل الملائكة والروح، نشأت في ذلك البيت الفاضل، على أفضل الأخلاق وأحسن الشمائل، وكيف لا تكون كذلك وهي خريجة مدرسة أفضل الخلق على الإطلاق، الذي بعثه الله متمما لمكارم الأخلاق.
فمنه تعلمت الصدق والأمانة، والعفة والصيانة، تعلمت منه القرآن والحكمة، والرأفة والرحمة، والتواضع والعلم، والصبر والحلم، طبعت على أخلاق رضية، وشمائل نبوية، وأخلاق محمدية، أولاها ربها من الخيرات ما أولاها فرضي الله عنها وأرضاها.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الثالث
في جهاد وتحمل سيدتنا فاطمة الزهراء للدعوة
وقد نشأت هذه السيدة الطاهرة، منذ طفولتها الباكرة، مجاهدة صابرة، لقد شهدت الدعوة منذ بدايتها، وعاشت أحداثها إلى نهايتها، ويتجلى جهادها في مرافقة أبيها الكريم، منذ بداية الدعوة إلى الدين القويم، كانت معه إبان مواجهة الكفار، وما يلاقيه منهم من أخطار، وأتاح لها صغر سنها أن تسير معه حيثما سار .
وكبرت الزهراء وكبر معها عزمها الوقاد، وتطلعها للجهاد، فقد كانت يوم أحد مع المجاهدين، تضمد الجراح وتسقي المحتضرين، وفي يوم أحد كانت فاطمة الحبيبة، لجرح أبيها المداوية الطبيبة، كان علي يصب الماء وهي تغسل الدم من وجهه الشريف، ولما لم يتوقف النزيف، عمدت إلى حصير فأحرقته وضمدت برماده الجرح فالتأم، وتوقف النزيف وزال الألم، فأكرم بها من مجاهدة سابقة، مخلصة صادقة.
ويتجلى صبرها عليها السلام، في مواجهة الأحداث الجسام، صبرت على شظف العيش، حين قاطعتهم قريش، وصحبت أبويها في الحصار، وذاقت ما ذاقوا من جوع وإعسار، وإثر انتهاء أزمة الحصار العاتية، فقدت أمها الحانية، وتلقت كل ذلك بنفس راضية، وهكذا يكون المسلم في كل أطواره، راضيا بقضاء الله واختياره، وما الشجاعة غير صبر ساعة، والفوز في العقبى لكل صبار
﴿ سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الرابع
في زواج سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي المرتضى كرم الله وجهه
ولما بلغت ربيعها الثامن عشر، تقدم لخطبتها أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر، فردهم ردا جميلا، وأخبرهم أنه ينتظر في أمر زواجها تنزيلا، وقد اختص الله بذات الشرف والمناقب، سيدنا الإمام علي بن أبي طالب، وقبل أن يصل إلى الرسول، لخطبة الزهراء البتول، كان الوحي قد سبقه، بمباركة هذه الخطبة الموفقة.
فنال علي أغلى أمانيه وأعلى، حين قال له الرسول الكريمُ: (مرحباً وأهلا)، ولم يطل الانتظار، حتى بعث رسول الله في طلب كبار المهاجرين والأنصار، لينقل إليهم هذا الخبر السار، فلما التأم جمع هذه النخبة المختارة، سطعت أعلام هذه البشارة، وخطب رسول الله خطبته المشهورة، التي لم يزل في مثل هذه المناسبة مذكورة، فقال عليه الصلاة والسلام.
( الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطوته، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه، إن الله تبارك اسمه وتعالت عظمته ، جعل المصاهرة سببا لاحقا، وأمرًا مفترضا، وحكما عادلا، وخيرا جامعا، أوشجع بها الأرحام ، وألزم بها الأنام، فقال عزل من قائل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْرا ًوَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً﴾، فأمر الله يجرى إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء ُوَيُثْبِتُ وعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾.ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أني زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي بن أبي طالب.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بيننا وقال: (انتبهوا) فبينما نحن ننتهب، إذ دخل علي رضي الله عنه، فابتسم في وجهه، ثم قال: (إن الله قد أمرني أن أزوجك فاطمة، على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك)،
فقال: (قد رضيت بذلك يا رسول الله)، ثم إنه ألقى خطبة قال فيها:
( الحمد لله الذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد بالجنة من يتقيه، وأوعد بالنار من يعصيه، أحمده بجميع محامده وأياديه، وأشكره شكر من يعلم أنه خالقه وباريه، ومصوره ومنشيه ، ومميته ومحييه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تبلغه وترضيه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، تزلفة وتدنيه، أما بعد:فإن اجتماعنا مما قدره الله تعالى ورضيه، والنكاح مما أمر الله به وأذن فيه، وهذا محمد ، قد زوجني فاطمة ابنته، على صداق أربعمائة مثقال فضة، وقد رضيت بذلك وكفى بالله شهيدا).
ثم خر ساجداً، شاكرًا الله وحامدا، فلما رفع رأسه من السجود.
قال له صاحب المقام المحمود: (جمع الله شملكما وبارك عليكما وأخرج منكما الكثير الطيب).
فيالله من عقد مبارك، شهده كبار الصحابة، أولو الفضل والنجابة، النبي فيه هو الولي، والزوج هو الإمام علي، والزوجة هي الزهراء ذات القدر العلي.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الخامس
في وصف ليلة زفاف سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها
ولما أتم العقد المبارك الميمون، وقرت به من المحبين العيون، زفت الزهراء في موكب من أبهج المواكب، إلى بيت سيدنا الإمام علي بن أبي طالب، وسار موكب الزفاف في فرح واستبشار، يحف بها نساء المهاجرين والأنصار، حتى وصلن بها إلى بيتها الرفيع، بجوار بيت أبيها صاحب الجاه الوسيع.
وما أن أخذت مكانها في البيت الجديد، بجانب زوجها صاحب الحظ السعيد، حتى أقبل ذو الطلعة البهية، والغرة المحمدية، سيدنا محمد خير البرية، ليطمئن عليهما، ويقدم أحلى التهاني إليهما، فقال :
(جمع الله شملكما وأعز جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرًا طيباً).
فاستجاب الله دعاء نبيه لهما، وأخرج الكثير الطيب منهما، فكان منهما امتداد النسب النبوي الشريف، المنتمي إليه كل سيد وشريف ، فهم والقرآن متفقان، قرينان لا يفترقان، حتى يردا حوض سيد الأكوان، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل السادس
في جهاز ومهر سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها
وبعد أن عشنا لحظات هذا الزواج، وما صاحبه من فرح وابتهاج، يواجهنا سؤال ملح، يحتاج إلى جواب مفصح، ماذا عن مهر سيدة نساء العالمين، وماذا عن جهازها ؟؟ وهي بنت الصادق الأمين.
لعل في ذلك عبرة للأمة، ودروسا مهمة، فيما يكتنف أمر الزواج من الظلمة، والأمور المدلهمة، كغلاء المهور، والمباهات في القصور، والإسراف في الموائد، والانجارف مع العوائد، التي تلجيء الفقير إلى الاستدانة، وتجعل الغني ينفق ما في الخزانة.
فلتكن لنا قدورة وأسوة، بأهل بيت النبوة، ولنحذر من التكلف، الذي يفضي إلى التأسف، لقد كان مهرها وهي بنت النبي الأكرم، أربعمائة درهم!!
وذلك مبلغ ضئيل، وقليل جد قليل، لما شاع بين الناس من الآلاف المؤلفة، المرهقة المكلفة، أما علموا أن كثرة المهر لا يزيد المرأة فخرا؟ ، ولو كان الأمر كذلك لكانت فاطمة أولى بذلك وأحرى، أما علموا أن أبركهن أيسرهن مهرًا؟.
وماذا عن أثاث بيتها المنيف؟؟ لقد كان وسادة من أدم حشوها ليف، وخميلة ورحاءين، وسقاء وجرتين، فأين من هذا ما نحن عليه الآن؟ في هذا الزمان، من أثاث فاخر، مرهق وجائر ، يستنزف الأموال، ثم يرمى في سلة الإهمال، وماذا عن الحلي والثياب؟، يا أيها الأحباب؟ ، لقد زفت في بردين، وزينت من الفضة بسوارين، فأين من هذا ما عليه الناس، من فاخر اللباس وخواتيم الذهب والألماس، والأساور السميكة، التي تحول اليد إلى سبيكه، والطقوم المنوعة من الذهب، التي تبعث العجب ، ولا عجب، فهل لنا أن نرجع عما نحن فيه، من ضياع وتيه؟ ، هل لنا أن نتحول، من الصعب إلى الأسهل؟، إلى ما كان عليه الرعيل الأول؟، فهو أولى بنا وأجمل، والله المستعان وعليه المعول، وسلام على فاطمة فقد كان في زواجها عبرة لمن يتأمل
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل السابع
في ولادة ولدي سيدتنا فاطمة الزهراء ( الحسن والحسين ) رضي الله عنهم
ولما استقر الزوجان في بيتهما الجديد، على مقربة من سيدنا رسول الله صاحب الخلق الحميد، مرت بهما الأيام، في هناء ووئام، وهي وإن لم تكن حياة ترف وعيشة رغيدة، إلا أنها كانت هانئة وسعيدة.
