
لا يرقبون إلاً
لا يرقبون إلاً
إسماعيل ديب
من الكلمات الغنية بالمعاني كلمة ألّ، وألّ في “مقاييس اللغة” الهمزة، واللام في المضاعف ثلاثة أصول: اللّمعان في اهتزاز، والصّوت، والسّبَب يحافَظ عليه، وقال الخليل وابن دريد: ألّ الشيءُ، إذا لمع. وقال ابن دريد: وسمِّيت الحربة ألّة للمعانها.
وألَّ الفرسُ يئل ألاّ، إذا اضطرب في مشيه.
وألّت فرائصُه إذَا لمَعتْ في عَدْوه. قال:
حتّى رَمَيتُ بها يئِلُّ فريصُها وكأنَّ صَهْوَتَهَا مَدَاكُ رُخامِ
وألّ الرّجلُ في مِشْيته اهتزّ. قال الخليل: الأَلّة الحربة، والجمع إلالٌ. قال:
يُضيءُ رَبابُه في المُزْن حُبْشاً قياماً بالحِراب وبالإلالِ
ويُقال للحربة الأليلة أيضاً والأَليل. قال:
يُحامِي عن ذِمار بني أبيكم ويطعن بالأَليلة والأليلِ
قال: وسمّيت الألّةَ لأنها دقيقة الرأس.
وألّ الرجل بالألّة أي طعن.
وقيل لامرأةٍ من العرب قد أُهْترَت: إنّ فلاناً أرسل يخطُبك. فقالت: أَمُعْجِلي أَنْ أَدَّرِيَ وأَدَّهِن، ما لَه غُلَّ وأُلَّ! قال: والتأليل تحريفك الشيء، كرأس القلم.
والمؤلَّل أيضاً المُحدَّد. يقال أذُنٌ مؤلّلة أي محدّدة، قال طرفة:
مؤلّلتان تَعْرِفُ العِتْق فيهما كسامعتَيْ شاةٍ بحومَلَ مُفْرَدِ
وأذن مألولةٌ وفرَسٌ مألول. قال: ويقال يومٌ أليلٌ لليومِ الشديد. قال الأفوهُ:
بكلِّ فتىً رَحيبِ الباعِ يسمُو إلى الغاراتِ في اليوم الأليلِ
قال الخليل: والأَلَلُ والألَلاَنِ: وجها السكين ووجها كلِّ عريض. قال الفرّاء: ومنه يقال لِلَّحمتين المطابقتين بينهما فجوة يكونان في الكتف إذا قشرت إحداهما عن الأخرى سال من بينهما ماء: ألَلاَنِ.
وقالت امرأةٌ لجارتها: لا تُهْدِي لضَرّتِكِ الكَتِفَ، فإن الماءَ يجري بين أَلَليْها. أي أَهْدِي شرّاً منها.
وأمّا الصوت فقالوا في قوله:
وطعَن تُكثِر الألَلَيْنِ مِنهُ فَتاةُ الحيّ تُتْبِعُهُ الرّنينا
إنّه حكاية صوت المولول. قال: والأليل الأنين في قوله: وقال ابن ميّادة:
وقُولا لها ما تأمُرِينَ بوامقٍ لَهُ بعدَ نَوْمات العُيونِ أَلِيلُ
قال ابن الأعرابيّ: في جوفِه أليلٌ وصليل.
وسمعت أليل الماء أي صوته. وقيل الأليلةُ الثُّكْل.
وأنشد:
وليَ الأَليلةُ إن قتلت خُؤُولتي ولِيَ الأليلةُ إن همُ لم يُقْتَلوا
قالوا: ورجل مِئَلّ، أي كَثير الكلام وَقّاعٌ في الناس. قال الفرَّاءُ: الألُّ رفع الصوت بالدُّعاء والبكاء، يقال منه ألّ يئِلُّ أليلا. وفي الحديث: “عجِبَ ربُّكم من أَلِّكم وقُنوطكم وسرعةِ إجابته إيّاكم”.
وأنشدوا للكميت:
وأنتَ ما أنتَ في غبراءَ مُظلمَةٍ إذا دَعَت ألَلَيْهَا الكاعبُ الفُضُلُ
والمعنى الثالث الإلُّ الرُّبوبية.
وقال أبو بكرٍ لمّا ذُكِرَ له كلامُ مسيلمة: “ما خرج هذا من إلٍّ”، وقال الله تعالى: (لا يَرْقُبُونَ في مُؤْمِنٍ إلاًّ ولاَ ذِمَّةً...) “سورة التوبة، الآية رقم - 10”. قال المفسرون: الإلُّ الله جلّ ثناؤه.
وقال قوم: هي قُرْبى الرّحِم. قال:
هم قطَعُوا منْ إلِّ ما كانَ بيننا عُقوقاً ولم يُوفُوا بعهدٍ ولا ذِمَمْ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات