سأحفـط غسّانـاً، علـى بعـد داره،وأرعاه حتّـى نلتقـي يـوم نحشـر. |
وإنّي لفي شغلٍ عن النّاس كلّهم،فكفّوا، فما مثلي من النّاس يغدر. |
سأبكي عليـه، مـا حييـت، بدمعـةٍتحـول علـى الخدّيـن منّـي فتكثـر |
غـدرت، ولـم ترعـي لبعلـك حرمـةً،ولم تعرفي حقّاً، ولم ترعي لي عهدا |
غـدرت بـه لمّـا ثـوى فـي ضريـحـه،كذلك ينسـى كـلّ مـن سكـن اللحـدا |
حلفت لكي تعلمن أنّي صادقٌ،وللصّدق في خير الأمور وأنجح |
لتكليـم يـومٍ مـن بثينـة واحــدورؤيتهـا عنـدي، ألــذّ وأمـلـح، |
من الدّهر أن أخلو بكنّ فإنّمـا،أعالج قلباً طامحاً حيث يطمـح |
وكنّـا كـزوجٍ مـن قطـا فـي مفـازةٍلدى خفض عيشٍ معجبٍ مونقٍ رغد |
أصابهـمـا ريــب الـزّمـان فـأفــرداولم أر شيئاً قـطّ أوحـش مـن فـرد |
وكنّا كغصني بانـةٍ وسـط دوحـةٍنشم جنا الجنّات في عيشةٍ رغد |
فأفرد هذا الغصن من ذاك قاطعٌفيا فـردةٌ باتـت تحـنّ إلـى فـرد |
قريبٌ صدّ، بعيدٌ وصل،جعلت منـه لـي مـلاذا |
فعاتـبـوه، فــزاد شـوقــاًفمات عشقاً، فكان ماذا؟ |
فإن تسألاني عن هواي، فإنّهبملحود هذا القبـر، يـا فتيـان |
وإنّي لأتسحييه والتّرب بيننـا،كما كنت أستحييه وهو يراني |
إنّ الذي سمك السّماء بنى لنابيـتـاً دعائـمـه أعــزّ وأطــول |
بيـتـا زرارةٍ مـحـتـبٍ بفـنـائـهومجاشعٌ وأبو الفوارس نهشل |
أخزي الذي سمك السّماء مجاشعاًوأحـلّ بيتـك بالحضـيـض الأسـفـل |
يخيّل لي، أبا عمرو بن كعب،بأنّك قد حملـت علـى سريـر |
فإن يك هكذا، يا عمرو، إنّـيمبكّـرةً عليـك إلــى القـبـور |
هل أخبر القبـر سائليـهأم قــرّ عيـنـاً بزائـريـه |
أم هل تراه أحاط علمـاًبالجسد المستكين فيـه |
يا جبـلاً كـان ذا امتنـاعٍوطــوداً عـــد لآمـلـيـه |
يـا نخلـةً طلعهـا نضـيـديقرب من كفّ مجتنيـه |
يا موت ماذا أردت منّيحقّقت مـا كنـت أتّقيـه |
دهرٌ رماني بفقـد إلفـيأذمّ دهــري وأشتـكـيـه |
أمّنـك الله كـلّ خــوفٍوكـلّ مـا كـنـت تتّقـيـه |
أسكنك الله فـي جنـانٍتـكـون أمـنـاً لساكنـيـه |
إذا غمضـت فوقـي جـفـون حفـيـرةٍمن الأرض فابكيني بما كنـت أصنـع |
تعـزيـك عـنّـي بـعـد ذلـــك سـلــوةٌوإن ليس فيمن وارت الأرض مطمع |
ذكــرت فـراقـاً والـفـراق يـصــدّع،وأيّ حـيــاةٍ بـعــد مــوتــك تـنـفــع. |
إذا الـزّمـن الـغــدّار فـــرّق بيـنـنـا،فمالي في طيّبٍ من العيش مطمع. |
فلو أبصرت عينـاك عينـيّ أبصـرت،شآبيـب جـدرٍ غيثـهـا لـيـس تقـشـع |
وليس لإخـوان النّسـاء تطـاول،ولكـنّ إخـوان الرّجـال يـطـول. |
فلا تبخلي بالدّمع عنّي فإنّ من،يضنّ بدمعٍ، عـن هـوىً، لبخيـل. |
فما لي إلـى ردّ الشّبيبـة حيلـةً،ولا لي إلى دفع المنـون سبيـل. |
وإنّ لداتي قد مضـوا لسبيلهـم،وإنّ بـقـائـي بـعـدهـم لقـلـيـل. |
بكـى مـن صــروفٍ خطبـهـنّ جلـيـلومـن ذا بــه عـمـر الحـيـاة يـطـول؟ |
ومن ذا الذي ينعى على حدث الرّدى،وللمـوت فـي أثـر النّفـوس رســول. |
وكـلّ جليـلٍ سـوف يلـقـى حمـامـه،وكــــلّ نـعـيــمٍ دائــــمٍ ســيـــزول. |
لي الويل، إن عمّـرت بعـدك ساعـةً،وإنّ كـثـيـر الـويــل لــــي لـقـلـيـل. |
وتـزعــم أنّـــي لا أجــــود بـعـبــرةٍ،إذا نجـمـه قــد حــان مـنـه أفـــول. |
ومـن ذا الـذي أبكـي لـه، إن فقدتـه،سـواك، ومـن دمعـي علـيـه يسـيـل. |
فــلا وقـيـت ريــمٌ، إذاً، مــا تـخـافـهإذا نــــــاب لــلــزّمــان جــلــيـــل. |
ولا لـقـيـت يـــوم الـقـيـامـة ربّــهــاومـيـزانـهــا بـالـصّـالـحـات ثـقــيــل |
إذا ماسـخـا قـلـب امــرىءٍ بـمـودّةٍ،فقلـبـي بــودٍّ عــن ســـواك بـخـيـل. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وفــاء الـنـســـاء في أخـبـار الـنـســـــاء | ساره | القسم العام | 3 | 09-22-2009 01:48 PM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها