هو ملك لكنه ملك من طراز نادر . قيل انه لم يمر على تاريخ الدولة السعودية اذكى منه. مميز في سياسته . هو فيصل بن عبدالعزيزآل سعود رحمه الله . اجمع الناس على الاعجاب به حتى ولو اختلفوا مع بقية ملوك السعودية.


اشتهر بمواقفه السياسية تجاه الولايات المتحدة الامريكية حيث كان صاحب المقولة المشهورة التي قرّع بها كيسينجر وزير خارجية أميركا: "نحن كنا ولا نزال بدو, وكنا نعيش في الخيام, وغذاؤنا التمر والماء فقط، ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه. أما أنتم الغربيون فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط؟".


كان محبا للتضامن الاسلامي والعربي حيث أسس منظمة المؤتمر الأسلامي عام 1381 هـ - 1962م. وكان له دور بارز في العالم العربي حيث اشتهر بمواقفه في لم الشمل العربي ومواجهة اسرائيل. واعترف بذكائه الرئيس جمال عبدالناصر والملك حسين حيث كانوا يستشيرونه دائما فيما يخص المواقف العربية. كما أن الملك فيصل أستطاع بعد توفيق الله من قطع علاقات أكثر من 42 دولة مع أسرائيل .



أكد على نيته في الحج للقدس في حديث لمرافقيه وقيل ان هذه المقولة بالاضافة الى موقفه في قطع النفط قد دفعا بأمريكا الى اغتياله
حيث هدد بإغلاق جميع آبار النفط إذا لم تعد القدس للمسلمين. مما أدى بفنزويلا الى ارسال مبعوثها له لكي يتفاهموا وقد استقبله الملك فيصل بطريقه حكيمه وذكية تناقلها الناس . قبل وصول المبعوث الفنزويلي كان الملك فيصل رحمه الله قد خرج الى البر في مخيمـه ( مخيمه رحمه الله كان بسيطا ) وقد طلب من مستشاريه ان يستقبلوا المبعوث ويأتوا به براً الى مقر اقامة الملك . وفعلوا ذلك حيث عبروا به الصحاري على النفود ولمدة طويله . واكثر من مره تعثرت سيارته وسط الرمال. ونفذ الماء حتى وصل الى الملك فيصل وهو في حاله يرثى لها . فأجلسه الملك فيصل وقدم له القهوه والتمر ثم قال هكذا نحن نعيش . لا يهمنا النفط ! ورجع المبعوث الى بلده مذهولا برساله الى الغرب .




وعلى الصعيد الداخلي . كان الملك فيصل يقوم بجولات سرية في مدينة الرياض متنكرا . لكي يعرف أحوال شعبه . حيث يقال انه ركب ذات مره مع صاحب سيارة أجره وسأله كيف حالك . فرد عليه : الحمدلله . فسأله : وش رايك بالملك فيصل ؟ فقال صاحب التاكسي : قعيطي ( بخيل ) ماشفنا منه خير ! فأعطاه الملك فيصل سياره جديده وقال له فلوس المسلمين ما اقدر اعطيها كل واحد !.



ومن المواقف ايضا ما ذكره اللواء الميمان قائد حرس الملك فيصل حيث يقول كنا في زيارة الى الجنوب وفي احدى القرى اتى رجل ثلاثيني سلم على الملك فيصل فقال له الملك فيصل من انت ؟ فقال هذا الرجل انا عيسى ابن مريم ! فصفعه الملك فيصل وقال كيف تدعي النبوه ومن حكمة الملك فيصل ان امر مرافقيه ان يتأكدوا من سلامة عقل هذا الرجل فتبين لهم انه معتوه . فتركه .

وكان الملك فيصل رحمه الله مقتصدا وينفق المال على أصوله وقيل ان سبب عزله لأخوه الملك سعود هو خوفه سوء تصرف الاخير في المال .



فهو رجل صاحب فكر تطويري . غير المجتمع السعودي

فتميز عهد الملك فيصل بعصر النهضة والتطور في شتى المجالات فقد قفزت المملكة اقتصاديا وانفتحت على العالم . ويقال ان النهضه التي كانت في بداية عهد الملك فهد رحمه الله هي ثمرات تخطيط وجهود الملك فيصل .

ومن اصلاحاته ان فتح باب التعليم الرسمي امام البنات ، حيث كان 22 في المائة من الذكور يذهبون إلى المدرسة مقابل 2 في المائة من الاناث فقط. فاعترض على قراره قسم من العلماء يؤيدهم في ذلك بعض الأهالي وخصوصاً في المناطق الاشد محافظة من غيرها. وفي احد الاجتماعات سأل فيصل العلماء: "هل هناك آية في القرآن تحرم تعليم البنات؟" ولما حاروا جواباً تابع: "بما أن على كل مسلم ان يحصل العلم نحن نفتح المدارس، ولا احد سيمنع الأهل الراغبين في إرسال بناتهم اليها، ويمكن للآخرين أن يقرروا إبقاء بناتهم في البيت، لن نجبر احداً على ذلك."



وقامت مجلة التايم الأمريكية بتسميته «رجل العام» لسنة 1974 م. وكان شخصيه عالمية .

وضع الخطط الخمسية الطموحة للبلاد ووضع نظام المناطق الأدارية وهو من جلب الشركات الأستشارية الخارجية لدعم مؤسسات الدولة الخدمية وهو أيضا من رفع أسم المملكة عالميا وجعل لها نفوذا وهيبة وأحترام على المستوى العربي والأسلامي والعالمي.


فزعيم اسطوري كهذا لا بد أن تكون نهايته مختلفه . فهو الملك السعودي الوحيد من مات مقتولا !



الملك فيصل محمولا الى مقبرة العود

ففي يوم الثلاثاء 25 مارس 1975, قام فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود بإغتياله عن طريق إطلاق النار على الملك فيصل وهو يستقبل الكاظمي وزير البترول الكويتي في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلا. خلفه من بعده ولي العهد خالد بن عبدالعزيز آل سعود في حكم المملكة. ويعتبر مخطط أغتيال الملك فيصل بيد أحد أفراد الأسرة الحاكمة حادثة رهيبة أحزنت الملايين من العرب والمسلمين ولم يتأكد حتى الآن السبب الحقيقي وراء حادثة الإغتيال لكن من دوافع أمريكية بريطانية متوقعة وراء اغتياله وذلك بسبب البترول.