وفي العالم الثالث من الهجرة استقبلا في فرح جلي، طفلهما البكر الحسن بن علي، وزفت البشرى بالنبأ السار، إلى النبي المختار، فجاء مسرعا إليه، وأخذه بين يديه، يتأمله والقلب بالفرح ممتلي، فإذا هو شبيه بالنبي لا شبيه بعلي، وكان أول ما وصل إلى سمعه، عند وضعه، صوت جده سيد الأكوان، حيث رتل في أذنه الأذان.
وقبل أن يكمل العامين، وضعت الزهراء شقيقه الحسين، فسر النبي بهذين الغلامين المباركين، وقرت بهما العين.
وقد شاء الله الكريم العلي، أن تكون ذرية المصطفى من فاطمة وعلي، من ابنيهما الحسنين، ريحانتي سيد الكونين.
وما برح رسول الله يزورهما بين الحين والحين، ويحفون به مستبشرين فرحين، فيا حبذا من محفل فخيم، ومجلس كريم، يجلس في صدره رسول الله، علي عن يمينه وفاطمة عن يسراه، والحسن والحسين في حجره ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فعليهم جميعاً بعد نبينا الكريم، أفضل الصلاة وأتم التسليم.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الثامن
في وصف حياة سيدتنا فاطمة الزهراء اليومية
ولقد كانت الزهراء في حياتها اليومية، مثلا عاليا للزوجة الوفية، ضربت أروع الأمثال، في الطاعة والصبر والاحتمال، دبرت شؤون منزلها بانتظام، وقامت بحقوق زوجها أحسن قيام.
طحنت حتى ورمت يدها، وقمت بيتها حتى أغبر عقدها، واستقت الماء حتى اشتكت صدرها، وأوقدت النار تحت القدر وكم قاست حرها.
فأين منها نساء اليوم، اللاتي استولى عليهن الكسل والنوم، ألا لينظرن إلى سيدة نساء العالمين، كيف دبرت شؤون منزلها بنفسها بعزم لا يلين، وليقلن تنويها بفضلها المبين، ما هذه من البشر ما هي إلا من الحور العين.
وحين بلغ بها وبزوجها من الجهد مالا يطاق، طلبا من النبي خادما يخفف عنهما هذه المشاق، فقال :
( لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ).
ثم جاء إليهما عليه الصلاة والسلام، وقد تهيئا للمنام، وتغطيا بقطيفة إن غطيا رأسيهما بدت الأقدام، فتأهبا للقيام، لاستقبال خير الأنام، فقال: مكانكما، وجلس بينهما.
ثم قال: ألا أدلكم بخير مما سألتماني، قالا: بلى، فقال: كلمات علمنيهن جبريل، تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا آويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين ، وأحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين فذلكما خير لكما من خادم، ثم ودعهما ومضى، بعد أن امتلأ قلب كل منهما بالسكينة والرضا.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل التاسع
في تكريم النبي ﷺ لابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها
وما زلنا مع صفحات ناصعة، من سيرة هذه السيدة المتواضعة، فقد كانت تحظى بالتكريم، من أبيها الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، كانت إذا أقبلت إليه يقوم لها تكريما وتوقيرا، ويجلسها في مجلسه تأنيسا وتبشيرا.
وكذلك كانت تفعل إذا جاء إليها، محبة ووفاء بالحق الذي عليها، وكان يكنيها بأم أبيها، إشادة بعطفها وتنويها، وإذا سافر كان آخر العهد بها، يسلم عليها ويودعها وإذا عاد من السفر بدأ بالمسجد ثم بفاطمة، فتتلقاه فرحة باسمه.
ومن مظاهر تكريمها وتأنيسها وتقديمها، أن جعل بيتها ملاصقا لبيته وبينهما نوافذ يطل عليها وتطل عليه، كلما دعت حاجة لديها أو حاجة لديه، وبينهما باب، يوصل إلى الأحباب، في أي وقت من ليل أو نهار، دون عناء أو انتظار، وكان بها عطوفا، وعليها رؤفا.
وهذه القصة المثيرة، من كتب السيرة، تصور لنا هذا الحنان الأبوي، والعطف المحمدي، خرج الرسول من بيته وقت الهاجرة، حيث امتنع عنه الهجوع، من شدة الجوع، إلا أن جوعه اختياري، لا اضطراري، فقد أبا أيوب الانصاري، ففرح به وبمن معه أشد الفرح، وقدم لهم عذقا فيه تمر ورطب وبلح، ثم قام وذبح، ثم جاء بالطعام طريا، واللحم مطبوخاً ومشويًا.
ولما أن جاء به إليه، ووضعه بين يديه، أخذ قطعة من اللحم ووضعها في رغيف، وطلب من المضيف، أن يذهب إلى فاطمة بهذه القطعة، على جناح السرعة، قائلا عليه الصلاة والسلام،
( بادر بهذه القطعة إلى فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام ).
وهكذا كان يخص ثمرة فؤاده، بمزيد من عطفه ووداده، وقد طبعت هذه السجية فيها، لأنها كانت أشبه الناس بأبيها، فكانت قبل وبعد عرسها، تبره وتوده وتؤثر على نفسها.
ومن هذا أن فاطمة رضي الله عنها ناولت الرسول كسرة خبز من شعير، فقال ما هذا، فقالت قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، فقال لها:
( هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام )،
وهكذا كانت لا يطيب لها أن تستأثر بطعام، حتى ينال منه أبوها عليه الصلاة والسلام.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل العاشر
في شيء من أخلاق سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها
ومن أخلاقها الزكية، وشمائلها المرضية، أن الجود والإيثار كان فيها سجية، وكذلك كان زوجها ذو الكرم والأريحية، ولذلك تعارفا، وتآلفا، وكان حظهم من النعيم موفورا
( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً )
ومما يروى في هذا المجال، من إيثارهما الذي هو مضرب الأمثال، ما قص الله في كتابه من وفائهم بالنذر، وإطعامهم الطعام على حبة ابتغاء الأجر، آثروا المسكين واليتيم والواقع في الأسر.
قال الله تعالى في الثناء عليهم تكريماً وتوقيرًا : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيرا ً)
تصدقوا بطعامهم فطورا وسحورا، وواصلوا الصيام وفاء بما كان منذورا، وقالوا إخلاصاً وصدقًا لا كذبا وزورا
( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَشُكُورا ً)
جدوا واجتهدوا في الأعمال الصالحة، واغتنو الطاعة في كل فرصة سائحة، وتاجروا مع الله فكانت تجارتهم رابحة، وكان مما قالوا موعظة وتذكيرا
( إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً)
أحسنوا العمل شكراً لله على نعمائه، وطلبا للمزيد من فضله وآلائه، وامتلأت قلوبهم من خوف الله ورجائه، وابتهلوا إلى ربهم أن يؤمنهم من الفزع الأكبر وأن يضاعف لهم أجورا
( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْم ِوَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً)
خافوا الله في الدنيا فأمنهم في الآخرة، وجعلهم من أهل الوجوه الناضرة، التي إلى ربها ناظرة، وأعد لهم من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر في الذاكرة، وناداهم المنادي بما يملأ القلب حبورا
( إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً )
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الحادي عشر
في انتقال النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى ولحوق سيدتنا فاطمة الزهراء به
ولما أكمل الله برسوله هذا الدين، وأتم النعمة على المؤمنين، وحباهم فتحا ونصرا مبينا، نزل قوله تعالى:
( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم ْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينا ً)
وكان في هذه الآية إشارة من طرف خفي، إلى دنو أجل هذا النبي الوفي.
وكان نزولها في حجة الوداع وقد كان يقول لأصحابه الكرام، في حجة هذا العام، خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، فلم تمض إلا مدة يسيرة بعد عودته من مكة، حتى ألمت به وعكة، حسبها المسلمون وعكة طارئة وتزول، إلا فاطمة فقد أصابها منها فزع وذهول.
ساورها من مرضه هذا خوف وقلق، حتى أنها تحس كأن قلبها قد انفلق، فجاءت إليه مسرعة، قلقة فزعة، فلما رآها مقبلة هش للقائها قائلا مرحبا بابنتي فأقعدها عن يمينه، فسارها بشيء فبكت ثم سارها فضحكت.
سارها بدنوا أجله فبكت خوفًا من الفراق، وسارها بأنها أول أهله لحوقا به فضحكت فرحاً بالتلاق.
وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وحزنت عليه حزنا لا يبلى، وقفت على قبره الشريف، تقول في اضطراب مخيف، بعد أن أخذت حفنة من تراب ضريحه، تشمه وتهنأ بريحه:
ماذا على من شم تربه أحمدٍ *** ألا يشم مدى الزمان غواليا
ٍصبت علي مصائب لو أنها *** صبت على الأيام عدن لياليا
ثم عادت إلى بيتها حزينة متألمة، ولم تر بعد ذلك متبسمة، حتى فاضت روحها إلى باريها، بعد ستة شهور من موت أبيها، ووقف عليّ على قبرها ، يسترجع ذكريات وفائها وبرها، وقال في حزن وخشوع، وعيناه تذرفان بالدموع:
لكل اجتماع من خليلين فرقة *** وكل الذي فوق التراب قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد *** دليل على أن لا يدوم خليل
وقال وقد فاضت دموعه، وانطوت على الحزن ضلوعه:
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني *** أرى الأرض تبقى والأحبة تذهب
أخلاي لو غير الحمام أصابكم *** عتبت ولكن ما على الموت معتب
وكانت وفاتها يوم الاثنين الثاني من رمضان في السنة الحادية عشرة من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وأزكى التحية، وعمرها حينذاك ثمان وعشرون سنة قمرية، وقيل: ثلاثون عاما بالسوية، فالحكم لله الكريم المتعال، والحمد لله على كل حال.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الثاني عشر
فيما اختص الله به سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها
وقد اختص الله هذه البرة التقية، الراضية المرضية، بخصائص عددية، ومزايا فريدة، نورد منها على سبيل المثال لا الحصر، ما يدل على أنها سيدة نساء العالمين ولا فخر.
فمن خصائصها أنها بضعة المصطفى، وكفاها بهذا فخرًا وشرفًا، فمن أغضبها أغضب رسول الله، ومن أرضاها فقد أرضاه.
ومن خصائصها كما ورد في صحيح السنة، أنها سيدة نساء أهل الجنة.
وجاء في حديث آخر عن خاتم النبيين، أنه قال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين.
ومن خصائصها أنها كانت أحب أهله إليه، وأحظاهم لديه، إذا أقبلت استقبلها بالترحيب، وتلقاها بثغر باسم وصدر رحيب، وأجلسها منه مجلس الحبيب من الحبيب.
ومن خصائصها التي اختصت بها من بين النساء، إنه كان لا يرى لها دم حيض ولا نفسا، فلم تفتها بسبب ذلك صلاة، منذ أن فرضت ليلة المناجاة.
ومن خصائصها أنها هي وزوجها وولديها أهل بيت النبي الطاهر، الذين اختصهم الله بالشرف الباهر، وقال في تخليد الثناء عليهم إكراماً وتوقيرا
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْت ِوَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾
ومن خصائصها أن من اتصل بيها بسبب أو نسب، فقد أدلى بسبب لا ينقطع إلى سيد العجم والعرب، قال من أنزل عليه القرآن بلسان عربي، سيدنا محمد إمام كل رسول ونبي،
(كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)...
ومن خصائصها أن الله حرم ذريتها على النار ، فقد جاء في الأخبار، عن النبي المختار،
( أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ).
ومن خصائصها التي لا مرية فيها، أنها أشبه الناس بأبيها سمتا وهديا، وكلاما ومشيا.
ومن خصائصها أنها لا تجوع، ببركة دعاء أبيها المسموع، فحينما رأى الجوع بلغ منها مبلغا عظيما، قال تسليما،
( اللهم مسبغ الجوعة، وقاضي الحاجة، ورافع الوضيعة، لا تجع فاطمة بنت محمد )،
قالت رضي الله عنها ما جعت بعدها أبدا.
ومن خصائصها ما اختصها الله به وزوجها من فضل مبين وقدر مكين، حيث قال لها سيد المرسلين، زوجك سيد في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين.
ومن خصائصها إظهار فضلها لأهل الموقف عامة، حين ينادي المنادي أيها الناس غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفصل الثالث عشر
في ختام سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء العطرة
وفي رياض هذه السيرة العطرة، في رحاب مدرستها النيرة، نقتبس بعض الدروس، التي تطمئن بها القلوب وتهذب النفوس، نختار ثلاثة دروس سنية، تكون نبراسا للأمة المحمدية، فأنصتوا لبث هذه الدروس وانتبهوا، فإنها تبث على قناة
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه ُوَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)
وأول هذه الدروس المستوحاة، من سيرة فاطمة بنت رسول الله، التأسي بصفاتها النبيلة ، وأخلاقها الجميلة، ومن أبرز ذلك :
سلامة الجنان، وحفظ اللسان، فلا يجري لسانها بغير الحق، ولا ينطق إلا بالصدق، حفظت لسانها من الأدواء الذميمة، لا كذب ولا غيبة ولا نميمية، صادقة في قولها، صادقة في فعلها، حتى قالت عائشة رضي الله عنها إخبارا عن صدقها وتنويها، ما رأيت أحدًا أصدق من فاطمة غير أبيها.
كيف لا تكون كذلك وقد تلقت عن أبيها أفضل الأخلاق، ومحاسن الآداب:
( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)
والدرس الثاني نهديه إلى الآباء والأمهات، لتفقد أحوال الأبناء والبنات، وتوجيههم إلى الأعمال الصالحات، فمع ما كان عليه الإمام المرتضى، وفاطمة الرضا، من علم ويقين، وتمسك بالدين، وثبات عليه، ودعوة إليه.فقد كان حين يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة أهل البيت
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْت ِوَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
فلتكن لنا في رسول الله أسوة حسنة في الحث على صالح الأعمال، وقدوة بأهل بيت النبوة في الطاعة والإمتثال، فيا أيها الآباء والأمهات اتقوا الله في أولادكم، وفلذات أكبادكم، مروهم بالعمل الصالح ليتعودوه، وينشأوا عليه ويحبوه، فإن المرء ينشأ على ما عوده أبوه، وبذلك يحيون حياة سعيدة لا ضياع ولا اكتئاب
( ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) .
والدرس الثالث نهديه إلى النساء المؤمنات، القانتات الحافظات، فليكن على حذر، مما يحيط بهن من خطر، ليحذرون دعوة المارقين، من الأخلاق والدين، الذين يزينون للمرأة ترك الحجاب، والتمرد على الدين والآداب، وليسمعن بآذان صاغية، وقلوب واعية، هذا السؤال الذي وجهه النبي إلى ابنته العالمة، السيدة فاطمة، حيث قال لها:
ما خير للمرأة، فقالت كلمتها التي لا يزال الرواة يروونها: ( ألا ترى الرحجال ولا الرجال يرونها )،
فسر منها بهذا الجواب المفيد المغني، وضمها إلى صدره وقال:
( إنما فاطمة بضعة منى)،
وقد رسمت بهذا للمرأة المؤمنة، خطة آمنة، حتى لا تكون مفتونة ولا فاتنة، فأمعنوا النظر في السؤال والجواب، واعملوا بذلك تظفروا بحسن الثواب،
( الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُم ْوَحُسْنُ مَئَابٍ).
وهنا وقف اليراع، عن محاولة مالا يستطاع، فأنى له أن يحيط، بلآلئ البحر المحيط، فمناقب الزهراء ودروس حياتها المفضلة، بحر عميق لا ساحل له، يمتد من بحر أبيها سيدنا محمد، وشرف ومجد، وفي هذا القدر كفاية، لمن كتب الله له الهداية.
وبهذا تم انتظام عقد اللول، من سيرة الزهراء فاطمة البتول، فما كان من صواب فمن الله أحمده وأشكره، وما كان من خطأ فمن نفسي أتواب إلى الله واستغفره، والإنسان يخطئ ويصيب، والله يغفر ويثيب ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
رضي الله عن فاطمة الزهراء وأرضاها ، وصلى الله على سيدنا محمد أزكى صلاة وأنماها ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
عقد اللول في سيرة البتول
للشاعر الأديب السيد / محمد حسن الحداد
نفعنا الله به وبمن كتب عنهم وبسائر الصالحين آمين ..
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عقد الراية وحلها admin ركن وادي الفرات 0 08-10-2010 02:27 PM
فاطمة الزهراء عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 11 11-13-2009 03:15 PM
صور من بعض ملابس السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم ساره المقدسات الاسلامية 3 04-26-2009 02:09 AM
«بنات اليوم» يشترطن في عقد الزواج طلبات خيالية! طيبه القسم العام 2 03-28-2009 04:51 PM
فاطمة الزهراء عبدالقادر حمود الانشاد والشعر الاسلامي 2 08-27-2008 06:40 PM


الساعة الآن 11:42 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir